Discover
خبر وتحليل

خبر وتحليل
Author: مونت كارلو الدولية / MCD
Subscribed: 285Played: 11,763Subscribe
Share
© Monte Carlo Doualiya
Description
فقرة إخبارية تتناول خبراً أو حدثاً لشرح أبعاده وتداعياته، تُبَثّ على مدار الأسبوع عند الساعة الرابعة والربع صباحاً بتوقيت باريس ويُعاد بثها خلال الفترات الإخبارية الصباحية والمسائية.
1517 Episodes
Reverse
"حماس" والفصائل المتحالفة معها في لحظة صعبة لأنها مدعوة للاستسلام والخروج من المعادلة الفلسطينية، ليست لديها خيارات غير الموافقة ولو المشروطة على خطة ترامب.
ترامب يهدد "حماس" ويتعجّل موافقتها على خطته لإنهاء الحرب في غزة لكن تعديلات أدخلها نتنياهو أثارت استياء الوسطاء ولا سيما قطر التي أشارت إلى وجود بنود تحتاج إلى توضيح وتفاوض.
الأهم في خطة ترامب هو عنوان إنهاء الحرب الذي يلقى ترحيباً عالمياً لكنها تتضمن نقاطاً كثيرة غامضة من حيث تنفيذها ومرجعيتها القانونية والسياسية، كما أنها لا تشير مطلقاً الى "دولة فلسطينية".
ترامب حسم قرار إنهاء الحرب في غزة وخطته تتجاوز معظم العقبات التي أفشلت مفاوضات وقف إطلاق النار، لكن الاتفاق على تفاصيلها سيعتمد على مزيد من التفاوض.
تعددت خلال الأيام الأخيرة مظاهر التحرش الأمني والعسكري الروسي بأوروبا خاصة من خلال تزايد استعمال المسيرات ضد بلدان البلطيق وفنلندا. لكن بالرغم من خطورة هذا الاختراق الجوي الذي يضاف إلى مظاهر أخرى من الهرسلة الروسية، يبقى الرد الأوروبي دون المستوى المطلوب بما يعطي صورة التردد وحتى العجز. ذلك أن التحركات الرسمية للمسؤولين الأوروبيين وتصريحاتهم وحتى استعمال سلاح الجو، تبقى دون المستوى الذي يرفعه حجم التحدي. فكأن الاتحاد الأوروبي لم يخرج بعد من تحت مظلة حماية أمريكية لم يبق منها مع دونالد ترامب سوى الاسم. التحرش الروسي الذي وصل حد التهديد الأمني المباشر عبر المسيرات ليس بجديد، بل يمكن القول إنه يعود إلى سنة 2014 وضم شبه جزيرة القرم. ذلك أن هذا الحدث دشن بداية توجه طموحات فلاديمير بوتين غربا وشمالا والاقتراب أكثر من الحدود الأوروبية الشرقية. وقد اتخذ التحرش الروسي عديد الأشكال ليس أقلها الحرب المعلوماتية التي تمتد من تتالي حملات القرصنة الإلكترونية لتصل إلى قطع الكوابل البحرية لشبكة النت. وصل التحرش الروسي ببعض البلدان الأوروبية حد افتعال أزمات طائفية داخلية مثلما حصل في فرنسا عندما تمت كتابة شعارات معادية لليهود اتضح لاحقا أنها من فعل خارجي مرتبط بدوائر روسية. غير أن الخطر الأكبر في اعتقادنا يبقى التدخل الروسي في الحياة السياسية الداخلية لعديد البلدان الأوروبية. فقد أشارت عدة تقارير إلى دور موسكو في البركسيت وكذلك دورها في صعود فكتور أوربان إلى السلطة في المجر. وقرب موسكو من أغلب أحزاب أقصى اليمين المتطرف غير خافية وهي تتجاوز المساندة السياسية والمعلوماتية، عبر حملات التضليل الإعلامي مثلا، إلى الدعم المالي المباشر. لذلك فإن بوتين ليس في حاجة إلى الحرب ضد أوروبا لأنه قادر على افتكاكها من الداخل عبر أحزاب اليمين المتطرف القومي. مقابل هذه المخاطر الروسية المؤكدة والمتزايدة، يبدو أن الرد الأوروبي مازال رخوا وربما غير واعي بشكل كافي لحجم التحدي. فعلى المستوى العسكري تم تحريك بعض المقاتلات للتصدي للاختراقات الجوية. غير أن الطائرات المقاتلة تبقى عديمة الجدوى في مواجهة المسيرات. ربما يكون الحل فيما تم اقتراحه مؤخرا مثل الجدار المضاد للمسيرات، لكنه يبقى منقوصا طالما لم يصاحبه خطاب رسمي قوي. من جهة ثانية، على القوى الديمقراطية الأوروبية اليوم الكشف عن تقارب أحزاب اليمين المتطرف مع موسكو باعتبارها أصبحت أداة سياسية وإيديولوجية لخدمة روسيا وضرب الديمقراطية والحريات. إن موضوع روسيا هو أيضا رهان مجتمعي وليس فقط سياسي رسمي.
