Discoverطرب
طرب
Claim Ownership

طرب

Author: مونت كارلو الدولية / MCD

Subscribed: 81Played: 406
Share

Description

برنامج مسائي أسبوعي يستضيف أهل الموسيقى والفاعلين في الساحة الفنية العربية من شخصيات تقدّم الطرب التقليدي أو الجديد. يتحدث الضيوف عن جديدهم ويقترحون على المستمعين عالمهم الموسيقي ويعيشون معهم على الهواء مشاعر تلقائية بفضل المفاجآت التي يعدّها لهم البرنامج.

72 Episodes
Reverse
استقبل "طرب" روح الصحراء وروح أفريقيا في كون موسيقي عالمي يصل بين الكثير من الثقافات، لكن يبقى متجذّرا في أرض المغرب محتفلا بهوية متعدّدة الانتماءات. ضيفة الحلقة كانت الفنانة المغربية أم الغيث بن صحراوي المعروفة باسم "أم" وهي تلك التي صفتها بعض المقالات الصحفية بالقيثارة العربية الأفريقية. عُرفت أم الغيث منذ بداياتها بانفتاحها على مختلف ثقافات العالم وبحرصها الشديد على جعل أغانيها تُوصل رسالة أو تروي قصة، قد تكون قصّتها أو قصة بلدها أو قصة الأرض بكل بساطة. تنتمي أم الغيث كثيرا لأرضها وتفتخر بهذا الانتماء وتنجح في الترويج له فنيا كأجمل ما يكون، وقد ثبّتت خطواتها يتدرّج بدأ مع ألبومها الأول Soul of Morocco أو "روح الصحراء"، وتواصل مع الثاني "زرابي" وها هو يستقرّ في كنف التألّق والنجاح مع الألبوم الثالث "دابا" الذي صدر في أغسطس 2019. تكتب ضيفتي وتُلحّن أغانيها وتذهب فيهم إلى أعماق روحها وذاكرتها مستعينة بزاد موسيقي واسع وزاخر، لكن أيضا وأساسا بذكريات جميلة رسمت توازن المرأة والفنانة فيها. عديد المسارح أهدتها جمهورا في غاية التفاعل مع موسيقاها وعديد اللقاءات زادت من بريق تألّقها، وحبّ لشخصها وقناعاتها وما تُمثّل... كل هذا أعطاها طاقة إبداع لا حدود لها وطاقة حضور له وقعه في النفوس يجعل من كلّ من لاقاها يوما لا ينساها. تحدّثت أم الغيث عن ألبومها الجديد وعدنا معها إلى بداية رسم الطريق وأجمل ما تتقاسمه مع جمهورها وعشنا معها فرحها إلى حدّ التأثّر بتلقّي رسالتي محبة وتقدير من الفنانة الفلسطينية كاميليا جبران ومن الفنان المغربي عزيز سحماوي. صفحة الفنانة المغربية أم الغيث بن صحراوي على فايسبوك.
لتعريف ضيف الحلقة يمكننا أن نقول هو نبرة صوت متفرّدة ومناخ موسيقي خاص أخذ من تقنيات التجويد والموسيقات التقليدية وزاوجها مع كون نغمي معاصر فكانت النتيجة كبيرة الوقع على وجدان كلّ متلقّ. هو الفنان الفلسطيني السوري أبو غابي الذي أحبّ الغناء منذ نعومة أظافره وتعلّم تذوّقها ولغة فنّها في إطار عائلي وله بها. أبو غابي هو مطرب بما في الكلمة من معنى، لأن غناءه يخاطب الروح وتقشعرّ له الأبدان. وهو في تفاريده وارتجالاته يُحيلنا على عصر جميل عشناه مع كبار المطربين من مؤدّيي القدود الحلبية، لكنه في نفس الوقت اختار أن يقدّم ذلك في إطار موسيقي معاصر يجد فيه الجيل الجديد ما ينتظره من الموسيقى.يقيم أبو غابي في فرنسا منذ بضع سنوات ومن هذا البلد يحلّق ويفتح جناحيه نحو كل أنحاء العالم يشدو بجميل النصوص وراقي الموسيقى على أرقى المسارح الأوربية ومع كبار الموسيقيين والمبدعين من العرب أو الأجانب. في رصيده ألبوم أول هو "حجاز حرب" الذي وُلد في ظروف خاصة يحيطها الألم إضافة إلى الكثير من الأغاني التي صدرت منفردة على مدى سنوات وهو يجهّز في الوقت الحالي لألبوم جديد استلهم مناخه الموسيقي من فن كان ولايزال مهمّشا في سوريا هو الفن الشعبي في ريف دمشق. تحدّث أبو غابي عن الخطوط العريضة لألبومه الجديد، كما عاد بنا إلى جميل ذكرياته مع والده الذي زرع فيه البذرة الأولى لحب الموسيقى، وسعد بما قدّمناه له من مفاجآت تمثلت في رسالتي محبة تلقّاهما من مبدعين صديقين هما عازف العود السوري مهند نصر ومغني الراب والمنتج الفني الفلسطيني "أسلوب".
