Discoverأسماء الله الحسنى- الشيخ النابلسي
أسماء الله الحسنى- الشيخ النابلسي
Claim Ownership

أسماء الله الحسنى- الشيخ النابلسي

Author: sheikh nabusi

Subscribed: 664Played: 5,619
Share

Description

يا ولدي .. جالِس ربّك بأسمائه؛ تَرَ ألطافاً عجيبة..
اسَتغرِق في الدّعاء بها؛ يتبدَّى لك ما خَفِي عنك، وتَرقى بك من الحَسَن إلى الأحسَن !

يا بني، تُوقِظ الأسماء الحُسنى الأرواحَ لأُمنياتها، والظَّمأ لكلّ اسمٍ لا ينتهي، حتى تنتهي الحَوائج إليه !

والله بالأسماء يُطوى لك ما لا يَطويه حَوْلُك، وتَقطِفُ من الغاباتِ ما تَشاءُ ؛ لو بَلغتَ حال: (وكُنتُ يدَه التي يبطشُ بها)!
يطول الطريقُ دون الأسماء الحسنى، ولا نَصل !

انوِ صُحبةً للأسماء، تُبَلَّغْكَ إليه، وعش معه أنسَ التَوسُّل ..
والله لو اعتكفتَ إليه، لرأيتَ كيف يُغرفُ لك الفضل غَرفاً ! وإنّ الله إذا اختصَّك بالصُحبة، فقد بلغتَ من القُرب مَبلغاً
202 Episodes
Reverse
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "هو الرَّجل يَدْخل على أهل البيتِ بيتَهم، وفيهم المرأة الحسناء، أو تَمُر به وبهم المرأة الحسناء، فإذا غَفلوا لَحظ إليها، فإذا فَطِنوا غَضَّ بصَره عنها، فإذا غفلوا لَحِظ، فإذا فطنوا غضَّ، وقد اطَّلع الله -تعالى- مِن قَلبه أنه وَدَّ أنْ لو اطَّلع على فرْجِها" (رواه ابن أبي حاتم), وقال ابن عباس: (خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ): "هو الرَّجل يكون جالسًا مع القوم، فتمر المرأة، فيسارقهم النَّظر إليها", وقال أيضا: "يَعلم الله -تعالى- من العين في نظَرِها هل تريد الخيانة أم لا؟"، وكذا قال مجاهد وقتادة, وقال مجاهد: "هي مُسارَقَة نظَر الأعين إلى ما نهى الله عنه". يُخبر -عزَّ وجلَّ- عن علمه التامِّ المُحيط بجميع الأشياء؛ جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها، دقيقها وعظيمِها؛ لِيَحذَر الناس عِلْمَه فيهم، فيستحيوا من الله -تعالى- حقَّ الحياء، ويتَّقوه حقَّ تقواه، ويراقبوه مراقبة مَن يعلم أنه يراه, فإنه -عزَّ وجلَّ- يعلم العين الخائنة، وإن أبدَتْ أمانة، ويعلم ما تنطوي عليه خَبايا الصُّدور من الضمائر والسرائر. وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله -تعالى-: (وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "يعلم إذا أنت قدَرْت عليها؛ هل تَزْني بها أم لا؟", وقال السُّدي: "(وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19] أيْ: من الوسوسة". (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59]. إذا كان ورق الأشجار والحبُّ في الأرض مراقَبًا، فبالأجدر ابن آدم.
أنت إذا طبقت منهج الله أنت في سلام مع نفسك ، لأن الإنسان إذا خالف فطرته يعذب عذاباً شديداً من قبل ذاته ، يعيش حالة احتقار الذات ، يعيش حالة عقدة الذنب ، يعيش حالة الانهيار الداخلي ، أنت إذا بنيت مجدك على أنقاض الناس ، أنت إذا بنيت غناك على إفقارهم ، أنت إذا بنيت أمنك على خوفهم ، إنك إن بنيت وجودك على موتهم ، إنك إن بنيت عزك على ذلهم ، تشعر بانهيار داخلي ، ولو كنت في أعلى مقام ، تشعر بحالة اسمها احتقار الذات ، اختلال التوازن ، لكنك إذا طبقت منهج الله عز وجل هذا المنهج يفضي بك إلى سلام مع نفسك ، وإلى سلام مع ربك ، وإلى سلام مع من حولك ، منهج الله عز وجل ينتهي بك إلى " السلام " ، " السلام " السلامة ، ما في قهر ، ما في احتقار للذات ، ما في عقدة الذنب ، ما في شعور بالانحطاط .
