Discover
ريبورتاج
1150 Episodes
Reverse
تتصاعد الأزمة السودانية يومًا بعد يوم، ومعها تتزايد المخاوف من تأثيرات تتجاوز حدود السودان لتصل إلى جارتها الشمالية مصر. فبين الأمن والاقتصاد، تقف القاهرة أمام تحدٍّ جديد على حدودها الجنوبية. منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في السودان، تتابع القاهرة تطورات المشهد بحذر بالغ، فالمعارك في الخرطوم ودارفور لا تقتصر أثارها على الداخل السوداني فحسب، بل تمتد إلى دول الجوار وفي مقدمتها مصر، وهو ما يشير إليه السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق" دارفور تمثل عمقا استراتيجيا مهما للأمن القومي المصري والعربي، واستمرار تدهور الأوضاع هناك ينذر بتداعيات خطيرة على استقرار الإقليم بأسره. وجددت القاهرة دوما رفضها لأي محاولات لتقسيم السودان أو إنشاء كيانات موازية لذلك. إن استقرار السودان هو امتداد مباشر لاستقرار مصر والمنطقة بأسرها. ويرى الخبراء أن مصر تتعامل مع الأزمة السودانية كملف أمن قومي من الدرجة الأولى. فهي لا تريد الانخراط في الصراع، لكنها تتحرك دبلوماسيا لدعم الحل السياسي وفي الوقت نفسه تعزز وجودها الأمني على الحدود لمنع تسلل المسلحين أو تجارة السلاح. الدكتور هيثم عمران، أستاذ العلوم السياسية والخبير الإستراتيجي بجامعة قناة السويس: اتخذت مصر إجراءات أمنية متقدمة تشمل تعزيز الوجود العسكري في المناطق الحدودية، واستخدام أنظمة مراقبة إلكترونية وطائرات مسيرة لرصد التحركات المشبوهة، مع تشديد الرقابة على طرق التهريب التي ربما تستغلها جماعات مسلحة أو تجار سلاح. لكن التأثيرات لا تقف عند الشق الأمني فحسب. فالدكتور محمد خالد شعبان، الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، يرى أن للأزمة انعكاسات اقتصادية مباشرة على الداخل المصري أيضاً: هذه الأعمال القتالية أثرت بشكل كبير على خطوط الإمداد الغذائية، لأن السودان كما نعلم ترتبط وتعتبر من المصادر المهمة للحوم والحبوب للأسواق المصرية وتراجع حركة التجارة بين البلدين نتيجة الحرب الدائرة، أدت إلى ارتفاع تكلفة الواردات الغذائية داخل مصر. أما الخبير في الشؤون الدولية الدكتور حسن سلامة، فيرى أن القاهرة تتحرك دوليا على محورين إنساني وسياسي في أن واحد، إلى جانب تفعيل خطط طوارئ داخلية لاستيعاب اللاجئين السودانيين القادمين إلى الأراضي المصرية: هناك مخاوف حقيقية لدى القاهرة من أن يؤدي سقوط الفاشر إلى ظهور شبح التقسيم وظهور دولة ثالثة، يعني في ضوء استمرار القتال في داخل السودان ما بين الجيش السوداني وما بين حميدتي. أعتقد أن المسألة ستستلزم ضبط الحدود لتجنب أي تأثيرات سلبية لأي انهيار محتمل داخل السودان. وفي ظل استمرار المعارك تبقى مصر في حالة ترقب واستعداد تسعى لتقليل تداعيات الأزمة على أمنها واقتصادها، وتدفع في الوقت ذاته نحو حل سلمي يحفظ وحدة السودان ويصون استقرار الإقليم بأكمله.
