وصف الجنة

وصف الجنة للشيخ حسن الحسيني يتحدث الشيخ حسن الحسيني عن الجنة باعتبارها المكان الذي يتمناه المؤمنون، حيث يصفها بأنها "الأمنية الغالية" التي يسعى إليها المؤمنون عبر العصور. يشرح كيف كانت الجنة في قلوب السلف الصالح شعلة تحركهم للعبادة والتضحية والفداء. ويذكر في الحلقات قصص كثيرة عن السلف كما يتحدث عن الجنة باعتبارها "المرغوب الأعظم" عند المؤمن، ودخولها هو الأمل الذي يتراءى له في رحلة الحياة. يشرح كيف اشتعلت نار الشوق إلى الجنة في قلب عثمان بن عفان ...

الجنة.. الأمنية الغالية

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيالجنة.. الأمنية الغالية"الجنة".. الحديث عنها محبّبٌ إلى النفوس المؤمنة، "الجنة" تلك الأمنيةُ الغالية، التي سعى إليها المؤمنون على مرِّ العصور، "الجنة" كانت في قلوب الصّالحين شُعلةً تحركهم، لضرب أعلى أمثلة العبادة والتضحية والاجتهاد./ مرَّ رسولُ الله e بياسر وعمّارٍ وأمِّ عمار، وهم يعذَّبون في مكة، فقال لهم: "صبرًا آل ياسر! فإنَّ موعدكم الجنة"، وتظل الذكرى خالدةً في قلب عمار، ويمتلئ قلبُه حبًا للجنة وشوقًا لها، فلمَّا رأى عمارٌ المسلمين يفرُّون في معركة اليمامة، وقد اشتدّ القتال ضدَّ المرتدّين، وقف عمّارٌ على صخرةٍ وأشرف يصيح فيهم: "يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرّون ؟ أنا عمار بن ياسر، هلمُّوا إليّ" وقد قطعت أذنه يومئذٍ، فصارت تتذَبذبُ، وهو يقاتل أشد القتال! / "الجنة" تلك الغاية الكريمة، التي ترنو إليها العيون الحالمة، وتهفو إليها النفوس المؤمنة، ويستعذبُ عاشقها العذابَ في سبيل الفوز بها، "الجنة" أعظم مرغوب عند المؤمن، ودخولُها والانتهاء إليها أملٌ يتراءى له في رحلة العمر، التي تستغرق حياتَه كلَّها../ لما اشتعلت نارُ الشوق إلى الجنة في قلب عثمانَ بنِ مظعون رضي الله عنه، وهام بها قلبه، أنكر على من تعدَّى على هذا الجمال، ولو كان هذا التعدّي في بيت شعر! فحين مرَّ عثمان على الشّاعر لبيد بن ربيعة وهو ينشد شعرًا: "ألا كلُّ شيء ما خلا الله باطل"، فقال عثمان: صدقت، فأكمل لبيدٌ شطر البيت الآخر، وقال: "وكل نعيمٍ لا محالة زائل"، فقال عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول!!/ أيّها المشتاق للجنّة.. هذه الحلقات ليست هروبًا من الواقع إلى الخيال، ولا فرارًا من عالَمِ الشهادة إلى عالَم ِالغيب، ولا محاولةً لإحداث غيبوبة لوعيك، لأخذك بعيدًا عن دنياك، أبدًا.. بل الحديث عن "وصف الجنة" هو حل لمشاكل الدنيا، لكن بطريقة الآخرة! الحديث عن "وصف الجنة" هو طريقٌ لإصلاح الحياة الحاضرة!/ نريد الحديث عن "وصف الجنة" لننطلق إلى عمارة الأرض، التي أمرك الله بعمارتها، طمعًا في الثواب الأعلى، والأجر الأغلى! الحديث عن "وصف الجنة" ليست محاولة لإلغاء الدنيا، ولا أن تطردها، ولا أن تنسى حظّك منها، بل بالعكس تمامًا، أريدك أن تُدخل الدنيا في دائرة اهتمامك، لأنّ الدنيا هي السوق التى فيها تشتري الجنة، الدنيا.. فيها السوق التي يُباع الرضوان بين جنباتها، فعلى العاقل أن يقتنص كلَّ فرصة فيها، لتوصله إلى الجنة! عُميرُ بنُ عمرو الأنصاريُّ رضي الله عنه، قطعت رجله يوم حنين، فقال له النبي ﷺ مُبشرًا : "سبقتك إلى الجنة"!/ إذن.. فالحديث عن "وصف الجنة" ليس مجرد حديثٍ عن الموت وما بعد الموت، بل.."وصف الجنة" هو حديث عن الحياة، وكيف تملأها؟ وبمَ تملأها؟/ "وصف الجنة" هو حديثٌ عن الرُّقيِّ بالنفس، وحفظِ القلب، وصيانةِ الجوارج، وكيف تخطط لحياتك؟ وكيف تتفوق في دراستك؟ وكيف تتقن عملك؟ وكيف تضبط علاقاتك؟ وكيف تُسعد أهلك، وكيف تصلُ رحمك؟ وتفعل كلَّ هذا.. طاعةً لله، ونصرة لدين الله، وخدمة لعباد الله، والحافزُ الذي يدفعُك لذلك هي: الفوزُ برضا ربّك، والوصولُ إلى الفردوس التي سكنت قلبك. اللهم اجعلنا من أهلها.. آمين © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-03
05:10

الجنة قريبة

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيالجنة قريبة..تأمل.. تكريم الله لعباده المتّقين في الآخرة! قال تعالى:{ وأزلفت الجنة للمتقين غيرَ بعيد} نجد التكريم في كل كلمة، وفي كل حركة. فالجنة تقترب وتتزيّن، فلا يُكلَّف أهل الجنَّة مشقةَ السير إليها، بل الجنة هي التي تجيء وتقترب: {غيرَ بعيد}! كيف؟ لا نعلم، لكنه تكريمٌ لأهل الجنّة!/ ونعيمُ الرضى يتلقَّاهم مع الجنة: { هذا ما توعدون لكل أوَّاب حفيظ* من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب}.. فيوصف أهل الجنّة بهذه الصفات النبيلة، فهم في ميزان الله: أوابون، حفيظون، خائفون من الرحمن ولم يشهدوه، منيبون إلى ربهم طائعون. ثم يؤذن لهم بدخول الجنة بسلام: { ادخلوها بسلام، ذلك يوم الخلود }. ثم يأتي الإعلان في الملأ الأعلى، تنويهًا بشأن أهل الفلاح، وإخبارًا بما لهم عند الله من حظٍّ ونصيب: { لهم ما يشاءون فيها ، ولدينا مزيد }.. أهل الجنّة مهما تمنّوا واقترحوا وطلبوا، فلن يبلغوا أبدًا ما أعدَّ الله لهم، وإن أتت الزّيادة من الله، فهي تأتي مفتوحةً، بلا حدٍّ ولا عدد!/ أيّها المشتاق للجنّة.. قال بعض أهل العلم: "إنّ كل إنسانٍ يعمل صالحاً في الدنيا، كأن الجنَّة تقترب منه"، فإن أردت أن تكون في جنَّةٍ وأنت في الدنيا؟ استقم على أمر الله، فالقاعدة هنا: "إن أردت أن تقترب منكَ الجنة في الآخرة، فاقترب أنت منها في الدنيا"، قال رسول الله ﷺ: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنارُ مثلُ ذلك".. سبحان الله! شراك نعلك الذي في رجلك، والله إنَّ الجنة والنار أقرب إليك منه، فإذا أتتك المنية تَحَدَّدَ مصيرُك!/ الحقيقة.. أن الإنسان أحياناً يقترب من الشيء قرباً سببيًّا، فلو أن الطالب مثلاً درس الكتاب جيداً اقترب من النجاح، ولو درس الكتاب الثاني اقترب أكثر، وإذا أتقن كل المواد، صار بينه وبين النجاح قاب قوسين، هذا اقترابٌ سببي، فكلَّما عملت الصالحات، وطبَّقت منهج الله في الدنيا، فأنت قريبٌ من الجنَّة، التي وعد الله بها عباده المتقين، ماذا بينك وبين جنَّة الآخرة؟ ليس بينك وبين جنَّة الآخرة إلا أن تموت فقط./ قُبيل معركةِ بدر.. أخذ النبيَّ ﷺ يرغِّب الصّحابة في الجنة، وكانت في يدِ عميرِ بنِ الحمام الأنصاري t، تمرات يأكلهن، فقال: بخٍ بخٍ، ما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء! فألقى التمر من يده، وأخذ سيفه فقاتل حتى قتل t! فالإنسان المستقيم ليس بينه وبين جنَّة الدنيا إلا أن يستقيم، فإذا استقام أقبل على الله عزَّ وجل، وصار في جنَّة!/ ولقد كثَّر الله سُبُلَ دخول الجنة ويسَّرها، حتى جعلها أقرب لأحدنا من شراك نعله لمن وفقه الله، وكذلك النار أقرب لأحدنا من شراك نعله، لمن تعدّى وظلم، وأتبع نفسَه هواها، وتمنى على الله الأماني الكاذبة! فالسعيد من جد وشمَّر، وحاسب نفسه، وراقب حاله، وأكثر من الحسنات، وجانب السيئات، واستعان على ذلك بكثرة التوبة والإنابة لرب الأرض والسموات، وعافاه الله من التسويف. اللهم إنا نسألك الجنة وما يقرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما يقرب إليها من قول أو عمل.. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-05
05:16

