Discoverالعلوم الحقيقية - Real Sciences
العلوم الحقيقية - Real Sciences
Claim Ownership

العلوم الحقيقية - Real Sciences

Author: العلوم الحقيقية

Subscribed: 170Played: 453
Share

Description

Interviews with scientists and skeptics; and book reviews - لقاءات مع علماء ومشككين وقراءات في كتب علمية
37 Episodes
Reverse
قراءة مختصرة لمقال: فاجعة بركان توبا: هل شارفت البشرية على الانقراض؟ https://real-sciences.com/?p=16765
ترجمة: مرام الصراف، النسخة الصوتية يقرأها حسن الرياحي هل سمعت من قبل عبارة "شغلها مرة أخرى يا سام"؟ يتذكر الكثيرون أنها أشهر جملة قالتها إنغرد برغمان في فيلم كازبلانكا ومع ذلك، عند المراجعة، اتضح أن بيرغمان قالت "شغلها يا سام، شغل أغنية As Time Goes by" ومع ذلك يتذكر الكثيرون عبارة "شغلها مرة أخرى يا سام" والتي لم يتم نطقها أبدًا. لكن لماذا؟ إنها ليست الحالة الوحيدة، فعلى سبيل المثال، هناك من يتذكر أنه في فيلم حرب النجوم ، أن دار فيدر تحدث بعبارة "لوك، أنا أباك" لكن في الواقع العبارة مختلفة قليلاً "لا، أنا أباك". بينما يتذكر آخرون قول الملكة في بياض الثلج "مرآتي يا مرآتي" العبارة الصحيحة هي "مرآتي السحرية على الحائط" ما الذي تثبته هذه الحالات؟ في عام 2010، بدأت نظرية يتم تداولها على الإنترنت تشرح الذكريات الخاطئة التي تبدو أنها تؤثر على الكثير من الناس. في ذلك العام، أوضحت الباحثة فيونا بروم أنها تذكرت تمامًا كيف مات نيلسون مانديلا في السجن في الثمانينيات، كما تذكرت المقاطع الإخبارية لجنازته، والحداد في جنوب إفريقيا، والخطاب الصادق لأرملته، وبعض أعمال الشغب في مدن إفريقيا التي بدأت انهيار نظام الفصل العنصري. لكنها اكتشفت بعد ذلك أن مانديلا لا يزال على قيد الحياة، والأهم من ذلك، كما قالت، اكتشفت أن العديد من الأشخاص الآخرين يشاركون الذاكرة ذاتها. أطلقت بروم على هذه الظاهرة المتمثلة في التذكر الخاطئ <<تأثير مانديلا>> واقترحت أن هذه الذكريات الخاطئة هي في الواقع دليل على أكوان أو حقائق موازية. وقد افترضت أن الأشياء تحدث بطريقة مماثلة – ولكن ليس بنفس الطريقة تمامًا – في هذه الأبعاد الأخرى. وفقًا لتأثير مانديلا، فإن هذه الذكريات التي تبدو خاطئة هي في الواقع مكتسبة عن طريق الخطأ من تلك الأبعاد الموازية. يعتقد آخرون أن تأثير مانديلا يوضح أننا نعيش في واقع محاكي تم إنشاؤه بواسطة ذكاء أعلى، يقال أن أخطاء الذاكرة هذه تعادل الثغرات البرمجية – كما هو الحال في فيلم الماتريكس <>. مع ذلك، فإن علم النفس له وجهة نظر مختلفة لما يحدث هنا، إن أخطاء الذاكرة هذه هي تمامًا ما نظنها، مجرد أخطاء. العديد من الناس يفهمون فكرة أن أدمغتنا تعمل مثل الكمبيوتر أو ما يعادل مسجلات الفيديو، وتخزين البيانات في أذهاننا ثم استعادتها تمامًا كما تلقيناها أو مرة، لكن ليس ذلك هو الحال. الذاكرة هي عملية خلق وإعادة بناء مستمرة، والذكريات تتغير بمرور الوقت – على الرغم من أننا يمكن أن نكون مقتنعين تمامًا من دقتها. هناك أيضًا حقيقة أننا غالبًا