استضاف البرنامج فنانا بقدر ما انفتح على موسيقات العالم ظل متشبثا بالهوية التونسية وخاصة الشعبية منها، بشقّيها البدوي والحضري. هو المغني والملحن التونسي أحمد الماجري الذي بدأ نشاطه الغنائي في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وأسّس لمشروع وشخصية فنية فريدة قوامها الانطلاق من الموسيقى التقليدية من جهة والخروج عن قوالبها الجامدة من جهة أخرى. قدّم الكثير من الأعمال التراثية بتوزيع وتصور حديث كما أنه لحّن أعمالا خاصة به وكتب نصوص البعض منها. تأثر ضيفي كثيرا بموسيقى الريغي الجامايكية ذات الجذور الأفريقية، وعمل جاهدا على إثراء أغانيه بهذه الروح التي ينتمي لها التونسيون بتموقع البلاد في شمال أفريقيا، لكنه لم ينس الثقافة العربية بل ظلّ فخورا بها حريصا على الوصل معها نفس حرصه على الوصل مع الثقافة المتوسطية. غنّى أحمد الماجري بالعربية الفصحى وبالعامية التونسية، كما غنى بلغات أخرى أهمّها الفرنسية والإنجليزية. قدّم الكثير من العروض في تونس وخارجها وكانت له عديد اللقاءات الفنية مع أسماء عربية وأفريقية. أحمد الماجري هو إضافة إلى كل هذا ملحن أدّى من ألحانه العديد من الفنانين التونسيين، وتميّزت موسيقاه بالفرح والتفاؤل مع لمسة حداثية واضحة على مستوى النغمات والإيقاعات. يعرفه التونسيون بابتسامته الدائمة وبقيثارته التي لا تُفارقه وبحُبّه للبس الألوان الزاهية تماشيا مع شخصيته التي لطالما غنّت البهجة والفرح على فيقاع ريغي متزاوج مع الإيقاعات الشعبية المتأصّلة في أرض تونس. كان أحمد الماجري حاضرا في الاستديو وكانت لنا معه دردشة لطيفة حول الموسيقى ونظرته للحياة وتموقعه في المشهد الفني العربي والعالمي، وغنّى في أداء حي وسعد بشهادة محبة وصداقة وصلته من الشاعر التونسي الرقيق الجليدي العويني.
استضاف البرنامج شخصية فنّية شقّت طريقها ببعض من الصعوبة في البداية، لأنها اختارت نهجا فنيا بروح حديثة نبذه بعض المحافظين، لكنها سرعان ما فرضت نفسها على الساحة السورية ثم العربية وبعدها الأوربية ونجحت في تثبيت خطاها والمواصلة دون تقديم أيّ من التنازلات الفنية. هي الفنانة الصديقة لينا شماميان التي تتربّع على عرش قلوب محبّيها منذ صدور أوّل ألبوم لها، جمهور أحبّ فيها المزج الذي تقدّمه في مشروعها الفني وذلك الانفتاح لاحتواء الكثير من الثقافات التي هي أصلا نتاجُها. لينا شماميان هي دمشقية المولد والنشأة، أرمنية الأصول، باريسية الإقامة ويُرافقها على المسرح موسيقيون فرنسيون وسوريون ومغاربة وتونسيون وهذا ما يفسّر تنوّع واتساع جمهورها الذي يجد في مشروعها ثراء وتنوّعا يميّزها عن غيرها. تحمل ضيفتنا سوريّتها عاليا وتُزيّن راية الهوية كأجمل ما يكون، وتلتزم بالكثير من القضايا الإنسانية إلى جانب التزامها موسيقيا بما يرقى بالذّوق العام، لكن هذا الالتزام لا يسلبُها تفاؤلها وإيجابيتها ولإقبالها على الحياة مهما كانت الظروف ولا يقلّل من ميلها الدائم لروح الدعابة والمزاح.  في رصيدها 4 ألبومات بدأت فيها مع الأول باقتراح موسيقي جديد لأغان تراثية فراق للكثير، ثم انتقلت إلى مرحلة الإنتاج الخاص وغنّت لعديد الشعراء كما غنّت نصوصها التي كتبتها من حياتها الخاصة ومحيطها، وحافظت موسيقيا على ذلك المزيج الجميل بين عديد الثقافات فحصدت محبّة الجمهور وتعدّد شرائحه ومشاربه وحلّقت من عاصمة الأنوار باريس إلى كبار المدن العربية والأوربية تصدح بصوتها وتستمتع بمختلف اللقاءات الإنسانية والفنية. حضرت لينا شماميان معنا في الاستديو وتحدّثت عن مشروعها وأهم محطاته إضافة إلى البعض من المواقف والذكريات وقوفا عند منبع المزج الذي ميّز مسيرتها، وسعدت وسُعدنا معها برسالة محبة وتقدير وصلتها من صديقتها منذ أيام الدراسة، المؤلفة الموسيقية السورية سعاد بشناق.
توقف بنا البرنامج عند كون موسيقي حليميّ بامتياز من خلال أحد أهمّ الأصوات بل هو أجملها، تلك التي أدّت للعندليب الأسمر وأحيت رصيده الفني الزاخر المتراوح بين الرومانسية الحالمة وشجون الحبيب المُفارق. ضيف الحلقة هو المطرب المغربي عبدو الشريف الذي كرّس مسيرته لإعادة إحياء جزء مهمّ وكبير من رصيد فني رأى النور في العصر الذهبي للأغنية المصرية، يتمثّل في أغاني عبد الحليم حافظ، فأُطلق عليه لقب "العندليب الجديد". غرّد هذا "العندليب الجديد" خارج السرب المعاصر وآلى على نفسهالوفاء لزمن تمنّى لو عاش فيه، فأدّى بعمق ورهافة حسّ وصدق سلّم الشهرة بخطى ثابتة ملتحقا بكبار أسماء الأغنية العربية. حرص عبدو الشريف منذ البدايات على الوصول إلى قلوب الناس فكان له ذلك على مدى واسع، وأوصله حي الجمهور إلى اعتلاء كبار مسارح الوطن العربي أمام مدارج قاعات تعجّ بخيرة المستمعين، وجمع صوتُه بين النخبة وعامة الشعب في "آه" نشوة موحّدة أمام صوته وتقنياته التطريبية العالية. عُرف عبدو الشريف منذ البدايات بأدائه لأغاني عبد الحليم حافظ لكنه مُتقن لأكثر من نوع موسيقي يتميز به بلده المغرب إضافة إلى إتقانه للأغنية الفرنسية. الفنان عبدو الشريف زار باريس واغتنمنا فرصة تواجده لاستضافته والحديث معه عن اختياراته الغنائية وللاستمتاع بأداء حي منهإضافة إلى تقاسم فرحة تلقّيه لرسالة محبة وتقدير تلقّاها من المايسترو المغربي أحمد الشرقاني.