بعد مرور عشر سنوات على الهجمات الإرهابية "شموع باريس لا تنطفئ"، هو عنوان روبورتاج أعدته فائزة مصطفى بمناسبة إحياء ذكرى الإعتداءات العنيفة التي شهدتها العاصمة الفرنسية، وراح ضحيتها أكثر من مائة وثلاثين قتيلا. كل شيء يبدو هادئا في شارع فولتير بالدائرة الحادية عشر الباريسية، وهو الذي شهد قبل عشرة أعوام أعنف اعتداءات إرهابية. لكن ما إن ندنو من مسرح باتكلان الذي شهد هجوما داميا خلف نحو تسعين قتيلا، نجد باقات من الورود معلقة على الجدران وأخرى موضوعة على الرصيف. الفضاء الثقافي الذي أوصد أبوابه استثناء بمناسبة إحياء الذكرى، يواظب على إقامة نشاطاته الفنية كرسالة تحد وصمود، لكن العازف الموسيقي باسكال مازال يجد صعوبة في الدخول الى هذا المكان والعمل فيه مجددا بسبب ما حدث، يقول إذاعة مونت كارلو الدولية: يجب أن تستمر الموسيقى، لكن بالنسبة إليّ، أصبح مسرح باتاكلان أشبه بمعبدٍ حزين، نظرًا للعدد الكبير من القتلى الذين سقطوا تلك الليلة. وبحكم عملي في مجال الفن، أتصوّر كيف كانت القاعةُ ممتلئةً بالجمهور حينها، وأتخيّل حجمَ الرعب الذي عاشوه، لذلك أنا غير قادر على الدخول إلى هناك، سواء في إطار عملي في الفن أو حتى كمشاهد. يتوقف الناس في الحديقة المقابلة لمسرح باتكلان، يتأملون اللافتة التذكارية حيث نقشت أسماء الضحايا، يشعلون الشموع ويضعون الزهور، ضمن تقليد واظب عليه سكان الحي وحتى السياح الأجانب تعبيرا عن تضامنهم، من بين هؤلاء ستيفاني التي تحدثت لإذاعتنا: أنا حريصةٌ على الحضور هناك بشكل رمزي، من أجل تكريم كل أولئك الذين عانوا وماتوا في تلك الاعتداءات المروّعة. هناك الكثير من الأشخاص الذين نَجَوا، لكنهم يعانون اليوم نفسيًا، وبعضهم جسديًا أيضًا، ومن المهم جدًا ألا ننسى. بقي أولفييه وفيا لعادة شرب قهوته في مقهى "لابيل إيكيب" في شارع شارون، بالدائرة الحادية عشرة الباريسية، رغم الذكريات الأليمة التي تخيم على المكان، كغيره من المحلات التي تعرضت واجهتها الى إطلاق النار من طرف الإرهابيين في تلك الليلة السوداء ما خلف عشرات القتلى وسط الزبائن، فالحياة بالنسبة له يجب أن تستمر هذا ما صرح به لإذاعة مونت كارلو الدولية: بطبيعة الحال، هي نقطة سوداء في تاريخنا، ويجب علينا أن نستمر في الحياة من دون أن ننسى، لأن ما حدث أصبح جزءًا من ذاكرتنا الجماعية. من واجبنا أن نأتي إلى هنا لنترحّم على الضحايا، وأعتقد أن ذلك مهم جدًا بالنسبة لعائلاتهم. أن تتمشى في الشوارع بالدائرتين العاشرة والحادية عشر البارسيتين، وحتى ضاحية سان دوني، أي المواقع التي شهدت الهجمات الإرهابية، يجعلك تشعر أن عاصمة الأنوار شبيهةٌ بطائر الفنيق الأسطوري، تنهض من رماد الألم لتستعيد نبضها بالحياة والفن.
كشفت إحصاءات حديثة عن قضاء أكثر من نصف مستخدمي الإنترنت في السعودية لسبع ساعات وأكثر يوميا في الشبكة المعلوماتية. انعكاس ذلك على الحياة الاجتماعية وما بات يعرف بـ "العائلة الإلكترونية" كما يشير مراسلنا أحمد الديحاني في هذا الريبورتاج.
