Discoverخبر وتحليل
Claim Ownership
1261 Episodes
Reverse
يعتزم الرئيس الأمريكي الجديد افتتاح ولايته الثانية بأكثر من حالة طوارئ، لمواجهة مشاكل الأمن والهجرة غير الشرعية، كذلك لفرض رسوم جمركية على الواردات ومعالجة أزمة التضخم وأسعار الطاقة.كل هذه الإجراءات كانت في وعوده الانتخابية وأولوياته المعلنة، ورغم أن الخبراء حذروا من انعكاسات سيئة على الاقتصاد الأمريكي جراء الرسوم الجمركية المرتفعة، إلا أن دونالد ترامب يتوقع أن تأتي أموال كثيرة إلى أمريكا من الدول الأخرى. وفيما أعلن أن العهد الذهبي لأمريكا بدأ لتوه، فإن الدول الأخرى المعنية، ومنها الصين ودول أوروبية وكندا واليابان، تلقت لتوها أنباء سيئة بالنسبة إلى تجارتها مع الولايات المتحدة، لكنها كانت تتوقعها وستنتظر لترى حجم خسائرها.ولم يتأخر ترامب في الكشف عن قرارات أخرى من شأنها أن تحدث بلبلة في السياسات الدولية، إذ أنه يريد العودة إلى تصدير النفط، والانسحاب مجددا من اتفاق باريس للمناخ، بعدما كانت الولايات المتحدة ساهمت بفاعلية في التوصل إلى اتفاقات جديدة صعبة في إطار مكافحة التغير المناخي.وفي خطاب التنصيب، وجه ترامب انتقادات انطوت على كثير من الازدراء للسياسات التي اتبعها سلفه جو بايدن، الذي كان حاضرا، ولا سيما القرار الذي اتخذه الأخير بإعفاء العديد من المسؤولين من الملاحقة القانونية، لكن ترامب نفسه يريد أيضا العفو عن الذين هاجموا مبنى الكونجرس قبل أربعة أعوام.ورغم أن ترمب قال إنه يريد لنفسه إرثا كصانع سلام بالحروب التي ينهيها أو لا يخوضها، إلا أنه أكد توجهه إلى استعادة قناة بنما وتغيير اسم خليج المكسيك ليصبح خليج أمريكا، وفي ذلك مؤشر إلى أن تهديداته لأراضي كندا والدنمارك لا تزال على أجندته.أما الشرق الأوسط فلم يرد إلا في الإشارة إلى بدء إطلاق الرهائن الإسرائيليين، من دون اي ذكر لغزة او لوقف إطلاق النار فيها.وهكذا يمكن القول ان مرحلة القلق العالمي من ترامب قد بدأت رسميا، ولعل التعبير الأكثر وضوحا جاء من رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بيرو، الذي نبه الى أن الولايات المتحدة قررت الشروع في هيمنة سياسية شديدة، من خلال الدولار والاستحواذ على الاستثمارات والأبحاث في العالم، داعيا أوروبا إلى المواجهة، وإلا فسوف نسحق ونصبح مهمشين، كما قال.
أشار ضيف مونت كارلو الدولية الصحفي الفلسطيني من شمال قطاع غزة السيد إبراهيم لبد إلى أننا "منطقة شمال قطاع غزة أصبحت صحراء وأصبح يكسوها اللون الرمادي جراء تدمير الاحتلال، جراء عمليات التفخيخ، وأيضا عمليات النسف المستمرة طوال هذه الحرب الإسرائيلية". وقال لبد: "نتحدث عن خسائر بشرية وخسائر مادية فادحة وكبيرة جدا في شمال القطاع. وقد انتشل اليوم للدفاع المدني عدد كبير من الموتى الذين كانوا يتواجدون في شمال مدينة غزة. نتحدث عن كارثة حقيقية وكبيرة جدا في هذه الحرب الاسرائيلية، ونتحدث عن أوضاع ميدانية هي الأصعب على الإطلاق".وتابع: "الواقع مؤسف جدا، نتحدث ربما عن مشاهد هي الأصعب عبر التاريخ في هذه الحرب الإسرائيلية، هذا الواقع المؤسف الذي ممكن أن نتحدث به صوتا أو صورة هو أوسع على مستوى الواقع الذي نحن نعيشه حتى هذه اللحظة".
دخول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة حيز التنفيذ عشية تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم، أضاف رمزية أخرى إلى المناسبتين. سواء لأن ترامب مارس ضغوطاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي لقبول الاتفاق، أو لأنه لا يريد حروبا، كما أعلن مراراً. وقبل العودة إلى البيت الأبيض، شهد ترامب كيف أن الشرق الأوسط عاد بقوة إلى اهتمامات الإدارة الأمريكية في عهد جو بايدن من خلال حربي غزة ولبنان والمواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران.ورغم أن الرئيس السابق دافع عن دعمه المطلق لإسرائيل ونجاحه في منع نشوب حرب إقليمية شاملة، ومساهمته في إضعاف إيران وأذرعها الإقليمية، إلا أن حرب غزة وإخفاقه في احتواء العنف الإسرائيلي المفرط، تركا ظلالاً على إرثه السياسي وعلى مصداقية الولايات المتحدة دولياً.وفي كل ذلك ما يشكل فرصاً ومحاذير للرئيس الجديد الذي سيتعين عليه أن يحسم في ملفات وقضايا شرق أوسطية تركها بايدن مفتوحة، وأولها تحديد خياراته بالنسبة إلى إيران.فهل سيسعى إلى اتفاق نووي جديد معها بعدما تلقى إشارات إيجابية منها؟ أم يمنح إسرائيل الضوء الأخضر لضرب المنشآت النووية فيتورط في حرب تعرف بدايتها ولا تعرف نهايتها؟ أم يستخدم التهديد الإسرائيلي لإيران كي يحصل على أفضل اتفاق نووي معها؟على ترامب أيضاً أن يقرر ما إذا كانت المساهمة في إعادة إعمار غزة ولبنان وسوريا مصلحة أمريكية، وما إذا كان سيدرج الحل السياسي في اليمن ضمن اهتماماته. وبما أن ترامب يريد إحياء جهوده لاستكمال التطبيع العربي الإسرائيلي، كما يؤكد دائماً، خصوصاً بين السعودية وإسرائيل، فهو بات يعلم مسبقا أنه مطالب بمقاربة مختلفة للشأن الفلسطيني، فلا تطبيع حقيقي من دون دولة فلسطينية، ولا سلام مع إصرار اليمين المتطرف الإسرائيلي على احتلال غزة وضم الضفة الغربية.لذا سيكون على ترامب أن يتبنى سياسة غير صفقة القرن التي طرحها في ولايته الأولى. ومع أن الدول العربية رحبت بالرئيس الجديد كنتيجة لخيبة أملها في بايدن، إلا أن تجربتها السابقة مع ترامب تبقيها في حذر شديد من خياراته ومفاجآته.
