Discoverرستم محمود – راديو سوريالي
رستم محمود – راديو سوريالي
Claim Ownership

رستم محمود – راديو سوريالي

Author:

Subscribed: 1Played: 8
Share

Description

ع فكرة، هادا مو راديو
31 Episodes
Reverse
مع بداية حياته الجامعية في كُل كُلية الإعلام بجامعة دمشق، أكتشف كاتب هذه السطور نوعاً خاصاً من "المنافي"، يُمكن تسميته بـ"المنفى الكِتابي". فمُنذ تلك الأيام الأولى، ومع قرار العمل في الصحافة والكتابة كمهنة دائمة، اكتشفت، مثل العشرات من الزُملاء والأقران السوريين الآخرين، اكتشفت بأنه لا صحافة ولا مؤسسات ولا منابر للكِتابة في بلدي سوريا، وأن شرط إتمام الامتهان في هذا المجال أنما يمر بشكل إجباري بالعمل والكتابة لصالح منابر ومؤسسات غير سورية، لبنانية وخليجية وأوربية.
برحيل الفارس تكون دورة الحياة المدنية السلمية الديمقراطية السورية، أو أي أمل منظور بها، قد وصلت إلى حتفها. فالسوريون الذين ينتمون إلى تلك العوالم ويعتبرونها أطارهم وأدواتهم للتفاعل والعيش والبناء، أنما يشاهدون أنفسهم يواجهون أربعة عوالم ماحقة لهم.
لكن أحوال التعليم الراهنة في سوريا، تُشكل أكبر دلالة على ما سوف يكون عليه حال المُجتمع السوري مُستقبلاً، من أحوال التعليم المُنقسمة إلى خمسة دوائر مُنفصلة عن بعضها، يُمكن وعي أحوال التعليم السوري، فهؤلاء السوريون الذين يتعرضون لهذه العمليات التربوية المُختلفة راهناً، سيغدون طاقة وديناميكية العمل والفعل العام السوري في كافة مجالاته بعد ربع قرن. ومن خصائص التعليم الحالية يُمكن وعي خصائص المُجتمع السوري مُستقبلاً.
الركيزة الثانية تسعى للقول بأن الإرهابيين والأشرار ليسوا جزء من مُجتمعاتنا وثقافتها وتاريخها، وأنهم بمعنى ما أولاً شواذ عن القاعدة العامة والموضوعية لثقافة منطقتنا. كذلك فأنهم ليسوا خاصتنا وهويتنا، بل هُم أناس ذو خصائص موضوعية ذاتية مُحددة، يُمكن أن يتوفروا وينبتوا في كُل المُجتمعات والجُغرافيات.
عدم مبالاة السوريين أتت من إحساسهم العميق بعدم جدوى مثل هذه القِمم، التي عُقد الكثير منها من قبل، ولم تجترح تغييراً ولو بالحد الأدنى في سياق الحدث السوري، الذي يُظهر ديمومةً وصلابةً في مساره تتجاوز كُل المرامي والعبارات اللبقة التي جادت وتجود بها القمم واللقاءات التي عُقدت لأجلهم طوال السنوات الماضية.
مُنذ سنوات وتنتشر قصص وفيديوهات مُختلفة عن السوريين في دول اللجوء، تميل كُلها لإثبات جدارة السوري وطهارته ونبالة روحه. قصص تتراوح بين حادثة أعاد فيها سوري ما محفظة مليئة بالمال إلى أصحابها الأصليين، وتمر بحكاية سوري آخر أنقذ أحد السُكان الأصليين من هذه البُلدان من الغرق، ولا تنتهي بأثارة أخبار تفوق بعض الطلبة السوريين في مدارس وجامعات البُلدان التي فروا إليها، ومثلها الكثير من التفاصيل والمُجريات التي تصر كُل منها على التعبير بأن السوريين هُم بشرٌ عاديون، يجمعون بين البراءة والجدارة والندية "الحضارية" مع باقي المُجتمعات، بالذات من سُكان هذه الدول التي لجئوا إليها.
يميلُ الكثير من المؤرخين والمحللين السياسيين والباحثين الاجتماعيين إلى تفسير أحوال بلادنا ومنطقتنا من منظور القراءة التاريخية الموسعة، التي تعتبر بأنه ثمة مسيرة وسياق تاريخي تقليدي وعادي ورتيب تمر به كافة المُجتمعات عادة. فالمُجتمعات حسب هذه القراءة التقليدية أنما تتطابق في بُنيتها الداخلية وديناميكيات تحولها التي تشبه مراحل التطور الجسدي والعقلي والروحي التي يمر بها الأفراد على مُختلف منابتهم، من الطفولة واليفاعة والصبا والمراهقة، إلى الرجاحة والشيخوخة والموت.