البحث عن جنة الدنيا

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيالبحثُ عن جنةِ الدنياالحياة الطيبة، السرمديةُ والكاملةُ من كل الوجوه، لن تجدها في الدنيا! لأن موطنها في الجنة! كما قال الله: (وإنَّ الدار الآخرة لهي الحيوان) لهي الحيوان: أي الحياة الكاملة، فحياة الدنيا لا تخلو من المصائب والأكدار! إلا أنَّ المؤمن يختلفُ عن غيره، فعنده إكسيرٌ يجعل المحنة منحة، والنقمةَ نعمة، والعذابَ عذْبا، والمصائبَ ثوابا، وذلك بصبره على قدر الله، فتراه يعيش مطمئنَّ البال، مستقيمَ الحال، مرتاحَ الضمير، يتقلَّب بين واحات الإيمان في جنة الدنيا! وإن كانت المصائبُ تُحيط بكيانه، والأمراضُ تفتك بجسمه، نعم.. فالمؤمن دائمًا في خيرٍ وإلى خيرٍ، قال النبي e: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كلَّه خير، إن أصابته سراءُ شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرا له، وليس ذلك إلا للمؤمن)! وجَد بلال بن رباح t حلاوة الإيمان، في واقعٍ مؤلم، حينما كان يعذّب في رمضاء مكة، فسئل: كيف صبرتَ يا بلال؟ قال: "مزجتُ حلاوة الإيمان، بمرارة العذاب، فطغَت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب؛ فصبرت"! {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} بالمال تطمئن الجيوب، وبالطعام تطمئن البطون، وبالزوجات تطمئن الفروج! لكنَّ القلوب.. لا تطمئن بالمال ولا بالشهوات ولا بالطعام! إنّما بذكر الله تطمئن القلوب! قال ابن القيّم: "إنّ في القلب شَعَثٌ لا يَلُمُّه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشةٌ لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حُزنٌ لا يذهبه إلا السرور بمعرفته، وفيه قلقٌ لا يسكنه إلا الاجتماع عليه، وفيه نيرانُ حسراتٍ لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه، وفيه فاقةٌ لا يسدها إلا محبتُه والإنابةُ إليه ودوامُ ذكره وصدقُ الإخلاص له، ولو أعطي الدنيا وما فيها، لم تُسَدَّ تلك الفاقة منه أبدًا"! ولهذا قال ابن تيمية: "إنَّ في الدنيا جنة من لم يدخلها، لم يدخل جنة الآخرة"! ولو سألتني ما هي جنة الدنيا؟ لقلت لك: جنة الدنيا هي الأنسُ بالرحمن، والعملُ بالقرآن، والتحلّي بالإيمان، ومخالفة النفس وعصيانُ الشيطان! قال مالك بن دينار: "مساكين أهل الدنيا، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، فقيل له: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبةُ الله والأنسُ به! وقال إبراهيم بن أدهم: «لو علِم الملوكُ وأبناءُ الملوك، ما نحن فيه من السرور والنعيم، لجالدونا عليه بالسيوف"! فمن ذاق حلاوة الإيمان، ذاقَ السعادة والاطمئنان! ولو ضاقت عليك الأرض وأطبقت عليك السماء! إي والله.. ألم تسمعوا برجل الإيمان وهو يقول: (إنه لتمرُّ بالقلب لحظاتٌ أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا، إنهم لفي عيشٍ رغيد)! أيّها المشتاق للجنّة.. جنة الآخرة تبدأ من هنا! جنة الآخرة تبدأ من جنة الدنيا، وهي جنة الذكر والطاعة، فإنَّ سرورَ القلبِ مع الله وفرحَه بالله، لا يشبهه شيءٌ من نعيم الدنيا! كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مسجوناً في سجن القلعة بـدمشق، يقول ابن القيم: كنَّا إذا أظلمت علينا الدنيا، وضاقت بنا النفوس، ذهبنا إليه نزوره في القلعة، فوالله ما هو إلا أن نسمع كلامه ونراه، حتى نشعر بالسعادة! وكان ابن تيمة يقول لنا: "المسجون من سَجَنه هواه، والمأسورُ من أسره شيطانه"! ثم يقول: "ما يصنع بي أعدائي؟! إن جنَّتي وبستاني في صدري، أنّى سِرتُ فهي معي! إنّ قتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة، وسجني خلوة! فما يصنع بي أعدائي، أكثر من هذ"ا؟!.. أيّها المشتاق للجنّة.. إن كانت الجنّة في صدرك، فسترى النور حولك، ولو كنتَ في غياهب السجن! © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-06
06:12

باعوا أنفسهم واشتروا الجنة

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيباعوا أنفسهم واشتروا الجنةقال الله تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدًا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرءان ومن أوفى بعده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم" [التوبة:111]، ما أشرف هذه الصورةَ البديعة، وما أعظم هذا التمثيل الرائع، صورة العَقد الذي عقده ربُّ العزة بنفسه، وجعل ثمنه: جنةٌ، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وبنود العقد: سُجِّلت كلماتُه بحروفٍ من نور، في الكتب السماوية الثلاثة: التوراةِ والإنجيلِ والقرءان.. ولكي تستشعر معنى هذه البيعة حقًا، اسمع.. فيمن نزلت هذه الآية، في بيعة العقبة الكبرى، في العام الثالث عشر من البعثة، وهو العام الذي أتى فيه الأنصار، يربو عددُهم على السبعين، يبايعون الرسول ﷺ بيعة التضحية والفداء، فقام منهم عبدالله بن رواحة رضي الله عنه، قائلا لرسول الله ﷺ: اشترط لربك ولنفسك ما شئت، قال النبي ﷺ: أشترطُ لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترطُ لنفسي أن تنمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم، قال الأنصار: فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال ﷺ: لكم الجنة! قال عبد الله بن رواحة: ربح البيع! لا نقيل ولا نستقيل! أيّها المشتاق للجنّة.. إنّ الدخول في الإسلام صفقةٌ بين طرفين: الله سبحانه فيها هو المشتري، والمؤمن فيها هو البائع، فهي بيعة مع الله، لا يبقى بعدها للمؤمن شيءٌ، لا في نفسه ولا في رأيه ولا في ماله يحتجزه دون الله، فقَد باع المؤمن لله في تلك الصفقة نفسه ورأيه وماله، مقابل ثمنٍ محدد معلوم، هو الجنة! وهو ثمن لا تعدله السلعة! ولكنه فضلُ الله وكرمه! أيّها المشتاق.. هذا العقد المقدّس، أنزله الله، وأتى به جبريل، وأمضاه الصحابة، وشهد عليه رسول الله، والسلعة: هي الجنة، والثمن: أرواح المؤمنين، فربح البيع! ولا خيار فيه ولا استقالة! من أجل هذا هان على الصحابي الجليل أبي سفيان بن حرب t، فَقدُ عينه في سبيل الجنة! فقد شهد غزوة الطائف مع رسول الله ﷺ، ورُمي يومَها في وجهه، فذهبت عينه! فقال له النبي ﷺ وقد رآه وعينُه في يده، فقال له: "يا أبا سفيان، أيهما أحب إليك: عينٌ في الجنة، أو أدعو الله أن يردَّها عليك؟ فقال أبو سفيان: بل عينٌ في الجنة، ورمى بعينه على الأرض!! ولم يكتفِ بذلك، بل فقد عينه الأخرى في معركة اليرموك! فيا أيّها المشتاق.. أقبل.. فالجنة ترضى منك بأداء الفرائض، والنار تَندفع عنك بترك المعاصي والكبائر، والمحبة لا تَقنع منك إلا ببذل الرّوح: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ}. كلُّ الطرقِ مع الله، تؤدي إلى السّعادة، إلا أنّ الطريق طويل، ومن أراد الوصول، تعب ونصَب، وجاهد واجتهد، وصابر وصبر، وتحمّل الأذى، لينال بعدها الرّاحة والسعادة! قال ثابث البُناني: "كابدتُ الصلاة عشرين سنة، وتنعَّمت بها عشرين سنة"، وقال آخر: "ما زلت أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي، حتى سقتها إليه وهي تضحك"! أسأل الله أن يجعلني وإياكم من ورثة جنته، في مقعد صدق عند مليك مقتدر. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-07
05:43

ما هي الجنة؟

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيما هي الجنة؟أخبر النبي ﷺ أنّه يوم القيامة: "يؤتى بأشدِّ الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة، فيُصبغ صبغة في الجنة -أي يُغمس غمسة في الجنة-، فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مرَّ بك شدةٌ قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مرَّ بي بؤسٌ قط، ولا رأيت شدةً قط".. سبحان الله، غمسةٌ واحدة في الجنة لمدة ثوانٍ، أنست هذا الرجلَ المبتلى، كلَّ ألوان البلاء التي مرّ بها في حياته! غمسةٌ واحدة في الجنة.. أنسته الفقر، وأنسته المرض، وأنسته الألم، وأنسته الهم!.. هذا فِعلُ الغمسة الواحدة في الجنة، فما بالكم بالتي تكون له مقرًّا وسُكنى! للأسف..عند الحديث عن نعيم الجنة، يقتصر فهم البعض على مجموعةِ أشجار، وطعامٍ وثمار، وقصور وشراب، وحور وأنهار، فحسب! لكن بالنظر في القرآن الكريم والسنة المطهرة، نجدُ أن نعيم الجنة ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسيّة: نعيم جسدي، ونعيم بصري، ونعيم نفسي! وإذا أتينا إلى: 1)النعيم الجسدي: فهذا بدوره ينقسم إلى أنواع متعددة، فالملذات الجسدية تُشبع شهواتٍ كثيرة: طعامٌ من لحمِ طير، وشرابٌ من رحيقٍ مختوم، وخمرٌ وعسل، وماءٌ ولبن، وملبسٌ من حرير وسندس وإستبرق، وحليٌّ من أساور من ذهب وفضة، وأزواجٌ مطهرة من حورٍ عين.. وغيرُ ذلك. 2) النعيم البصري: المتعة البصريّة في الآخرة من أعظم النّعيم! يُقال: "ثـلاثـةٌ تــُذهــب عنَّا الحــزَن * الماءُ والخُضرةُ والوجهُ الحسن"، إذا كان هذا شأن الدنيا، فكيف الظنُّ بالآخرة! الماءُ في الآخرة: أنهار وعيون، والخضرةُ: أشجار وثمار وقطوف. وأعلى نعيمٍ تبصره العين، هو: النظر إلى وجه ربّ العالمين! اللهم ارزقنا لذّة النظر إلى وجهك الكريم.. 3) النعيم النفسي: وهو جانبٌ خفيٌّ لا يعلم عنه كثيرٌ من المشتاقين إلى الجنة، ويتعلَّق بالمتع واللذائذ القلبية والنفسيّة، حقيقةً..لا يستطيع عقلُنا القاصر فهمَها أو إدراكها، بل ليس لنا إلا أن ندعَها لوقتها، حين يتعرف كلٌّ منا عليها بنفسه، إذا دخلنا الجنة إن شاء الله.. ومن هذا النعيم: أ)وداع الحزَن: في الجنة ستودّع الأحزان، فلا حُزنَ لموتِ حبيب، ولا لضيقِ رزق، ولا لمقاساةِ فقر، ولا لمعاناةِ مصيبة، ولا لألمِ مرض.. قال تعالى على لسان أهل الجنة: "وَقَالُواْ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِى أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ". ب)وداع الغِل والحسد: فيطهِّرُ الله نفوسَ أهل الجنة، وينزع الغلَّ والحسد من قلوبهم، فيقابلُ أهلُ الجنة بعضَهم بعضًا، هناك على سررٍ متقالبين.. قال تعالى حاكيًا عن أهل الجنة: "ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين".. ج) وداع الفزع: قال تعالى: "وهم من فزعٍ يومئذ ءامنون". د) وداع السَّخط: حيثُ ينادي الله تعالى على أهل الجنة فيقول لهم: "أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدا".. أيّها المشتاق للجنّة.. استعدَّ للجنة، فثمّ نعيمٌ عظيم! وثمّت لذائذ لا تُعد ولا تحصى، يستحيل الإحاطة بها جميعًا.. لكن تكفينا هذه اللمحات، وهذه الإشارات، جعلني الله وإيّاكم من أهل الجنان.. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-08
05:36