عندما انتخب الأمريكيون دونالد ترامب لولاية ثانية في نوفمبر الماضي، بدأت العواصم الحليفة والمناوئة لواشنطن تحضير نفسها لأربع سنوات من انعدام اليقين والتقلب والاضطرابات السياسية والاقتصادية في علاقاتها مع ترامب، العائد إلى البيت الأبيض هذه المرة بثقة متزايدة بقدراته وطموحاته، ولكن مشاعر القلق هذه سرعان ما تحولت إلى مشاعر خوف واستياء، ولكن ليس في العواصم المناوئة تقليديا للولايات المتحدة، بل الحليفة لها، والتي حاربت معها جنبا إلى جنب منذ الحرب العالمية الثانية. في السابع من الشهر الجاري، عقد ترامب مؤتمرا صحفيا في مقره في مارالاغو بولاية فلوريدا، وقال للأمريكيين إن انتخابه يمثل بداية عصر ذهبي، وتحدث كزعيم أوتوقراطي يعيش في القرن التاسع عشر، حين أعرب عن رغبته بنبرة طبيعية بضم جزيرة جرينلاند الضخمة التابعة للدانمارك، وهي دولة في حلف الناتو، وتحويل كندا، وهي ايضا عضو في الناتو، التي تزيد مساحتها عن مساحة الولايات المتحدة الى الولاية الواحدة والخمسين في الاتحاد الفدرالي، واعادة بسط السيطرة الامريكية على قناة بنما، التي تسلمت القناة من الولايات المتحدة قبل ربع قرن، وفقا لمعاهدة تم توقيعها خلال ولاية الرئيس جيمي كارتر في سبعينات القرن الماضي.وبرر ترامب هذه الطموحات التوسعية باسم حماية الأمن القومي والمصالح الاقتصادية من خطر صيني وهمي على مستقبل قناة بنما، وخطر روسي وصيني مستقبلي بالغ فيه على طرق الملاحة الدولية الجديدة، التي ستتوفر مع ذوبان الجليد من غرينلاند، وهكذا، في مناسبة واحدة، أعاد ترامب إحياء الامبريالية الأمريكية في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حين احتلت الولايات المتحدة جزر كوبا وبورتوريكو وغوام، وبسطت سيطرتها على الفلبين وبدأت بشق قناة بنما.أخطر ما قاله ترامب، هو انه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية للاستيلاء على جرينلاند، التي يوجد لأمريكا فيها قاعدة جوية، وقناة بنما، وان قال انه يفضل استخدام الضغوط الاقتصادية لضم كندا الى الولايات المتحدة.لم يبد ترامب اي اهتمام على الاطلاق باعتبارات القانون الدولي وسيادة الدول وحرمة الحدود الدولية، كما لم يبالي في الايام اللاحقة باحتجاجات الدول المعنية والانتقادات التي تعرض لها في الداخل والخارج من سياسيين وخبراء في شؤون القانون الدولي، من الذين سارعوا الى تذكيره بأن حديثه عن الحدود الاصطناعية بين كندا والولايات المتحدة هي الحجة ذاتها التي استخدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تبريره لغزو أوكرانيا.واللافت للنظر هو انه كان هناك اصطفافا جمهوريا كامل وراء ترامب، في تأكيد جديد حول سيطرته شبه المطلقة على الحزب الجمهوري. لا أحد غير ترامب يعرف بأي درجة من اليقين ما إذا كانت هذه التهديدات جدية أم أنها مجرد تكتيكات تسبق المفاوضات، ولكن مما لا شك فيه أن مجرد ذكرها علنا سوف يزيد من مشاعر العداء للولايات المتحدة في هذه الدول الحليفة، وسوف يلقى صدى ايجابيا في الصين، التي لا تخفي رغبتها باستعادة السيطرة على جزيرة تايوان، أو روسيا التي تريد استعادة السيطرة على الأراضي التي كانت تحت سلطة الامبراطورية الروسية.إن فتح ملف ما يسمى الحدود الاصطناعية بين الدول، وهذا يعني معظم الحدود الدولية، يعني زج العالم في حقبة فوضى غير مسبوقة، لا أحد يعرف كيف وأين ستنتهي.
ترتسم منذ سبتمبر/ ايلول الماضي معادلة جديدة في المشرق بعد الحرب العنيفة التي أضعفت حزب الله وصولاً إلى تهاوي النظام السوري في الثامن من ديسمبر / كانون الاول الماضي .. واسفر انهيار المحور الإيراني في هذه الناحية من الشرق الأوسط عن انتخاب رئيس للبنان بعد سنتين من الاستعصاء. وسط هذه الاجواء، تندرج زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، وهي الأولى لرئيس دولة أجنبية منذ انتخاب جوزف عون رئيسا في التاسع من كانون الثاني/يناير وتعيين نواف سلام رئيسا للحكومة.وعلى رأس الأولويات الفرنسية، تثبيت التهدئة الهشة التي أنهت، في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، الحرب بين حزب الله وإسرائيل. لكن مع تسجيل انتهاكات لوقف اطلاق النار ، لم يكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه من الشريط الحدودي، ولم يستكمل الجيش اللبناني سيطرته على جنوب الليطاني ولم يتمم حزب الله انسحابه.والأرجح ان إيمانويل ماكرون الذي راهن على الصلة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وعلى الحوار مع حزب الله ، حاول طمأنة الأحزاب الشيعية المترددة في المشاركة في الحكومة ، احتجاجا على تسمية نواف سلام وتفضيلها نجيب ميقاتي . ومن الواضح ان باريس تدعم تشكيل الحكومة "في أسرع وقت ممكن". وتركز على ان تكون حكومة جامعة يتعين عليها أن "تنفذ الإصلاحات الضرورية لتعافي البلاد".بالإضافة لانخراطها في مواكبة بارقة الامل في لبنان وبداية " عقد سياسي جديد"، تواصل الدبلوماسية الفرنسية اهتمامها بسوريابعد زيارة وزير الخارجية جان - نويل بارو( بصحبة زميلته الالمانية ) إلى دمشق ولقاء الادارة الجديدة باسم الاتحاد الاوروبي، تستضيف باريس في الثالث عشر من شباط/ فبراير القادم مؤتمراً عن " الحقبة الجديدة في سوريا" يتمحور في المقام الأول على إلغاء العقوبات والمضي قدما في مسار تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية اللازمة لتسيير شؤون البلاد. ومن المنتظر أن يتزامن المؤتمر مع عودة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين سوريا الجديدة ودول الاتحاد.الاوروبيفي سياق آخر ، رحب ماكرون باتفاق غزة الأخير مع تأكيده على اهمية الحل السياسي من اجل ايجاد افق للفلسطينيين وضمان الاستقرار ، وطالبت وزارة الخارجية الفرنسية اسرائيل بتسهيل عمل المنظمات الدولية والوكالات الإنسانية مشددة على أن هذا الطلب يرتكز على احترام القانون الدولي.عشية عودة دونالد ترامب إلى البيت الابيض، ودور فريقه في انجاز اتفاق غزة واندفاعه الدبلوماسي في الشرق الأوسط وبقية العالم، تحاول باريس مقاربة التشكل الجيو سياسي الذي هو قيد التبلور، وتسعى للبقاء لاعباً دولياً مؤثراً .
بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مساء الأربعاء، استمر التفاوض غير المباشر بين اسرائيل وحركة حماس في شأن تفاصيل تنفيذية، وبرزت خلافات أمكن حلها لاحقا، وذكر أنها تتعلق بعدد الأسرى الذين سيفرج عنهم من الجانبين وأسمائهم، لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي تذرع بها لتأجيل اجتماع حكومته للمصادقة على الاتفاق. وتردد أن بنيامين نتنياهو احتاج الى مزيد من الوقت لضمان عدم انسحاب وزير المال بتسلئيل سموتريتش من الحكومة، خصوصا بعد قرار زميله إيتمار بن غفير الاستقالة.وأعلن لاحقا أن حزب سموتريتش يوافق على المرحلة الاولى من الاتفاق شرط استئناف الحرب بعد انتهائها. غير أن المفهوم في واشنطن، كما في القاهرة والدوحة وعواصم كثيرة، ان الاتفاق الحالي يمهد لوقف دائم لإطلاق النار.وهذا ما سيكون موضع تفاوض يفترض ان يبدأ بعد اسبوعين من بدء تنفيذ المرحلة الاولى، أي بعد غد الاحد. وليس متوقعا ان يكون سهلا، اذ ان اسرائيل تريد من جهة تأكيد سيطرتها الأمنية الدائمة على قطاع غزة، ومن جهة اخرى ان تكون لها كلمة في من سيحكم غزة بعد حماس.ولا تزال هذه المسألة غامضة بسبب رفض اسرائيلي إسرائيليا أمريكيا وكذلك عربي غربي لان تعود حماس إلى حكم غزة. كما أن المسألة زادت تعقيدا بعدما رفضت السلطة الفلسطينية في رام الله صيغة لجنة الإسناد المجتمعية التي كان اتفق عليها مع حماس منتصف الشهر الماضي في القاهرة، اذ طلبت السلطة أن يكون لها إشراف كامل على هذه اللجنة.وقال رئيس الوزراء محمد مصطفى إن السلطة الفلسطينية يجب أن تدير غزة بعد الحرب، ولا تعارض الولايات المتحدة والدول المعنية ان تتولى السلطة هذا الدور لكن بعد اصلاحها.وليس واضحا الان الموقف الذي ستتخذه إدارة ترمب من السلطة الفلسطينية التي سبق له ان قاطعها. غير ان اتفاق تبادل الأسرى شكل مناسبة لإعادة التذكير بحل الدولتين، وهذا ما اشارت اليه نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لدى ترحيبهم بالاتفاق الجديد هذه العودة الى الحديث عن الحل السياسي للمسألة الفلسطينية تنسجم مع خيارات طرحت خلال الحرب.لكن الحكومة الاسرائيلية أحبطتها جميعا واستصدرت من الكنيست تشريعا برفض قيام دولة فلسطينية.
قبل أن يصبح اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى نهائيا وجاهزا للتنفيذ، لا بد أن تصادق عليه الحكومة الاسرائيلية، وفيها وزيران أعلنا مسبقا رفضهما لأي اتفاق وقد يعرض على الكنيست، ثم تبلغ وزارة العدل بأسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم، ثم يصادق رئيس الدولة على منح العفو عن معتقلين فلسطينيين محكومين بالسجن المؤبد أو بأحكام عالية. وكان الاتفاق بصيغته النهائية قيد النقاش أمس، في الدوحة لحسم النقاط الخلافية الاخيرة، ومنها الانسحاب الاسرائيلي من محور فيلادلفيا، وخرائط الانسحاب من مناطق القطاع، والوقف الدائم لإطلاق النار، ومساحة المنطقة العازلة المحيطة بقطاع غزة شرقا وشمالا، وقد يعلن الاتفاق اليوم أو يؤجل الى عشية تنصيب الرئيس دونالد ترامب.وكان واضحا في الأيام الأخيرة أن الطرفين، اسرائيل وحركة حماس، متجهان الى ابرام اتفاق، بعدما واجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ضغوطا من الإدارتين الأمريكيتين الحالية والمقبلة.وكانت زيارة ستيف وتكوف، مبعوث ترامب لإسرائيل ثم قطر، وضعت المفاوضات في المسار النهائي، وذكرت مصادر أن هذا المبعوث سهل حل احدى أصعب العقد، وهي رفض نتانياهو مبدأ وقف الحرب.ويبدو أن نوعا من الضمان الأمريكي أبلغ الى الوسيطين، المصري والقطري، اللذين نقله الى حماس.وبات موعد وقف الحرب بعد إطلاق جميع الرهائن في المرحلة الثانية من الاتفاق، وليس قبل بدء تبادل الأسرى في المرحلة الأولى منه، وتبلغ مدة كل مرحلة 42 يوما، فيما يحتمل ان تكون هناك مرحلة ثالثة لتبادل جثامين الاسرى المتوفين، وكذلك للبحث في ضمانات لتسهيل خطط اعادة الاعمار.لكن ما سرع احتمالات التوصل الى اتفاق، كان موافقة اسرائيل على الانسحابات العسكرية من داخل القطاع، واتاحة عودة النازحين من الجنوب الى الشمال، وكذلك على ادخال الكميات اللازمة من المساعدات.ويعتقد أن ما خفف من تصلب المواقف الإسرائيلية، أن فريق ترامب نقل الى نتانياهو أن الرئيس هدد حماس بالجحيم، لكنه يرغب فعلا في إنهاء الحرب.ويرى المراقبون أن نتانياهو فضل تسهيل صفقة غزة، ليتمكن لاحقا من تحقيق أهداف أخرى، بالتوافق مع ترامب، سواء ضد إيران أو في سياسات التطبيع مع الدول العربية.