تدلل الأزمة السياسية التي تمر بها فرنسا على الحصيلة السلبية للرئيس ايمانويل ماكرون في السياسة الداخلية. في المقابل، إذا كان هناك مجال واحد يمكن لرئيس الجمهورية الفرنسية أن يتباهى به بتسجيل اختراقات، فهو السياسة الخارجية ولو بنسبة معينة. في الفترة الأخيرة يمكن أن يُنسب إلى ماكرون نجاحان في المسألتين الفلسطينية والأوكرانية. في الثاني والعشرين من سبتمبر/أيلول، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ترأست فرنسا مع المملكة العربية السعودية مؤتمر "حل الدولتين". وكان لافتاً أنه بعد إعلان فرنسا اعترافها بدولة فلسطين، كرت سبحة اعترافات هامة مع المملكة المتحدة وكندا وأستراليا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو والبرتغال. وكان هذا كافياً لإثارة غضب نتنياهو، الذي رفض المرور بطائرته فوق الأراضي الفرنسية في طريقه إلى نيويورك ليس تفاديا للملاحقة بسبب مذكرة المحكمة الجنائية الدولية، بل لإثبات تجاهله للترخيص الفرنسي وعدم اهتمامه بأي ترميم لعلاقته بالرئيس ماكرون. يعتبر البعض أن هذا النجاح رمزي، لكن لا يمكن عدم الأخذ بعين الاعتبار انطلاق ديناميكية عربية إسلامية كبيرة بقيادة السعودية تلاقت مع ديناميكية أوروبية بقيادة فرنسية، وهذا يعد حدثاً جديداً في تحولات النظام العالمي، وعملاً ديبلوماسياً للمستقبل. النجاح الماكروني الآخر، الأكثر تباينًا، هو التزام 26 دولة غربية، تم التوصل اليه بشق الأنفس، بضمان أمن أوكرانيا بعد وقف إطلاق نار افتراضي. يتفاوت هذا الالتزام بين دولة وأخرى، حيث يوافق بعضها على إرسال قوات برية، بينما يقتصر دعم البعض الآخر على المساعدة اللوجستية. وتجدر الإشارة إلى ان دونالد ترامب نفسه أشاد بدور نظيره الفرنسي في الدفاع عن الأمن الأوروبي وأمن أوكرانيا. بيد أنه في كلتا الحالتين، في الشرق الأوسط كما في أوكرانيا، من الواضح أن هذين النجاحين الدبلوماسيين لن يكون لهما أي تأثير ميداني مباشر . فيما يتعلق بفلسطين، فإن الاعتراف بالدولة ليس مجرد رمز. إنه عمل سياسي وقانوني كبير. إنه رهان فرنسي على المستقبل إذا بقي من مستقبل في الشرق الأوسط الملتهب أما في أوكرانيا فقد رفع الرئيس الفرنسي من لهجته وقال انه في مواجهة "الاستفزازات الروسية"، يقول إيمانويل ماكرون إن على حلف شمال الأطلسي "أن يصعد مستوى تدخله". بفضل تأكيد الأوروبيين على التزامهم في المسألة الاوكرانية، ودور ماكرون الأساسي في ذلك، طرأ تحول ايجابي في موقف دونالد ترامب بعد فشل قمة ألاسكا واكتشافه مدى مناورات فلاديمير بوتين ، علما ان "الولايات المتحدة هي أهم مزود للمعدات الدفاعية والهجومية" في أوكرانيا . ولذا ابتهج ماكرون لأن "تصريحات ترامب تساعد على زيادة الضغط حتى تعود روسيا إلى طاولة المفاوضات".
صعوبة الشروط الإسرائيلية حالت دون التوصل إلى اتفاق مع سوريا، لكن الوسيط الأمريكي طرح اتفاق خفض تصعيد كبديل مؤقت.