أولاً: الجبار بمعنى العالي على خلقه من قولهم تجبر النبات إذا علا . ثانيًا: معناه المصلح للأمور، من جبر الكسر إذا أصلحه، وجبر الفقير إذا أغناه، لذا ففيه صفة جمال وصفة جلال إذ يجبر الكسر سبحانه وفي نفس الوقت له الجبروت بمعنى العظمة والجلال والقوة. يقول الخطابي: "الجبار هو القاهر خلقه على ما أراد"، والمقصود بالإرادة هنا الإرادة الكونية. فلله إرادتان: إرادة كونية وإرادة دينية، فالكونية هي سنن الله في الكون التي تنفذ فينا وليس لنا حيالها أي تصريف {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس/82]، أما الإرادة الدينية فهي التي تعبدنا الله بها وأمرنا أن نلجأ  إليه وفقها وبمقتضاها. قال ابن القيم في النونيــــــــة: وكذلك الجبار من أوصافه .... والجبر في أوصافه قسمانِ جبر الضعيف وكل قلب قد غدا .... ذا كسرة فالجبر منه داني . والثاني جبر القهر بالعز الذي .... لا ينبغي لسواه من إنسانِ وله مسمًى ثالث وهو العلو .... فليس يدنو منه من إنسانِ من قولهم جبارة للنخلة العليا .... التي فاتت لكل بنانِ
جاء اسم الله البارئ من الفعل برأ، حيث جاء في قول العرب: برأ الله تعالى عباده يبرؤهم برءاً، وهذا يعني أنه خلقهم، والبارئ هو اسم فاعل معناه خالق، وعلى هذا الأساس يتّضح قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما كان يحلف: "لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة"، وقول الشاعر أيضاً: "وكل نفس على سلامتها..... يميتها الله ثم يبرؤها"، ويذكر علماء اللغة أنّ هناك معنيان وهما: الخلق كما في قوله تعالى في سورة البقرة: "فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ"، وقوله أيضاً في سورة البينة: "أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ". والمعنى الثاني هو مزايلة الشيء والتباعد عنه وجاء هنا من الزوال، حيث جاء في السنة النبوية أنّ علياً بن أبي طالب رضي الله عنه عندما خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان مريضاً ويعاني من سكرات الموت، سأله الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، فقال: أصبح بحمد الله بارئاً"، وهنا كلمة "بارئاً" تعني المعافاة من المرض الذي كان يلحق به.
الطبري يقول: "المصور أي الذي صور خلقه كيف شاء وكما شاء" وقال في تفسير قول الله تعالى {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ *فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ }[الانفطار:7-8] أي صرفك وأمالك إلى أي صورة شاء. يعني وكأن الخلق في البداية يكون كقطعة طين ثم يميله إلى جنس معين، فهذا من جنس عربي وآخر من جنس أعجمي، وهذا أبيض وذاك اسمر، وهذا أماله إلى صوره حسنة وذاك إلى صورة قبيحة أو إلى صورة بعض القرابات مثلا، فهذا يشبه أباه وهذا يشبه أمه وهذا يشبه خاله وآخر يشبه عمه وهكذا. قال الزجاج: "المصور هو مصور كل صورة لا  على مثال احتذاه ولا على رسم ارتسمه بل يصوره كيفما شاء سبحانه وتعالى". قال ابن كثير: "الخالق البارئ المصور أي الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون على الصفة التي يريد والصورة التي يختار". · ويقول الخطابي: "هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها قال: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}[التغابن:3]"  لأنه لو وجد شخصين يتشابهان تماما لن يتمكن الناس من التفريق بينهما، وهذه الحكمة تغلق باب الاستنساخ لأنه يناقضها. إذا فمعنى المصور على أمرين الأول: الذي أمال خلقه وعدلهم إلى الأشكال والهيئات التي توافق تقديره وعلمه ورحمته التي تتناسب مع مصالح الخلق ومنافعهم. والثاني: أنه الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة وهيئات متباينة من الطول والقصر والحسن والقبح والذكورة والأنوثة كل واحد بصورته الخاصة.