حقق انتخاب الرئيس اللبناني جوزيف عون أولى مفاجاءات عهده أمس، باختيار ما يناهز ثلثي أعضاء مجلس النواب، القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة.ورغم أن اسم سلام كان مطروحا على نطاق ضيق بين نواب المعارضة، إلا أن الجو السياسي الذي رافق انتخاب الرئيس عون يوم الخميس الماضي، أوحى بأن رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي سيبقى في منصبه ليشكل حكومة جديدة. لكن مداولات الكتل النيابية خلال عطلة نهاية الأسبوع، استعدادا للاستشارات التي اجراها رئيس الجمهورية أمس، رجحت تكليف نواف سلام، الذي كان في بيروت في الايام الاخيرة، وغادرها الاحد، إلى مقر عمله كرئيس لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، بعدما استنتج أن هناك نوعا من التوافق حصل بين الرئيس عون والثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل وكتل أخرى، على أن يكون ميقاتي رئيسا للحكومة.لذلك شبهت مصادر عديدة ما حصل بعدئذ بأنه أشبه بانقلاب سياسي، وطرحت تساؤلات عن سر هذا الانقلاب. وبطبيعة الحال، قيل ان هناك اطرافا خارجية نافذة غيرت وجهة الحدث، وذكرت السعودية تحديدا باعتبار أن منصب رئاسة الحكومة من نصيب الطائفة السنية في التركيبة السياسية اللبنانية.وليس مستبعدا أن تكون الرياض بثت كلمة السر لعدد من النواب، لكن من يعدون أصدقاء لها كانوا يناقشون خيارات أخرى، بينها النائبان فؤاد مخزومي وأشرف ريفي، اللذان سماهما أيضا حزب القوات اللبنانية خلال المشاورات.إلا أن تسمية سلام جاءت مباشرة من النواب التغييريين، وما لبثت أن أصبحت خيار كل أطياف المعارضة، بل انضم اليها التيار الوطني الحر حزب الرئيس السابق ميشال عون.ويذكر أن تيارات الانتفاضة الشعبية عام 2019، كانت أول من طرح اسم نواف سلام، تأكيدا لرفضها كل الطبقة التقليدية في الحكم.أما الحجة الحاسمة فكانت أمس أن انتخاب جوزاف عون رئيسا مختلفا يجب أن يواكب بخيارات جديدة تقطع مع الماضي.وهكذا، فللمرة الأولى، يجد الثنائي الشيعي الذي كان مهيمنا على الحياة السياسية قبل الحرب الأخيرة، أنه بات أمام واقع جديد كليا، فلا رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة الجديدان من اختياره، ولم يعد لديه سوى الرهان على إرضائه بإشراك وزراء قريبين منه في الحكومة المقبلة.
استعاد الجيش السوداني صباح السبت الماضي، مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، وفرت قوات الدعم السريع التي كانت سيطرت عليها منذ كانون الاول ديسمبر 2023. وبعدما تعهد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، باسترداد كل شبر من السودان من قوات الدعم، توجه بتحية الشكر لما سماها القوات المشتركة، على مساهمتها في المعركة، ويعتبر هذا الانجاز اول اختبار لتعاون الجيش مع حركات مسلحة معروفة وموقعة على اتفاق سلام مع الحكومة، واخرى كالمقاومة الشعبية ومجموعات الاسناد الشعبي، التي شكلت خلال الحرب المستمرة منذ 21 شهرا.وفيما اقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، بفقد السيطرة على ود مدني، قال "اليوم خسرنا جولة ولم نخسر المعركة".الا ان خبراء ومحللين عسكريين في السودان وخارجها، يعتبرون انتصار الجيش هو الأكبر، منذ اندلاع الحرب، وقد يكون حقق فيها نقطة تحول، وأشار اخرون الى تغيير في معادلة السيطرة، ورأى عضو مجلس السيادة السوداني عبد الله يحيى ان ود مدني هي ضربة البداية، اذ ان المدينة مركز اقتصادي مهم والولاية تضم أكبر مشروع زراعي في افريقيا، وهما تتوسطان السودان وتشكلان حلقة وصل حيوية بين مختلف الولايات.ويتوقع كثيرون أن تنعكس استعادتها شمالا على الوضع العسكري للجيش في العاصمة الخرطوم، التي لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على معظم مناطقها الثلاث، بما في ذلك القصر الرئاسي والقيادة العسكرية والمقار الحكومية.يذكر أن المعركة الأخيرة بدأت عمليا أواخر تشرين الأول اكتوبر الماضي، على أثر انشقاق أبو عاقلة كيكل، الضابط المتحدر من الولاية، الذي كان قاد قوات الدعم للسيطرة على ود مدني، ثم عاد وانضم الى الجيش، وشارك في استرداد المدينة، التي كانت قوات الدعم قد نهبت كل شيء فيها، ونكلت بالسكان الذين تهجروا في اتجاهات شتى.لذا كان لافتا أن تعم الاحتفالات باستردادها نحو 14 مدينة سودانية، بالإضافة الى مناطق الشتات السوداني من مكة والرياض الى القاهرة والاسكندرية الى قطر والكويت ولندن.