لن تدخل الجنة بعملك

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيلن تدخل الجنة بعملكيُذكر أنَّ رجلاً من بني إسرائيل، عبدَ الله في جزيرة، منقطعًا عن كل شيء، والذي يعيش لوحده سينقطع عن أغلب المعاصي، فلا يمكنه الكذب ولا الزنى ولا الغشُّ ولا الغيبة.. ولا أمثالها من الذنوب، فليس أمامه إلا حجارة وحطب، فجلس هذا العابد على هذه الجزيرة، يعبد الله طيلة حياته، فلما توفّاه الله، قال: يا عبدي، ألك ذنوب؟ قال العابد: لا، ما أظن أني أذنبتُ ولا عصيتُك يا رب! قال الله: هل تريد أن تدخل الجنة بعملِك أم برحمتي؟ قال العابد: بل بعملي -يعني تكاثر عمَله الصّالح خلال حياته- قال الله عز وجل: يا ملائكتي، قَايِسُوا عبدي بِنعمتي عليهِ وبِعملِهِ، فلمّا فعلوا.. وجدوا أنَّ صلاته وعبادته وشكره خلال سنوات عمره، لا تعادل إلا نعمة البصر! والبقية هالكٌ فيها، فقال الله: خذوه إلى النار، فصاح العابد وقال: يا رب، أدخلني الجنة برحمتك! فقال الله: أدخلوه الجنّة../ نعم، مهما عبدنا الله، فلن ندخل الجنة إلا برحمة الله! فيا من تتمنَّن بصلاة ركعتين، أو بصدقةٍ من درهمين، أو بقراءة عشر آيات، أو ترديد بعض تسبيحات! حذار.. منَ الاغترار بالأعمال، ومنَ الاتكال عليها، ومنَ الركون إليها، قال أبو هريرة t: سمعتُ رسول الله e يقول: "لن يُدخل أحدًا عملُه الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: لا، ولا أنا، إلا أن يتغمدنيَ الله بفضل ورحمة، فسدّدوا وقاربوا"، لا يُعرف أحدٌ أبداً، عنده يدٌ عند الله! كلنا عنده فقراءُ ومخطئون، كلنا مسيئون ومقصرون، رحماك يا رب! إن لم تتغمَّدنا برحمتك هلكنا!! أيّها المشتاق للجنّة.. هب أنك بذلت نفسك لله، وبذلت مالك لله.. أليس الله هو خالق هذه النفس؟ أليس هو واهب هذا المال؟ فإذا أدخلك الكريم الجنة، ألا يكون متفضلا؟ وهذه العبادات التي تؤديها، كم استغرقت من زمن؟ عشرين عامًا؟ أم مائة عام؟ في المقابل.. يُدخلك الله جنةً عرضها السماوات والأرض، تستمتعُ فيها بلا زمن! خالدًا مخلدًا فيها أبدًا! وانظر إلى سلسلة الأعمال التى تؤديها، خلال فترة المحيا على هذه الأرض، كم يكتنفها من علل النفس، وآفات التقصير؟ إنها لو كانت أعمالَ غيرك فعُرضت عليك أنت، ما قبلتها! لما فيها من غفلةٍ وقصور، ونقصٍ وعيب! نعم.. على المؤمن أن يعمل ويجتهد، لكنه لا يتطاول بعمله أبدًا!/ وقد يقول قائل، الله تعالى يقول: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف:72] فكيف نوفّق بين هذه الآية وبين حديث: "لن يُدخِل الجنةَ أحدًا عملُه"، والجواب: بأنَّ "الباء" في الآية سببية، بمعنى: أنّ الأعمال هي مجرد سبب لدخول الجنة، وليست "الباء" باءَ عِوَض، باءُ العوض كأن تقول: أعطاني القلم بدينار، فالدّينار ثمنٌ للقلم، أما الجنة فليست عوضًا عن أعمالنا وعباداتنا، فهي لا تستحق أن يُعطى الإنسان عليها الجنة، لكنها سببٌ. وهذا رأي، وذهب ابن القيم إلى قول آخر، وهو: أنّ المؤمنين يكون دخلوهم الجنة برحمة الله، فإذا دخلوا الجنة، تتوزّع عليهم الدرجات والمنازل حسَب أعمالهم، وهذا رأيٌ أحسن من القول الأول. والله أعلم. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-09
05:16

الرحلة إلى الجنة

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيالرحلة إلى الجنةعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: أخذ رسول الله ﷺ بمَنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيل»، إيّاك.. أن تتخذ الدنيا وطناً ومستقراً، فتطمئن فيها، بل كن فيها على جناح الاستعداد، تهيئ متاعك للرحيل! للرحيل إلى الجنة! فمكوثك في الأرض، إنّما هو كمكوث المسافر، العابرِ للسبيل، فحياتك في الدّينا ما هي إلا الرّحلة الأولى من إجمالي أربع رحلات إجباريّة، ضمن شريط حياتك الكاملة! فرحلتك الأولى: هي حياة الدنيا: ومدّتها على أحسن تقدير، ما بين الستينَ والسبعينَ عامًا، هي متوسط أعمار بني آدم، إن لم يكن أقل من ذلك، أما الرحلة الثانية: حياة البرزخ، وهي حياتك في قبرك، ويستغرق مكوثك في هذه الحفرة مئاتِ السنين، أقل أو أكثر، عِلمُ ذلك عند ربي، والرحلة الثالثة: حياة المحشر: وهي من القبر إلى ساحة الحشر، ويستغرق العرض في ساحة الحشر يوم القيامة خمسين ألف سنة! أما الرحلة الأخيرة: حياة الخلود: وهي من ساحة الحشر الى الدار الأبدية في الجنة أو النار! فيا أيّها المشتاق للجنّة.. رحلتك الدنيوية كما ترى، هي أقصر الرحلات على الإطلاق، لكنها "الرحلةُ المحوريّة" التي تحدّد مصيرك، إمّا الشقاوة أو السعادة، التي تنتظرك في باقي الرحلات! وكان النبي ﷺ يَربط صحابته بدار البقاء، فيقوم على المنبر ويقول: {من يجهّز جيش تبوك وله الجنة؟} ليس عند الرسول e إلا الجنة! ليس عنده كنوز ولا قصور، ليوزّعها على الناس، عنده الجنة! فقام عثمان بن عفّان t وجهّز جيش تبوك، فقال: "اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راض، ما ضرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم"!/ أيها المشتاق إلى الجنة.. إن تفكّرت في نفسِك، وجدتَ نفسَك مخلوقًا خالدًا! فلا فناء لأي بشر على وجه الأرض، إنما هو الانتقال والسفر، من محطةٍ إلى محطة! وهو ما عبَّر عنه بلال بن سعد، حيث قال: "يا أهل الخلود، ويا أهل البقاء: إنكم لم تُخلقوا للفناء، وإنما خُلقتم للخلود والأبد، ولكنكم تُنقَلون من دار إلى دار"! فما أبلغ هذه الكلمات.. جعلني الله وإياك من أهل الجنة الخالدين فيها.. وهنا سؤال يأتي على الخاطر: متى يمكنك التنعّم بالجنة؟ متى يمكنك مشاهدةُ أولِ لقطةٍ من الجنة! هل تعلم أنّ أولَ مرةٍ تلوح لك الجنة، وأنت بعدُ في الدنيا! عندما تكون على مشارف مغادرة رحلتك الأولى! حين تُقبض روحك! مصداقُ قول النبي ﷺ في حديث البراء: "إنَّ العبدَ المؤمنَ إذا كان في إنقطاعٍ من الدنيا وإقبالٍ من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء، بيض الوجوه، معهم كفنٌ من أكفان الجنة، وحنوطٌ من حنوط الجنة"، فأول ما يرى العبد من الجنة ثلاثة أشياء: الملائكة والأكفان والحنوط، لتبدأ نار الشوق تشتعل في قلبه، وتظل متّقدة لا تبرد إلا بحلاوة اللقاء! وبعد موتِ المؤمن، يأتيه نعيم الجنة إلى قبره.. فينادي منادٍ من السماء: "أن افرشوا لعبدي من الجنّة، والبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا من الجنة، فيأتيه من رَوحها وطيبها، ويُفسح له في قبره مدَّ بصره.. نسأل الله من فضله وكرمه وجوده ورحمته.. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-10
05:40