ما نتذكر مشاهد أو عبارات من الأفلام بطريقة تقريبية، ثم تصبح هذه المصطلحات المشتركة، كما هو الحال مع "شغلها مرة أخرى يا سام" والتي أصبحت عنوانًا لأحد أفلام وودي آلن. ومع ذلك، فإن الطريقة التي يتم بها إنشاء الذكريات الكاذبة فورية ومنتشرة لدرجة أنه من الممكن اختبارها. يمكننا تجربتها الآن، أحضر ورقة وقلم، ثم إقرأ الكلمات التالية بصوت عالٍ مرة واحدة: سرير يرقد مستيقظ مُتعب حلم يقظ راحة بطانية نعس سبات شخير قيلولة سلام تثاؤب غفوة الآن أغلق المجلة واكتب الكلمات التي تتذكرها وفقًا لنموذج دييس- رويديجر-مكدرمونت، يميل الناس إلى تذكر كلمة مرتبطة بالفعل بجميع الكلمات الأخرى ولكنها غائبة عن القائمة، في هذه الحالة الكلمة هي نوم، هل كتبتها؟ يذكر حوالي نصف أولئك الذين يشاركون في مثل هذا النوع من التجارب أنهم متأكدون من رؤية الكلمة الغائبة (نوم)، ولكن هذه الذكرى شيء لم يحدث أبدًا، إنها ذكرى خاطئة. الذاكرة هي آلية حساسة للغاية، وعرضة للعديد من التشوهات اللاإرادية، بما في ذلك الذكريات الكاذبة والاقتراحات واضطراب في الأداء والضغط الاجتماعي والارتباك. ذلك هو الاندماج بين الذكريات المختلفة أو اتحاد الذكريات الحقيقة والتخيلات، لهذا السبب في المرة القادمة التي تسمع فيها أشخاصًا يقولون "آه، صحيح! أتذكرها جيدًا!" يمكنك أن تكون متأكدًا تمامًا من أنهم يبالغون في تقدير قدرات أدمغتهم. وماذا عن فكرة الأكوان المتعددة أو الواقع المحاكي؟ يمكن أن يكون هذا أحتمال بالنسبة لفيزيائيي الكم وليس فقط لعشاق الخيال العلمي، ويقضون وقتًا للتكهن بها. مع ذلك، يمكننا الاعتماد على التفسيرات المعقولة التي يقدمها علم النفس حول كيفية إنشاء الذكريات الخاطئة إلى أن يتم العثور على دليل لمثل هذه الحقائق البديلة، ومحاولة جعل الأشياء تعمل بشكل أفضل مما هي عليه في الوقت الحاضر في العالم والكون الوحيد المتأكدين من وجوده: عالمنا. المصدر: Massimo Polidoro, The Mandela Effect: How False Memories Are Created skeptical inquirer, From: Volume 46, No. 4, July/August 2022
قراءة مختصرة لمقال هل يمكن معرفة ما إذا كان شخص ما يكذب من خلال مراقبة لغة الجسد؟ ترجمة مرام الصراف رابط المقال: https://real-sciences.com/?p=16761
خلاصة العدد 51 من مجلة العلوم الحقيقية، لتحميل العدد اضغط على الرابط: https://real-sciences.com/?p=17123
في هذه الحلقة من بودكاست العلوم الحقيقية يأخذنا الدكتور مارك الطويل في رحلة الى علم الآثار وآخر التقنيات المستخدمة فيه والوسائل العلمية الداخلة في البحث الآثاري اليوم. الدكتور مارك الطويل هو أستاذ علم آثار الشرق الأدنى وعلم البيانات الاركيولوجي، علم البيانات المختص بعلم الآثار في جامعة يو سي ال (كلية لندن الجامعية). في هذا اللقاء يشرح الدكتور مارك الطويل عن أهم الأبحاث التي يعمل عليها ثم يشرح عن استخدام مغناطيسية الأرض في تقدير التواريخ وهو آخر بحث عمل عليه. كما يشرح لنا عن أبحاث استخدام الأرض والتقنيات المستخدمة فيها. نتحدث أيضاً عن العلاقة بين العلم وعلم الآثار