تميز الأسبوع المنقضي بحضور مكثف للملياردير الأمريكي إلون موسك سواء على الساحة السياسية الأمريكية أو الدولية وذلك عبر تصريحاته على منصته "إكس" التي لم تترك موضوعا إلا وتناولته، من أوكرانيا إلى غزة إلى ضم كندا وقناة بنما. وتؤكد مختلف هذه التصريحات بتطرفها مدى التحول الذي تعيشه الولايات المتحدة على مستوى السياسة وموقع الدولة منها. ليس المشكل هنا أن موسك ثري فقط بما يحيل عليه من تضارب للمصالح مع المهمة الحكومية التي سوف يتولاها ضمن حكومة دونالد ترامب، بل يتعدى الأمر إلى ما هو أعمق من خلال هيمنة العقل التقني على حساب المبادئ والقيم.تعود بنا مسألة العقل التقني إلى فلسفة الأنوار بداية القرن التاسع عشر عندما ميز الفيلسوف إيمانويل كانط بين المعرفة التقنية، أو العقل التقني، من ناحية، والعقل الفلسفي القيمي من ناحية ثانية معتبرا أن الأهم للإنسانية هو أن تتقدم من أجل تحقيق قيم ومبادئ تسعد الإنسان وتساعدها في ذلك المعرفة العلمية التقنية. كان ذلك في سياق الثورة الفرنسية وما فتحته من أبواب لعالم جديد شعاره الحرية. خلال القرن العشرين تعرض بدوره الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر إلى نفس هذا التمييز محذرا من هيمنة العقل التقني عندما ينفلت العلم من عقال المبادئ.في هذا السياق، ربما يعتبر كتاب الفيلسوف والصحفي الألماني غونتر أندرس خلال الخمسينات من القرن الماضي، من أهم الكتب التي ركزت على وصول الإنسان إلى حالة مأساوية بعد أن صنع الآلة وأصبح عبدا لها، بل أصبحت الآلة بفاعليتها وبقدرتها الخارقة هي قدوته. فإنسان القرن العشرين، حسب أندرس، هو إنسان تابع للآلة وكل همه منحصر في تبعيته للتقنية التي صنعها. هكذا لم يعد التاريخ هو الحرية كما يرى هيجل، بل أصبح التقنية. إيلون موسك، ربما يمثل الحالة الأكثر تعبيرا عن مدى هيمنة هذا العقل التقني، بل وتحوله رسميا إلى قيادة العالم من خلال أقوى دولة هي الولايات المتحدة الأمريكية. يتجسد العقل التقني لإيلون موسك والمبني على تصحر قيمي ومبدئي، في أبسط مشاريعه التي ينوي تحويلها إلى واقع. ولعل أبرز مثال على ذلك مشروعه للبحث عن مكان آخر في الفضاء يمكن العيش فيه لأن الحياة على الأرض في طريقها إلى الزوال. إننا هنا لأول مرة إزاء تحول أفلام الخيال العلمي إلى واقع. منصة إكس، تويتر سابقا، هي بدورها تجسيد لتحويل الإنسان إلى منتج للتقنية عبر التلاعب بالخوارزميات وعبر نشر الأخبار الزائفة وضرب الديمقراطية وقيم المساواة والعدل. لقد أصبحت الدولة ذاتها رهينة هذا العقل التقني، وهو ما يمثل في النهاية تراجعا عن عمق الحداثة.
يعد التاسع من كانون الثاني/ يناير 2025، منعطفاً في الحياة السياسية اللبنانية. وهو يوم انتظره اللبنانيون طويلاً بعد شغور رئاسي وتغييب لمنطق الدولة. وهذا التعطيل للمؤسسات اللبنانية ليس الاول من نوعه بل حصل منذ اغتيال رفيق الحريري عام 2005 وتفاقم بعد اتفاق الدوحة في 2008 وفرض حزب الله الفيتو مع كل استحقاق ليضمن هيمنته على مفاصل القرار. بيد انه لم يكن أمام حزب الله، الذي أضعفته الحرب الإسرائيلية وسقوط بشار الأسد في سوريا وانحسار محوره، خيار آخر سوى قبول انتخاب العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني، رئيساً للبنان.مع العلم ان انتخاب هذا القائد العسكري أتى نتيجة ضغوط قوية مارستها واشنطن وباريس وكذلك الرياض، ويعد خطوة أولى لاستعادة المؤسسات وتعزيز الهدنة في جنوب لبنان، وكان من الجلي ان تطورات المنطقة وتغييراتها الجيوسياسية تقتضي اعادة ترتيب البيت اللبناني.وفي اطار آخر، يمكن القول ان الضغوط حصلت بعد الفشل اللبناني الصارخ والمتمادي، ومضي اكثر من نصف ولاية المجلس النيابي. اما الشكوى من التدخلات تغفل ان الانتخابات الرئاسية اللبنانية بعد 1970 كانت دوماً ثمرة تدخلات اقليمية او دولية .وكان من اللافت ان الرئيس المنتخب فاجأ ايجابيا اللبنانيات واللبنانيين والعالم عندما تعهد في خطاب القسم بإعادة الدولة، التي هي اليوم في حالة يرثى لها، إلى قلب اللعبة. والاهم ان جوزيف عون استخدم لغة الدولة، واعلن بالفم الملآن ان السلاح سيكون حصريا بيد الدولة التي ستكون الملاذ الاول والأخير للجميع . وكان الخطاب وطنياً ومؤسساتياً وشفافاً بعيدا عن اللغة الخشبية والوعود المعسولة . واخذ الرهان يزداد بعد سنوات طويلة،على امكانية تحقيق الإصلاحات والتغيير.من خلال خطاب القسم نستشف خارطة طريق من أهم بنودها بسط الدولة سيادتها واسترجاع قرار السلم والحرب ، والتركيز على استقلال القضاء وعدم القبول بالمحاصصة ، وضرب منظومة الفساد مع انصاف المودعين، وإطلاق ورشة الإعمار والإصلاح الاقتصادي وبناء علاقات جيدة مع الشرق والغرب والتوصل لعلاقات ندية مع سوريا الجديدة مع منع التدخلات الخارجية .لا تبدو المهمة يسيرة وسقفها عال ، لكنها تعد اشارة الانطلاق للبنان الجديد. ان الفرصة موجودة إذا نجح الحكم الجديد في استكمال تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة .والمطلوب بقاء الزخم الاقليمي - الدولي الذي واكب انتخاب الرئيس ليمنع الطبقة السياسية من استغلال الفترة الانتقالية من الان إلى الانتخابات التشريعية في ربيع 2026 وافشال كل محاولة للعودة للتعطيل والمحاصصة.الاهم انه اصبح للدولة عنوان وان الافق واعد.