توقف البرنامج عند موسيقى أصيلة ذات جذور ضاربة في القدم تعود بالسّامع إلى أندلس تليد كم حنّ إلى زمنه وبكى على أطلاله المبدعون، هي الموسيقى الأندلسية الجزائرية. أما ضيفي الذي يمثلها فهو الفنان الجزائري فريد خوجة، ابن مدينة البليدة التي أسّسها الأندلسيون في القرن السادس عشر. وبالتالي يصحّ عليه القول المعروف "الشيء من مأتاه لا يُستغرب". وما لا نستغربه هو ذلك الولع الذي وُلد فيه منذ الطفولة وذهب به للحفظ والتعلّم عن الشيوخ الذين كوّنوا أجيالا بفضل طريقة التعليم الشفوي، فأخذ عنهم مثل الكثيرين رصيدا موسيقيا ثريا وغزيرا، وفي حين اكتفى الأغلبية بذلك سعى هو إلى الغوص أكثر في التراث بشخصياته الحقيقية الفاعلة حينها وبإطارها الفكري والتاريخي والثقافي. يجمع فريد خوجة في شخصيته مفارقة تُحدث التوازن وتضمن الوصل بين الماضي والحاضر، فهو غير مستعدّ لبناء مشروع فني جديد دون الانطلاق من الماضي فكرة أو مفهوما. لكنه في نفس الوقت تجرّأ على التراث بإدخال بعض الآلات الغربية التي غيّرت بعض الشيء في مردود الجوق التقليدي دون أن تشوّش عليه أو تشوّه روحه. في رصيد فريد خوجة 5 ألبومات هي "نوبة المزموم" و "أم الحسن" و"مشموم" و "سيريناد" و"نارنج". وهو إلى جانب الغناء يعزف آلة الرباب ويحرص على مرافقتها لغنائه وهو في زي عصري وكأن تشبّثه بالماضي رهين تطلّعه نحو الانفتاح والحداثة. فريد خوجة زار باريس لتقديم حفل في المركز الثقافي الجزائري واستضفناه في دردشة لطيفة للتعرف على جديد مشاريعه.
أطلّت علينا في "طرب" شخصية جامعة لأكثر من شكل فني التقوا فيها وتلاقحوا ليُثري كل منهم الآخر ويجعل منها فريدة مميزة في تناولها ومشاريعها، وهي في كلّ أعمالها لا تنسى بيئتها اللبنانية، مصدر إلهامها، لكن لا تبقى سجينتها بل تنفتح على كلّ العالم. ضيفة الحلقة هي الفنانة اللبنانية تانيا صالح التي جعلت من التجديد عنوان مشروعها منذ البدايات ولم تتوان عن نقد بيئتها ومجتمعها الذي استلهمت منه أغلب أغانيها.  وهي في نقدها له تعبّر دون وعي عن حبّها له ورغبتها في تحسين الأوضاع. تكتب تانيا صالح أغانيها وتلحن الكثير منها، كما اشتغلت على أعمال ضمن أطر سينمائية، وهي إضافة إلى ذلك فنانة تشكيلية تتعامل مع الموسيقى مثل لوحة تشكيلية تنقش تفاصيلها بما ينبع من وجدانها. عُرفت ضيفتي منذ بداياتها بروح خاصة ونجحت في التأسيس لمدرسة خاصة بها، وهي مدرسة تقوم على الجسور الفنية وعلى موسيقى وإيقاعات العالم في تناغم مع جذورها العربية المشرقية اللبنانية التي تعتزّ بها. في رصيدها 5 ألبومات وأكثر من لقاء موسيقي مع فنانين عرب ومن العالم. وهي في ذلك حريصة كل الحرص على رسالة فنية تتراوح بين الهزل والجد، والنقد الساخر، والغرام، لكن دائما في إطار موسيقي حديث.
توقف الطرب عند مشروع فني أخذ من الموسيقى السمفونية والجاز ما طوّعه بما يتماشى مع الصول النغمية التونسية لمؤسّسه، فكان جسرا بين عالمين وثقافتين ملخّص وصفه الأصالة -المعاصرة.  هذه الأصالة المعاصرة وُلدت في ذهن ضيفي المؤلف الموسيقي وعازف البيانو التونسي محمد علي كمون، وبقيت حلما يُراوده ويُحفّزه مدّة سنوات طويلة وانتهى بحثه وجهده بالنجاح في رسم طريق ونهج فني اكتشفته الأذن التونسية بفضول، وتبنّت توجّهه بمحبة، واحتضنت كل مشاريعه التي نضجت مع الوقت واتسعت رُقعتها الجماهيرية. تعلّم محمد علي كمون أصول الموسيقى العربية بكل فروعها، ثم استهواه عالم الجاز، فزاره عزفا وتأليفا من خلال الكثير مقطوعاته الموسيقية الخاصة، لكنه وجد ضالته وسعادته في العطور النغمية الشعبية التونسية التي طوّع لها بعض قواعد الموسيقى الغربية وحقّق بها مبتغاه في الكثير من العروض والمشاريع التي كان آخرها "24 عطر".  "24 عطر" هي توليفة نغمية تراثية وهي ثمرة بحث ميداني قام به محمد علي كمون في الولايات التونسية وعددها 24، وقدّمها برؤية فنية حديثة تُحيي الذاكرة الشعبية وتحتفل بأجمل إنتاجاتها الوجدانية الجماعية.  هذا العرض تمّ تقديمه أوّل مرة في اختتام مهرجان قرطاج الدولي لدورة سنة 2018، وفي صائفة سنة 2019 قدّمه في جولة على كامل تراب الجمهورية. وها هو يتجاوز الحدود التونسية ليصل إلى باريس حيث سيُقدّمه في القاعة الأسطورية للأولمبيا.  المبدع محمد علي كمون زارنا وحدّثنا عن أهمية هذا الحفل الباريسي في مسيرته، وتوقف عند تطلّعاته المستقبلية لمشروعه الموسيقي، وعاد بنا إلى بعض الذكريات الجميلة في فترة دراسته في باريس، وتزامن ذلك مع بداية تكوّن شخصيته الفنية.