على مدى الأشهر الماضية، نفّذ الجيش الإسرائيلي حوالي 45 استهدافًا لجرافات وحفارات في مناطق مختلفة من الجنوب والبقاع. كان أكبرها وأشدّها استهداف معارض المصيلح، حيث يقف عماد طباجة صاحب أحد المعارض وينظر إلى جنى عمره الذي صار رمادًا ويقول: ضربونا ضربة قاسيّة، قويّة وكبيرة جدًّا. حجم الخسائر لدينا يقدّر بحوالي 4 ملايين ونصف إلى 5 ملايين دولار، عدا عن أضرار البناء، فنحن لدينا مبنيان أحدهما مسح كليًّا. المبنى احترق بشكل كامل، منزلي الموجود فيه تضرّر ولكن أحمد الله على سلامة عائلتي، فأنا كنت خارج البلاد. وفي بؤرة صغيرة عند مدخل رميش، يركن حنا جرجور حفارته التي ما عاد يسترزق من خلالها: كنت أعمل في يارون مع مجلس الجنوب على إزالة الردم مقابل أخذ الحديد حين تمّ استهداف "حفّارتي"، ولكن أحمد الله أنّني لم أكن عليها أثناء الإستهداف. كلفة إصلاحها كبيرة جدًّا، وحاليًّا عملنا متوقّف. آليّة حنا كغيرها من الآليّات ممنوعة من مزاولة أعمال رفع الركام، إلّا بعد التّحقّق من مجموعة تفاصيل ومواكبة من الجيش اللّبناني واليونيفل في بعض القرى، كما يشير رئيس مكتب مجلس الجنوب في قضاء بنت جبيل المهندس فؤاد صعب الذي يؤكّد استمرار أعمال الجرف رغم المحاذير الأمنيّة: لا زلنا نعمل رغم كلّ التحديات وليس صحيحًا ما قيل عن سحب الآليّات وتوقّف عملها، إنّما هناك حذر في بعض البلدات كعيتا الشعب، راميا ومارون الرأس. وبعد المسار الجديد الذي اتّخذته إسرائيل بطبيعة أهدافها، يسأل كثر عن دلالات هذا التّحوّل النّوعي وأهدافه، والعميد الركن المتقاعد محمد رمال يجيب: تهدف هذه الاعتداءات إلى تهديد السيادة الوطنيّة بالدرجة الأولى، ولكن في الوقت الراهن تهدف إلى القضاء على أي مبادرة لإعادة الإعمار ولو أنّها تتمّ بالوسائل الذاتيّة ومحدودة أي أنّها ليست على نطاق واسع يشمل كلّ المناطق التي استهدفت خلال الحرب. إسرائيل تقول اليوم للدولة اللّبنانيّة أن عمليّة إعادة الإعمار أو العودة الكاملة هي غير واردة في الوقت الحاضر، لأنّه من الواضح أنّ إسرائيل تنتظر ثمنًا سياسيًّا كبيرًا من الدولة اللّبنانيّة قبل التوقّف عن هذه الإعتداءات. أصوات الجرافات هذه- وإن تقلّصت- لكنّها لم تختفِ، ما يعني أنّ إسرائيل فشلت في هدفها حتّى الساعة، لكنّها نجحت حتمًا بإبقاء الجنوب تحت ضغط نفسي دائم والجنوبيّين في دوامّة أسئلة حول أمانهم، حمايتهم، تعويضاتهم وعودتهم.
يتجدد الاهتمام بإحياء اللغة الهيروغليفية، رمز هوية مصر القديمة، مع كل حدث متعلق بالحضارة المصرية القديمة، وهو ماحدث مع افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر. فقد أطلقت مكتبة الإسكندرية موقعًا تفاعليًا لتعليم الهيروغليفية بطريقة مبسطة، فيما أطلقت مؤسسة زاهي حواس مبادرة لتعليم اللغة المصرية القديمة للأطفال والشباب، تأكيدًا على أن تراث مصر لا يزال حيا يلهم الأجيال الجديدة.
"الهجرة تتسبب في مشكلة بصورة المدن الألمانية"، تصريحات أطلقها المستشار فريدريش ميرتس وتتسبب في عاصفة من الانتقادات والاحتجاجات في كبريات المدن الألمانية. الانتقادات الموجهة لميرتس تركز على أن المستشار المسيحي المحافظ، يسعى لمسايرة "حزب البديل" اليميني الشعبوي. ويخشى مراقبون من مفعول تصريحاته على أوضاع المهاجرين وخصوصا الذين يوجدون في وضعيات قانونية صعبة. وفي السياق، شهدت مدينة كولونيا السياحية المعروفة بتواجد المهاجرين المكثف، شهدت في نهاية الأسبوع تظاهرة شارك فيها آلاف.