استقبل انتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان بأجواء فرح وأمل في الداخل وبترحيب خارجي واسع، اذ اعتبر تغييرا مكملا للتغيير الذي حصل في سوريا، بمعنى فتح صفحة جديدة وتكريس انحسار النفوذ الايراني في البلدين اللذين تعرضا طوال العقدين الماضيين لأزمات سياسية واقتصادية متداخلة. ورغم ان الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، ساهم بفوز الرئيس الجديد في دورة الاقتراع الثانية، الا ان قرار تأييده لم يكن سهلا له لان عون لم يكن خياره، كما أنه يخشى التعهدات التي ألزم نفسه بها، سواء في اتصالاته مع الأطراف الخارجية او في الخطاب الذي ألقاه بعد انتخابه، اذ كان واضحا بأنه سيعمل على تثبيت حق الدولة في احتكار حمل السلاح، أي أنه ملزم بنزع سلاح حزب الله.حتى أنه لم يأت على ذكر المقاومة او الاشارة اليها، لكنه شدد على منع الاعتداءات الاسرائيلية وازالة اي احتلال سواء بضبط الحدود معها او ببناء استراتيجية دفاعية متكاملة لردع اي عدوان.وكان الثنائي الشيعي اختار الاقتراع بورقة بيضاء في الدورة الأولى التي ظهر فيها جليا ان غالبية كبيرة صوتت لقائد الجيش ولذلك لم يشأ الثنائي الذهاب عكس الوفاق الوطني، كما شرح محمد رعد رئيس الكتلة النيابية لحزب الله، لكنه أراد تأكيد دوره في ايصال الرئيس من دون إشكالات دستورية لاحقة.وقبل ذلك كانت تردد أن الثنائي طالب بضمانات قبل تأييد عون، كأن تكرس وزارة المال في حصة الطائفة الشيعية، وأن تمرر الية إعادة الاعمار عبر صندوق الجنوب المتهم بشبهات فساد.لكن عون المرشح رفض منح أي ضمانات لأي طرف، كما أن خطابه بعد أداء القسم الدستوري حمل عناوين برنامج رئاسته، وكانت بمعظمها مناقضة لأداء حزب الله خصوصا بإساءته إلى القضاء ومنعه من التحقيق في الاغتيالات السياسية أو انفجار مرفأ بيروت.ومما قال إن التدخل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد. ولا وجود لمافيات تهريب المخدرات وتبييض الأموال. وفيما شدد على أفضل العلاقات مع الدول العربية والمجتمع الدولي، دعا الرئيس عون إلى التزام لبنان الحياد الإيجابي، وهو ما دأب البطريرك الماروني بشارة الراعي على الدعوة إليه، متلقيا أقسى الانتقادات من حزب الله وحلفائه.
بات محسوما ما لم تحدث مفاجأة، أن ينتهي اليوم الشغور الرئاسي في لبنان، بانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية، بعد مرور 26 شهرا ونيف، على انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون. ومع أن قائد الجيش لم يتحدث أبدا عن ترشيحه للمنصب، إلا أن اسمه كان مطروحا باستمرار من جانب أوساط محلية أو جهات خارجية، ولا سيما الولايات المتحدة، التي انضمت اليها السعودية أخيرا، بشكل واضح، والدولتان أعضاء في اللجنة الخماسية، التي شكلت لدعم إتمام الاستحقاق الرئاسي، وضمت أيضا فرنسا ومصر وقطر.وخلال اتصالاتها لأكثر من عامين، درست اللجنة العديد من اسماء المرشحين، لكنها توافقت منذ اجتماعها في الدوحة في تموز يوليو 2023، على مواصفات مطلوبة في الرئيس، وهي أن يجسد النزاهة ويوحد الأمة ويضع مصالح البلاد في المقام الاول، وأن يشكل ائتلافا واسعا وشاملا لتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية الأساسية، اذ كانت الازمة الاقتصادية آنذاك تنذر بانهيار الدولة، وأضيف اليها الان عبء اعادة الاعمار، الذي طرأ جراء الحرب بين حزب الله وإسرائيل.ويبدو أن تمويل اعادة الاعمار، أعطى دول الخليج دورا حاسما في ترجيح اختيار جوزيف عون، باعتباره شخصية عسكرية لإنجاز استحقاق مهم اخر، هو نزع سلاح حزب الله، الذي بات شرطا دوليا حاكما لمساعدة لبنان اقتصاديا ومعماريا.وقبل الحرب الأخيرة، كان حزب الله مهيمنا على اللعبة السياسية، اذ عطل انتخاب رئيس للجمهورية، ما لم يكن مرشحه سليمان فرنجية، الذي أعلن أمس انسحابه من السباق الرئاسي، كما حال الحزب، دون انتخاب جهاد أزعور، المرشح الذي اختارته المعارضة لخبرته الاقتصادية، وهو مسؤول بارز في صندوق النقد الدولي، وكان اسمه لا يزال حتى أمس مطروحا كمرشح توافقي.لكن المرحلة ومتطلباتها، كما يقال، هي التي رجحت خيار جوزيف عون، الذي اكتسب شعبية بتعامله المرن مع الانتفاضة الشعبية عام 2019، ثم باستخدام علاقاته الخارجية مع فرنسا والولايات المتحدة، لإنقاذ المؤسسة العسكرية من الغرق، بعد الانهيار المالي في لبنان.ولولا ذلك لما تمكن الجيش اللبناني من ان يكون اليوم عنصرا أساسيا لإنهاء الحرب في جنوب لبنان.
بعد مرور شهر على إطاحة النظام السابق في سوريا، قررت الادارة الاميركية اول من أمس، تخفيف العقوبات وتوسيع الإعفاءات منها لمدة 6 شهور قابلة للتمديد، وذلك بهدف تحسين الظروف المعيشية الصعبة، لكن مع التزام الحذر للحفاظ على النفوذ الأميركي. ويقضي القرار برفع القيود عن إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل عمل المنظمات الدولية، وهذا ما أتاح وصول طائرة طوارئ طبية، جهزتها منظمة الصحة العالمية، وكذلك الجسر الجوي السعودي، وطائرات المساعدات العربية الأخرى.ومن شأن القرار الأميركي، أن يتيح للحكومات والمنظمات الراغبة في المساعدة سهولة أكبر في القيام بعملها، حتى مع احتياجها لطلب تراخيص خاصة من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أوفاك في واشنطن، لكنه أبقى المصرف المركزي السوري تحت العقوبات، ما يعني إبقاء سوريا خارج النظام المصرفي الدولي، وعدم السماح بالتحويلات الخارجية المباشرة للحفاظ على الإشراف الأمريكي على حركة الأموال ومصادرها.كذلك، أبقت واشنطن على تصنيف هيئة تحرير الشام، والفصائل المسلحة المنضوية فيها، كمنظمات إرهابية، في انتظار تقدم المرحلة الانتقالية وتقويم خطواتها بالنسبة إلى حقوق الأقليات والمرأة، واحترام حقوق الإنسان، وتشكيل حكومة ممثلة لجميع المكونات.وكانت إدارة الرئيس جو بايدن رأت بعد زيارة وفدها إلى دمشق، أن ترفع كل العقوبات لمدة سنة، إلا أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب، طلب رفعا جزئيا وتأجيلا للرفع الكلي.ورغم أن السلطة السورية الجديدة رغبت في إلغاء العقوبات كلها، تسهيلا لاجتذاب استثمارات خارجية، إلا أن واشنطن أرادت إبقاء دمشق تحت الرقابة والاختبار، وتأكيد وجود شروط سياسية ينبغي أن تراعى.لذلك، يعتبر خبراء أن في الخطوة الأميركية دعما مدروسا للسلطة الجديدة في هذه المرحلة، إذ أن الإعفاءات ستسمح بتمويل مشاريع سبق أن درست وعرضت، لكن العقوبات حالت دون تنفيذها في قطاعات كالطاقة والنقل والصحة والتعليم، لكنها ستصبح الان ممكنة، كما أن استمرار القيود على المصرف المركزي لن يمنع دولا عديدة من تقديم ودائع للمساعدة في دعم مؤسسات الدولة الاقتصادية والأمنية، ففي ذلك أيضا مساهمة في الاستقرار ومكافحة الإرهاب، التي لا تزال واشنطن تعتبرها من الأولويات.
