Discoverبرامجأمريكا أولا.. أو أمريكا لوحدها؟
أمريكا أولا.. أو أمريكا لوحدها؟

أمريكا أولا.. أو أمريكا لوحدها؟

Update: 2025-11-02
Share

Description

أنهى الرئيس دونالد ترامب جولته الآسيوية بالتوصل إلى اتفاق تجاري مؤقت مع نظيره الصيني شي جين بينغ، بالغ ترامب بأهميته، مع أن الخبراء يقولون إن الصين التي تحتكر تقريبا المعادن الأرضية النادرة، والقادرة على شراء كميات كبيرة من الإنتاج الزراعي الأميركي هي التي خرجت منتصرة. الاتفاق هو هدنة تستمر لسنة واحدة في الحرب التجارية المكلفة بين البلدين.

الجولة الآسيوية التي قام بها الرئيس ترامب عززت العلاقات السياسية والتجارية مع دول مثل كوريا الجنوبية واليابان، إلا أن الصين أفلحت في الحصول على تنازلات أميركية أهمها تخفيض الرسوم الجمركية، وتعليق الإجراءات التي تمنع الصين من استخدام التقنيات الأميركية المتطورة.

الرئيس ترامب غادر كوريا الجنوبية قبل انعقاد قمة التعاون الاقتصادي بين دول آسيا وحوض المحيط الهادئ، تاركا المجال للرئيس الصيني لأن يعزز من نفوذه الإقليمي.

جولة ترامب الآسيوية تأتي في الوقت الذي تزداد فيه الانقسامات الداخلية السياسية والثقافية العميقة بين فئات المجتمع الأميركي، مثل تلك التي اختبرها الأميركيون في ستينات القرن الماضي.

كما تتزامن الجولة مع الذكرى الأولى لانتخاب ترامب لولاية ثانية، بعد أن أدخل تغييرات جذرية داخلية اعتبرها الكثيرون تهديدا مباشرا للقيم والمؤسسات الديموقراطية، وبعد أن عطّل العلاقات التقليدية مع حلفاء واشنطن في أوروبا وكندا.

وفي هذا السياق، بدأت كندا بتخفيض اعتماها الاقتصادي على الولايات المتحدة ومضاعفة صادراتها إلى الصين والهند.

 ويتزامن ابتعاد الولايات المتحدة عن حلفائها، مع ازدياد قوة الصين اقتصاديا وعسكريا، ومع التصلب الروسي تجاه حلف الناتو.

خرجت الولايات المتحدة منتصرة  من الحرب الباردة لأنها نجحت في خلق علاقات وتحالفات دولية قوية أهمها حلف الناتو، ودعمت حقوق الإنسان والديموقراطية في العالم، ودعمت نمو نظام مالي وتجاري حر في العالم.

سياسات الرئيس ترامب في الداخل والخارج تتناقض مع هذا النهج الذي اتبعه جميع الرؤساء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.  

وإذا أرادت واشنطن مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في العالم، وردع التصلب الروسي الذي يعتمد على الصين، فعليها إحياء التحالفات التي خلقتها في القرن الماضي، لاستخدامها في التصدي للتحالف الصيني-الروسي وآثاره السلبية في العالم.

ولكن سجل ترامب في الأشهر الماضية يظهر استخفافه بالسياسات الأميركية التقليدية، كما يتبين من محاولاته إضعاف حلف الناتو من خلال التهديد بضم كندا، والاستيلاء على غرينلاند التي تملكها الدانمارك.

وإذا أضفنا إلى هذه القائمة دعوة ترامب للسيطرة على قناة بنما، وفرض نوع من الانتداب الاميركي على قطاع غزة، نرى أن طموحاته التوسعية في الخارج التي لا تحترم سيادة الدول الأخرى، تعكس نزعته الداخلية للتفرد بالحكم على حساب الدستور.

هذه المواقف التي تذّكر بسياسات الدول الإمبريالية في القرن التاسع عشر، توفر الغطاء السياسي لطغاة مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يخوض حربا توسعية ضد أوكرانيا، والصيني شي جينغ بينغ الذي يهدد دوما باحتلال جزيرة تايوان.

 قادة الدول الصديقة لواشنطن يراقبون بقلق وعجز، محاولات رئيس أميركي لتفكيك علاقات وشراكات دولية صلبة بناها جميع قادة الولايات المتحدة في العقود الماضية، وإضعاف المؤسسات الدولية السياسية والاقتصادية التي بادرت الولايات المتحدة لخلقها في مرحلة ما بعد الحرب العالمية.

Comments 
In Channel
loading
00:00
00:00
x

0.5x

0.8x

1.0x

1.25x

1.5x

2.0x

3.0x

Sleep Timer

Off

End of Episode

5 Minutes

10 Minutes

15 Minutes

30 Minutes

45 Minutes

60 Minutes

120 Minutes

أمريكا أولا.. أو أمريكا لوحدها؟

أمريكا أولا.. أو أمريكا لوحدها؟

مونت كارلو الدولية / MCD