شهدت جامعة الموصل إقامة معرض الكتاب الدولي بحضور واسع من الطلبة ودور النشر المحلية والعربية. فهل سيبقى الكتاب الورقي محافظا على حضوره في زحمة الحياة الرقمية؟ في فناء جامعة الموصل وأمام مكتبتها التي عاث فيها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، أقيم معرض الكتاب الدولي، آلاف العناوين تصطف على مدرجات تحاول إغراء القارئ بعناوينها، في وقت أصبحت الكتب الرقمية غريمًا ليس بالسهل لهذه الكائنات الورقية. ستار محسن - مدير دار "سطور" للنشر : أنا كنت في مدينة الموصل عام 2017 وأتيت إلى المكتبة المركزية فوجدتها عبارة عن رماد، فأقمنا مهرجان القراءة الأول بالموصل، وقمنا بتوزيع 24 ألف كتاب مجانًا، المكتبة المركزية أُبيدت عن بكرة أبيها، لم يسلم كتاب واحد في المكتبة إطلاقًا، المكتبة تفحمت اللافت في المعرض هو حضور الكتب الصغيرة التي “تناسب مقاسات الجيوب” كما وصفها أحد الباعة مبتسمًا، في إشارة إلى طبعات أنيقة بأسعار خفيفة تتيح للطلبة اقتناء أكثر من عنوان دون أن يثقلوا كاهلهم المادي. أحمد حقي- الدار "البابلية" للنشر : لدي كتب كنت أبيعها بـ15 ألف دينار وأخرى أبيعها بـ20 ألف دينار، هنا في هذا المعرض قمت ببيعها بـ10 آلاف دينار فقط، أي خصم بقيمة 50%، لكي يستفيد الطلبة من العرض الرواية كانت سيدة الموقف بلا منازع، إذ تصدرت المبيعات وتنوعت بين العراقية والعربية والعالمية، فهنا يقف طالب يلتقط نسخة من "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ، وهناك فتاة تبحث عن روايات “دوستويفسكي”، أما الأجنحة المخصصة للشعر والفكر والفلسفة فبدت أكثر هدوءً. الزائر عباس الحديدي تحدث لإذاعة مونت كارلو الدولية، عن إقبال الغالبية على شراء الروايات خصوصا أنها تشمل جميع الفنون بحسب وصفه. الزائرة لقاء أحمد عبرت عن خشيتها من إختفاء الكتاب الورقي في ظل إنتشار الكتب الرقمية، لذا ترى أن مثل هكذا معارض تعزز وجود الكتب الورقية وتضيف لها حضورا قويًا. في الموصل، لم يكن معرض الكتاب ترفا ثقافيا، بل حاجة تُشبه الخبز. هنا يشتري الطلبة رواية بدل وجبة الطعام، ويقلبون الصفحات، كما لو أنهم يتحسسون مستقبلهم.فالمدينة التي قرأت رمادها، تقرأ اليوم نفسها من جديد
شكل العمل الفرنكوفوني حجر الزاوية في المشهد الأدبي والثقافي اللبناني، إذ عكس التنوع اللغوي والفكري وعزز الحوار بين الثقافات. وفي إطار مهرجان "بيروت كتب" الذي نظمه المعهد الثقافي الفرنسي، أتيحت فرصة للإضاءة على الإبداع الفرنكوفوني، من الأدب الكلاسيكي إلى المعاصر. وسلطت الاضواء على الكتاب والقصص التي تحمل قيمة ثقافية وفكرية كبيرة، وتشجع القراء من جميع الأعمار على استكشاف هذا التراث الغني والاستمتاع بمعرفة جديدة، وفقا لما قالته المسؤولة الاعلامية في المركز الثقافي الفرنسي ماريال سلوم عبر مونت كارلو الدولية. تشجع الجميع على اكتشاف عالم الاستمتاع بالمعرفة وعرضت كتب متنوعة، مع مساحات مخصصة للأطفال والشباب لتعزيز حب القراءة منذ الصغر لتعزيز الثقافة الفرنكوفونية، وتشجيع المجتمع على القراءة فهي الأساس لتطوير المعرفة والفكر الإبداعي. شهد المهرجان هذا العام إقبالا استثنائيا، وأكد الحاضرون أن القراءة لم تعد مجرد هواية، بل أصبحت نبضا حيا للمجتمع وركيزة لبناء الأجيال. ففي كل صفحة قلبت، وفي كل قصة قرأت، اشتعلت شرارة الإبداع، لتذكّرنا بأن الفرنكوفونية ليست مجرد كلمات على الورق، بل نافذة على الحياة، وجسر يربط بين الحاضر والماضي والمستقبل في لبنان.