الشفاعة بدخول الجنة

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيالشفاعة بدخول الجنةعَلمنا أنّ المسلم يعيش أربع رحلات، الرحلة الأولى: في حياته الدنيا، يعمل من أجل الجنة، وفي رحلته الثانية: في قبره، يُفرش له من الجنة، ويُلبس من الجنة، ويُفتح له بابٌ من الجنة، وفي رحلته الثالثة: يُساق من قبره إلى ساحة الحشر، ثبت في الأحاديث الصحيحة، أنَّ الله يجمع الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد.. وتدنو الشمس منهم، فيبلغ الناس من الغمِّ والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس بعضهم لبعض: ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفعُ لكم إلى ربكم؟ فيأتون آدم، فيقول لهم: نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، فيأتون نوحًا، فيقول لهم: نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، فيأتون إبراهيم، فيقول لهم: نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، فيأتون موسى، فيقول لهم: نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، فيأتون عيسى، فيقول لهم: نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد e، فيأتون محمدا، قال النبي e: فأنطلق فآتي تحت العرش، فأخرُّ ساجدًا لربي، ثم يَفتح الله عليَّ من محامده وحسن الثناء عليه، شيئًا لم يفتحه على أحدٍ قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع! فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب!.. فيأذن الله للمؤمنين بدخول الجنة../ وقبل دخول الجنة، يُوقَف المؤمنون على قنطرةٍ بين الجنة والنار، فيُهذَّبون وينقَّون، وذلك بأن يُقتصَّ لبعضهم من بعض، إذا كانت بينهم مظالمُ في الدنيا، حتى إذا دخلوا الجنة كانوا أطهاراً أبراراً ، ليس لأحد عند الآخَر مظلمة، ولا يَطلبُ بعضهم بعضاً بشيء./ وبعد أن يتجاوزَ أهل الجنة القنطرة، تنتهي رحلتهم الثالثة، هاهم الآن يقفون أمام أبواب الجنة، لتبدأ رحلتُهم الرابعة، وهي رحلة النعيم الأبدي في الجنة.. تعال أخي نطرقُ أبواب الجنة، لنسيح بفكرنا في بديع ما أودع الله فيها، إنّها جنة بديعة عالية، عظيمة غالية، ليس لها بابٌ واحد، بل ثمانية أبوابٍ واسعة، تليق بسَعتها، وتدلُّ على علو منزلتها. وكيف لا يكون لها أبواب كثيرة: وهي التي عرضها السماوات والأرض، ولقد جعل الله لكل باب من أبواب الجنة أهلاً، فهناك بابٌ للتوابين، وبابٌ للمتصدقين، وبابٌ للمجاهدين، وبابٌ للكاظمين الغيظ، وبابٌ للصائمين. قال رسول الله e: "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله هذا خيرٌ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، فقال أبو بكر: يا رسول الله، ما على أحدٍ يُدعى من هذه الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلّها؟ قال: نعم! وأرجو أن تكون منهم" (متفق عليه)، لكن الحال.. أنّ المؤمنين لما يصلون إلى أبواب الجنة، يجدونها مقفلة موصدة، فينتظرون لتفتح لهم..كونوا معنا في الحلقة القادمة، لنسجل لكم اللحظة التي تفتح فيها أبواب الجنة، لتستقبل أفواج أهل الجنة.. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-11
05:49

على أبواب الجنة

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيعلى أبواب الجنةأيّها المشتاق للجنّة... هاهم المؤمنون واقفون عند أبواب الجنة، بعدما تجاوزوا الصراط والقنطرة.. ليس بابًا واحدًا، بل ثمانية أبواب! واسمعوا معي إلى وصف النبي ﷺ للباب الواحد، من أبواب الجنة، يقول: "ما بين المصراعين من مصاريع الجنة، كما بين مكة وهجر، وكما بين مكة وبصرى"، وفي رواية: "إنّ ما بين مصراعي الجنة، مسيرةُ أربعين سنة" يا الله.. ما أوسع هذا الباب! ثمّ تأملوا معي هذا الوصف العجيب لذلك الباب، قال النبي ﷺ: "وايم الله، ليأتينَّ عليه يوم، وهو كظيظٌ بالزحام" (مصنف عبد الرزاق: 20891)، أبواب الجنة في ذلك اليوم ستكون مزدحمةً بالمؤمنين.. والله محروم..من لم يجد لنفسه موطئ قدم عند تلك الأبواب، والله مغبون.. من لم يوفّق تلك الساعة ليكون في صحبة الأخيار، والله مخذول..من استبدل هذه الأبواب بأبواب النيران! والله محروم.. إن لم تجد نفسك مع المصلين، ولم تجد نفسك مع الصائمين، ولم تجد نفسك مع القائمين، ولم تجد نفسك مع التالين.. ولم تجد نفسك مع المتصدّقين.. ويحك! ماذا كنت تفعل في الدنيا؟؟ فهلا اخترتَ لنفسكَ باباً من هذه الأبواب العظيمة؟ وهلا نسَجت مفتاحها بجميل الطاعة وزاد التقوى؟/..ما زال المؤمنون ينتظرون عند أبواب الجنة، لم تفتح بعد.. والزّحام يومئذٍ على تلك الأبواب شديد! فإذا برجل يشقّ الصفوف، ويتقدّم الناس! ويأتي إلى باب الجنة، ويقرعه! فيأتي صوتٌ من داخل الجنة! هذا الصوت هو صوت ملَك من الملائكة، إنه خازن الجنّة! يقول الخازن: من أنت؟ فيجيبه قارع الباب: أنا محمد، فيقول الخازن: بك أمرت، لا أفتح لأحدٍ قبلك! فيُفتح باب الجنة! فكيف بك لو وقعت عينك على الجنة؟ يا الله.. فيكونُ أولُ من يدخلُ الجنة من البشر إطلاقًا، هو: رسولنا محمد ﷺ، وتكونُ أول الأمم دخولاً الجنة هي: أمة محمد e، ويكونُ أول من يدخلُ الجنة من هذه الأمة: أبو بكر الصديق رضي الله عنه! تخيّل نفسك.. عندما تضع قدمك في الجنة! كيف سيكون شعورك؟ قيل للإمام أحمد: متى الراحة؟ قال: بأول قدم أضعها في الجنة! هنا.. في هذه اللحظة.. أنت الآن ودّعت الدنيا، تركتها خلف ظهرك..لن تعود إليها أبدًا، أنت الآن ودّعت الأحزان والآلام والابتلاءات! ابشرك.. أنت الآن وقعت عينك على الجنة.. أنت الآن تشاهد الجنة..التي لطالما سمعت عنها، وبُشّرتَ بها؟ بالله عليك، هل تساوي الدنيا شيئًا؟ أخبرني؟ هل تساوى الخُصومة التي كانت بينك وبين أخيك؟ من أجل ماذا؟ من أجل لعاعةٍ من الدنيا! لا تساوي جناح بعوضة! ارفع رأسك.. وشاهد الملائكة الكرام، وهي تهنئ المؤمنين على سلامة الوصول، بعدما عانوه من الكربات، وشاهدوه من الأهوال! "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين" [الزمر:73]، لا شك أن سعاتك في تلك اللحظة، لا تعادلها سعادة، عندما تساق معززًا مكرمًا زمراً إلى جنات النعيم.. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-12
05:36

الداخلون إلى الجنة بغير حساب

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيالداخلون إلى الجنة بغير حسابموقف عصيبٌ.. ومشهد رهيب، فالبشرية كلها تقف على بساط العدل بذُلٍ وانكسار، للحساب بين يدي الواحد القهار، منهم من أخذ كتابه بيمينه، وحاسبه الله حساباً يسيراً، ومنهم من أخذ كتابه بشماله، وحاسبه الله حساباً عسيراً، ومنهم من ينطلق مباشرةً إلى الجنة، بلا حساب ولا عذاب، فمن هؤلاء السعداء؟ قال النبي ﷺ: "وعدني ربي أن يُدخِل الجنة من أمتي سبعين ألفًا، بلا حسابٍ عليهم ولا عذاب، مع كلِّ ألف سبعون ألفًا" ولنا جميعا معشر المسلمين، بشارات نبوية في هذا الحديث، فإذا حسَبت سبعين ألفًا، مع كلّ ألف: سبعون ألفًا، سيكون العددُ الإجمالي: أربعةُ ملايين وتسعُمائةٍ وسبعون ألفًا (4,970,000) يا لها من كرامة! نسأل الله سبحانه أن يجعلنا منهم! بل والله.. لقد قال النبي ﷺ بعدها كلمةً، لو اجتمع أهل البلاغة على وجه الأرض، ليعبّروا للأمة عن مكنونها لعجزوا، قال المصطفى ﷺ: "ثم يَحثِي ربي ثلاثَ حَثياتٍ بكفّيه"، وفي رواية: "وثلاثَ حَثَيَاتٍ من حَثَيَاتِ ربّي"، فكبّر عمر: "الله أكبر"، فقال النبي ﷺ: "إنَّ السبعين ألفًا، يُشفِّعهم الله في آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم"، ولك أن تتصور هذا الفضل، من صاحب الفضل جلَّ جلاله! سبعون ألفًا، ومع كلّ ألف سبعين ألفًا، والسبعون ألفًا يُشفِّعُهُم الله في آبائهم وأمّهاتهم وعشائرهم، وفوق هذا ثلاثُ حَثَيَاتٍ من حَثياتِ ربّي! فكم سيكون العدد الإجمالي لمن يدخل الجنّة بدون حساب؟ سيكون العددُ عظيمًا والحمد لله، نسأل الله أن يجعلنا في تلك الأعداد! وقد جاء ذكر السبب في دخولِهمُ الجنّةَ بلا حساب ولا عذاب، مُصَرّحًا به في رواية أخرى للبخاري: "هم الذين لا يكتوون، ولا يسترْقون، ولا يتطيّرون، وعلى ربهم يتوكلون".. فهم قومٌ حققوا التوحيد لله، تركوا الشرك كلَّه، وأنزلوا حوائجهم كلها بالله سبحانه، ولم يُنزلوها بأحد من خلقه، فهم "لا يكتوون" أي لا يتعالجون بالكيّ بالنار، "ولا يسترقون" أي لا يطلبون من غيرهم أن يَرقِيَهم، لكمال توكلهم على الله وتعلق قلوبهم به، وإن كان طلب الرُّقية جائزًا. "ولا يتطيّرون": أي لا يتشاءمون، لأن التشاؤم منهيٌ عنه، فلقد كان العرب في الجاهلية يأخذ أحدهم طيراً فيُطيّره، فإن طار الطائر يميناً، استبشر هذا الرجل بسفره وقال: إذاً أسافر، فإن طار الطائر يساراً تشاءم، وقال: لا أسافر، فجاء الإسلام ليقضي على هذا التشاؤم، وليعلِّم الناس أنَّ الأمورَ كلَّها بيد الله سبحانه وتعالى! ثمّ إنّ الصفةَ الجامعةَ لمواصفات من يدخلُ الجنة بغير حساب، هي: "وعلى ربهم يتوكّلون" كمالُ التوكل على الله، وكمالُ تعلّق القلوب بالله، وهو جِماع الإيمان! وليس معنى الحديث تحريم الرُّقيةِ والكيِّ بالنار، فلا بأس بهما عند الحاجة إليهما، ولكنَّ من صفات السبعين ألفًا، تركُ ذلك والاستغناءُ عنه بالأسباب الأخرى، فهم لا يطلبون شيئًا من الخلق، بل يُنزلون حوائجهم كلّها على باب الحقِّ سبحانه وتعالى، والذي حملهم على هذا: تمامُ توكلهم على الله، نسأل الله تعالى أن نكون منهم. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-13
05:36