توقف بنا البرنامج عند أغانٍ قديمة بنفس حديث وتوزيع موسيقي جديد منفتح بتأثيراته على العالم، هو المسار الفني الذي اختارته ضيفة الحلقة، وحرصت فيه على التوفيق بين ثقافة أوروبية تبنّتها وثقافة شرقية هي جذورها. ضيفة "طرب" هذا الأسبوع هي الفنانة اللبنانية مايا واكد التي بنت مشروعها على أناقة باريسية احتضنت إقامتها في السنوات الأخيرة، وعلى سحر المشرق الذي صقل شخصيتها منذ الصغر وعلّم فيها. واختارت جسرا نغميا يربط بين الاثنين فوجد الجمهور العربي في ما تقدّمه حنينا يعود به إلى ذكريات جميلة، ووجد الجمهور الغربي فيه جمالية مختلفة عن المألوف لديه. مايا واكد هي إلى جانب الغناء كاتبة غذّت خيال مشروعها الموسيقي بخيال الروائية المتعمّقة في الأدب العربي والفرنسي، وهذا حتما ما يُميّز شخصيتها وما أعطى لفكرتها "ألو بيروت" صدى جماهيريا واسعا في مونتريال، وهذا العرض هو في طريقه لبيروت. تحدّثت ضيفتي خلال اللقاء عن معالم مشروعها  وتوقفت عند تطلّعاتها الفنية المستقبلية، وسعدت حدّ التأثر بشهادات تقدير ومحبة وصلتها من صديقها الموسيقي اللبناني جون ترايسي ومن شقيقتها الكبرى ميرنا واكد.
توقف بنا الطرب عند رصيد موسيقي ضارب القدم في التاريخ، وهو عصارة حضارة عريقة عرفتها مدينة حلب على مرّ العصور. رصيد حافظ عليه الكثير من الأسماء وحرس معبده عن رضى وبمحبة وتفانٍ، منها ضيف الحلقة الذي اختار في أحلك الظروف التي يمرّ بها بلده أن لا يرحل، وأن يظل مُردّدا لتراث أجداده حاملا مشعله أينما حلّ.  هو المطرب السوري عمر سرميني الذي أصابه عشق الغناء منذ الصغر وبالوراثة، وكبر وترعرع حسّه الفني في الزوايا حيث صقل موهبته وتعلّم الغناء بشكل جيّد إضافة إلى اللفظ الصحيح وأصول المقامات الشرقية، وتعلّم في مرحلة لاحقة العزف على آلة العود ووصل بعد ذلك إلى الإذاعة والتلفزيون. عرف عمر سرميني المشايخ الكبار وأخذ عنهم مخزونا هائلا لا يُثمّن بمال، هو الذي كان زاده في مسيرة قرّر أن يكرّسها لإحياء التراث، وركّز فيها بشكل أساسي على الموشح والأدوار والقدود الحلبية. أما الارتجال فكان ولا يزال من أمهر وأقدر مُجيديه وليس ذلك بغريب على من جعل من مدرسته الأولى الإنشاد الديني وعرف منذ نعومة أظافره صفوة المنشدين في حلب. كُرّم عمر سرميني في أكثر من بلد عربي، كما أنه اعتلى أعرق وأجمل المسارح في العواصم العربية والأوروبية وتقاسم فيها الخشبة أحيانا مع هامات فنية لا تقلّ قيمة عنه، فأهدى بذلك للجمهور لحظات موسيقية في منتهى الروعة. يمثّل المطرب عمر سرميني اليوم واحدا من أهمّ الأسماء التي لا تزال تقدّم التراث بكلّ وفاء وتحافظ على روحه الأصيلة، وهو سبب متابعة الجمهور له أينما حلّ طلبا لما يروي النفوس العطشى للجمال والعراقة الفنية. تحدّث ضيفي خلال الحلقة عن تشبّثه برسالة فنية ونهج لا يحيد عنه، وتوقف عند تطلّعه لاستقطاب الأجيال الجديدة لمتابعة هذا اللون الموسيقي، وسعد كثيرا بشهادة تقدير وصلته من المطرب التونسي الكبير لطفي بوشناق.