بعد أيام من حملة التشجير المليونية الجزائرية “الجزائر الخضراء”، لا تزال صورُ المتطوّعين وهم يغرسون الأشجار تنتشر على وسائل التواصل عالميا. لكن ما يميّز هذه المبادرة ليس عدد الأشجار، بل ما تزرعه من وعيٍ جديد بعلاقة الإنسان ببيئته. حملةٌ جزائرية غير مسبوقة، غرس خلالها الجزائريون مليون شجرة في يومٍ واحد، من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب. الفكرة لم تكن وليدة يوم، فصاحبها فؤاد معلي بدأ بغرس شجرة أمام بيته ثم عشرات الأشجار الأخرى في مدينته، حتى عمت الفكرة كامل التراب الجزائري. آلاف المتطوعين من طلاب وجمعيات، وحتى مؤسسات خاصة انضموا إلى مبادرة الجزائر الخضراء. الناشط في المجال البيئي عقبة عثماني يرى أن هدفهم تجاوز مجرد التشجير. وفي مواجهة التغيّرات المناخية واتّساع رقعة الجفاف، يرى المختص في شؤون البيئة محمد خلاف أن التحدي الأكبر هو ضمان استمرار ونمو هذه الشجيرات. هي مبادرة زرعت، في النفوس قبل الأرض، حبّ الطبيعة والانتماء، لحظة توحيد للمجتمع عاشتها الجزائر حول غرس ثقافة بيئية مستدامة. هذه الشجيرات الصغيرة التي غُرِست تحمل وعدًا كبيرًا… وعدٌ ببلدٍ أكثر خضرة، وبإنسانٍ أقرب إلى الطبيعة و مليون نبضة حياة.
يهدد العمران الحديث المباني الأثرية في محافظة الإسكندرية ،و بين جدرانها المهدّمة تختفي ملامح الرومانيين واليونانيين الذين صنعوا مجد تلك المباني، فيما يقف مواطنو الإسكندرية بين الحنين إلى الماضي والدهشة من الحاضر.
رغم مرور السنين، لا تزال "زنقة الستات" بمحافظة الإسكندرية شمالي مصر سوقا تحتفظ بطابعها الشعبي القديم، في الوقت الذي تستقبل فيه زوارًا من جنسيات مختلفة يأتون بحثًا عن تجربة تتميز بالبساطة والتراث.
حسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذ المستوطنون والجيش الإسرائيلي أكثر من ١٥٠ اعتداء على الفلسطينيين منذ بداية موسم قطف الزيتون، أي في مدة لا تتجاوز الأسبوعين. اعتداءات في مختلف مناطق الضفة تشمل منع الوصول للأراضي، قطع أشجار الزيتون، سرقة المعدات، الاعتداء بالضرب وحرق مركبات، كل هذا بحماية ووجود الجيش الإسرائيلي كما يؤكد المزارعون الفلسطينيون، ومنعهم في كثير من الأحيان متضامنون أجانب . صرخ المتضامن الأجنبي نافيال عاليان في ترمسعيا شمال رام الله، محاولا إبعاد مستوطن إسرائيلي عن امرأة فلسطينية هي عفاف أبو عليا، كان يضربها على رأسها بعصاه، ووقعت على الأرض ينهمر من رأسها الدم. متضامن سويدي تعرض للضرب أيضا في ذات المكان من قبل المستوطنين. .هذا المشهد يومي في كل أنحاء الضفة. ما حال دون قطف المزارعين الفلسطينيين لزيتونهم. المزارع سعيد حسين من ترمسعيا يقول لمونت كارلو: أهل البلدة جاؤوا إلى المنطقة الشرقية ليلتقوا هناك، كما جرت العادة بيننا منذ زمن. كانت البلدة كلها حاضرة بين أشجار الزيتون، هذا هو نمط حياتنا، حياتنا في أرضنا التي لا علاقة لها لا بالمستوطنات ولا بالمناطق المتنازع عليها. لكن المستوطنين، بمساندة الجيش، نصبوا كميناً لنا. في البداية ظهر الجنود، ثم انسحبوا، ليعود