Discover
وجوه من الـظل

79 Episodes
Reverse
كانت العمليات التي ينفذها الثوار الجزائريون في تصاعد .. وكانت الخسائر في الأرواح بين الفرنسيين تتزايد منذ العام أربعة وخمسين تسعمائة وألف .. وكان المقاومون الجزائريون يركزون على العاصمة .. وتطورت الأوضاع إلى ما سيحتفظ به التاريح تحت اسم معركة الجزائر ..
لم تحقق الوسائل العسكرية مبتغى السلطات الفرنسية .. وظهر في المشهد من كانت له مقاربة مختلفة في التعاطي مع تلك التطورات الميدانية ..
في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كان المشهد الدولي موسوما بصراعات متعددة .. أغلبها يحيل على الحرب الباردة ..
كانت هوية المخابرات الأمريكية قد اكتملت .. ولعل القائمين عليها وجدوا في المواجهة بين الغرب والشرق ما يبرر كثيرا من المخططات والعمليات ..على مدى ثمانية أعوام ، حتى العام الأول من ولاية الرئيس ( جون فيتزجيرالد كينيدي ) كان على رأس ال(سي آي إي ) واحد من أقدم وجوه الإستخبارات الأمريكية .. إسمه(آلن دولاس) .
قبل أن تبلغ العشرين، كانت (أماراليس فوكس) مرشحة لتكون من بين عملاء المخابرات المركزية الأمريكية ..لعل الذين كان موكولا إليهم استقطاب ُ عملاء من بين الشباب رصدوا لدى تلك الشابة ما يؤهلها للإنضمام إلى الCIA ..
كانت ابنة رجل يعمل في الاقتصاد وامرأة بريطانية عملت في التمثيل .. ولكن حوادث أثرت فيها عميقا جعلتها توجد حيث كانت يوم وافقت على الإلتحاق بالمخابرات المركزية الأمريكية.
عمل (أوليغ كالوغين) في المخابرات السوفياتية، الكا جي بي، على مدى أربعة عقود .. تولى مهامه الأولى في الولايات المتحدة .. ومكّن من اختراق المنظومات الأمنية والعسكرية الأمريكية وجنّد من داخلها ضباطا ومهندسين كانوا مصدر معلومات شديدة الأهمية ..
كان شيوعيا راسخ العقيدة .. ولكن عقيدته تلك إهتزت وخبت جذوتها لمّا أصابه الإحباط من توجهات رؤسائه في موسكو ..
أمضى (فيليب آجي) عشرة أعوام عميلا للمخابرات المركزية الأمريكية .. كان متنقلا بين عدد من أقطار أمريكا اللاتينية لتنفيذ مهام استخباراتية محددة .. وكان الكثير من أقطار المنطقة يشهد غليانا إجتماعيا واضحا .. ثم إنه قرر الإستقالة .. وطرحت تساؤلات كثيرة حول الدوافع الحقيقية لاستقالته ..
بضع سنوات بعد ذلك ، أصدر كتابا بعنوان ( يوميات عميل سري ) ضمنه الكثير من المعلومات التي لم يكن يراد لها أن تخرج إلى العلن .
في الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت طرفا رئيسا في الحرب الباردة، كثيرون هم الجواسيس الذين كانوا في خدمة الإتحاد السوفياتي وحلفائه والذين اكتشفوا وشُلّ نشاطهم .. من هؤلاء الجواسيس أجانب وآخرون أمريكيون .. كان هؤلاء الجواسيس ممن وضع لهم غطاء ديبلوماسي أو من بين رجال التجارة والصناعة ..
في مطلع القرن الحالي، إكتشف الأمريكيون جاسوسة أمريكية تعمل لحساب نظام فيدل كاسترو في كوبا .. وكانت تعمل في جهاز مخابرات وزارة الدفاع ال .DIAوصارت خبيرة متميزة في الشأن الكوبي .. وتطلب اكتشافها تحريات إستغرقت عدة أعوام ..