حضور رقيق ولطيف كان في طرب لفنانة غنّت للحب والحياة والحرية وجعلت من القيثارة أجمل رفيقة تجوب معها المدن، تشدو على مختلف المسارح وتُوسّع رقعة جمهورها ومتابعيها بين تونس وفرنسا. هي الفنانة التونسية وفاء حرباوي التي تكتب وتلحن أغانيها وتجمع في موسيقاها بين نغمات البوب الغربية والنغمات التونسية. صدرت لها أسطوانة أولى بعنوان "بين البينين" في مارس 2018 رسمت بها طريق مشروع متميز ضمن مسار الموسيقى المستقلّة، وها هي تضع اللمسات الأخيرة لألبوم جديد تعرفنا على معالمه خلال الحوار. وفاء حرباوي هي خريجة المعهد العالي للموسيقى بمدينة سوسة في الساحل التونسي، وانتقلت للاستقرار في باريس منذ سنة 2010 حيث لاقت آفاق موسيقية جديدة دعّمت فكرتها واختيارها لعدم الدخول في القوالب الجاهزة. ومن هنا انطلقت في تأليف أغان ترويها أو تروي محيطها وتونس التي ظلّت تحملها في قلبها رغم البعد، فكانت الطريق صعبة الخطوات في البداية لكن بعد عمل دؤوب وجهد جهيد نراها اليوم تجني ما حصدت. وفاء حرباوي حضرت إلى الاستديو مع قيثارتها وصوتها وأغانيها وأحلامها وتطلّعاتها وتحدّثت عن جديدها. وتقاسمنا معها فرحة تلقيها رسائل محبة وصلتها من صديقها الموسيقي التونسي غسان فندري، ومن زوجها وشريك حياتها وأول مشجع لها كريم حرباوي.
استضفنا في طرب عازف كلارينيت أدمج هذه الآلة الغربية في قوالب ومقامات الموسيقى العربية وجعلها تتأقلم مع حسّ وتلوينات النغمات الشرقية، كما خلق لها أيضا قوالب جديدة وأطرا معاصرة جمع فيها بين خياله الإبداعي ورواسب الذاكرة. هو عازف الكلارينيت الفلسطيني محمد نجم الذي تأثّر تلقائيا بشغف والده بالموسيقى وبشجن الجار في المساءات الجميلة، فانجذب إلى هذا العالم الساحر الذي تصمتُ فيه كل الألسنة عن كل اللغات لتتكلّم لغة الموسيقى. درس محمد نجم قواعد الموسيقى في فلسطين ثم ناداه الرحيل طلبا للإتقان فانتقل إلى فرنسا وتحديدا مدينة أنجيه Anger، قبل أن يقرّر العودة إلى موطنه بما تعلّم من تقنيات حرصا على تعليمها للأجيال الجديدة من أبناء بلده، لكن الرحيل عاود نداءه وضاق به المكان بعد أن تعوّد رحابة الأفق في الساحة الفنية الفرنسية والأوربية، فانتقل إلى العاصمة باريس وانطلق منها فاتحا جناحيه إلى كل أنحاء العالم. عندما يعزف محمد نجم على الكلارينيت يرسم الخطوط ويبني الأماكن ويسافر في الزمن. وهو في مؤلفاته الموسيقية يأخذ من وجدانه ومشاعره الخاصة، لكنه ينهل أيضا من الذاكرة الجماعية المحمّلة بتاريخ وحضارة ضاربة في القدم. أما مواضيعه فتتراوح بين العاطفية الصرفة ومشاهد الحياة اليومية والقيم الإنسانية المشتركة زيادة عن أمكنة تركت في نفسه الأثر العميق. في رصيده ألبومان هما "الطابق الرابع" و"لقاء" وها هو يضع اللمسات الخيرة لألبوم جديد أطلق عليه بكل بساطة عنوان "محمد نجم والأصدقاء". إضافة إلى هذه الألبومات الخاصة شارك في عدد من المشاريع الموسيقية التي رأت النور في أسطوانات كان له فيها حضور مُثري كما أنه عزف صحبة فنانين عرب لهم مكانة مرموقة على الساحة الموسيقية اليوم نذكر منهم سميح شقير وسناء موسى. تحدث محمد نجم خلال الحلقة عن جديده في عالم الموسيقى وعن نظرته لمشواره والبعض من تطلّعاته وسعد كثيرا برسالتي محبة وتقدير وصلتاه من عزيزين على قلبه هما شقيقه الأكبر إبراهيم نجم وصديقه سامر جرادات.  فيديو لمتابعي الفنان محمد نجم على يوتيوب:
توقف البرنامج عند مشروع موسيقي ينهل من التقاليد العربية بشقّيها، المغاربي والمشرقي، وينفتح في نفس الوقت على تقاليد وثقافات أخرى تُثري روحه النغمية وتُعطيها فرادة وتميُّزا. حامل هذا المشروع هو عازف العود التونسي حلمي مهذبي الذي عشق الموسيقى منذ حداثة سنّه وبدأ في ممارستها بشكل عصامي ثم سرعان ما التحق بمعهد الموسيقى ليصقل موهبته ويُتقن العزف على آلته، ولم يتوقّف عند ذلك بل كان شديد الحرص على إخراج العود من مضاربه التقليدية بما يفتح أمامه آفاق جديدة ورحبة. هذه الحاجة للتجديد والأخذ من الثقافات الأخرى كانت هاجسه الأساسي ونقطة الوصل بين مختلف المشاريع التي أسّسها أو كان فيها ركيزة مهمة، وهي التي أخذته من تونس إلى إيطاليا ثم إلى فرنسا حيث استقر في السنوات الأخيرة في العاصمة باريس. في رصيده ألبوم بعنوان "سفر" وها هو يجهّز للثاني كما أنه اعتلى الكثير من المسارح ضمن مهرجانات ومواسم ثقافية عديدة. تتلمذ حلمي مهذبي على يد أساتذة كبار نذكر منهم العراقي نصير شمة والتركي محمد بيتماز Mehmet Bitmez أما تأثره الأكبر فكان بعازف العود التونسي العالمي أنور براهم، وبين هذا وذاك حاول دائما أن تكون له بصمته الخاصة. عندما يلحن ضيفي مقطوعاته يأخذ دائما بعين الاعتبار الجانب الفني والتقني ويحترم أصوله، لكنه أبدا لا ينسى العالم المحيط به بأفراحه ومآسيه ويعبّر عنه حاملا مشعل الأمل في مستقبل أجمل بالفنون     عازف العود حلمي مهذبي زارنا مع موسيقييه وعزفوا مقطوعات حية من ألبومه الجديد كما عرفنا على الخطوط العريضة لمشروعه الفني وتقاسمنا معه سعادة تلقي رسائل محبة وتشجيع من فنانين هما عازف الإيقاع الفلسطيني يوسف حبيش وعازف العود التونسي عبد الرؤوف الورتاني.