المستوطنون بعدهم بالعشرات، قرابة خمسين إلى مئة شخص. أضرموا النار في ست سيارات، وأصابوا امرأة إصابة خطيرة، واعتدوا على عدد من الشبان، وأطلقوا النار باتجاه السيارات. هؤلاء المستوطنون جاؤوا من البؤر المحيطة بنا، فنحن نعيش بين خمس أو ست بؤر استيطانية يتواصل أفرادها وينسّقون فيما بينهم. يسمّون أنفسهم "مزارعين"، لكنهم في الحقيقة يهاجمون كل من يقترب من أرضه. وضع مأساوي في المنطقة: لم يتمكن أحد من جمع حتى حبة زيتون. نحو ألفين إلى ثلاثة آلاف دونم تعرّضت لإطلاق نار وغازات ورمي قنابل، وارتفعت أصوات محركات المركبات وسط فوضى السلاح. كما وُضِعت مواد كيميائية داخل بعض السيارات التي أُضرِمت فيها النيران، ما زاد من حجم الدمار والخطر على المدنيين. رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان متحدثاً لمونت كارلو: الميليشيا المسلحة للمستعمرين المنتشرين في أكثر من مئة واثنين وثلاثين بؤرة رعوية في الضفة الغربية، لتمنع المزارعين قاطفي الزيتون من الوصول إلى حقولهم والى مزارعهم. أكثر من 150 اعتداء منذ الأسبوع الأول من موسم قطف الزيتون. أكثر من 40 عملية سرقة لثمار الزيتون وأدوات القطف. أكثر من 700 شجرة زيتون منذ بداية الموسم تم اقتلاعها وتكسيرها وتسميمها، وكل ذلك متركز في محافظة الخليل ورام الله وجنين والأغوار أيضا. موسم مغموس بالدم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. موسم قطف الزيتون ينتظره الفلسطينيون من عام لعام يشكل مصدر رزق لآلاف العائلات ومصدر فرح ولمة للعائلة. اليوم هو موسم مغمس بالخوف والدم.
تم اكتمال سحب الأوراق النقدية من فئتي العشرين والخمسة دينارات من التداول داخل السوق، وتفعيل منظومات الدفع الإلكتروني، والابتعاد عن التعامل النقدي المباشر لتسهيل التعاملات المالية وجعلها تحت أعين المصرف المركزي. مراسلنا في طرابلس أبو القاسم صالح أعد هذا الريبورتاج. عبد الباسط الطرابلسي صاحب شركة سفر وسياحة يقول لمونت كارلو: كانت تواجهنا صعوبات في تقديم خدماتنا السياحية بسبب تعدد الفئات النقدية المعتمدة وغير المعتمدة، لكننا حاولنا الدفع الالكتروني. معاذ منصور صاحب شركة صرافة: في فترة من الفترات، ظهرت خلافات بين طبعة طرابلس وطبعة الشرق. فالمحلات التجارية كانت تتردد في التعامل، فبعضها يقول: "لا نقبل طبعة طرابلس، فقط طبعة الشرق"، ثم بعد مدة يتبدل الموقف ويقولون: "لا بأس، الأمور ماشية". والأمر نفسه كان يحدث من الجهة الأخرى. وطبيعتنا نحن في التعامل أن الأمور كانت معقّدة قليلًا. فطرابلس مثلا كانت ترفض التعامل مع بعض الفئات، وأنا شخصيا واجهت أزمة بسبب ذلك. لكنك – كصاحب القرار – ألغيت هذا المنع، فصار بإمكاني التعامل بكل الطبعات، وفعلاً ارتحت كتاجر عملة، وسارت الأمور بشكل ممتاز. ومؤخرا، تبين أن هناك أوراقا نقدية مزيفة ظهرت في السوق، خصوصا من فئة الخمسين، اتضح أنها غير صحيحة. ومن هذا الموقف، أقول إن من احتفظ بفئات العشرين الخمسة القديمة، فهنيئا لهم. وقد أعلن المصرف المركزي عن قبوله فائضا في الأوراق النقدية بلغ 6 مليارات