ترامب عرض على ممثلي ثماني دول عربية وإسلامية خطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتسليم إدارته إلى بعثة دولية. كما أعطى تعهداً بعدم ضمّ إسرائيل للضفة الغربية المحتلة. خطة الإدارة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن انسحاباً إسرائيلياً من القطاع، وتسليم إدارته إلى بعثة دولية تسعى واشنطن إلى أن تشارك فيها قوات من دول عربية وإسلامية، كما تتضمن تعهدا أمريكيا بعدم السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. وخلال اجتماع الرئيس دونالد ترامب مع ممثلي خمس دول عربية هي السعودية ومصر والإمارات وقطر والاردن، وثلاث دول أعضاء في منظمة التعاون الاسلامي هي تركيا وأندونيسيا وباكستان، اوضح الرئيس الأمريكي أن مشاركة هذه الدول في إرسال قوات إلى غزة هي لتمكين إسرائيل من الانسحاب، وأيضا لتمويل الفترة الانتقالية وإعادة الإعمار. وبعد الاجتماع ساد تقييم إيجابي لما طرح فيه. وأفاد بيان مشترك نشرته الخارجية المصرية بأن ممثلي الدول العربية والإسلامية أكدوا ضرورة إنهاء الحرب وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار بما يكفل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الكافية إلى غزة. وقبل ذلك، وزع بيان لرئيس الوزراء المصري جاء فيه أن القاهرة لا تعارض نزع سلاح حركة حماس أو نشر قوة دولية في قطاع غزة، لكنها دعت إلى أن تكون أي ترتيبات من هذا النوع مشروطة بإطار سياسي شامل يقود إلى اقامة الدولة الفلسطينية وبضمانات دولية صارمة، في مقدمتها التزام أمريكي بمشاركة فاعلة على الأرض لضمان التزام إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه. وكررت القاهرة التحذير من الدخول في ترتيبات أمنية بمعزل عن إطار سياسي وجدول زمني واضح لإقامة دولة فلسطينية. ويفهم من هذا البيان المصري أن ما عرضه الرئيس الامريكي كان أفكارا أولية، وأن ممثلي الدول سألوا عن ضمانات للجانب الأمني والعسكري، وعن الأفق السياسي لما بعد الحرب. والأرجح أنه لا تزال هناك مساحات غامضة في أطروحات ترامب، وقد يوضحها في الأيام المقبلة بعد لقائه في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تصر حكومته على مواصلة الحرب لاحتلال كامل قطاع غزة، كما أن اعضاءها يطالبون بفرض السيادة على الضفة الغربية لقطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية.
كما كان متوقعا رفض الرئيس الأمريكي اعترافات الدول الغربية بدولة فلسطين. وفي كلمته في افتتاح الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة تبنى الموقف الإسرائيلي القائل بأن تلك الاعترافات مكافأة كبيرة لحماس، التي اتهمها برفض وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. واعتبر أن الدول باعترافها من جانب واحد بدولة فلسطينية تشجع على استمرار الصراع، وقال إنه كان عليها أن تتحد للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن فورا. لكنه دعا بدوره إلى إنهاء الحرب في غزة ولم يقل كيف. ولدى مقارنة خطاب دونالد ترامب أمس بخطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الاثنين وحتى بتصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الأحد، يتبين الفارق الكبير في المقاربة. فالمسؤولان الأوروبيان عادا إلى جذور حل الدولتين في قرارات الشرعية الدولية، ليدعوا إلى إحياء هذا الخيار كأفضل أملا لإحلال السلام والأمن لجميع الأطراف. ومع أن الزعماء الثلاثة يلتقون عند هدف إنهاء الحرب في غزة، إلا أن ترامب لم يقدم اي ملمح لخطة ذكر أنه كان سيعرضها أمس على ممثلي سبع دول عربية وإسلامية. لكن هذه الدول وكذلك السلطة الفلسطينية بدت منسجمه مع أطروحة الرئيس الفرنسي التي دعت إلى إطلاق الرهائن وإنهاء الحرب ومن ثم دخول الإسرائيليين والفلسطينيين في مفاوضات لتنفيذ حل الدولتين. وكان ماكرون ستارمر ذكرا إسرائيل بالدعم الذي قدمته بريطانيا وفرنسا إليها منذ تأسيسها، وأوضحا أن الأهوال المتنامية في الحرب دفعتهما إلى العمل لإبقاء حل الدولتين ممكنا. كما حرصا على إبداء موقف صارم من حركة حماس، إذ قال ماكرون إنها هزمت عسكريا ويجب أن تهزم سياسيا، معتبرا ان الإدارة الانتقالية المقترحة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية ستعمل من خلال بعثة استقرار دوليه على استكمال تفكيك حماس ونزع سلاحها. اما ستارمر فأشار إلى أن حل الدولتين ليس مكافأة لحماس، لأنه يناقض رؤيتها تماما، كما يعني أنه لن يكون لها مستقبل أو دور في الحكم والأمن. ومن الواضح أن الدول التي اعترفت بدولة فلسطين وضعت ذلك في إطار إنهاء الحرب من أجل السلام، وليس تشجيعا لاستمرار الصراع كما قال ترامب، الذي يرفض أي اعتراف أمريكي مماثل، لكنه لا يفصح عن أي خيار بديل يفضي إلى السلام.