حطّ بنا البرنامج عند عالم رحب من الأنغام تأخذ جذورها في أرض تونس الخضراء، وتتفرّع لتُورق في كل أنحاء العالم من خلال فنانة كرّست حياتها ومشوارها لتُجسّد قيم السلام والعدالة والالتزام بالإنسانية في أسمى معانيها. هي الفنانة التونسية آمال مثلوثي التي عُرفت بصوتها الصادح في كل مكان يردّد صدى الثورة وأنين اللاّجئين وشكوى المظلومين والمنسيين. هي تلك التي غنّت بين المتظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة "كلمتي حرة" سنة 2011، فأوصلتها إلى حفل بهيج تابعه العالم بأسره سنة 2015، وهو حفل تسليم جائزة نوبل للسلام لرباعي الحوار التونسي، فأخذت مسيرتُها منذ ذلك الحين منعرجا جديدا وحاسما. أصدرت آمال مثلوثي 5 ألبومات هي "خايف" سنة 2005 و"حلمة" سنة 2008 ثم "كلمتي حرة" سنة 2012 و"إنسان" سنة 2017 و"إنسانيتي" سنة 2018 ومع كل عمل جديد كان يظهر نُضجُها أكثر وتعطيها التجربة والسنين توسُّعا في اهتماماتها وجمهورها وكونيةً في توجّهاتها. انتقلت ضيفتي من تونس إلى فرنسا ثم إلى أمريكا وجعلت من إحساس الغربة والبُعد عن الأحبة نقطة قوة ومنبع إلهام ومركز طاقة إبداعية، وها هي لا تتوانى عن دفع الحدود الموسيقية فأوصلها ذلك إلى العالمية. فازت آمال مثلوثي مؤخرا بجائزة التقدير الخاص من المعهد العربي الأمريكي ضمن جوائز "خليل جبران لروح الإنسانية"، ونراها تسافر من بلد إلى آخر تشدو باللهجة التونسية وباللغة العربية الفصحى إضافة إلى الإنجليزية ولغات أخرى مما جعل رسالتها تصل إلى جمهور أوسع. الفنانة آمال مثلوثي كانت متواجدة في باريس حيث قدّمت حفلا في اليونسكو واستغلّينا فرصة تواجدها لاستضافتها والتعرف على مشاريعها الجديدة، وتشاركنا معها فرحة تلقي رسالة في منتهى اللطف وصلتها من زميلتها ورفيقة بداياتها الفنانة السورية لينا شماميان.
استضاف طرب موسيقيا أسّس مشروعه الخاص في مفترق طرق بين الكثير من الأنماط، واعتمد آلة تقليدية عربية هي العود، ليُطوّعها لإطار معاصر يعيش من خلاله المتلقّي مزيجا ممتعا بين الشرق والغرب. هو عازف العود السوري خالد الجرماني، الذي أهدته الحياة والدا موسيقيا زرع فيه حب الأنغام ووضعه على طريقها، ولم يقاوم بل انساق وراء عالمها في مساحة يحدوها الأمل والحرية. تتلمذ خالد الجرماني على أيدي أساتذة كُثر، لكن الذي علّم فيه وترك في نفسه الأثر الكبير كان المعلّم القدير، عازف العود العراقي منير بشير، لأنه حرص على ألا يجعله نسخة منه، بل مكّنه من المعارف التقنية والفكرية ليفتح نوافذ على العالم ويبني مشواره بما يتماشى مع شخصيته. جعل خالد الجرماني الحوار قوام مشروعه الفني ورأى فيه إنصاتا بالأساس، لأن الذي لا يُنصت لا يتفاعل وبالتالي لا يمكنه التحاور مع الآخر، وهو إلى ذلك في بحث دائم عن الأفكار الجديدة ويحاول قدر جهده النهل من الرصيد الشرقي دون البقاء في أُطره التقليدية. تُمثّل الموسيقى الآلية نصيب الأسد في أعمال الجرماني، لكن هذا لم يمنع تسلّل بعض النصوص إليها، فالمتذوّق للشعر والأدب الجميل فيه، أبى إلاّ أن ينصاع إلى عوالمها المتراوحة بين النفس الصوفي والحنين وجميل قصص العشق التي حفظها التاريخ. لقاءات كثيرة كانت في مشواره وأثرت موسيقاه وألبومات كثيرة في رصيده كان آخرها "كان يا ما كان" الذي توقفنا عنده بالحديث خلال البرنامج، كما تجوّلنا معه في عالمه الموسيقي المتراوح بين العربي والغربي وأهديناه مفاجأتين دمعت لهما عيناه تمثّلا في رسالتي محبة من شقيقه مهنّد الجرماني وصديقه المحامي والكاتب إبراهيم شاهين، الذي لم يره منذ سنوات طويلة.