دينار، ما يعني أن هذه المليارات قد تم طباعتها خارج سلطة النظام المصرفي الليبي بسبب الانقسام الذي طال حتى السلطة النقدية في الدولة. وهذا يفسر الكم الهائل من الضغوطات التي أثقلت كاهل الاقتصاد الليبي، وجعلت الدينار الليبي يفقد كثيرا من قيمته أمام سلة العملات الأجنبية. وقد هوت قيمة الدينار الليبي لتصل إلى ثمانية دينارات للدولار الواحد في السوق السوداء. هذا لم يمنع المتفائلين بصحة هذه التدابير. الخبير المالي عبد الباسط جلية لمونت كارلو: من التداعيات الإيجابية لسحب العملة في السوق، لها عدة جوانب ممتازة وهي أولاً خفض معدلات التضخم واستقرار سعر الصرف، وتحسين الثقة في النظام المالي، وتقليل تداول العملة التالفة والمزورة وضبط السيولة في المصارف يعزز ثقة المواطن في الجهاز المصرفي. كما يحفز هذا الاجراء التعامل المصرفي الالكتروني مع انخفاض النقد المتداول، كما يتم تقليص المضاربة في السوق. سحب العملة يساهم في تحقيق التوازن بين العرض والطلب على النقود والسلع. فتراجع سعر الدينار الليبي تسبب في تأكل القدرة الشرائية للمواطن باضطراد، منذرا بوضع مالي أكثر صعوبة في المدى المنظور، ويجعل قرارات وتدابير البنك المركزي على المحك لمعالجة هذه الازمات الاقتصادية المتلاحقة. ويرجح أن هذه التدابير ستؤتي أكلها بعد اشهر. ومع دخول العام الجديد ستكون نتائج هذه التدابير قد توضحت سواء بالسلب أو الإيجاب.
يعتبر تهريب المخدرات وتعاطيها مشكلة كبيرة في روسيا. وقد أدى تفكك الاتحاد السوفيتي، والصراعات في شمال القوقاز إلى تهيئة الظروف الملائمة لتطوير تجارة المخدرات. في منتصف تسعينيات القرن العشرين، كان سبب تعاطي المخدرات المتزايد الذي ظهر في روسيا هو الافتقار إلى الضوابط الحدودية، وأصبحت البلاد واحدة من ممرات العبور الرئيسية لتهريب المخدرات في العالم. وقد لوحظ استخدام الكوكايين بشكل متزايد بين السكان الشباب في البلاد، حيث ازدادت عمليات تهريب الكوكايين إلى روسيا بشكل كبير خلال العامين الماضيين. فيكتور بيتروفيتش ايفانوف – المدير السابق للهيئة الفيدرالية لمكافحة المخدرات خلال السنوات الماضية فشل المجتمع الدولى فى مكافحة المخدرات الأفغانية، وبالرغم من تناقص مزراعها، إلا أن حجم الأنتاج زاد بمعدل الضعف، ومازالت افغانستان المنتج والمصدر الأول للحشيش والهيروين والماريجوانا والأفيون، ما يشكل تهديد حقيقى على أمن روسيا. يجب التحرك على اتجاهين، رقابة طرق نقل المخدرات، ومهاجمة مواقع الانتاج. يوري كوبونوف- رئيس مجلس معهد السكان في عام2021 ابلغت هيئة مكافحة المخدرات الفيدرالية عن 10,000 حالة وفاة نتيجة التسمم بالمخدرات. كما يعتبر تعاطي المخدرات السبب الرئيسي لعدد من أمراض القلب المميتة التي أودت بحياة نصف مليون روسي خلال الاعوام الماضية.
لا تزال ثقافة الورق عصية على الانقراض ، يظهر ذلك من خلال معارض الكتب التي تستقطب الكثيرين رغم تعدد المنصات العارضة للمحتوى في العصر الراهن. مراسلنا في السعودية سجل أهم ما يمكن التقاطه في هذا الشأن خلال معرض الكتاب بالعاصمة الرياض.