الخلق في اللغة يدور حول معنيين: المعنى الأول: هو إيجاد الشيء من الشيء، أو إيجاد الشيء من العدم. أي يأتي الخلق بمعنى الإنشاء والإبداع، ويأتي بمعنى تقدير الشيء. فمن ذلك قولُ الله جل وعلا {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ} [السجدة:7]، وقول الله تعالى {هذَا خَلْقُ اللَّهِ } [لقمان: 1] أي هذه مخلوقات الله {فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [لقمان: 11] فالمعنى هنا أصله التقدير وإبداع الشيء من غير أصل. الخلق قد يأتي أيضًا بمعنى الكذب على اعتبار أن الذي يكذب يُؤلف ويُنشئ كلامًا لا يُطابق الحقيقة لذلك ستأتي {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص:7] يعني افتراء وكذب. ويقول الله جل وعلا: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت:17] يعني أنكم تؤلفون وتكذبون وتأتون بهذه الأمور التي لا تتطابق مع الحقيقة.  ويقول الله تعالى{ إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء:137]أي إن هذا إلا كذب الأولين. الخالق في أسماء الله تعالى هو الذي أوجد جميع الأشياء بعد أن لم تكن موجودة، فالخالق هو الذي ركب الأشياء تركيبًا ورتبها بقدرته ترتيبًا، يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ} [فاطر:3] { هَلْ مِنْ خَالِقٍ} أي هل من مُبدع؟ هل من مُنشئ؟ هل من مُوجد للأشياء؟ من العدم غير الله المعنى الثاني:.هو تقدير الشيء أو تركيبه وترتيبه يدل عليه قوله تعالى{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً} أي قدرناها كذلك{ثم خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون:14].
المهيمن (سبحانه) الرقيب الحافظ لكل شيء الخاضع لسلطانه كل شيء، والمهيمن: القائم على خلقه، الشهيد عليهم . والحق (سبحانه) مهيمن على مخلوقاته أي مطلع وشاهد على كل شيء لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر فهو مطلع على خفايا الأمور، وخبايا الصدور، أحاط بكل شيء علماً. قال تعالى: أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ [الرعد: 33]. وقال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء [آل عمران: 5]. فهو سبحانه مهيمن على مخلوقاته، فلا يختل شيء منها ولا يخرج عما رسمه لها، يحفظها ويرعاها بقدرته.مليك على عرش السماء مهيمنلعزته تعنو الوجوه وتسجد وقال آخر:في قبضة الحق هذا الكون أجمعهجل المهيمن إن أعطى وإن منعاقد سبحت باسمه الأشياء عارفةبأن ذكر اسمه أمن لمن فزعاوملكه واسع تطويه قدرتهمن يشاء ينفذ من أقطاره رجعاجل المهيمن رباً لا شريك لهوجل إن لم يهب شيئاً وإن وهباما شاء كان وما في الكون خافيةتخفى على علمه بدءاً ومنقلباًإنا إليه أنبنا خاشعين لهوجاعلين له من ذكره سبباً "فلا شيء في ملكه أو عن إرادتهبمستطيع خروجاً أينما ذهبا
العزيز لغة: يدور حول ثلاثة معانٍ: (القوة، والشدة، والغلبة). منه قول الله تعالى {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} [ص من الآية:23]، يعني غلبني فيه، وقوله: {فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} [يس:14]، أي فقوينا وشددنا بثالث، (وعز الشيء) إذا قل أو ندر فهو شيء عزيز أي أصبح نادرًا لذلك هذه صفة اختص الله بها نفسه فلا يشاركه فيها أحد لذلك قال: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون:8]، استأثر بالعزة نفسه هو سبحانه وتعالى فله الغلبة وله القوة وله البأس سبحانه وتعالى. وروده في القرآن اسم الله العزيز ورد كثيرًا في القرآن، ورد اثنتين وتسعين مرة. ولا شك أن في هذا إشارات، فورود الاسم وتكراره بهذا الشكل لابد أن يكون له حكمة. واقترن بأسماء كُثر فاقترن أحيانًا باسمه الحكيم {وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة من الآية:260]. واقترن بالعليم {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [الأنعام من الآية:96]. واقترن بالغفور  {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر من الآية:28]. واقترن بصفة (الانتقام المنتقم) سبحانه وتعالى يقول الله جل وعلا: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [آل عمران من الآية:4]، واقترن باسم الله الغفار: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} [ص:66]، واقترن باسمه الحميد {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج :8]