استضافنا في طرب موسيقيا نجح في تطويع آلة الترومبيت للأنغام الشرقية فأعطاها بذلك روحا خاصة تحوّلت إلى بصمة شخصية وبطاقة هوية موسيقية تميّزه عن غيره في العالم بأسره. هو عازف الترومبيت الفرنسي- اللبناني إبراهيم معلوف، الذي اعتلى أكبر وأفخم المسارح في أوروبا وكندا وأمريكا واليابان، وحاز على جوائز عديدة كان السبّاق إليها، منها انتصارات الموسيقى في فرنسا وكان أول موسيقي يحصل عليها بعدما أُعطيت مدة سنوات، فقط لمغنين ومغنيات. كبر إبراهيم معلوف وترعرع في عائلة موسيقية فتشبّع بالأنغام وأخذ عن والده نسيم معلوف عزف الترومبيت دون قناعة مسبقة، لكنه نجح مع الوقت في توطيد علاقته مع هذه الآلة وأعطاها من وقته الكثير ومن روحه أكثر، فردّته له نجاحا وصيتا واسعا لم يكن يتوقّعه أو يحلم به. في رصيده 10 ألبومات اختلفت أكوانها الموسيقية ومواضيعها، لكنها اجتمعت في نبرة فريدة وحدهُ إبراهيم معلوف كفيل بإخراجها من آلة الترومبيت وها هو يجهّز لألبومه الحادي عشر ومن المتوقع صدوره في سبتمبر 2019. اشتغل إضافة إلى هذا على موسيقى أفلام كانت لها شعبية وانتشار في فرنسا وبلدان أخرى، فكان مساهما خفيا في نجاحها وفي نفس الوقت استفاد من تفاعل الجمهور معها ودعاه إلى عالمة النغمي. عزف إبراهيم معلوف مع كبار الفنانين ذوي الشهرة العالمية وأسّس مشروعه الموسيقي على المزج بين الموسيقى الكلاسيكية الغربية والتقليدية العربية والجاز والالكترو فحقّق في سنوات قليلة ما لم يحقّقه غيره العمر بطُوله. تحدث ضيفنا عن أهم اللقاءات التي ساهمت في رسم مشواره الفني وعاد بنا إلى بعض ذكريات الصغر ودور والديه في تكوين شخصيته، كما توقف عند نظرته للموسيقى ولاختياراته منذ البدايات وسعد بتلقّي رسالتي محبة من والده وأستاذه الأول، عازف الترومبيت نسيم معلوف ومن الموسيقي اللبناني عيّاد خليفة.
توقف بنا الطرب عند الموسيقى الآلية بامتياز وتحديدا عند العود، سيد الآلات العربية، يحضر بشكل معاصر يعطيه رونقا جديدا ويزيد من بريق ودفء نبرته كما يعطي لنغماته بعد ثلاثيا من خلال عازفين ثلاثة وصل بينهم الدم والفن والقضية. هو الثلاثي الفلسطيني جبران، سمير ووسام وعدنان، ثلاثة إخوة وضعهم على طريق الموسيقى والدهم، فأهداهم عشقا لا حدود له بدأ في الناصرة وانتشر في فلسطين ترديدا لصدى هوية وقضية، ثم أخذ بعدا عالميا مع الاستقرار في باريس. وفهم الفرسان الثلاثة أن في الاجتماع قوة فوحّدوا مشروعهم وانطلقوا في إبداع وإنتاج تلقّاه الجمهور بحرارة. اختار الثلاثي جبران لغة الأوتار والنغمات علما بأنها لغة عالمية تخترق الحواجز والجدران، وأقاموا مشروعهم على آلة تقليدية هي العود بتقنيات عزف غير مألوفة وطريقة جديدة في إخراج الصوت تنهل من روح الفلامنكو والجاز، إضافة إلى تركيزهم على تنويعات إيقاعية أعطت لمعزوفاتهم ديناميكية فريدة. نال الإخوة جبران الكثير من الجوائز والأوسمة واعتلوا أجمل وأرقى المسارح العالمية وسبحوا في فضاء موسيقي رحب شيّدوا بُنيانه بنغمات من عميق أعماق وجدانهم، واستضافوا فيه كل متعطّش للسفر بين الأبعاد، فتمّت تلبية دعوتهم من الجمهور الواسع، وتتالت إنتاجاتهم وكان آخرها ألبوم بعنوان The Long March أو "المسير الطويل". سجّل هذا الإصدار الأخير عودة بعد غياب طال وعكس نفسا وتوجّها جديدا كما أخذ مسيرة الثلاثي إلى طريق يختلف بعض الشيء عن ما سبقه، لكن في نفس الوقت يصل معه ويواصل، وبين هذا وذاك يظلّ هواهم درويشيّا حتى النخاع. سمير ووسام وعدنان حضروا معنا في الاستديو وتحدّثوا عن موسيقاهم بين الحاضر والبدايات وعن الصّلة التي تظلّ تربطهم بذلك الحاضر الغائب. ودمعت عيونهم تأثرا من رسالة ملؤها المحبة وصلتهم من والدهم ومعلّمهم الأول، حاتم جبران.