أكثر من أحد عشر عامًا مرت على صمت أجراس كنيستي الطاهرة ومار توما في الموصل، تضررت الكنيستان بشكلٍ بالغٍ بعد اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية صيف عام ألفين وأربعة عشر، وتحولتا إلى أطلال صامتة، قبل أن تبدأ رحلتهما الطويلة مع الترميم وإعادة البناء. المطران نجيب ميخائيل رئيس أساقفة الكلدان في الموصل: هاتين الكنيستين مار توما للسريان الأرثوذكس وكنيسة الطاهرة لمريم العذراء للكلدان، هذين الحدثين سيشجعان العوائل المسيحية للعودة الى الموصل، حتى نرجع نبني الموصل من جديد في إطار برنامج "فسيفساء الموصل"، وبالتعاون بين التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع والمعهد الفرنسي للآثار، تم إعادة إعمار هذه الأماكن الدينية المهمة، لتستعيد المدينة وجهها الإنساني ويعود النبض إلى الحجر مجددا. عبد القادر الدخيل محافظ نينوى: عملنا على خطوات عملية بالتعاون مع الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي، لإعادة بناء الكنائس، وكل ما من شأنه عودة المسيحيين وبحسب مختصين، يعود تاريخ كنيسة مار توما للسريان الأرثوذكس إلى القرن السادس الميلادي، أما كنيسة الطاهرة للكلدان فشيدت في القرن الثامن، وتمثل هذه المواقع اليوم ذاكرةً مشتركة، حيث تمتزج العمارة المسيحية القديمة بالروح الإسلامية التي تحيطها من كل جانب. رويد الليلة مفتش آثار وتراث نينوى: كان دور مفتشية آثار وتراث نينوى هو الإشراف على إعادة جميع الأجزاء على ماكانت عليه سابقًا قبل تدميرها من قبل داعش الإرهابي، تمت إعادتها ضمن القوانين المتبعة من المنظمات الدولية، إضافة الى تعليمات وقوانين الآثار العراقي في اللحظة التي قُرعت فيها أجراس الكنيستين، تجاوب معها صوت المؤذن من جامع الرابعية القريب، وكأن المدينة بأكملها تعيد ضبط نغمتها الأولى، تلك التي ولدت من التعددية والوئام.
أبعدت إسرائيل 154 اسيرا فلسطينيا خارج الأراضي الفلسطينية، كلهم من اصحاب المحكوميات العالية. فيما وصل لرام الله 88 أسيرا من الضفة والقدس، بعضهم امضى 20 و30 عاما في الأسر.
154 أسيرا فلسطينيا أبعدتهم إسرائيل خارج فلسطين، كلهم من أصحاب المحكوميات العالية، فيما وصل إلى رام الله 88 أسيرا من الضفة والقدس، بعضهم أمضى 20 وثلاثين عاما في الأسر.
باسم حماية الأطفال، يمتلك الأخصائيون الاجتماعيون في بريطانيا سلطات قوية بموجب تشريع يعود إلى عام 1989، والذي يخول لهم حتى أخذ المواليد الجدد من أمهاتهم. وهذا ما يدفع الأسر العربية والمسلمة إلى التخوف من التعسف الذي قد يحدث نتيجة سوء الفهم. جورجينا أخصائية نفسية: إذا رفضت الاستماع إلى ما يقوله طفلك لك إذا كان طفلك يشكو من الطريقة التي تؤدبه بها، فأنت معرض لخطر فقدان الحضانة. إذا كنت والدًا سلطويًا للغاية و تأدب طفلك بطريقة تؤذيه نفسيًا أو تهينه مثل إزالة باب من غرفته أو إزالة جميع أغراضه وهو أمر قد تعتقد أنه مقبول تمامًا، فأنت معرض لخطر فقدان الحضانة تصرف القضاة هو أيضا مصدر مفاجأة و صدمة في حالات كثيرة أفقدت الأولياء أبنائهم فالمقايس التي يبنون عليها أحكامهم ليست دوما في متناول الأولياء الذين يجبرون أحيانا على سلوك استراتيجيات يطلبها المحامون المتخصصون و لكنها جد مكلفة . ثروت السنوي محامية مختصة: ولكن حجة عدم أهلية الأم أو الأب المدمنين على الكحول و المخدرات و تعريضهما حياة الطفل إلى الخطر كانت تثبت في معظم الحالات فضلا عن الأمراض العقلية التي عادة ما تترك الأولياء غير قادرين على إدارة أي شيء فما بالك بأطفالهم وهناك ظاهرة سحب الأطفال من أسر طالبي اللجوء التي تعاظمت في الآونة الأخيرة مخافة أن يعمد الأولياء في حالات حدثت إلى بيع أبنائهم في سوق تهريب البشر. ويبقى سحب الأطفال من الاسر رادعا اجتماعيا يدعوها إلى الانتباه الى الإشارات التي يرسلها الأبناء للتحذير بأنهم في خطر.
تُعدّ ظاهرة الطلاق في موريتانيا ظاهرة معقدة لها جذور عميقة في المجتمع، وتتطلب حلولاً جذرية تشمل مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية.