الملك القادر على التصرف استقلالاً، الذي يملك القدرة على التصرف استقلالاً هو الملك، لا يرجع إلى أية جهة، ولا يحتاج إلى أية جهة، فعّال لما يريد، القدرة على التصرف من أسماء الذات، والمتصرف استقلالاً من  أسماء الأفعال، وقد ورد في الأثر القدسي: أنا ملك الملوك ومالك الملوك، قلوب الملوك في يدي، فإن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإن عصوني حولتها عليهم بالسخطة والنقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك، وادعوا لهم بالصلاح، فإن صلاحهم من صلاحكم. ليس من مالك إلا الله على وجه الحقيقة: ليس من مالك حقيقي لكل شيء إلا الله، أما حينما تقول: هذا البيت في ملكي، هذا ملك مجازي، أما على الحقيقة فليس من مالكٍ إلا الله، ] قُلِ اللَّهُمَّ مَاِلكَ المُلْكِ [، كل شيء يُملك مالكه الله عز وجل، هذه الحقيقة عبّر عنها أعرابي ببلاغة ما بعدها بلاغة، كان معه قطيع من الإبل، سئل: لمن هذه الإبل ؟ قال: لله في يدي. بيتك الذي تسكنه لله في يدك، ومركبتك التي تركبها لله في يدك، ومالك الذي في خزانتك لله في يدك، ويدك على كل شيء يد الأمانة، وليست يد الملكية
من معاني كلمة مؤمن حينما تنسب لله عز وجل ، وحينما تكون اسماً من أسماء الله الحسنى أنه أمن الناس أن لا يظلم أحد من خلقه ، والإنسان لا يطمئن إلا إذا وحّد ، وحينما ترى أن الأمر بيد الله وحده ، وأنه : " وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ " [هود:123] . وأنه : " وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ " [الزخرف:84] . وأنه : " مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً " [الكهف:26] . وأنه : " ما شاءَ اللهُ كانَ ، وما لم يشأْ لم يكن " [أخرجه أبو داود عن بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم] . " مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ " [فاطر:2] . ما لم تر أن يد الله تعمل وحدها ، ما لم تر أن الله بيده كل شيء ، ما لم تر أن الله هو الفعال ، هو المعطي وحده ، هو المانع ، هو الرافع ، هو الخافض ، هو المعز ، هو المذل ، ما لم توحد فلن تستطيع أن تطمئن إلى وعود الله ، ولن تخاف من إنذاراته . لذلك ( المؤمن ) أمن الناس ألا يُظلم أحد في خلقه من ملكه ، الدليل ، دقق : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ " [النساء:40] . آية ثانية : " وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً " [النساء:49] . في نواة التمرة خيط بين فلقتي النواة ، هذا الخيط هو الفتيل ما قيمته ؟ ما قيمة مليون من هذا الخيط ، بلا سبب " وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً " [النساء:49] . " وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً " [النساء:124] . النواة لها رأس مؤنف كرأس الدبوس ، هذا الرأس ما حجمه ؟ " وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً " " وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً " " مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ " [فاطر:13] القطمير غشاء يغلف النواة . " لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ " [غافر:17] . " فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ "
معنى الله ( المسعر ) ؟ بالتعبير الاقتصادي الكم له علاقة بالسعر ، فأحيانا تكون كميات المحاصيل فلكية ، السعر ينخفض ، وأحيانا يكون الكم قليلا ، فيرتفع السعر  . أول ملاحظة أن الله عز وجل ثبت الأشياء ، وحرك أشياء ، الذي حركه من أجل أن يربينا ، لأن الإنسان في الأصل خلق هلوعاً ، هذا ضعف في أصل خلقه ، وهو ضعف لصالحه ، من أجل تربيته ، لو لم يكن الإنسان هلوعاً لما تاب بعد شدة ، ولا ما اصطلح مع الله بعد عسر ، لأن العسر يقلقه ، والشدة تقلقه ، والخوف يقلقه . الإنسان هلوعٌ جزوعٌ ضعيف : " إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً " [المعارج:19] . هكذا خلق . " إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ " [المعارج:20-22] . بل الذي أراه والله أعلم إن دخلت إلى مسجد ، ورأيت فيه آلافاً مؤلفة فاعتقد يقيناً أن تسعة أعشار هؤلاء جاؤوا إلى الله عقب تدبير حكيم ، لاح له شبح مرض ، ليس له إلا الله فأقبل عليه ، وتاب إليه ، لاح له شبح فقر ، فاعتصم بالله ، ودعا الله عز وجل ، فهناك شريحة من البشر كبيرة جداً لا تستجيب إلا عقب الشدة ، فالله سبحانه وتعالى بدّل قوانين الرزق ، وقوانين الصحة . الإنسان أحياناً يسعد بصحته ، فإذا لاح له شبح مرض لجأ إلى الله ، وهذا من فضل الله علينا .