استمرت أمس موجه الاعترافات الغربية بالدولة الفلسطينية، لتبلغ ذروتها مع انعقاد قمة التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين بدعوة من فرنسا والسعودية. واتخذت هذه الخطوة السياسية بعدا مجتمعيا لافتا في فرنسا، حيث رفعت 52 بلدية العلم الفلسطيني على مقارها، رغم اعتراض وزارة الداخلية. كذلك في إيطاليا التي شهدت اضرابا عطل موانئها، وتظاهرات عمت المدن الرئيسية، احتجاجا على امتناع الحكومة عن الانضمام إلى الدول المعترفة بدولة فلسطين. وكما ساهم الحراك الشعبي في الوصول إلى تلك الاعترافات بالدولة، فإنه يركز شعاراته حاليا على وقف الإبادة والمجاعة، وعلى فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل. ومنذ مساء الأحد، بدا واضحا أن الإدارة الأمريكية التي رفضت الاعترافات بدولة فلسطين، تلقت الرسالة التي تطالب بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة. لذا دعا الرئيس دونالد ترامب ممثلي خمسة دول عربية هي السعودية والإمارات وقطر والأردن ومصر، ودولتين اسلاميتين هما تركيا وإندونيسيا، للاجتماع معهم اليوم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والبحث في خطة لإنهاء الحرب، وذلك قبل أن يناقش هذه الخطة لاحقا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض. وعرضت المعلومات المتداولة أربعة عناوين هي إنهاء الحرب وإطلاق الرهائن وانسحاب إسرائيلي وإدارة قطاع غزة بعد الحرب. وذكر أن حركه حماس سلمت الوسيط القطري رسالة موجهة إلى الرئيس ترامب، تعرض فيها هدنة لمدة 60 يوما لقاء تسليم نصف عدد الرهائن، وانسحابات إسرائيلية من مناطق عدة في القطاع. وليس واضحا ما الجديد في هذه الصيغة. اما بالنسبة الى خطة ترامب، فتتساءل مصادر مطلعة عما إذا كانت واشنطن حسمت خياراتها فعلا، وتقول إن الدول المدعوة تطالب بوقف الحرب في غزة والامتناع عن ضم أجزاء من الضفة الغربية، بحسب ما تلوح به إسرائيل، كرد على الاعترافات بدولة فلسطين. كما أن اجتماعا آخر بين ترامب ودول مجلس التعاون الخليجي سيتناول تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قطر، وتريد دول الخليج ضمانات أمريكية بأن هجوما كهذا لن يتكرر.