توقف بنا البرنامج عند الموسيقى السمفونية بروح ولمسة عربية خليجية تعطيها سحرا خاصا بإيقاع جديد على مسامعنا في هذا النمط، وكم هو جميل وقعه في نفوسنا. هذه الموسيقى يؤلفها ويقدّمها المايسترو البحريني وحيد الخان الذي نما عشقه للموسيقى منذ الصغر. ولم يتردّد في تلبية نداء الأنغام الذي أوصله إلى مصر، حيث درس وتخرّج من معهد الموسيقى بالقاهرة في مطلع الثمانينات، ثم عاد إلى البحرين ليفيد الأجيال الجديدة بمعرفته. ونادته بعد ذلك تجربة أخرى أخذته إلى مكان إقامته الحالية بالإمارات. يستلهم وحيد الخان الكثير من مؤلفاته من الأهازيج والأغاني الشعبية البحرينية، وهو حين يؤلف موسيقاه لا يكتب أصواتا ونغمات بل يصوّر مشاهد ينهلها من حياته وطفولته ومن الإطار الذي عاش فيه أجمل ذكرياته. عندما اختار وحيد الخان دراسته الموسيقى الغربية والتعمق فيها، عبّر عن رغبة جامحة في الخروج عن المألوف من الأنماط المتواجدة في منطقة الخليج. لكنه في نفس الوقت لم يقطع مع جذوره، فقد استخدم في مؤلفاته المقامات والأبعاد والإيقاعات الخليجية بشكل عام والبحرينية بشكل خاص، وبنى عليها بمبدأ التأليف متعدّد الأصوات. فكانت النتيجة مزيجا فريدا من الموسيقى السمفونية والروح الشعبية الخليجية الأصيلة التي أحبها الجمهور واستساغها لأنه وجد فيها ما يُخاطب وجدانه وذاكرته السمعية. وحيد الخان أصدر مؤخرا ألبوم "العودة- روح البحرين" بالتعاون مع أوركسترا بودابست في المجر. واغتنمنا فرصة تواجده في باريس لاستضافته بعدما قدّم حفلا في اليونسكو يوم 15 أبريل حضره جمهور من المثقفين المتذوقين وخرجوا منه مشبعين بالصدق والعمق والأصالة والأنغام الجميلة. تحدث وحيد الخان عن سعادته بملاقاة الجمهور الباريسي، كما تحدث عن رؤيته الموسيقية ومشاريعه المستقبلية. وسعد بشهادة تقدير واعتراف وصلته من طالبة قديمة درّسها الموسيقى هي الدكتورة حنان معرفي.
أخذنا الطرب إلى عالم الجاز الشرقي مع مشروع موسيقي وصل بين ضفتين، وتأسس على آلة الساكسوفون تشدو بتقنية غربية وروح عربية ما تنتشي به النفوس من نغمات جميلة نهلها حامله من جذوره اللبنانية وأثراها بتطلّعاته العالمية. ضيف الحلقة هو الجازمان اللبناني توفيق فروخ، الذي عشق الموسيقى منذ الصغر ولبى نداءها من لبنان إلى فرنسا، إيمانا منه بمدى أهمية الجسور في الوصل بين الشعوب والثقافات، واشتغل كل ألبوماته على هذا التوجّه . حرص توفيق فروخ على تقديم أفكار عميقة ومواضيع غير مألوفة بطريقة متفرّدة تعكس انفتاحا ووعيا بالجذور وواقع الحياة والتطلّعات، وعبّر عن هوسه الدّائم بالبحث عن طرق جديدة لممارسة الأنغام بأبعاد مختلفة. ألبوماته هي "علي في برودواي" و"أسرار صغيرة" و "درابزين" و "توتيا" وآخرهاVilles invisibles أو بالعربي "مدن لامرئية". اختار ضيفي آلة الساكسوفون وهي آلة غربية فحذق العزف عليها، وآثر بعد حذقه لها أن يطوّعها لمتطلّبات بعض المقامات الشرقية، ولمتطلّباته الموسيقية الخاصة بمشروعه والتي تمزج الموسيقى العربية والجاز، فنجح في خلق بصمة متميّزة يتفرّد بها عن غيره، فحاز على مكانة مهمة في الساحة الموسيقية العربية والفرنسية ثم العالمية في مرحلة لاحقة. توفيق فروخ حضر معنا في الأستديو وتحدث عن مشاريعه الجديدة، كما عاد بنا إلى البعض من ذكرياته الجميلة وتقاسم معنا متعة تلقي رسالتي محبة وصلتاه من الموسيقي التونسي جاسر حاج يوسف والفنانة اللبنانية ريما خشيش.
توقف بنا اللقاء عند حضور لطيف رقيق لصوت فنانة أثبتت قدرتها على أداء اللون الكلاسيكي الطربي الأصيل، لكنها في نفس الوقت حرصت على الانتماء لعصرها وعبّرت عن ذلك من خلال اختيارات موسيقية حديثة اكتشفناها في إنتاجاتها الأخيرة. هي الفنانة التونسية أسماء بن أحمد، صوت تابعه الكثيرون منكم في دفعة من دفعات برنامج الهواة "سوبر ستار" الذي كان محطة هامة في بداياتها. وهو نفس الصوت الذي تابعه ملايين التونسيين في شارات مسلسلات رمضانية حظيت بنسب مشاهدة كبيرة، ما وسّع قاعدتها الجماهيرية وجعلها تدخل كل البيوت التونسية. تمتّعت أسماء بن أحمد بنبرة صوت حنونة وخامة متميزة منذ الصغر، ولم تكتف بذلك فقد صقلت موهبتها بالدراسة الأكاديمية والمعرفة كما أنها شاركت في الكثير من الأعمال التي جعلتها تتقاسم خشبة المسرح مع الكبار، فاحتضنوها وأطّروها وأخذت من تجربتهم ما كوّنت به شيئا فشيئا شخصيتها الفنية. أسماء بن أحمد زارت باريس لتقديم حفل للجالية التونسية واغتنمنا فرصة تواجدها لاستضافتها في دردشة تعرّفنا فيها على جديدها وتطلّعاتها على المدى القريب والبعيد، وسعدنا معها بتلقي شهادتي محبة من الفنانَين التونسيين لطفي بوشناق وسفيان زايدي. https://bit.ly/2UfQ4Xf
loading
Comments 
Download from Google Play
Download from App Store