هيئة أهل الجنة

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيهيئة أهل الجنةقد جعل الله أهل الجنة في أكمل صورةٍ خُلق عليها البشر، وهي صورة أبينا آدم عليه السلام، وما ذلك إلا لتكتمل سعادتهم وغبطتهم في ذلك النعيم الخالد. عن أبي هريرة t عن النبي e: (أول زمرة تلج الجنة، صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يَبصُقُون فيها، ولا يَمتخطون فيها، ولا يتغوَّطون فيها)، وفي الصحيحين أنّ النبي ﷺ قال: "أول زمرة يدخلون الجنة، على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أشدِّ كوكبٍ دريٍّ في السماء إضاءة"، سبحان الله، وفي هذا الحديث عدة فوائد، منها: أنَّ أنوار أهل الجنة تتفاوت بحسب درجاتهم، وكذلك صفاتهم في الجمال تتفاوت بحسب درجاتهم! ومن صور جمال أهل الجنة: أنَّ أهل الجنة كلهم شباب، في عُمر القوة والفتوة، أبناء ثلاث وثلاثين سنة، قال رسول الله e: "يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً، كأنهم مكحَّلون، أبناء ثلاث وثلاثين سنة" أخرجه الترمذي. وقد جعلهم الله على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء. وكما جمَّل الله صور أهل الجنّة، فقد جمَّل أخلاقهم، فهم على خُلُق رجل واحد: قال رسول الله e: "أخلاقهم على خُلُق رجلٍ واحد" رواه مسلم، وقال ﷺ واصفًا أهل الجنة: "لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبُهم على قلب رجل واحد". فما أعذب تلك الحياة.. وما ألذ عيشها.. حياةٌ كلها مودةٌ وصفاءٌ، حياةٌ كلها ألفةٌ وإخاء، حياةٌ كلها محبةٌ ووفاء، قال تعالى: (وهدوا إلى الطيب من القول) [الحج 24] وقال سبحانه: (لا تَسمعُ فيها لاغية) [الغاشية 11] وقال سبحانه: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين) [ الحجر 47 ] فلا نكدَ ولا شقاء، ولا حسدَ ولا بغضاء، ولا تشاجرَ ولا شحناء، إنما هو مجتمعٌ يسوده الهدوء والألفة، والسكينة والرحمة! قلوبهم صافيه، وأقوالهم طيبة، وأعمالهم صالحة، لا يسمعون كلمةً نابية، لا خاطرَ يُكدَّر، ولا مِزاج يُعكَّر، قال الله: (لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيما*إلا قيلا سلامًا سلامًا). وفوق هذا.. فإنّ أهل الجنة لا ينامون، قال رسول الله e: "النوم أخو الموت، ولا ينام أهل الجنة" (السلسلة الصحيحة)، فالنائم يفوته ما يدركه اليقظان! والجنة كلُّها نعيم، فلا نوم في الجنة، حتى لا يفوت المسلمَ ذلك النعيم المقيم! وفي الصحيحين: "أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر،لا يبصقون فيها، ولا يتغوطون فيها، ولا يمتخطون فيها، آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة، ومَجَامرهم الأَلُوَّة، ورشحهم المسك"، أي أنَّ بَخُورهم هو العودُ الهنديُّ، وهو أطيب وأزكى البَخورِ، ورَشحُهمُ الذي يَعرَقونَه هو المِسْكُ، قال القرطبي: "قد يقال أيُّ حاجة لأهل الجنّة إلى المشط وهم مرد؟ وشعورهم لا تتسخ! وأي حاجة لهم إلى البَخور وريحهم أطيب من المسك؟ ويجاب عنه: بأنَّ نعيم الجنة ليس عن ألمِ جوعٍ أو ظمأ، أو عُريٍّ أو نَتَن، وإنما هي لذاتٌ متتالية، ونعم متوالية، والحكمة في ذلك أنهم يُنعَّمون بنوعِ ما كانوا يتنعمون به في الدنيا". نسأل الله تعالى من فضله وفضله.. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-14
05:44

هيئة نساء أهل الجنة

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيهيئة نساء أهل الجنةأعدَّ الله تعالى للنساء في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر! قال تعالى: "وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ". فكل وصف لنعيم الجنة، فإنَّ المرأةَ مخاطَبةٌ ومبشَّرَةٌ به، ويتبقى: أنّ الله قد شوّق الرجال للجنة بذكر (الحور العين)، ولم يرد مثل هذا للنساء، ولعل الحكمة في هذا الأمر: بأنّ من طبيعة النساء الحياء، والله لا يشوقهنّ للجنة بما يستحين منه. ثانيًا: رغبة النساء للرجال ليس كرغبة الرجال إلى النساء -كما هو معلوم-، ومنه قول النبي e: "ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء"، والحال مختلف بالنسبة للمرأة، فرغبتها إلى الزينة من اللباس والحلي، يفوق رغبتَها إلى الرجال، لأنه مما جبلت عليه. ولكن ليس مقتضى ذلك أنّه ليس لهنَّ أزواج، بل لهنّ أزواج من بني آدم./ ومن نعيم النساء في الجنّة، أنّ الله يجمّلُهنّ بأجمل الأوصاف، قال تعالى: (كأنهنَّ الياقوت والمرجان)، وقال تعالى: "وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ": طَهُرت المرأة من الحيض والنفاس، والغائطِ والمخاط، وطَهُر لسانها وأخلاقها من كلّ سوء، فجمع الله لها بين طهارة الظاهر وطهارة الباطن! وقال تعالى: (كأنهن بَيضٌ مكنون) كأنهن بَيْضٌ مصون لم تمسه الأيدي! وورد في وصف نساء أهل الجنّة: "يُرى مخُّ ساقها من وراء لحمها، من الحسن". فأعظِم بجمال نساء الجنة! قال رسول الله ﷺ: "لو أن امرأةً من أهل الجنة، اطلعت إلى أهل الأرض، لأضاءت ما بينهما –أي ما بين المشرق والمغرب-، ولملأته ريحًا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها" رواه البخاري، ونساء الدنيا يعيد الله نشأتهن، ويخلقُهنّ خلقًا جديدًا، بعدما كن عجائز رُمْصاً، صرن أبكاراً عُرُباً! عن عائشة أنَّ امرأة عجوزًا جاءت إلى النبي ﷺ، فقالت له: يا رسول الله ادع الله لي أن يدخلني الجنة، فقال لها: يا أمَّ فلان، إنَّ الجنة لا يدخلها عجوز! فانزعجت المرأة وبكت، فلما رأى ذلك منها رسول الله e، بيّن لها أنَّ العجوز لن تدخل الجنة عجوزًا، بل ينشئها الله خلقًا آخر، فتدخلُها شابةً بكرًا، وتلا عليها قول الله تعالى: {إن أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا} عُربا: أي متحبِّبات إلى أزواجهنّ، وهذا يتضمَّن حسن العشرة. "أترابًا": أي مستويات على سنِّ واحد، وميلادٍ واحد، بناتِ ثلاثٍ وثلاثين سنة!/ أما أخلاق نساء أهل الجنة: فهي أخلاقٌ نبيلة، قال تعالى: "فيهن خيراتٌ حسان"، أي خيراتُ الأخلاق، وحِسان الوجوه، فجُمع لهنَّ حسن الباطن والظاهر! ومع هذا الحسن والجمال، فقد وصفهنَّ الله بأنهنَّ {قاصرات الطرف}، أي عفيفاتٌ لا ينظرن إلى غير أزواجهنّ! بما وهبهنَّ الله من صِدق العشرة، وصَفاء الحب والمودة، والإخلاصِ لأزواجهن. ومع جمال الحور العين في الجنّة، اللاتي وصفهنّ الله بأنّهن: (كأمثال اللؤلؤ المكنون)، إلا أنّه ورد في بعض الآثار أنّ نساء الدنيا يكنَّ في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف، نظرًا لعبادتهنّ الله تعالى في الدّنيا. أسأل الله أن يوفّق نساء المسلمين، للفوز بجنة النعيمٍ وأن يجعلهنَّ هاديات مهديات.. آمين © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-15
06:57