قال الخطابي: (قوله "السيد الله" ويريد: أن السؤدد حقيقة لله عز وجل، وأن الخلق كلهم عبيد له) . وقال الحليمي: (ومنها "السيد" وهو اسم لم يأت به الكتاب، ولكنه مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، ... ومعناه: المحتاج إليه بالإطلاق. فإن سيد الناس إنما هو رأسهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن رأيه يصدرون، ومن قوله يستهدون. فإذا كانت الملائكة والإنس والجن خلقاً للباري جل ثناؤه، ولم يكن بهم غنية عنه في بدء أمرهم وهو الوجود، إذ لو لم يوجدهم لم يوجدوا، ولا في الإبقاء بعد الإيجاد، ولا في العوارض العارضة أثناء البقاء. كان حقاً له جل ثناؤه أن يكون سيداً، وكان حقاً عليهم أن يدعوه بهذا الاسم) . وقال الأزهري: (وأما صفة الله جل ذكره بالسيد فمعناه: أنه مالك الخلق، والخلق كلهم عبيده) . وقال ابن الأثير في قوله: (السيد الله): (أي هو الذي تحق له السيادة) . وقال الأصبهاني: (ومن أسمائه تعالى: "السيد" وهذا اسم لم يأت به الكتاب، وإنما ورد في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم)، ثم ذكر الخبر، وذكر نحواً من كلام الغزالي المتقدم . وقال ابن القيم  :وهو الإله السيد الصمد الذيصمدت إليه الخلق بالإذعانالكامل الأوصاف من كل الوجوه كماله ما فيه من نقصان
الله عز وجل منان على عباده بإحسانه وإنعامه ورزقه إياهم. وفلان يمن على فلان: إذا كان يعطيه ويحسن إليه . وقال الخطابي: وأما (المنان) فهو كثير العطاء . وقال الجوهري: و(المنان) من أسماء الله تعالى . وقال الحليمي: ومنها: (المنان) وهو عظيم المواهب، فإنه أعطى الحياة والعقل والنطق، وصور فأحسن الصور، وأنعم فأجزل، وأسنى النعم، وأكثر العطايا والمنح، قال - وقوله الحق -: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا [إبراهيم: 34] . وقال أبو بكر -هو الأنباري-: وفي أسماء الله تعالى الحنان المنان، أي الذي ينعم غير فاخر بالإنعام. وقال في موضع آخر في شرح المنان: (معناه: المعطي ابتداء ولله المنة على عباده، ولا منة لأحد منهم عليه، تعالى الله علواً كبيراً) . وقال ابن الأثير: في أسماء الله تعالى (المنان): (هو المنعم المعطي، من المن: العطاء، لا من المنة. وكثيراً ما يرد المن في كلامهم بمعنى الإحسان إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه.
قال الخطابي: (الوتر) هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير . وقال الحليمي: ومنها الوتر: لأنه إذا لم يكن قديم سواه، لا إله ولا غير إله، لم ينبغي لشيء من الموجودات أن يضم إليه فيعد معه، فيكون والمعدود معه شفعاً، لكنه واحد فرد وتر . وقال البيهقي: (الوتر) هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير (وهو قول الخطابي) وهذه أيضاً صفة يستحقها بذاته . وقال الحافظ ابن حجر: (الوتر) الفرد، ومعناه في حق الله أنه الواحد الذي لا نظير له في ذاته ولا انقسام!