تكاد الناشطة اليزيدية ناديا مُراد أن تجمع كامل مكامن التهميش والاستبعاد و"الضعف" حسب معايير القوة وتراتبية السلم الاجتماعي في منطقتنا. فناديا مُراد أولاً يزيدية، لا تنتمي للجماعة الدينية المركزية في بلاد غارقة في سيمياء وهيمنة الدين على الحياة العامة، فمُراد ليست ولن تكون يوماً رمزاً لواحدة من الجماعتين الطائفيتين الرئيسيتين العراق، الشيعية والسُنية على حد سواء.
قبل أيام قليلة سأل صحفي كُردي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رأيه بالشعب الكُردي، فرد الأخير بدبلوماسية وإطراء تقليدي، تفعله كافة الشخصيات العامة عادة حينما تُسأل عن جماعة أهلية ما، قائلاً بأن الشعب الكُردي شعبٌ شُجاع، وأنهم قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية في معارك محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وأن الولايات المُتحدة أنما سوف تواظب على دعمها لتطلعات هذه الشعب في منطقة الشرق الأوسط.
قُتلت عارضة الأزياء والموديلز وشخصية التواصل الاجتماعي العراقية تارة عباس قبل أيامٍ قليلة وسط العاصمة بغداد، حيث أقدم شخصان يستقلان دراجة نارية على إطلاق رصاصات مباشرة على رأس وصدر فارس، ثُم لاذا بالفرار، كما أظهرت لقطات صورتها كاميرات المراقبة في منطقة الكمب. كانت فارس وصيفة لملكة جمال العراق، وقد اشتهرت بظهورها الجريء على مواقع التواصل الاجتماعي، وعرضها للأزياء الحديثة عبر هذه الوسائل.
حكمت محكمة تُركية على رئيس حزب الشعوب الديمقراطية المؤيد للأكراد في تُركيا صلاح الدين دميرتاش بالسجن لأربعة سنوات وثمانية أشهر، بعدما أدانته بتهمة الدعاية للإرهاب. بعد أسابيع قليلة من حصول دميرتاش على قُرابة ستة ملايين صوت، في الانتخابات الرئاسية التُركية الأخيرة، التي أحرز فيها ديمرتاش المركز الثالث على مستوى البِلاد، حيث قاد معركته الانتخابية من مُعتقله، حيث لم يفعل في حملته الانتخابية غير الكتابة على موقع التويتر.
تستبطن الأغلبية المُطلقة من السوريين إحساساً كيدياً تجاه العالم، خصوصاً الدول الكُبرى، وبالذات الولايات المُتحدة. إذ يُحملونها الجزء الأوسع من مسؤولية تردي أحوالهم إلى هذا الحد. يقولون في سريرتهم: "لا يُريدون حل المسألة السورية، لأنهم لا يرغبون بذلك، يُريدون للسوريين أن يبقوا تحت حُكم ديكتاتورية الأسد، الذي يخدم مصالحهم. كذلك فأنهم يسعون لتحطيم سوريا، كي لا تتمكن من القيام بواجبها في مواجهة إسرائيل، وحتى منافسة هذه الدول".
شكلت حكاية السيدة الأمريكية "كيت مكلور" مع المُتشرد "جوني بوبيت" واحدة من قصص الإلهام الأكثر إثارة للمشاعر الإنسانية على مستوى العالم طوال العام الماضي. فمكلور التي انقطعت بها السُبل في إحدى الطُرق السريعة بولاية نيوجرسي الأمريكية، بعدما توقفت سيارتها لنفاذ البنزين، ولم يُسعفها إلا المُتشرد "جوني بوبيت"، الذي منحها عشرين دولاراً، كانت كُل ما بحوذته، حصل عليها من التسول طوال اليوم، وساعدها في الحصول على الوقود، لإعادة تشغيل سيارتها.
ثمة ما هو غير معقول في قرار الإدارة الذاتية "الكُردية" بأغلاق الكثير من المدارس الخاصة المُرتبطة بالهيئات الملية للطوائف المسيحية في مختلف مُدن مُحافظة الحسكة، لأنها رفضت الحصول على التراخيص اللازمة من مؤسسات هذه الإدارة، ورفضها تدريس مناهج تربوية صادرة عنها.