اليوم وعن بحوث الحمض النووي واستخدام الذكاء الاصطناعي ونختم بالحديث عن العلوم الزائفة في علم الآثار. نص اللقاء كما نشرناه في مجلة العلوم الحقيقية العدد 61: أحب أن اسألكم في البداية عن نبذة عنكم وأهم الاكتشافات التي مررتم بها وما ترونه أكثر تشويقاً واهتماماً بمسيرتكم البحثية. هناك الكثير من الدراسات التي نهتم بها حالياً. شخصياً، دَرست قبل فترة مغناطيسية العالم (magnetic earth) وهي دراسة نعتبرها مهمة جداً لأنها تعطينا دليل على الفترات الزمنية وكيف تتسلسل الأحداث وفقها. مثلاً، حتى الآن لا نعرف متى كانت تحديداً حقبة أحد الملوك سابقاً. هناك تسلسل زمني يقسم إلى أنواع منه ما يعرف بالـ (low chronology) (أي التسلسل الزمني المنخفض) وهناك ما يُعرف بالتسلسل الزمني المتوسط (middle chronology) وهناك أيضاً التسلسل الزمني المرتفع (high chronology). حالياً لا نعلم أي من هذه التسلسلات هو الأكثر صحة لكن مع دراسة مغناطيسية العالم استطعنا تحديد أيها أكثر صحة والذي كان التسلسل الزمني المنخفض. دراسات البيئة القديمة هي من الدراسات التي أراها ايضاً شديدة الأهمية. وهناك دراسات لما نسميه (Speleothem) (تعرف بالعربية بالإرساب المتدلي) وهي المتعلقات الحجرية في الكهوف. دراسة النظائر (isotopes) هي مجال آخر مهم. وأيضاً دراسات الحمض النووي تعد مهمة جداً والتي تفيد في دراسة أصول الشعوب. لا نعرف مثلاً ما هو أصل العرب اليوم أو أصول الشعوب التي تقطن في العراق اليوم. حتى الآن تعد قواعد البيانات المعنية بهذا الأمر ضعيفة جداً بالنسبة للعراق وهو أمر نهدف لدراسته. تعرف الدراسة بدراسة الحمض النووي القديم أو (ancient DNA). حتى الآن يعد هذا الأمر غير معروف بما يكفي لكن بدراساتنا ودراسات آخرين نأمل أن ننجح في زيادة المعلومات في هذا المجال ليكون من الواضح ما هي أصول سكان وادي الرافدين ومناطق أخرى في الشرق الأوسط. دراسة مغناطيسية الأرض هل من الممكن أن نعود إلى موضوع مغناطيسية الأرض، شخصياً وربما جمهورنا أيضاً قد يكونون مهتمين بهذا المجال. يبدو هذا وكأنه أحد المجالات الثمينة التي تربط بين التاريخ والعلم، أو مجال علمي لدراسة التاريخ. صحيح. هناك قطع من الآجر ورد عليها ذكر أسماء الملوك مثل حمورابي أو غيره من الملوك القدماء. وقد يرد أن أحد الملوك قد عاش أو حكم لعشرين سنة، لكن متى كانت تلك العشرين سنة؟ هذا الشيء غير واضح وغير مثبت. ما فعلناه بدراسة مغناطيسية الأرض هو أننا ثبتنا تلك الفترات فعلياً. مثلاً لنقل أن هناك حدث في الألف الثالث قبل الميلاد، سيطر الأكديون في تلك الفترة على العراق لفترة تمتد تقريباً من 2500 أو 2400 ق.م إلى 2300 ق.م لكن ما هي الفترة التي حكموا فيها بالتحديد؟ لم نكن نعرف ذلك حتى حددنا ذلك بدراسة المغناطيسية عبر قطع الآجر من تلك الحقبة. قمنا بتحديد تواريخ قطع الآجر وثبتنا الفترة بالتحديد. الهدف من ذلك كان لتوضيح الفترة الزمنية بدقة، أما قبل ذلك فلم نكن نعرف أي التسلسلات الزمنية هو الأكثر صواباً، ولكن بعد هذه الدراسة أثبتنا أن التسلسل الزمني المنخفض يمتلك الاحتمال الأكبر لأن يكون الأصح والأقرب للتاريخ الذي يقاس بمغناطيسية العالم. تتغير مغناطيسية العالم كل فترة، ربما كل 50 سنة أو كل 100 سنة. وحيث أن لدينا تلك التغيرات في الطابوق – قطع الآجر المشار لها – نستطيع تأكيد الفترات بدقة. في دراسة المغناطيسية نحتاج إلى قطع أثرية كالطابوق والآجر والفخار التي تضم قطعاً من الحديد. يحتوي الحديد بدوره على دليل على التغيرات المغناطيسية. وحيث نأخذ عينات من الحديد في تلك القطعة نستطيع أن نعرف بالضبط متى حدث. هل نفهم أن الدراسة تتم على جزيئات الحديد الموجودة ضمن قطعة من الآجر؟ نعم، هناك قطع شديدة الصغر بكميات صغيرة جداً في الآجر أو الفخار. ونحن ندرس تلك العينات الصغيرة ونجري فحوصاً عليها لنعرف كيف كانت مغناطيسية الأرض في ذلك الحين من خلال اتجاه قطع الحديد. من خلال معرفة الاتجاه يمكن معرفة قوة المغناطيسية في تلك الفترة. هل دقة سنوات دراسة كهذه تصل إلى عشرات السنين، مئات السنين، أم إلى السنة بالضبط؟
معنا في هذه الحلقة من البودكاست كيني بيدل المشكك ورئيس قسم التحقيق في مجلة سكيبتكال انكويرر وقد بدأ مسيرته كصائد للأشباح لكنه انتقل الى التشكيك لاحقاً، مرحبا بك معنا كيني هل يمكنك ان تعرفنا برحلتك وكيف وصلت الى ما انت عليه الآن؟ شكرا لاستضافتي، من الجيد أن أكون معكم. كانت رحلتي طويلة جداً، بدأت كصياد أشباح. نشأت في منزل كاثوليكي، لذلك كانت لدي هذه المعتقدات الروحية التي جعلت احتمالية الحياة الآخرة واردة لي. كنت دائمًا مهتمًا بالأشباح والوحوش. نشأت وأنا أشاهد برامج تلفزيونية في الولايات المتحدة مثل "البحث عن" (In Search Of )، وآخر يسمى ألغاز غير محلولة (Unsolved Mysteries). لقد كانت أشياء مثيرة للاهتمام حقًا بالنسبة لي أثناء نشأتي. لم يكن لدي أي قدرة على التحقق من الحقائق في ذلك الوقت. لذا، عندما شاهدت هذه السلسلة، أخذتها على محمل الجد. "هناك وحشًا في البحيرة؟" سأوافق على ذلك فوراً. عندما كبرت وتزوجت – تزوجت في عام 1997، وكهدية زفاف لنا، اشترينا أول كمبيوتر منزلي. كان الإنترنت جديدًا تمامًا، لذا، فإن أول شيء فعلته هو: البحث عن الأشباح. أردت أن أرى ما كان يقوله الناس، ما الذي يحدث. وجدت مجموعة اجتمعت معًا في منطقتي وكانوا يذهبون إلى منازل مسكونة ويتحققون مما يجري وكنت مندهشاً جداً من إمكانية فعل ذلك، هل يمكننا حقا أن نفعل هذا؟ هل يمكنني الانضمام إلى المجموعة بالفعل؟ هذا ما فعلته، انضممت إلى المجموعة. خرجت معهم إلى أماكن كالمقابر أو المنازل المسكونة أو المواقع التاريخية. لكن، كلما تعلمت أكثر، كلما كنت أقول "حسنًا، كما تعلمون، بعض هذه الأشياء رائعة حقًا، وبعضها اعتيادي" واعتقدت أن الصور الشاذة مثل كرات الضوء أو الأشكال الضبابية أو الظلال كلها أشباح. في أحد الأيام كنا في جيتيسبيرغ، بنسلفانيا، والتي كانت جزءًا من الحرب الأهلية. كان هناك 51 ألف ضحية، لذا فهي نقطة ساخنة لأي من صائدي الأشباح. مجاميع صيد الأشباح في المنطقة كانت تحب الذهاب إلى هناك. بالنسبة لي فأنا أذهب للتاريخ، لكن غالبية