Discoverخبر وتحليلدروس عربية من فوز زهران ممداني
دروس عربية من فوز زهران ممداني

دروس عربية من فوز زهران ممداني

Update: 2025-11-09
Share

Description

تصدّر فوز زهران ممداني بمنصب رئاسة بلدية نيويورك يوم الثلاثاء الماضي قائمة أبرز الاحداث السياسية التي غطتها وسائل الإعلام العالمية والمحلية. كيف لا وقد فرض الحدث نفسه بزواياه المثيرة الثلاث.

زاوية الأصل وزهران ينحدر من عائلة مهاجرة حديثا نسبيا وهو ينتمي إلى فضاء ثقافي مسلم. ثم زاوية المنافسة الانتخابية في سياق أمريكي يتميز بالهيمنة المطلقة لظاهرة دونالد ترامب. ثم أخيرا من زاوية التوجه الفكري وهو الذي ينتمي إلى التيار الاشتراكي داخل الحزب الديمقراطي.

وقد تابع العالم العربي بدور الحدث، ولكن من تلك الزاوية الهووية بحسب مواكبة التفاعل سواء في الإعلام أو في وسائل التواصل الاجتماعي. إذ يستشف من أغلب التعليقات ما يشبه نخوة الانتماء عبر وهم الانتصار على الآخر في عقر داره.

قد تكون نخوة الانتصار الهووي هذه عادية في سياق النزعة النرجسية التي عادة ما تميز العلاقة بين الذات والهوية في كل الثقافات.

ففي المجتمعات الغربية ذاتها نرى أحيانا نفس ردة الفعل النرجسية المدعومة بشحنة المركزية الأوروبية في مثل هذه السياقات. غير أن جزءً كبيرا من التفاعل العربي أخذ منحى يحيل على علاقة إشكالية لجزء مهم من الرأي العام العربي مع الغرب في معناه الواسع. فقد رأى البعض في فوز زهران ممداني انتصارا للإسلام على الغرب مغيبا أغلب السياقات الحقيقية لهذا الفوز الانتخابي.   

مثل هذه الرؤية تستعيد في جزء كبير منها نفس مواطن عقم الفكر العربي منذ بداية احتكاكه بالحداثة خلال القرن التاسع عشر. أي استحضار تلك العلاقة الصدامية بالآخر دون عناء البحث في الذات وفي التراث وفي الوقع العربي.

فالعديد ممن اهتز فرحا بفوز ممداني الديمقراطي يرفض الديمقراطية في بلده العربي أو أنه لا يطالب بها. كما لا يطرح هؤلاء السؤال حول مدى إمكانية فوز غير مسلم بالحكم في بلد مسلم وذلك تماهيا مع إعجابهم بفوز مسلم في مجتمع غير مسلم. أليس للعلمانية الأمريكية الفضل الأكبر في هذا الفوز. 

قد يكون للتركيز على إسلامية زهران ممداني بعض الوجاهة بالنظر إلى سياقات التمييز في المجتمع الأمريكي والغربي، لكن حصر الأمر في هذا المستوى فقط يحجب المستويات الأخرى الأهم. فالنظام الذي مكنه من الفوز هو نظام ديمقراطي ينعم فيه المواطنون بالمساواة في إطار من الحرية وحقوق الإنسان. والحال أن نفس هذه المبادئ مرفوضة مجتمعيا ورسميا في الفضاء العربي. كما لا ننسى أن ممداني ينتمي للشق اليساري من الديمقراطيين ويؤمن بالمساواة بين المرأة والرجل وبحق الأقليات والحال أن أغلب المجتمعات العربية مازالت تخشى هذه القيم.   

Comments 
In Channel
loading
00:00
00:00
x

0.5x

0.8x

1.0x

1.25x

1.5x

2.0x

3.0x

Sleep Timer

Off

End of Episode

5 Minutes

10 Minutes

15 Minutes

30 Minutes

45 Minutes

60 Minutes

120 Minutes

دروس عربية من فوز زهران ممداني

دروس عربية من فوز زهران ممداني

مونت كارلو الدولية / MCD