بعد مبادرة سعودية- فرنسية، دول غربية عدة بينها بريطانيا تعلن اعترافاً رسمياً بالدولة الفلسطينية، رغم علمها مسبقاً بصعوبة إقرار هذه الخطوة في مجلس الأمن بسبب الفيتو الأميركي. اعترفت بريطانيا وكندا وأستراليا يوم الأحد بالدولة الفلسطينية. وستعلن دول أخرى اعترافها اليوم خلال اجتماع خاص في الأمم المتحدة للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين الذي أنشئ أواخر تموز/ يوليو الماضي بمبادرة مشتركة للسعودية وفرنسا. وقوبل اعتراف بريطانيا باهتمام خاص لأنها الدولة التي أصدرت عام 1917 وعد بلفور بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، متجاهلة الحقوق السياسية للفلسطينيين العرب. لذلك شكل الاعتراف البريطاني خطوة تصحيحية ولو متأخرة، ويجمع بين الدول كافة، وفي طليعتها فرنسا التي كانت سباقة الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أنها جميعا في المعسكر الغربي وداعمة تقليديا لاسرائيل، كما كانت تفضل أن تنبثق الدولة الفلسطينية من التفاوض بين طرفي النزاع. إلا أن إسرائيل أوقفت كل تفاوض مع الفلسطينيين منذ العام 2014 وواصلت التوسع في بناء المستوطنات. ثم أنها أصدرت العام الماضي تشريعا يمنع إقامة دولة فلسطينية. لكن عوامل عدة عجلت باعتراف الدول الغربية بهذه الدولة وهي أولا إطالة الحرب على غزة، وتدهور الوضع الإنساني فيها إلى التجويع والمجاعة، وثانيا اتباع إسرائيل التدمير المنهجي لقطاع غزة بغية إعادة احتلاله وتهجير أهله واندفاع حكومتها إلى ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها، وبالتالي سعيها إلى سد أي أفق سياسي بعد الحرب. أما العامل الثالث فهو المبادرة التي طرحتها السعودية بمشاركة فرنسا لإحياء خيار حل الدولتين باعتباره حلا سبق للمجتمع الدولي أن قبله. ومع توالي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، طرحت التساؤلات عن جدوى هذه الخطوة التي لا شك أنها رمزية لكنها مهمة وسيصعب تجاهلها حتى لو تعذر تفعيلها في مجلس الأمن بسبب الفيتو الأمريكي المؤكد. وإذ كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، تخشى الدوائر الدبلوماسية إجراءات انتقامية. فعدا المضي في احتلال قطاع غزة، طالبت أصوات عدة في الحكومة والمعارضة بفرض السيادة فورا على الضفة الغربية، لكن رئيس الوزراء أرجأ قراره إلى ما بعد التشاور مع الإدارة الأمريكية.
حققت الولايات المتحدة استقلالها عن بريطانيا بالعنف، وتوسعت غربا بالعنف، وحافظت على مؤسسة العبودية بالعنف، وتخلصت من هذه المؤسسة بعد أعنف حرب أهلية في القرن التاسع عشر. العنف في الولايات المتحدة إذن هو بنيوي ونجده تقريبا وراء كل مرحلة مفصلية مرت بها الجمهورية الأميركية. أحدث اغتيال الناشط والمؤثر اليميني تشارلي كيرك المقرب من الرئيس ترامب موجة صدمة هزت تداعياتها جميع قطاعات المجتمع الأميركي، وعمقت الخلافات السياسية في الوقت الذي تمر فيه البلاد في مرحلة انشقاق اجتماعي وسياسي عميق، يعتبر الأخطر منذ عقد الستينات في القرن الماضي. الرئيس ترامب والملايين من الأميركيين الذين يتبعون كيرك على وسائل الاتصال الاجتماعي رفعوه إلى مرتبة الشهيد الذي يستحق التكريم الرسمي والشعبي وكأنه قائد وطني منتخب. وسارع الرئيس ترامب وغيره من كبار المسؤولين إلى توجيه أصابع اللوم إلى "اليسار" الأميركي حتى قبل القبض على المتهم بالقتل، ما أدى إلى طرد او تسريح أو عزل أي اميركي قام بتذكير الرِأي العام بالمواقف السياسية والاجتماعية المتشددة التي كان يبشر بها تشارلي كيرك. وكان تشارلي كيرك يؤمن بنظرية المؤامرة التي تدعي بان هناك محاولات لاستبدال الأكثرية البيضاء في البلاد بمهاجرين من أفريقيا وآسيا وكان يقول إن الدين الاسلامي يمثل خطرا على الولايات المتحدة، وله مواقف متشددة من قائد حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، الذي يتهمه بإثارة المشاعر العنصرية، واتهم المتبرعين اليهود بتمويل قوى اليسار، كما رفض الاعتراف بحقوق المثليين. وخلال الأيام التي عقبت الاغتيال، انتشرت في البلاد مشاعر الخوف والقلق جراء حملات الترهيب السياسي والعنف اللغوي التي