عروب صبح: مرحبا دولة .. شو الاخبار؟
Description
مرحبا دولة .. شو الاخبار؟ ماشي الحال؟ كله تمام؟
في الوقت الضائع من عمر هذا الزمن الذي يعيشه العرب في بقعتنا المنهوشة
يظهر المخرج محمد الدايخ مشهرا مرآة مهشمة ليضعها أمام عيوننا فنرى مدى القبح الذي وصلنا له!
لا بل ونضحك عليه
مرحبا دولة
عمل لبناني بنص ذكي، غير معقد في تصويره، لم يكلف الملايين في انتاجه، ولم يعرض في المهرجانات!!! مجموعة موهوبة من الممثلين الذين لم يمثلوا بقدر ما أنهم كانوا يحاكون واقعنا الأليم!
محمد الدايخ كتب نص مسلسل مقتبس لأننا في الحقيقة نحن من كتبنا نصه الأصلي
المسلسل لا يكتفي بالسخرية من دولته، بل يتسلل بخفة إلى الوجدان العربي كله. فالمخفر الصغير الذي يدور فيه العمل يمكن أن يكون في أي دولة عربية، بنفس الأثاث، نفس الوجوه المتعبة، ونفس الجمل الخالدة
"مش بإدينا شي يا حضرة المواطن، هيك الأوامر إجت من فوق!"
"إبن مين إنت؟"
يحتوي المسلسل على كلمات وايحاءات قبيحة بالتأكيد لا تناسب الصغار، ولكنها تفاجئنا بفجاجة ما نعيشه مع أنفسنا!
في أحد المشاهد
يسأل أحد العناصر رئيسه:
«دخيلك، إذا الدولة ما عندها بنزين للسيارة، ليش بعدها بتطلب منّا نطارد المجرمين؟»
فيرد الريّس بابتسامة فلسفية:
"مش مهم توصل، المهم تبين إنك عم تركض"
وهنا يلخّص المسلسل منطق الأنظمة: الشكل أهم من الجوهر، الصورة أهم من الحقيقة، والركض أمام الجمهور أهم من الوصول!
حيلة مازالت تنطلي على البلهاء
العنصر النسائي في المسلسل ثانوي وموظف لدعم الريس ورغباته
العلاقة بين الشخصيات والمرأة على اختلاف أدوارها في النص علاقة جنسية بالدرجة الأولى، أتمنى أن تحمل الأجزاء القادمة من المسلسل (إن حصل) دوراً حقيقياً للمرأة يظهر وجهة نظرها هي أيضاً ولا يحصرها في مساحة ونمط مقرف يختصر آدميتها بفاعل ومفعول به..
أبدعت ترف في الأداء لكن الدور كان محصوراً في رغبات الريس وحواره كما هو الحال خارج استوديو التصوير ...
فكرة المخلص والتعايش لم تكن جديدة لكن المعالجة والطرح المباشر في وجه المشاهد جعلنا أمام استحقاق جهلنا الذي يستمر ويتعاظم أمام الطائفية والاستقطاب الديني والسياسي تارة والقبلي والجهوي وفتافيت أي فكرة ننتمي لها تارات أخرى!
(نحنا دولة.. بس ما حد بلغنا!!)
جملة سيضحك عليها الريّس ترامب.. لو حدا يترجمله أيها!