اتساع الجنة ودرجاتها؟

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينياتساع الجنة ودرجاتها؟قال الله عز وجل: "سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" هذا عرض الجنة فكيف بالطول؟ في مسند أحمد: "إنَّ الجنةَ مائةُ درجة، ولو أنَّ العالمين اجتمعوا في إحداهنَّ لوسعتهم"! فإذا كان أدنى أهلِ الجنةِ منزلةً، يُعطى مثلَ الدنيا وعشرةَ أمثالها، فكيف بغيره؟ في الصحيحين أنَّ رسول الله ﷺ قال: "إن أهل الجنة يتراءون أهلَ الغرفِ من فوقِهم، كما تتراءَون الكوكبَ الدريَّ الغابرَ في الأفق، من المشرق أو المغرب، لِتفاضُلِ ما بينهم، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يَبلغُها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده، رجالٌ آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين". وهذه الجنات متفاضلة، ففيها جناتٌ عُلَى، كما قال سبحانه: "وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى"، وفيها درجاتٌ دون التي فوقها، كما قال سبحانه: "وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ" إلى أن قال: "وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ"، والجنات بعضها فوق بعض، وهنّ متباعدات، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض! قال عبدُ الرحمنِ بنُ زيد بن أسلم: "درجات أهل النار تذهب سفولاً، ودرجات أهل الجنة تذهب صعوداً"، نعم.. فعلوُّ المنازل، على قدر التزود من الفضائل! إذن.. كم عدد درجات الجنة؟ أقول: الصحيح أنَّ درجات الجنة كثيرة، لم يرد حصرها في عدد، فهناك مائة درجةٍ أُعدَّت للمجاهدين، قال ﷺ: "إنَّ الجنةَ مائةُ درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض"، عندما تتأمل هذا الحديث العجيب، تدرك المساحة الهائلة للجنة! وقال ﷺ: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإنَّ منزلك عند آخر آية تقرؤها"، وفي رواية: "فيَقرأ ويصعد بكل آيةٍ درجة، حتى يَقرأ آخرَ شيء معه"، وهذا صريحٌ في أنَّ دَرَجات الجنة تزيد على مائة! والجنات على كثرتها وعدم إحصائها، إلا أنها ترجع إلى نوعين: جنتان ذهبيتان بكل ما اشتملتا عليه، وهما خاصّتان بالمقربين، وجنتان فضّيتان بكل ما اشتملتا عليه، وهما لأصحاب اليمين، قال ﷺ: "جنّتان من فضة آنيتُهما وما فيهما، وجنّتان من ذهب آنيتهما وما فيهما"./ والمؤمنون متفاضلون بتفاضل درجات الجنة، قال الضحاك: "بعضهم أفضلُ من بعض، فيرى الذي هو أسفلَ منه، ولا يرى أنه فُضِّل عليه أحدٌ من الناس"! فأعلى الدرجات في الجنة هي منازل الأنبياء! وأفضل الأنبياء محمد ﷺ، جاء في الحديث، أنّ النبي ﷺ قال: "سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو" فهذه منزلة في الجنة خاصة به ﷺ! قال ابن تيمية: "المنازل العالية لا تُنال إلا بالبلاء"، فتحيةٌ لأهل البلاء في الدنيا، بشرى لكم بالدرجات العلى من الجنة، إن صبرتم واحتسبتم! اللهم إنّا نسألك خيرَ المسألة، وخيرَ الدعاء، وخيرَ النجاح، وخيرَ العمل، وخيرَ الثواب، وخيرَ الحياةِ، وخير الممات، اللهم ثقَّل موازيننا، وحقّق إيماننا، وارفع درجاتنا، واغفر خطيئاتنا، ونسألك الدّرجاتِ العلى من الجنة. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-16
06:08

ماذا تعرف عن الفردوس الأعلى؟

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيماذا تعرف عن الفردوس الأعلى؟عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ" (صحيح الترمذي)، فالجنة سلعةٌ غالية، والفردوسُ الأعلى أعلى الجنان وأفضلُها، ولا يصل إليها إلا من اختصَّهم الله بمزيد فضله. قال النبي ﷺ: "الْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ، وَأَوْسَطُهَا، وَأَفْضَلُهَا" (صحيح الترمذي)، نعم أيّها المشتاق للجنّة.. حديثنا عن الفردوس الأعلى! الفردوس أشرفُ منازل الجنة، وأعلى درجاتِها، وخيرُ نعيمها؛ فليس فوق الفردوس إلا عرشُ الرحمن! ومن الفردوس تتفجَّر أنهار الجنان! في الحديث الصّحيح: أنّ موسى عليه السلام، سأل ربه، عن أعلى أهل الجنة منزلة، فقال الله سبحانه له: "سأُحَدِّثُك عنهم،غرَسْتُكرامتَهمبيدي،وختَمْتُ عليها، فلا عينٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، ولا خطَر على قلبِ بشَرٍ"، قال: ومصداقه فى كتاب الله عز وجل: (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين). فينبغي لكل مسلم أن يُعليَ همته، حتى ينتهي إلى خير النُزُل، ويسأل ربه الفردوس الأعلى، كيف لا؟ وقد حثّنا النبي ﷺ في سؤالها، وهذا يدل دلالةً واضحةً على حرصه، وعنايته للخير لأمته، في أحسن أسلوب من الترغيب والتشويق،فقد روىالبخاري أنّ النبي ﷺ قال: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّه، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّه، فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْس، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ"..الله أكبر، وهل المنبعُ كالمجرى؟ الفردوس.. إنّها سلعةٌ غالية، سلعةٌ نفيسة، لا تُنال بالأماني والتسويف، والقعودِ والتقصير، وإنما تُنال بالهمة والعزيمة، في القول والفعل، فكن كيِّساً، ولا تكن عاجزاً! فلا سبيل للوصول إلى الفردوس، إلا: بطاعةِ الله، بامتثالِ أوامرهِ واجتنابِ نواهيه، ورجاءِ ثوابه، وخوفِ عقابه، وكثرةِ دعائه! اسمع.. ما قاله ابن القيم: "أَنــزَهُ الموجودات وأظهرُها، وأنورُها وأشرُفها، وأعلاها ذاتًا وقدْرًا: عرش الرحمن، ولذلك صَلُح لاستواء الله عليه، وكلُّ ما كان أقربَ إلى العرش، كان أنورَ وأنزَه وأشرفَ، مما بَعُدَ عنه؛ ولهذا كانت جنةُ الفردوس، أعلى الجنان وأشرفُها وأنورُها وأجلًّها، لقربها من عرش الرحمن، إذْ هو سقفها" (الفوائد ص27)، ورد في صحيح البخاري أنَّ أمَّ حارثة بنَ سراقة، أتت النبي ﷺ فقالت: يا نبي الله، ألا تحدثُني عن حارثة - وكان قد استشهد في غزوة بدر-، فإنْ كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك، اجتهدتُ عليه في البكاء؟فقال النبي ﷺ: ( يا أم حارثة، ويحك أوَ هبلتِ؟ أو جنةٌ واحدةٌ هي؟ إنها جنانٌ كثيرة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى". جعلني اللَّه وإياك من أهل الفردوس الأعلى، قولوا آمين، ورزقنا مرافقة نبينا محمد ﷺ في أعلى الفردوس، وقد كان من دعاء ابن مسعود رضي الله عنه: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ" آمين. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-17
05:56

مساكن أهل الجنة

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيمساكن أهل الجنةتوجد على وجه هذه البسيطة أبنيةٌ فخمة، وقصورٌ مشيدة، لكن مهما تطاول بنيانها وزاد جمالها، لا تُشبه ما في الجنة من مساكن وبنايات، إلا في الاسم فقط! ففي الجنة من: سحر المساكن، وجمال القصور، وتعالي الغرف، وتلألؤ الخيام، ما تَقَرُّ به العين، وتسكن إليه النفس! أيّها المشتاق للجنّة.. بالنظر إلى النصوص الشرعية، فإنّ مساكن أهل الجنة وردت على أربعة أنواع: القصور، والبيوت، والغرف، والخيام. نبدأ بالحديث عن قصور الجنة، وهي من ذهبٍ وفضة، ففي الحديث: "جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما" وقد جمع ابنُ رجب وابنُ حجر بينه وبين حديث: "الجنة لبنةٌ من ذهب، ولبنةٌ من فضة" أنّ الحديث الأول صفة ما في كلِّ جنة من آنية ومبانٍ وغيرها، والحديث الثاني صفة حائط الجنة، واستدلوا بالحديث الذي رواه البيهقي: "أنَّ الله أحاط حائط الجنة: لبنةً من ذهب، ولبنةً من فضة" صححه الالباني. وهذه القصور لا يعلم حسنها وبهاءها، إلا الذي خلقها وبناها سبحانه وتعالى، قال رسول الله e: "دخلت الجنة، فإذا أنا بقصرٍ من ذهب فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لشابٍ من قريش، فظننت أني أنا هو، فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب" (الترمذي). ونأتي إلى بيوت الجنة، فهي من لؤلؤٍ مجوف! وفي الحديث أن جبريل قال للنبي ﷺ: "هذه خديجة، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلامَ من ربّها ومني، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب" والقصب: هو لؤلؤٌ مجوفٌ واسعٌ،كالقصر المنيف! والثالث من مساكن أهل الجنة: الغرف، قال الله تعالى: "لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ" فأخبر بأنها مبنيةٌ حقيقة، كأنك تنظر إليها، وبعضها أرفع من بعض! وهذه الغرف جميعها {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار} ليكون ذلك أدعى إلى زيادة سرور أهل الجنّة، قال رسول الله e:"إن أهل الجنة ليتراءون أهلَ الغرفِ من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدُّريَّ الغائر في الأفق، من المشرق أو المغرب، لتفاضلِ ما بينهم" (متفق عليه)، سبحان الله.. ولا تسل عن جمال هذه الغرف، وبهاء منظرها! قال النبي ﷺ: "إنَّ في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائمًا والناس نيام" صححه الألباني. أمّا خيام الجنة: فكما أن غرفها كالكواكب الغائرة المتلألئة، فكذلك خيامها لآلئُ مجوفة.. قال رسول الله e: "إنَّ للمؤمن في الجنة لخيمةً من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن، فلا يرى بعضهم بعضاً" (متفق عليه)، إنها لؤلؤة واحدة طولها حوالي 100كم، وعرضها كذلك، وهذا بحساباتنا الدنيوية! والرّجل لا يرى أهله فيها ولا يرونه، من شدّة سعَةِ تلك الخيمة، وكثرةِ مرافقِها وأرجائها./ فمن عرف أوصاف تلك المساكنِ، فلا شك بأنه سيحرص على الفوز بها، لأن النفوس شديدة التعلق بالسَّكن، فكيف إذا كانت هذه المساكن من ذهبٍ وفضةٍ ولؤلؤ! اللهمّ إنّا أسألكالجنةوما قرّب إليها من قولٍ وعمل. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-18
06:17