على مدى خمسة عشر عاما، تمكنت المخابرات السوفياتية، ال (كاجي بي) من الحصول على معلومات وأسرار أمنية أمريكية .. كانت تلك المعلومات تسريبات من داخل أجهزة مكتب التحقيقات الفيدرالي؛ ال FBI ..
أجريت عدة تحريات وتحقيقات دون الوصول إلى الجاسوس الكامن في تلك الأجهزة الذي تسبب في أضرار جسيمة لمنظومة التجسس الأمريكية ..
قبيل وخلال الحرب العالمية الأولى ، تكثفت عمليات التجسس عبر مختلف البلدان التي دخلت تلك الحرب التي ستظل الأكثر فتكا وتدميرا .. وكان من أطراف هذه الحرب الدولة العثمانية والإمبراطورية الألمانية اللتين تحالفتا في مواجهة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ..
ومن قصص التجسس التي ارتبطت بتلك الفترة قصة جاسوسة تركية شابة إسمها Despina.
كان ( أرنيه تريهولت ) شابا نرويجيا دخل السياسة في سن مبكّرة . وترقى في هياكل الحزب العمالي .. ومن ثمّ تقلد عدة مهام رفيعة في وزارة التجارة وفي وزارة الخارجية .. وكان مستشارا سياسيا في البعثة النرويجية لدى الأمم المتحدة .. كثيرون من مجايليه حلموا بمسار سياسي ومهني مثل مساره هو .. كان محط إعجاب ثم .. فجأة أسقط عنه القناع .
في العام اثنين وعشرين وألفين، أحدثت معلومات مصدرها أرشيف المخابرات التشيكوسلوفاكية صدمة في فرنسا .. في تلك المعلومات أن واحدا من ألمع الصحفيين في (لو كانار أونشينيه ) إشتغل عميلا لمخابرات (براغ ) ..
كشفت الوثائق أن من يسمى Pipa في أرشيف ال(STB ) سرب الكثير من المعلومات شديدة الخطورة .
في سجلات المخابرات الرومانية، السيكوريتات، التي كانت تضبط كل إيقاعات الحياة في زمن الديكتاتور (نيكولاي تشاوسيسكو) ، كان العميل Matei Pavel Haiducu إستثنائيا .. تمكن من التغلغل في المجتمع الفرنسي وإمداد المخابرات الرومانية بمعلومات قيمة وخطيرة عن الصناعات الفرنسية ومنها الصناعة النووية .. ثم حدث ما جعله يتمرد ويمتنع عن تنفيذ الأوامر.
في نفس بلدتهما التي كانت شاهدة على الفقر الذي عاشا فيه، هناك في محافظة المنوفية، إنتهت قصة الجاسوسين (رمزي الشبيني) و(سحر سلامة) ..
على مدى نحو أربعة أعوام ظلا يمدان المخابرات الإسرائيلية بتقارير عن مصر؛ عن الحياة اليومية فيها ولكن بشكل خاص عن الجيش المصري...وقد حاول الجاسوسان أن يتخذا من الإضطرابات التي رافقت ثورة الخامس والعشرين من يناير لتكثيف أنشطتهما التجسسية ظنّا منهما أن أجهزة المخابرات المصرية توجه كل طاقاتها صوب التطورات التي تتلاحق على المسرح الداخلي..
كان ( رمزي الشبيني ) يرى أن قدره الفقر . في الثامنة والأربعين ، هجر زوجته وطفلتيه . وبدأت لديه قصة حب جارف .. أغرم بامرأة شابة وقرر خطبتها .. لكنه تلقى الرفض وما لبث أن تبين له أن فقرة يحول بينه والتي هام بحبها ..كانت تحب المال وتطمح إلى الثراء ..ولعلها ، بلا قصد ، دفعته إلى أن يطرق باب خيانة الوطن يعرض نفسه ليكون جاسوسا لحساب المخابرات الإسرائيلة .
في الفترة التي سبقت مباشرة الزمن الكولنيالي، كثرت البعثات الإستكشافية التجسسية. كان المستكشفون من رجال الدين المسيحيين وكان منهم من يلبس ثياب العلماء والأطباء.