رغم التفاؤل الاسرائيلي المعلن مساء الاحد، بإمكانية التوصل الى اتفاق تبادل للأسرى مع حركة حماس في غزة، جاءت عملية إطلاق النار صباح الاثنين، على حافلة للمستوطنين في الضفة الغربية، لتبطئ المفاوضات الدائرة في الدوحة، التي كانت تنتظر عودة رئيس الموساد بالأجوبة الاسرائيلية، لكن زيارته تأجلت. قتل ثلاثة اشخاص واصيب ثمانية في إطلاق النار، في قرية فندق قرب مستوطنة كدوميم القريبة من مدينة قلقيلية، واثارت العملية ردود فعل سياسية حادة، اذ دعا وزير المال بتسلئيل سموتريتش، وهو من سكان كدوميم، الى جعل مدينتي نابلس وجنين مثل جباليا، المدينة المدمرة في قطاع غزة.وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس، "لن نتسامح مع واقع مشابه لغزة في يهودا والسامرة"، أي في الضفة الغربية، أما رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو فقال "سنصل الى القتلة ونحاسبهم مع من ساعدهم ولن يفلت أحد من العقاب".ورغم الاجراءات التي اتخذتها السلطات الامنية، فإن جماعات المستوطنين بادرت الى اغلاق الطرق في محيط مدن نابلس وقلقيلية وطولكرم وسلفيت في شمال الضفة، وهاجمت سيارات تقل فلسطينيين.في المقابل، اعتبرت حماس أن العملية تؤكد أن المقاومة في الضفة ستتواصل رغم إرهاب الاحتلال.أما لجان المقاومة فدعت في بيان إلى التصعيد ردا على مخططات الإبادة في غزة والضم في الضفة.شددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على أن كل شبر من أرض الضفة هو ميدان مفتوح للمقاومة.ومساء أمس، اتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارات لتنفيذ عمليات هجومية ودفاعية في الضفة، في إطار تعقب منفذي عملية كدوميم.فيما لا تزال قوات السلطة الفلسطينية، تحاصر مخيم جنين وأجزاء من المدينة في عملية أمنية متواصلة منذ بضعة أسابيع.في أي حال، لا تبدو هذه التطورات مرتبطة مباشرة بمجريات التفاوض على تبادل الأسرى، إذ أن حماس استجابت لشرط تقديم لائحة بالأسرى التي ستفرج عنهم، ما يمكن أن يسهل الاتفاق على هدنة قصيرة، يعقبها تفاوض على اتفاق نهائي يفترض أن يشمل جميع الأسرى لديها، وأن ينص على وقف دائم لإطلاق النار، إذا استطاع نتانياهو وحلفاؤه التوافق على إنهاء الحرب.
عادت اسرائيل وحزب الله الى تبادل التهديدات باستئناف المواجهات العسكرية، فبعدما أنذر نعيم قاسم، الأمين العام للحزب بأن مقاتليه مستعدون للرد على الخروقات الاسرائيلية لوقف إطلاق النار، رد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس بأنه إذا لم ينسحب حزب الله شمالا إلى ما وراء نهر الليطاني، فلن يكون هناك اتفاق، وستضطر إسرائيل للتحرك لضمان عودة أمنة لسكان الشمال إلى منازلهم. ويوم السبت، قالت هيئة البث العبرية إن إسرائيل ستبلغ الولايات المتحدة، بأنها لن تنسحب من جنوب لبنان بنهاية مدة ال60 يوما، المنصوص عليها في اتفاق وقف اطلاق النار، اي في 27 من الشهر الحالي.وبررت ذلك بأن حزب الله يحاول إعادة تنظيم صفوفه في المنطقة الجنوبية، وبأن الجيش اللبناني لا يفي بشروط الاتفاق، موضحة أنه لا يهاجم أهدافا للحزب يحددها له الاسرائيليون من خلال الية تم وضعها لهذه الغاية، وحصل ان هاجم الاسرائيليون يوم الخميس الماضي، هدفا في بلدة جباع، بعدما امتنع الجيش اللبناني عن مهاجمته، وفقا لمصادرهم.ويشكو الجانب اللبناني من الخروقات الاسرائيلية اليومية لوقف إطلاق النار، وقد فاق عددها 400 حتى مساء أمس، وفي الآونة الاخيرة صدرت تأكيدات عدة من قادة سياسيين في حزب الله، بأنه رمم قدراته ويستطيع مواجهة أي اعتداء بالشكل الذي يراه مناسبا، كما أن أمينه العام قال في خطابه الأخير، إن صبر الحزب قد ينفد قبل انتهاء مهلة 60 يوما إذا ما استمرت الخروقات.وتترقب بيروت زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين، للبحث في الإشكالات التي يتعرض لها اتفاق وقف إطلاق النار، والتباطؤ الاسرائيلي في الانسحاب، لإتاحة انتشار الجيش اللبناني، إلى جانب قوات الأمم المتحدة اليونيفيل.ويفترض أن توضح محادثات هوكشتاين جوانب الخلل في تطبيق الاتفاق، لكن الأهم بالنسبة إلى الجانب اللبناني أن تتمكن الولايات المتحدة من تأكيد التزام إسرائيل الانسحاب من الجنوب، وضمان عدم استئناف عملياتها العسكرية، خصوصا أن لبنان يحاول البدء بحل أزمته السياسية، بانتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة البرلمانية يوم الخميس المقبل.