( سُبُّوح ) : أي هو الذي يُسبَّح ويُقدس ، و( السُّبُّوح ) على وزن فعلول ، أو على وزن فعول ، مبالغة مِن سبّح يسبح تسبيحاً ، أي أنه مهما سبحته فلا يمكن أن تصل إلى ما ينبغي ، ومهما قدسته فلا يمكن أن تصل إلى ما ينبغي ، لأن ( السُبُّوح ) من صيغ المبالغة ، وإذا وردت أسماء الله الحسنى بصيغة المبالغة فتعني الكم والنوع ، فلو سبّحته كلُّ الخلائق فلا يكفي ، لأن التسبيح كما ينبغي ، ولو سبحه أعظم الخلائق ، النبي عليه الصلاة والسلام سيد ولد آدم ، وهو في سدرة المنتهى تسبيحه ليس كما يمكن أن يكون مع الله عز وجل ، لأنه لا يعرف الله إلا الله . أيها الإخوة ، إذا قال واحد منا : فلان سبح في كلامه ، أي أكثر من تسبيح الله ، لكن في هذه اللغة العظيمة التي اختارها الله لغة لكلامه . " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ " [الشعراء:195] . بكلمة يمكن أن تعبر عن جملة ، هذا اسمه النحت ، فإذا قلت : سبحان الله ، يقال : فلان سبحل ، فإذا قلت : أدام الله عزك ، يقال : فلان دمعز ، فإذا قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله يقال : فلان حوقل ، فإذا قلت : لا إله إلا الله يقال : فلان هلّل ، فإذا قلت : الله أكبر يقال : فلان كبّر ، هذا من دقائق اللغة العربية .
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "هو الرَّجل يَدْخل على أهل البيتِ بيتَهم، وفيهم المرأة الحسناء، أو تَمُر به وبهم المرأة الحسناء، فإذا غَفلوا لَحظ إليها، فإذا فَطِنوا غَضَّ بصَره عنها، فإذا غفلوا لَحِظ، فإذا فطنوا غضَّ، وقد اطَّلع الله -تعالى- مِن قَلبه أنه وَدَّ أنْ لو اطَّلع على فرْجِها" (رواه ابن أبي حاتم), وقال ابن عباس: (خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ): "هو الرَّجل يكون جالسًا مع القوم، فتمر المرأة، فيسارقهم النَّظر إليها", وقال أيضا: "يَعلم الله -تعالى- من العين في نظَرِها هل تريد الخيانة أم لا؟"، وكذا قال مجاهد وقتادة, وقال مجاهد: "هي مُسارَقَة نظَر الأعين إلى ما نهى الله عنه". يُخبر -عزَّ وجلَّ- عن علمه التامِّ المُحيط بجميع الأشياء؛ جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها، دقيقها وعظيمِها؛ لِيَحذَر الناس عِلْمَه فيهم، فيستحيوا من الله -تعالى- حقَّ الحياء، ويتَّقوه حقَّ تقواه، ويراقبوه مراقبة مَن يعلم أنه يراه, فإنه -عزَّ وجلَّ- يعلم العين الخائنة، وإن أبدَتْ أمانة، ويعلم ما تنطوي عليه خَبايا الصُّدور من الضمائر والسرائر. وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله -تعالى-: (وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "يعلم إذا أنت قدَرْت عليها؛ هل تَزْني بها أم لا؟", وقال السُّدي: "(وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19] أيْ: من الوسوسة". (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59]. إذا كان ورق الأشجار والحبُّ في الأرض مراقَبًا، فبالأجدر ابن آدم.
أنت إذا طبقت منهج الله أنت في سلام مع نفسك ، لأن الإنسان إذا خالف فطرته يعذب عذاباً شديداً من قبل ذاته ، يعيش حالة احتقار الذات ، يعيش حالة عقدة الذنب ، يعيش حالة الانهيار الداخلي ، أنت إذا بنيت مجدك على أنقاض الناس ، أنت إذا بنيت غناك على إفقارهم ، أنت إذا بنيت أمنك على خوفهم ، إنك إن بنيت وجودك على موتهم ، إنك إن بنيت عزك على ذلهم ، تشعر بانهيار داخلي ، ولو كنت في أعلى مقام ، تشعر بحالة اسمها احتقار الذات ، اختلال التوازن ، لكنك إذا طبقت منهج الله عز وجل هذا المنهج يفضي بك إلى سلام مع نفسك ، وإلى سلام مع ربك ، وإلى سلام مع من حولك ، منهج الله عز وجل ينتهي بك إلى " السلام " ، " السلام " السلامة ، ما في قهر ، ما في احتقار للذات ، ما في عقدة الذنب ، ما في شعور بالانحطاط .