تزاور أهل الجنة

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيتزاور أهل الجنةالمتقون والصالحون.. يتعارفون في الجنة، ويجلس بعضهم مع بعض، ويُقبل بعضهم على بعض، يتزاورون ويتواصلون، فهذا من النعيم العظيم، قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) أي: وقَلَعنا ما فى صدور هؤلاء المتقين، من ضغائن وعداوات، كانت موجودة بينهم فى الدنيا، وجعلناهم يدخلون الجنة، حالهم: إخوانًا متحابين متصافين، ويجلسون متقابلين، على أسرّةٍ مهيأة لراحتهم ورفاهيتهم، وإدخالِ السرور على نفوسهم. وهذه الآية الكريمة تُشعرك بأنّ أهل الجنة فى الجنة، ينشئهم الله تعالى نشأة أخرى جديدة، تكونُ قلوبهم فيها خاليةً من كل ما كان يخالطهم فى الدنيا، من ضغائن وأحقادٍ، وعداواتٍ وأطماع، وغير ذلك من الصفات الذميمة، وبسبب هذه النشأة الجديدة، يَصلون إلى منتهى الرقي البشري! أيّها المشتاق للجنّة.. في هذه الدنيا، كم فقدتَ من حبيب؟ وكم دفنتَ من قريب؟ وكم فارقتَ من أخٍ صديق؟.. أبشرّك؟ بأنّك ستلقاهم بإذن الله في جنة الرحمن! الموعد هناك إن شاء الله، على سرر متقابلين! إذا اشتقتَ يا عبد الله إلى أخيك في الجنة، يسير سريرك إلى سريره، وسريره إلى سريرك، حتى تجتمعا جميعاً، فتتكئ أنتَ، ويتكئ هو، فتقولُ لصاحبك: أتعلم متى غفر الله لنا؟ فيقول صاحبك: نعم، يوم كنّا في موضع كذا وكذا، فدَعونا الله فغفر لنا. وفي الجنة يجتمع المسلم بأهله، يعرفُ أقاربَه وأصهارَه، أخوالَه وأعمامَه، إلا أنّ المسلم مع أهله قد تختلف درجاتهم.. لكن الله عز وجل بفضله وكرمه، يُلحِق الصالحين بأقاربهم وأهلهم، كما قال الله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ} بشرط الإيمان، {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} أي رفعناهم معهم، وجمعناهم معهم: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطور:21] فهذا من تمام النعمة على أهل الجنة، أنَّ الله تعالى يجمعُ للرجل أهلَه، وكلَّ من يريد في الجنة، ويُقاربُهم على اختلافٍ في الدرجات، فيتزاورون ويجلسُ بعضهم إلى بعض، ويأنسُ بعضهم ببعض؛ لأن الإنسان لا يهنأ بنعيمٍ، إذا كان أهله في مكان وهو في مكان، إلا إذا كانوا كفاراً من الذين استوجبوا دخول النار، فهذا أمرٌ آخر، أما لو كانوا في الجنة، فإن الله يجمع للمرء قرابتَه، وأهلَه وأصحابَه، فيتزاورون ويتجالسون، بل ويذكرون أيامهم في الدنيا؛ وهذا من تمام النعيم، فيا أحبائي.. ما أجمل زيارة الصالحين في الجنة، تخيّل.. عندما تشتاق لزيارة الأنبياء، هناك في الجنة يمكنك ذلك! تقول لصاحبك: قم بنا نزور نوحًا وعيسى، ونزور إبراهيم وموسى، ونزور محمداً ﷺ، ونزور أبا بكر وعمر، وعثمان وعلياً، وأمثالَهم من الصحابةِ والتابعين، والأئمةِ والصالحين/.. فلنجعل لأنفسنا منزلاً هناك، لأننا إن لم نفعل ذلك في الدنيا، فإننا نخاف أن يحال بيننا وبين تلك المنازل، نسأل الله تعالى من فضله وكرمه. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-19
05:22

مجالس أهل الجنة

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيمجالس أهل الجنةتكلمنا عن تزاور أهل الجنة في الجنة، فإذا التقوا كانت بينهم المجالس، ودار الحديث بينهم، كأمتع ما يكون! كانوا في الدنيا يجتمعون على البر والتقوى، وهاهم الآن يجتمعون ليحمدوا الله على نِعَمه العظمى! وربما تحدثوا عمّا كان بينهم في الدنيا، والقرآنُ يصف لنا حسن المجالس في الجنة! قال الله تعالى: "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ*أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ* ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ* عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ"، فأهل الجنة مجالسُهم، على سررٍ منسوجةٍ بالجواهر النفيسة، مضطجعين عليها فى راحةٍ واستقرار، متقابِلةٌ وجوههم، زيادةً فى المحبة والأنس، والخدِم معهم الأباريق، لتعبئة الاكواب والكاسات من معين، "وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ"..إنها صورة من الجنة!/ وفرش أهل الجنة متنوعة، إنّها ناعمة وجميلة، مرتفعة ولينة ومبثوثة، فهي من سُررٍ ونمارق، وزرابيٍّ وأرائك! والسرر جاءت على أربع صفات: أ)مرفوعة، فهذه السرر مرتفعة، لزيادة تصوير حسنها، فيتخذها أهل الجنة للجلوس والاضطجاع.  ب)وموضونة: أي مضفورة بالذهب، ج)ومتقابِلين: فليس بعضها خلف بعض، د)ونمارق مصفوفة: أي الوسائد مرتبة، مصفوفةٌ للزّينة، الواحدة جنب الأخرى، وجاهزةٌ للخدمة والاستعمال، إذا احتاجها الانسان للاستناد والاتكاء والترفُّه. والعادة.. أن بطائنَ الفُرُش، الذي لا يراه الناس، لا يهتمون بجودته، ولكن في الجنة: "بطائنها من استبرق"!، فبطون الفرش خالصُ الحرير، فما بالك بظاهر الفرُش؟/ ومما جاء في وصف البساط في الجنة: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}: فالبُسُط والزُّوليات كثيرةٌ منتشرة في كل مكان، وجاهزةٌ للجلوس والاستخدام، لا يحتاج الانتفاع بها إلى انتظارٍ، كما أنها تُعطي لمسة الجمال للمجلس في الجنة!/ وأهل الجنة في هذه المجالس، حالهم: "مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ" فهم متكؤون على وسائدَ ذواتِ أغطيةٍ خضر، وفُرُش حسان، نُسِجت نسجاً حَسَناً فاخرا جميلاً! نسأل الله من فضه وكرمه../ ومن كمالِ مجالس أهلِ الجنة: وجود الخدم والولدان للخدمة، قال تعالى: "ويطوف عليهم ولدان مخلَّدون" فذكر من صفاتهم بأنهم "مخلدون" فهم مخلوقون للخدمة لا يموتون! "إذا رأيتهم حَسِبتهم لؤلؤاً منثوراً": إشارة إلى أنهم غير معطلين، بل منتشرون في خدمة أهل الجنة، وتلبية حوائجهم بسرعةٍ ونشاطٍ! كما يدلّ على سعة المكان، وتفرقهم في حوائج سَادتهم، وذهابهم ومجيئهم،/ وقال تعالى: "ويطوف عليهم غلمانٌ لهم كأنَّهم لؤلؤ مكنون"، والمكنون هو المستور المصون، الذي لم تَبتَذله الأيادي، فهم غاية البهاء وحُسن الخِلقة./ ولعل قائلاً يقول: أو ليس كل ما في الجنة يكون قريباً؟ فالقطوف دانية والأكواب موضوعة والنمارق مصفوفة، فما فائدة الخدم؟ فنقول إنَّ من إكرام الله لأهل الجنة، أن خلق لهم خدماً، فأغلب ملوك الدنيا قد لا يحتاجون لهذه الأعداد الكبيرة من الخدم، ولكنه مظهرٌ من مظاهر االتكريم والترف، وهكذا حال خدم أهل الجنة! اللهم متّعنا بنعيم الجنّة.. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-20
05:56