انطوى العام 2024 مخلفاً وراءه أحداثاً جساماً وحروباً تدميرية وتغييرات لم تكن بالحسبان. واستمرت خلال السنة المنصرمة حربا أوكرانيا وغزة واضيفت اليها حرب لبنان والمجابهة الايرانية - الاسرائيلية، مع العلم ان الاحصاءات تشير إلى أن الصراعات العالمية تضاعفت في السنوات الخمس الماضية، ويدلل ذلك على احتدام التنافسية بين القوى الكبرى بالرغم من مؤشرات تصدع العولمة. ستكون السنة 2025 سنة الاسئلة المفتوحة بعدما كانت السنة 2024 سنة الاضطراب العالمي بامتياز. سيكون العالم في يناير على موعد مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الابيض والتداعيات المنتظرة لحقبة ترامب الثانية. وأواخر فبراير ستحسم ألمانيا خياراتها في انتخابات مبكرة مع احتمال عودة اليمين إلى تسلم مقاليد السلطة . وسينعكس الحدثان على مجريات الوضع أوروبياً ودولياً.وستسلط الأضواء على مصير حرب أوكرانيا تبعاً للوعود التي اطلقها سيد البيت الابيض العائد، وسينعكس ذلك على المقاربة الأوروبية للعلاقة مع واشنطن والموقف ازاء روسيا. وسيكون عام 2025 عام إيران لجهة تطور برنامجها النووي وخلاصات نزاع الشرق الاوسط منذ منعطف السابع من اكتوبر 2023. ومما لا شك فيه ان الوضع الايراني الداخلي من جهة وقرارات الثنائي ترامب - نتنياهو ستكون مؤثرة في مستقبل النظام الايراني.ولن يغيب الملف السوري عن احداث 2025 تبعاً للصعوبات المنتظرة في المرحلة الانتقالية، مع استمرار التجاذب الاقليمي- الدولي حولها اذ ان هزيمة اللاعب الايراني لا تعني حسم الصراع حوّل الشرق الاوسط الجديد خاصة بين اللاعبين الاسرائيلي والتركي.أما لبنان الذي تفاقمت معاناته في الحرب التي شهدها في الأشهر الماضية، يمكن له ان يبدأ مسيرة التعافي واستعادة الدولة، كما يمكنه البقاء رهينة حروب ومصالح الآخرين .وفي المقلب الاخر من آسيا، لن تكون تايوان بمأمن من الصراع الاميركي - الصيني الذي سيتصاعد خاصة إذا اقدم ترامب على رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية . اما شبه الجزيرة الكورية فتبدو سمتها عدم الاستقرار مع الازمة السياسية الحادة في سيول، وتعزيز حلف بيونغ يانغ مع موسكوووفقاً لقائمة مراقبة الصراعات الصادرة لعام 2025، من المرجح أن تزداد التوترات في المكسيك وكولومبيا في الأمريكتين، وباكستان في آسيا، والسودان، ومنطقة الساحل، ومنطقة البحيرات العظمى في أفريقيا على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة.هكذا يبدو العالم اكثر قلقاً ومهدداً بالمزيد من الصراعات والتراجع الاقتصادي واثار التغير المناخي واستخدامات الذكاء الاصطناعي، ولهذا سيكون العام 2025 بداية الربع الثاني من هذا القرن مؤشراً للاتجاهات اللاحقة
بين نيو أورليانز في الولايات المتحدة وبونتلاند في الصومال، اعتداءان دمويان يعيدان إظهار "تنظيم الدولة" إما كمجموعة مقاتلة أو كفكرة تحرّك أحد الذئاب المنفردة.
سوريا: المدى الزمني للمرحلة الانتقالية في سوريا لمدة (4 سنوات) يثير قلقاً ومخاوف، والخلافات كثيرة حول تمثيل المكونات في "المؤتمر الوطني" تواصل الإدارة الحالية لسوريا استكمال أعضائها للإشراف على مختلف القطاعات، وأعطيت أولوية لإعادة هيكلة الجيش والأمن عبر وزارة الدفاع التي عين على رأسها اللواء مرهف أبو قسورة قائد الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام.وكانت وزعت مناصب أخرى في المحافظات على قادة الفصائل المنضوية في الهيئة. وبرر قائد الإدارة الحالية أحمد الشرع ذلك بأن المرحلة تحتاج إلى انسجام بين أركان السلطة الجديدة.بموازاة ذلك يجري الإعداد لعقد مؤتمر وطني يراد له أن يكون جامعاً كل مكونات المجتمع. والشائع أنه سيعقد في الأيام المقبلة، لكن لم يحدد موعده بشكل نهائي، إذ لم يحسم بعد عدد المشاركين ومواصفاتهم.لكن ذكر أنه سيتم استبعاد الأحزاب التي كانت قائمة وتعتبر منحلة. ويبدو أيضا أن الائتلاف الوطني للمعارضة وسائر الهيئات التي أنشئت خلال الأزمة لن تدعى بصفتها السياسية. بل سيدعى أعضاء منها بصفتهم الشخصية.ورغم أن العدد المتداول للمشاركين في المؤتمر قد يصل إلى 1200، فإن العديد من الجهات تشكو من عدم دعوتها. ولطالما طرحت مسألة التمثيل وأثارت خلافات في السابق لدى تشكيل أي كيانات للمعارضة التي تعتبرها السلطة الجديدة فاقدة دورها طالما أن النظام السابق قد سقط.وتتوقع مصادر أن تثار خلافات أيضا في عملية تمثيل المكونات التي كانت موالية للنظام السابق.وكانت الدول الغربية في بياناتها واتصالاتها مع الإدارة الحالية، وكذلك الدول العربية في بيان العقبة، شددت على إشراك الطوائف كافة في مختلف المراحل الانتقالية. كما أعربت عن تفضيلها أن يتبنى النظام الجديد لسوريا خيار الدولة المدنية كي يتمكن من استيعاب جميع الفئات بناء على المواطنة المتساوية بين الجميع.لكن القائد أحمد الشرع يتجنب الخوض مسبقا في أي خيار، تاركا هذه المهمة للجنة التي ستنبثق من المؤتمر الوطني لكتابة الدستور الجديد. وهو أعلن قبل أيام، فيما شكل نوعا من الصدمة، أن إعداد الدستور قد يستغرق ثلاث سنوات، وأن المرحلة الانتقالية ستطول إلى أربع سنوات مع احتساب إجراء الانتخابات، إلا أنه توقع تغييرات خدمية ملموسة خلال سنة. ومع أن هذه المهل الزمنية تبدو واقعية بالنظر إلى التحديات المطلوب تجاوزها، إلا أن طول الفترة الزمنية سيبقي استقرار سوريا في مهب المتغيرات داخليا وخارجيا.
Comments
Top Podcasts
The Best New Comedy Podcast Right Now – June 2024The Best News Podcast Right Now – June 2024The Best New Business Podcast Right Now – June 2024The Best New Sports Podcast Right Now – June 2024The Best New True Crime Podcast Right Now – June 2024The Best New Joe Rogan Experience Podcast Right Now – June 20The Best New Dan Bongino Show Podcast Right Now – June 20The Best New Mark Levin Podcast – June 2024
United States