شنها الرئيس ترامب ونائبه جي دي فانس ضد كبريات الصحف وأبرز شبكات التلفزيون الأميركية التي يعتبرها الرئيس ترامب معادية له. واستغلت إدارة الرئيس ترامب جريمة اغتيال تشارلي كيرك لشن حملة ضد حريات التعبير والتحريض ضد وسائل الإعلام الليبرالية أو المعروفة بانتقاداتها لمواقف وسياسات ترامب. وطلب نائب الرئيس جي دي فانس من الأميركيين الكشف عن أي شخص يحتفل باغتيال تشارلي كيرك والتشهير به. كما هددت وزيرة العدل بام بوندي بمعاقبة أي شخص يستخدم خطاب الحقد بغرض التحريض، متجاهلة قرارات المحكمة العليا التي تحمي كل حريات التعبير التي يضمنها الدستور. وقبل أيام قامت شبكة التلفزيون أي بي سي بوقف برنامج مسائي للفكاهي المعروف جيمي كيمل لأنه قال إن مؤيدي الرئيس ترامب يستغلون اغتياله لأغراض سياسية. وأحدث توقيف برنامج جيمي كيمل موجة احتجاجات في الأوساط الإعلامية والفنية، وخاصة بعد أن هدد مدير هيئة الاتصالات الفدرالية بريندان كار بأن وقف برنامج كيميل لن يكون عملا معزولا، وبعد أن هدد الرئيس ترامب علنا بسحب رخص العمل من شبكات التلفزيون التي تنتقده. قبل أيام قال حاكم ولاية يوتاه سبنسر كوكس إن اغتيال تشارلي كيرك يمثل "نقطة تحوّل في التاريخ الأميركي" يمكن أن تكون علامة " لنهاية فصل مظلم في تاريخنا, أو بداية فصل أكثر ظلاما ". وحده الزمن سوف يجاوب على هذا السؤال.
تمثل اختراقات الطائرات الروسية بدون طيار المجالات الجوية لبولندا ورومانيا خطوة أخرى في التصعيد المدروس من جانب روسيا، التي تحاول تعزيز ميزتها من خلال الضغط على حلف شمال الأطلسي واختبار نقاط ضعفه. وهذا التوتر الذي يمس الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي ، تزامن مع مناورات عسكرية بين روسيا وبيلاروسيا على حدود بولندا التي اعلنت بدورها حالة الطواريء الشاملة. ازاء هذا الوضع، كانت فرنسا أول دولة أوروبية وأطلسية تبادر لارسال ثلاث طائرات رافال لإسناد وارسو . وأخيراً أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن طائراتها ستنضم إلى القوات المتحالفة، بما في ذلك قوات الدنمارك وفرنسا وألمانيا والتشيك في مهمة " الحارس الشرقي" والتي تشمل طائرات مقاتلة أوروبية إضافية وسفينة حربية وأنظمة دفاع جوي، بالإضافة إلى مهمة حفظ الأمن الجوية الحالية والدفاعات الأرضية. وقد جاءت هجمات الطائرات المسيرة في الوقت الذي يدرس فيه حلفاء أوكرانيا، المتحدون في "تحالف الراغبين"، نشر قوة طمأنة من جنود أوروبيين على الأراضي الأوكرانية في حال وقف الأعمال العدائية. وقد أعلنت روسيا أن هذا يُعدّ خطًا أحمر. من البديهي أنّ تفاقم حرب المسيرات، من شأنها أن تؤدي إلى " تحويل حرب أوكرانيا إلى حريق هائل في أوروبا بأكملها"، حسب المقاربة الحذرة لتطور حرب أوكرانيا منذ 2022 إلى هذه الحقبة. إن نقطة الضعف الرئيسية التي كشفتها تحليقات الطائرات الروسية المسيرة هي نقطة ضعف سياسية، وتنبع من غموض موقف الرئيس الأمريكي. فقد بدا دونالد ترامب مترددًا في الاعتراف بحقيقة هذه التوغلات أو التفكير في عواقبها، على عكس سفيره لدى الناتو. ومن المرجح أن يُقوّض هذا التردد المبدأ الأساسي للحلف: تضامن أعضائه في مواجهة أي عدوان. وهذا تحديدًا هو الهدف الذي يسعى إليه فلاديمير بوتين. لذا ينبغي أن يتولى الأوروبيون مسؤولية دفاعهم وتخصيص الموارد اللازمة له، حتى لو تطلب ذلك اتخاذ قرارات صعبة. ويشكل إعلان الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، عن مهمة جديدة، أُطلق عليها اسم "الحارس الشرقي"، من أجل توفير مرونة أكبر في الدفاع عن الجناح الشرقي للحلف، عنصرًا أوليًا من عناصر الاستجابة. هكذا يبدو التاريخ أحياناً وكأنه يتسارع. اذ لا يستبعد ان يتوسع الصراع في أوكرانيا وحولها إذا لم تنجح خطط الرئيس دونالد ترامب بعد قمة ألاسكا في ايجاد مخرج او تسوية تقود إلى تجميد الوضع الحالي . في حال التوسع يزداد الربط بين الامن الأوروبي والامن الاوكراني وتُصبح أوروبا بأسرها في خطر في مواجهة العدوان الروسي، من هنا يحذر بعض الاستراتيجيين الأوروبيين من التسويف والمماطلة في الاستجابة لأنه مساً بمصداقية أوروبا وأمنها.