عيون الجنة

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيعيون الجنةلما كانت النفس البشرية تألف المياه والبساتين والأشجار، وتسكن إليها، فقد زيّن الله جل وعلا الجنة، وألبسها من بهاء الأشجار وعلوّها، وبركة الثمار ونموّها، وجريان الأنهار وسيولها، وعذوبة العيون في أركانها، ما تقرُّ به أعين عِبادِ الله الصالحين، قال تعالى: "إن المتقين في جنات وعيون*ادخلوها بسلام آمنين"، وقد ذكر القرآن أماكن هذه العيون: 1) فهناك عيون في البساتين، قال تعالى: "في جنات وعيون"، 2) وهناك عيونٌ في أماكن الجلوس والمتنزهات، قال تعالى: "في ظلالٍ وعيون"، وما أحسن أن يكون البستان والمجلس تمرًّ به ترع الماء، وتجري فيه الأنهار، وتتفجّر منه العيون! وسبحان الله.. لما أخبر موسى فرعون، ما أعدّه الله لأوليائه في الآخرة، من جنات فيها عيون الماء، وتجري من تحتها الأنهار، ماذا عمل فرعون؟! بنى قصوراً وجعل الأنهار تجري من تحتها، ونادى في قومه: {يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي} [الزخرف:51] بئس ما قال فرعون، وشتان بين مقالته، وبين ما أعدَّ الله لأوليائه!/ عيون الجنة مختلفة الطعوم والمشارب، متعددة الاشكال والالوان، فمنها: 1) عين التسنيم: يقال بأنّها عينٌ تجري في الهواء بقدرة الله، فتنصبُّ في آواني أهل الجنة، قال تعالى: "إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ*عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ*تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ*يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ*خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ*وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ"، وعين التسنيم يشربُ منها المقربون، دون غيرهم من أهل الجنة. 2) ومنها عين الزنجبيل: هي عينٌ فيها طعم الزنجبيل، يشرب بها المقربون صرفًا، وتُمزج لسائر أهل الجنة، قال تعالى: "وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا". 3) ومنها عين الكافور: والكافور اسمٌ لسائلٍ طيبِ الرائحة، أبيضِ اللون، تميل إليه النفوس، وعين الكافور: عينٌ يفجرها أهل الجنة تفجيرا، أي يتصرَّفون فيها حيث شاءوا، وأين شاءوا، من قصورهم ودورهم ومجالسهم، والتفجيرُ هو الانباع، أي يقودونها حيث شاءوا، وينتفعون بها كما يشاؤون، ويتبعهم ماؤها إلى كلِّ مكان يتوجهون إليه! سبحان الله.. قال تعالى: "إنَّ الابرار يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافورا*عينا يشرب بها عباد الله يفجِّرونها تفجيرا". 4) ومنها عين السلسبيل: سمّيت سلسبيلا لسلاسةِ مَسِيلها، وحِدّةِ جريها، وسلامةِ شرابها، وسهولةِ مساغها، وطيبِ مذاقها، تنبُع من جنة عدن الى أهل الجنة، قال تعالى: "وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً*عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً"./ يا أيّها المشتاق للجنّة.. ما بالك بقومٍ سلكوا طريق النجاة.. وتزودوا بالطاعات، وتركوا المحرّمات، واتقوا ربهم حق التُّقاة.. فأورثهم الله تلك الجنات، تتفجر عيونها كل حين، تارة تُمزج بالكافور، فتكون باردةً طيبة الرائحة، وأخرى تُمزج بالزنجبيل، فتكون حارةً طيبة الرائحة.. فأحسن يا أيّها المشتاق، يُحسنِ الله إليك، وأخلص في سعيك، يَسقيك الله من عيون جنته وشرابها.. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-21
06:53

أنهار الجنة

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيأنهار الجنةوبين تلك القصور الذهبية، والأشجار الخضراء، والخيام البهية، تجري أنهارٌ عذبة متنوعة.. أعدها الله لعباده المؤمنين، ونوَّعَ أجناسها وشرابها.. "أنهارها من غير أخدود جرت*سبحان مُمسكِها عن الفيضان"/.. إذْ كثيراً ما نقرأ في القرآن: {تجري من تحتها الأنهار}، فما هي أنهار الجنة؟ وما أنواعها؟ جمع الله أنهار الجنة في آيةٍ من سورة محمد، قال تعالى: "مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى" [محمد:15] فأنهار الجنة الأربعة: 1) نهرٌ من ماء غير آسِنٍ لم يتغير، بل هو ثَجَّاج يَثُجُّ حلاوةً وخيراً وبراً، 2) ونهرٌ من عسلٍ مصفى لا تشوبه شائبة، 3) ونهرٌ من لبن لم يخالطه شيء، 4) ونهرٌ من خمر لذة للشاربين!/ علمًا بأن أنهار اللبن والخمر والعسل، أنهارٌ لا نظيرَ لها في الدنيا، تجري بتدفق واندفاع! إنّ هذا لأمرٌ عجب!/ وخصَّ الله تعالى هذه الأنهارَ بالذكر، لكونها أفضل الأشربة! فالماء: لريِّ الناسِ وطُهورهم، والعسل: لشفائهم ونفعهم، واللبن: لقوتهم وغذائهم، والخمر: للذتهم وسرورهم/.. وقد ذكر سبحانه هذه الأجناسَ الأربعة، ونفى عن كل واحد منها الآفة التي تَعرِض له في الدنيا! فآفة الماء: أنه يأسن من طول مكثه، وآفة اللبن: أنّه يتغيرُ طعمه إلى الحموضة، وآفة الخمر: كراهة مذاقه المنافي للذة، والمُذهبِ للعقل! وآفة العسل: عدم تصفيتة وكثرةُ الغش فيه، فنفى الله هذه العيوبَ كلها! فأين هي الدنيا من الآخرة؟ وكيف يحرص عاقلٌ على لذةٍ ناقصة فانية، ويترك اللذة الكاملة الباقية؟ فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور./ وتأمل أيّها المشتاق للجنّة.. في الخيرات التي أودعها الله في هذه الأنهار، لم تجر العادة بمثلها في الدنيا، أنهارٌ تجري من غير أخدود، تحت الأشجار والمنازل والغرف وتحت القصور، قال تعالى: "جنات تجري من تحتها الأنهار"، وقال سبحانه: "تجري من تحتهم الأنهار" يا الله!/ ثمّ هل تعلم مصدرَ هذه الأنهار؟ قال النبي ﷺ: "إذا سألتم الله فاسألوه الفروس، فإنّه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقَه عرش الرحمن، ومنه تفَجَّرُ أنهار الجنة" (البخاري). قال بعض أهل العلم: هذه الأنهار الأربعة أنهارٌ عامة، تطوف في الجنة جميعاً، وهناك أنهارٌ خاصة، لكل مؤمن له في الجنة أنهاره الخاصة، وأدنى أهل الجنة منزلة يملك عشرة أمثال الدنيا -كما في صحيح مسلم – نسأل الله من فضله./ ومن أنهار الجنة الكوثر، الذي أعطاه الله لرسوله ﷺ، وقد رآه رسول الله وحدَّثنا عنه، ففي صحيح البخاري، عن النبي ﷺ قال: "بينما أنا أسير في الجنة، إذ أنا بنهرٍ حافتاه قباب الدر المجوَّف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طيبه-أو طينه– مسكٌ أذفَر".. وفي روايات أخرى: حافتاه اللؤلؤ المجوف، وترابه المسك، وحصباؤُه اللؤلؤ، ماؤُه أبيض من الثلج، وطعمُه أحلى من العسل، حولَه طيور رقابُها كرقاب الإبل! نسأل الله أن يرينا تلك الأنهار، ويرزقنا الشرب منها..آمين © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-22
07:16

أشجار الجنة

وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيأشجار الجنةمن نعيم الجنة الخالد، كثرة الأشجار، ووفرة الثمار، وغرائب الأطيار.. فأشجار الجنة لا يعرف قدرها إلا الذي خلقها سبحانه، فقد أودع الله فيها من جمالِ الشكل وحسنِ المنظر، وبهاءِ اللون، ورونقِ المظهر، ما لا يخطر على بال، ولا رأته عين ولا سمعته آذان! وقد أخبرنا الله أنَّ في الجنَّة أشجار العنب: "إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا" النبأ:31-32، وأشجار النخل والرمان: "فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمانٌ" الرحمن:68، كما فيها أشجار السدر والطلْح: "وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَمَاء مَّسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ" الواقعة:27-32، والسدر هو شجر النبق الشائك، ولكنه في الجنة مخضودٌ أي منزوعٌ شوكه، والطلحُ: هو الموز، وقيل شجرٌ من شجر الحجاز، فيه شوك، ولكنه في الجنة منضود، معدٌّ للتناول بلا كد ولا مشقة./ وأشجار الجنة ليست كأشجار الدنيا، تُعطي في فصل دون فصل، بل هي دائمة الإثمار والظلال: "أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النارُ" الرعد: 35، وأشجارُ الجنة شديدة الخضرة: "وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مُدْهَامَّتَانِ" الرحمن:62-64، فأشجار الجنة مائلة إلى السواد، من شدة خضرتها، واشتباك أشجارها./ أما ثمار تلك الأشجار فإنها قريبة، دانيةٌ مذللة، ينالها أهل الجنة بيسر وسهولة: "وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا" الإنسان:14، أما ظلها فكما قال تعالى: "وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ" الواقعة:30، وقد حدَّثنا الرسول ﷺ عن بعض شجر الجنة حديثاً عجباً، ينبيك عن خَلقٍ بديع هائل، يَسبَح الخيال في تقديره، في صحيح مسلم أنّ رسول الله ﷺ قال: "إنَّ في الجنة لشجرةٌ، يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها". يا سبحان الله.. وفي الصحيحين، قال ﷺ: "ثم انطلق بي –جبريل- حتى انتهى إلى سدرة المنتهى-وهي شجرة في الجنة-، ونَبَقُها مثلُ قلالِ هجر، وورقُها مثلُ آذان الفيلة، تكاد الورقة تغطي هذه الأمة، فغشيها ألوانٌ لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك" يا الله../ أما شجرة طوبى، فهي شجرة عظيمة تُصنع منها ثياب أهل الجنة، قال ﷺ: "طوبى شجرة في الجنة، مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تَخرج من أكمامها"./ ومما يزيد أشجار الجنة بهاء وجمالاً، أن سيقانها من الذهب قال رسول الله e:"ما في الجنة شجرة، إلا وساقها من ذهب" (صحيح الجامع)، الله أكبر.. ما ألذ ثمارها وما أبهى أشجارها، فطوبى لمن أحسن غراسها في الدنيا، بذكر الله! فقد قال رسول الله e :"لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أنَّ الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، - أي  أرضٌ مُستويةٌ مُتساويةٌ - غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، فيا أيّها المشتاق للجنّة.. اغرس.. اغرس أرضك في الجنّة بأسهل الأذكار، فهي كلمات خفيفة سهلة، وما أكثر الغافلين عنها، نسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرًا.. © All rights reserved.Original content owned by this platform.Unauthorized use, reproduction, or distribution is prohibited and may result in legal action. Hosted by Simplecast, an AdsWizz company. See pcm.adswizz.com for information about our collection and use of personal data for advertising.

10-23
06:07

Recommend Channels