وراء مهمّاتهم، جميعا، غايات وأهداف إستعمارية توسعية .. في مستهل القرن الثامن عشر، بعد الثورة الصناعية في أوروبا، كثرت الأطماع في البلدان الآسيوية والإفريقية الغنية بمواردها الطبيعية والبشرية .. كذلك مهدت فرنسا لاحتلال الجزائر وأرسلت ضابطا من قواتها في مهمة جمع المعلومات حول الإنسان والمجال. كان الزمن زمن حكم الدّايات في الجزائر.
في تاريخ العمل الإستخباراتي أسماء بالكاد تلامسها أضواء الاهتمام. هناك أشخاص قاموا بما يكافيء إلى حد كبير الفعل العسكري في الحروب.
كانت (Edith Cavell) من أسماء الحرب العالمية الأولى .. ساهمت في بناء شبكة لمقاومة الاحتلال الألماني لبلجيكا .. كانت عميلة للمخابرات البريطانية ولكنها جعلت كل جهودها في سبيل المقاومة .. وتمكنت، مع أخريات وآخرين، من تهريب ألف وخمسمائة جندي من البريطانيين والفرنسيين من بلجيكا.
إلتحق (Vladimir Vetrov) بالمخابرات السوفياتية، ال(كا جي بي ) باختيار منه . تم تدريبه .. كان أكثر ما يتمناه عملاء المخابرات السوفيات أن يتم إرسالهم للعمل في العواصم الأوروبية. هناك كانوا يحيون حياة الغربيين ويذوقون من ملذّاتها ويتمتعون بهوامش الحرية الواسعة .
تم تعيين (Vladimir Vetrov) في باريس تحت غطاء تنمية العلاقات التجارية بين الإتحاد السوفياتي وفرنسا .. هناك ذاق طعم حياة مختلف عن طعم الحياة في الإتحاد السوفياتي.
في العام تسعة وستين تسعمائة وألف، عامين بعد حرب العام سبعة وستين واحتلال صحراء سيناء المصرية، أعلنت إسرائيل أنها ستباشر، قريبا، أعمال حفر وتنقيب عن النفط في خليج السويس.
كان في ذلك ما أثار غضب المصريين .. في سياق ذاك التوجه الإسرائيلي أعلن عن استئجار منصة عائمة للحفر .. وردّ المصريون بقرار صارم : يجب نسف الحفار .
في العام ثمانية وثمانين تسعمائة وألف، أعلن عن وفاة رجل مسن كان في العقد الثامن من عمره. لا يعرف جيرانه عنه الكثير إلا كونه مسيّر مكتبة ومحل لبيع الهدايا في كاراكاس.. كان إسبانيا ولذلك تمكن من أن يندمج بشكل كامل في محيطه الجديد.
ولكن قصة الرجل أطول وأعمق من ذلك بكثير .. لقد أراد، وهو شاب دون الثلاثين، أن يفعل شيئا للإنسانية .. فصار جاسوسا للبريطانيين تميز بخياله الواسع في خداع النازيين.
كانت (كريستينا سكاربيك) سليلة عائلة بولندية أرستقراطية .. ولكن مخلفات الحرب العالمية الأولى وآثارها جرفت الثروة التي كانت لتلك العائلة .. واضطرت (كريستينا) إلى العمل. ثم جاءت قواتُ ألمانيا النازيةِ غازية ً.. إضطرت إلى الرحيل عن (بولندا). إنتهى بها المطاف في لندن تعرض ما تستطيع تقديمه من أجل مقاومة الاحتلال النازي .. كذلك بدأ مسار (كريستينا) كجاسوسة من أشهر جاسوسات المخابرات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية.
كان (فيلفه) جاسوسا تعددت الجهات التي كان عميلا لها .. أبرزها، بل تلك التي عرفت، وبعد أن كان ضابطا في المخابرات النازية، عمل للبريطانيين والسوفيات واستفادت من خدماته المخابرات المركزية الأمريكية ..
يوم سقط أسيرا في يد القوات البريطانية ، كانت صادمة الصراحة وعزة النفس التي رافقت إقراره بأنه نازي وبأنه عميل للمخابرات النازية .