دول الخليج تبدي في اجتماع وزراء دفاعها انشغالاً أكبر بشؤون أمنها مما كانت قبل الهجوم الإسرائيلي على قطر، وأبرز قرارات الوزراء تحديث الخطط الدفاعية وتطوير منظومة الانذار المبكر ضد الصواريخ البالستية.
اجتماع ثلاثي، سوري- أميركي- أردني، يضع خريطة طريق لمعالجة تداعيات أحداث السويداء منتصف تموز/ يوليو الماضي. لكن التيار الدرزي المتشدد المدعوم من إسرائيل يرفض هذا الخريطة ويكرر المطالبة بالانفصال عن سوريا.
فيما بدأ الجيش الإسرائيلي هجماته وسط مدينة غزة كردٍّ مباشر على قمة الدوحة لا تبدي قطر تعجّلاً لاستئناف وساطتها بين إسرائيل و"حماس".
القمة العربية - الإسلامية تحذر بأن الهجوم على قطر يمكن أن يقوّض اتفاقات التطبيع القائمة والمستقبلية مع اسرائيل، ودول الخليج تراجع سياستها الدفاعية، وواشنطن تريد استئناف المفاوضات لإطلاق الرهائن.
القمة العربية - الإسلامية تبحث عن إجراءات ضد إسرائيل بعد هجومها على الدوحة ووزير الخارجية الاميركي في اسرائيل لمناقشة الخطوة التالية في مفاوضات اطلاق الرهائن ومصير الحرب على غزة وما بعدها.
أقرت أول أمس الجمعة أغلبية الدول إعلانا للجمعية العامة للأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية يعتمد على حل الدولتين. بيان أيدته 142 دولة مما يعطي للإعلان صبغة الإرادة الدولية بالرغم من تنديد الولايات المتحدة وإسرائيل. وهو يمهد لتوسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية خلال قمة الرؤساء في الجمعية العامة في الثاني والعشرين من الشهر الحالي. غير أن القرار يواجَه من طرف إسرائيل بسياسة الأمر الواقع التي لا تترك أي مجال لقيام دولة فلسطينية وهو ما يجعل من فرض عقوبات الطريق الأكثر واقعية لتفعيل الإرادة الدولية. إعلان نيويورك الأخير غير ملزم قانونيا، لكنه يعطي صورة عن إجماع دولي حول حل الدولتين ليؤسس لإطار مرجعي في أية عملية سلام مقبلة وهو يستبق بذلك أية مناورة سياسية قد يقوم بها نتنياهو مستغلا مساندة دونالد ترامب. من جهة أخرى، يزيد الإعلان من عزل إسرائيل سياسيا في المجتمع الدولي خاصة وهي تكتفي دائما بالمساندة الأمريكية. غير أن سياق الحرب الأخيرة في غزة عمق من هذه العزلة وشجع العديد من الدول الأوروبية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. في مقابل الإعلان والدبلوماسية، الواقع الفلسطيني يتحدث لغة أخرى، هي لغة الموت ولغة الاستيطان والتهجير القصري كما تؤكد أحداث الأسبوع المنقضي. إصرار على الحرب وعلى التقتيل بلغ حد استهداف وفد حركة حماس المفاوض في الدوحة. إصرار كذلك على التهجير القصري للفلسطينيين في غزة وحتى في الضفة عبر الخطط العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي. غير أن أخطر ما تقوم به إسرائيل اليوم لضرب أية إمكانية لإقامة دولة فلسطينية هو توسيع المستوطنات في الضفة الغربية بعد أن وقَّع نتنياهو الخميس الماضي على خطة "إي واحد" (E1) لمحاصرة مدينة القدس وعزلها نهائيا عن محيطها الفلسطيني مع ما يصاحبه من تقسيم للضفة. من الواضح إذن أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية هو على النقيض تماما من توجهات الإرادة الدولية. فإن أريد السلام دوليا، أصرت إسرائيل على الحرب، وإن تم الحديث عن دولة فلسطينية دوليا قوبلت بتوسيع الاستيطان إسرائيليا. وهو سياق يضع مصداقية الدول الداعمة للسلام وخاصة فرنسا على المحك. فالجري وراء الإعلانات والاعترافات الرسمية يصبح ضربا من العبث إذا لم تتوفر وسائل تفعيل حقيقية لهذه القرارات والمواقف. فربما حان الوقت للتفكير بجدية في فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على إسرائيل لإجبارها على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية كما ضمنتها القرارات الدولية. دون ذلك، يبقى أي مجهود نحو السلام مجرد رفع لوم لا أكثر.