أولاً: الجبار بمعنى العالي على خلقه من قولهم تجبر النبات إذا علا . ثانيًا: معناه المصلح للأمور، من جبر الكسر إذا أصلحه، وجبر الفقير إذا أغناه، لذا ففيه صفة جمال وصفة جلال إذ يجبر الكسر سبحانه وفي نفس الوقت له الجبروت بمعنى العظمة والجلال والقوة. يقول الخطابي: "الجبار هو القاهر خلقه على ما أراد"، والمقصود بالإرادة هنا الإرادة الكونية. فلله إرادتان: إرادة كونية وإرادة دينية، فالكونية هي سنن الله في الكون التي تنفذ فينا وليس لنا حيالها أي تصريف {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس/82]، أما الإرادة الدينية فهي التي تعبدنا الله بها وأمرنا أن نلجأ  إليه وفقها وبمقتضاها. قال ابن القيم في النونيــــــــة: وكذلك الجبار من أوصافه .... والجبر في أوصافه قسمانِ جبر الضعيف وكل قلب قد غدا .... ذا كسرة فالجبر منه داني . والثاني جبر القهر بالعز الذي .... لا ينبغي لسواه من إنسانِ وله مسمًى ثالث وهو العلو .... فليس يدنو منه من إنسانِ من قولهم جبارة للنخلة العليا .... التي فاتت لكل بنانِ
جاء اسم الله البارئ من الفعل برأ، حيث جاء في قول العرب: برأ الله تعالى عباده يبرؤهم برءاً، وهذا يعني أنه خلقهم، والبارئ هو اسم فاعل معناه خالق، وعلى هذا الأساس يتّضح قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما كان يحلف: "لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة"، وقول الشاعر أيضاً: "وكل نفس على سلامتها..... يميتها الله ثم يبرؤها"، ويذكر علماء اللغة أنّ هناك معنيان وهما: الخلق كما في قوله تعالى في سورة البقرة: "فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ"، وقوله أيضاً في سورة البينة: "أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ". والمعنى الثاني هو مزايلة الشيء والتباعد عنه وجاء هنا من الزوال، حيث جاء في السنة النبوية أنّ علياً بن أبي طالب رضي الله عنه عندما خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان مريضاً ويعاني من سكرات الموت، سأله الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، فقال: أصبح بحمد الله بارئاً"، وهنا كلمة "بارئاً" تعني المعافاة من المرض الذي كان يلحق به.
الطبري يقول: "المصور أي الذي صور خلقه كيف شاء وكما شاء" وقال في تفسير قول الله تعالى {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ *فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ }[الانفطار:7-8] أي صرفك وأمالك إلى أي صورة شاء. يعني وكأن الخلق في البداية يكون كقطعة طين ثم يميله إلى جنس معين، فهذا من جنس عربي وآخر من جنس أعجمي، وهذا أبيض وذاك اسمر، وهذا أماله إلى صوره حسنة وذاك إلى صورة قبيحة أو إلى صورة بعض القرابات مثلا، فهذا يشبه أباه وهذا يشبه أمه وهذا يشبه خاله وآخر يشبه عمه وهكذا. قال الزجاج: "المصور هو مصور كل صورة لا  على مثال احتذاه ولا على رسم ارتسمه بل يصوره كيفما شاء سبحانه وتعالى". قال ابن كثير: "الخالق البارئ المصور أي الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون على الصفة التي يريد والصورة التي يختار". · ويقول الخطابي: "هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها قال: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}[التغابن:3]"  لأنه لو وجد شخصين يتشابهان تماما لن يتمكن الناس من التفريق بينهما، وهذه الحكمة تغلق باب الاستنساخ لأنه يناقضها. إذا فمعنى المصور على أمرين الأول: الذي أمال خلقه وعدلهم إلى الأشكال والهيئات التي توافق تقديره وعلمه ورحمته التي تتناسب مع مصالح الخلق ومنافعهم. والثاني: أنه الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة وهيئات متباينة من الطول والقصر والحسن والقبح والذكورة والأنوثة كل واحد بصورته الخاصة.
loading
Comments