بانتظار الانطلاقة الفعلية لمعركة/مذبحة إدلب، تظهر عدة مداولات غير مُنتظمة بين عديد الأطراف، تحاول كُل واحدة منها الإيحاء بأنها ستُثمر في المُحصلة منتجاً سياسياً سورياً مُختلفاً عن الصراع العنيف الذي يدور مُنذ سنوات.
يتم اختلاق توصيفٍ عمومي يوحي بأن جوهر مُشكلة الكُرد السوريين أنما هو في الخلافات الشديدة بين احزابهم السياسية الرئيسية، بالذات بين قوى أحزاب الإدارة الذاتية وحزبها "القائد" الاتحاد الديمقراطي الكُردي، وبين أحزاب المجلس الوطني الكُردي السوري، وان هذا الخلاف أنما قائم على اختلاف في التوجهات الإيديولوجية والسياسية الاستراتيجية.
سواء داخل سوريا أو خارجها، ثمة مئات الآلاف من السوريين الذين صار "الخُسران" يُشكل ضميرهم الأكثر عُمقاً. فهؤلاء يستجمعون في ذواتهم أنواعاً مُركبة من الشعور بالخُزي والخديعة والتخلي الذي مارسه العالم معهم، العالم بدوله ومؤسساته وقواه السياسية والثقافية. حتى أن الغالبية المُطلقة منهم، بالذات من الأجيال التي تتراوح أعمارهم بين العشرين والأربعين عاماً، صارت هذه الغالبية تعيّ وتُعرف وتُحدد العالم بدلالة هذه الأفعال التي مارسها تجاه السوريين، تجاههم. فالعالم قاسِ وغير مُبالٍ بالنسبة لهم، وفي مرات غير قليلة هو عالم مُتآمر وعدواني، ورُبما عدو.
لا يُشكل الوثائقي الطويل، والسمج، الذي تبثه قناة الميادين المُمانعة، عن تاريخ سوريا والمنطقة "الرجل الذي لم يوقع"، الذي يسرد سيرة خاصة وذاتية عن حافظ الأسد، لا يُشكل إلا واحدٍ من سلسلة طويلة من الخيارات والمؤسسات والسياسات والفروض التي انتهجها النِظام الأسدي، ومعه التيارات الرديفة له، في سبيل اختلاق سياق تاريخي من المُعطيات والحوادث والتفسيرات التي تؤسس وتفرض في المُحصلة وعياً جمعياً على الخاضعين لها، تعتبر أن الأسدية هي مُحصلة الصلاح بالنسبة لنا، نحنُ السوريون والعرب وأبناء المنطقة، ورُبما العالم.
إذ ثمة تناقض غير معقول في العراق الحالي، بلد مُتخمٌ بالديناميكيات الحيوية للحداثة السياسية، يجمع الحُريات السياسية المعقولة بالحياة البرلمانية بالانتخابات العامة الشفافة بتعدد الأحزاب وتنافسها وصراعها السلمي فيما بينها على السُلطة. فوق ذلك، ثمة بُنى ومؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية حيوية، مفصولة عن بعضها البعض إلى حد ما. لكن هذا العراق نفسه، يفتقد مواطنوه للحد الأدنى من أسس الحياة الكريمة المعقولة، لا يتعلق الأمر بمراكمة الثروة أو تشييد نهضة عمومية شبيهة بالدول الصاعدة، بل بالخدمات الأولية الأكثر بساطة، المتعلقة بقدرة الدولة على تقديم الكهرباء والمياه الصالحة للشُرب وشبكات الصرف الصحي والمؤسسات التعليمية البسيطة.
قبل عدة أيام، وفي سياق مشاركته في برنامج "بموضوعية" الذي يُقدمه الإعلامي اللبناني وليد عبود، فأن المُحلل السياسي اللبناني جوزيف أبو فاضل، وفي إطار مُطالبته بإعادة اللاجئين السوريين إلى بِلادهم بأي ثمن، حتى دون أية ضمانات سياسية أو حقوقية واضحة تحمي هؤلاء اللاجئين مما يُمكن أن يواجهونه من فظائع جراء ثأر قوات الأسد والمليشيات الرديفة له منهم، وحينما كان الإعلامي عبود يحاجج أبو فاضل في حق السوريين في الحصول على نِظام سياسي ديمقراطي، فأن الأخير رد قائلاً: "هادا شعب ما بينحكم إلا هيك".
loading
Comments