انتظر الفرنسيون موعد تصنيفات وكالة فيتشر المالية يوم الثاني عشر من سبتمبر، وفي حال هبوط تصنيف فرنسا سيشكل ذلك انتكاسة إضافية لوضعها وهي الاقتصاد الثاني في الاتحاد الأوروبي. ويحل ذلك بعد يومين من حركات احتجاج كبرى تحت عنوان " لنوقف كل شيء" في العاشر من سبتمبر، بالضبط بعد يومين على سقوط حكومة فرنسوا بايرو امام الجمعية الوطنية بأكثرية ساحقة وصلت إلى 364 صوتا مقابل 194 صوتاً. يدلل كل ذلك على أزمة سياسية تعود بداياتها إلى الانتخابات التشريعية في 2024 وفشل الرئيس ايمانويل ماكرون في الحصول على أكثرية مطلقة والاكتفاء بأغلبية نسبية متأرجحة، وهذا أسقط سابقا حكومة ميشال بارنييه، وأسقط من جديد حكومة فرنسوا بايرو التي كانت أول حكومة تسقط بالتصويت على الثقة في عهد الجمهورية الخامسة. يكمن السبب الأساسي للسقوط في عدم القدرة على بلورة الميزانية العامة التي يجب أن تنجز قبل نهاية العام، والغضب من إجراءات التقشف وخفض الإنفاق العام، ما أدى لاحتجاجات العاشر من سبتمبر ( التي ستتكرر على شكل إضرابات واسعة في 18 سبتمبر ). وكان القاسم المشترك المطالبة أيضا بالرحيل المبكر لماكرون الذي تنتهي ولايته في ربيع 2027. في الإجمال لم تتوقف فرنسا عن الحركة أو تُغلق أبوابها يوم الأربعاء. مع ذلك، شهدت البلاد مظاهراتٍ عديدة طوال اليوم، وشهدت بعض المدن تجمعاتٍ حاشدة - تراوح عدد المشاركين فيها بين 197 ألفًا و250 ألف شخص - وتواجدًا أمنيًا مكثفًا للغاية. على الصعيد السياسي، لم ينتظر ماكرون هذه المرة وحسم أمره بتكليف وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو تشكيل الحكومة الجديدة. لوكورنو الشاب من فريق ماكرون السياسي لكنه يملك هامشاً من الاستقلال والمناورة. عقائديا لوكورنو من الديغوليين ومن المتأثرين بوزير دفاع مميز هو بيار مسمير Pierre Mesmer . مهمة الوزير الأول الجديدة ليست سهلة مع وجوب تركيب كتلة حاكمة من اليمين والوسط واليسار الاشتراكي، وهذا يتطلب قبولاً يمينيا لتنازلات تعطى للاشتراكيين بخصوص سن التقاعد وخفض فاتورة التقشف. وعد لوكورنو أنه سينفذ قطيعة بالعمق مع أساليب أسلافه وسيكون المحك في التطبيق. تتعلق القطيعة في المقام الأول بالتكتم. فإذا كان رئيس الوزراء الجديد لا يرغب في الإفصاح عن نواياه قبل الاستماع إلى جميع شكاوى القوى السياسية والنقابية، فإن خطواته الأولى في ماتينيون تكشف بالفعل عن مدى الصعوبة التي يواجهها في إعادة بناء مناخ الثقة مع الأحزاب والشركاء الاجتماعيين، من أجل اعتماد ميزانية توافقية بحلول الموعد النهائي في 31 ديسمبر/كانون الأول. عدا هذا التحدي المباشر، هناك حائط من الحذر نتيجة مناخ سياسي مسموم وهذا يتطلب المزيد من الحنكة وعدم الظهور بمظهر منفذ رغبات الرئيس ماكرون.