الناس يذهبون لقصص الأشباح. لذلك، ذهبت مع مجموعتي لحضور أحد مؤتمرات الأشباح، وكان هذا أوائل القرن الحادي والعشرين. خرجنا إلى ساحة المعركة وسمعنا من المحليين أن هذا مكان لن يذهب إليه أي من المسؤولين عن المكان لأنهم كانوا خائفين منه. رأوا الأشباح والظلال واشياء كهذه فيه. لذا، فقد علمنا عن ذلك، وكان هذا هو المكان الذي عزمنا الذهاب إليه. كنت برفقة مجموعة صغيرة من الناس في الغابة. كنا ننتظر بصبر. انه مظلم، وهادئ. وبينما كنا ننتظر حدوث شيء ما، نظرت إلى ما وراء خط الأشجار في حقل مفتوح بجانبه طريق ورأيت ثلاث سيارات تسير على الطريق. قلت إن هذه مشكلة كبيرة، خرج من كان بالسيارات، وبدأوا بالمشي في الحقل المفتوح ولم يكن بعيدًا عنا. رأيت مشاعل كهربائية، ومسدسات لقياس درجة الحرارة، ومؤشرات ليزر - كانوا يلعبون بمؤشرات الليزر، وهذا ما نفعله بمؤشرات الليزر - وكانوا يُحدثون الكثير من الضوضاء، وبدأت أشعر بالغضب من هذا لأنهم كانوا مزعجين ويشوشون على ما كنا نفعله وكنا جادين فيما نفعل. بدأوا يقتربون، يسيرون باتجاهي، اعتقدت "أنهم سيجدوننا، وسوف يسألوننا عما نفعله، وينضمون إلينا"، لكنني لم أرد ذلك. هذه أرضنا ولا أريد أن أشاركها. كلما اقتربوا، أصبحت أكثر توتراً، ثم فقدت أعصابي، خرجت من الغابة وبدأت بالصراخ عليهم: "اخرس، استدر وابتعد، هذا مكاننا، اتركنا وشأننا". لدهشتي، توقفوا جميعًا واستداروا وعادوا إلى سياراتهم وانطلقوا بعيدًا. في صباح اليوم التالي، نهضنا وتوجهنا إلى المؤتمر. كنا في الردهة وكنا نتحدث إلى مجموعة من الناس. ثم بدأنا بالتحدث إلى مجموعة من الأشخاص الذين رأوا شبحًا الليلة الماضية. بدأنا الحديث، وطرح الأسئلة، وعرفنا أنهم كانوا في مكان يسمى حقل القمح، وقلت "هذا رائع، هذا هو المكان الذي كنا فيه". كنا بجوار الحقل الذي كانوا فيه! ثم سألت "في أي وقت؟"، قالوا إنها الساعة الثامنة أو نحو ذلك. قلت: "هذا رائع، كنا هناك في ذلك الوقت". انتظر لحظة، كنا هناك أيضاً، فلماذا لم نر هذا؟ وبعد ذلك، ذكر المصباح الكهربائي فوق رأسي فقلت: "أعتقد أنك رأيتني!" قالوا "لا، لقد كان شبحاً حقيقيًا". ثم سألت إذا كان "خرج وبدأ بالصراخ عليك". قالوا "نعم، لكننا لم نستطع فهم ما كان يقوله ولم يكن أنت". لقد كنت أنا! وقد وصفت مصابيحهم اليدوية، وأشعة الليزر الخاصة بهم، وعدد الأشخاص، وعدد السيارات. لقد وصفت لهم كل هذه المعلومات. كانوا مع ذلك مصرين على أنه ليس أنا. ثم أصيبوا بالجنون، وأخبرني أحدهم "توقف عن سرقة الأضواء منا"، لأن الجميع بدأ يستمع إليهم حيث أنهم الوحيدون الذين جاؤوا من الليلة الماضية بقصة شبح. لقد كانوا غاضبين لأنني كنت أسرق الأضواء منهم وأحد من شعبيتهم.
ضيفنا لهذه الحلقة هو الدكتور أحمد عليوة، درس التكنلوجيا الحيوية في جامعة القاهرة بين الأعوام 1997 و 2001 ليغادر نحو الولايات المتحدة بعدها لدراسة الماجستير حيث درس بمختبر كريغ ميلو (Craig Mello's lab, University of Massachusetts Medical School) ورسالة الماجستير خاصته كانت بعنوان دور ترميز الحمض النووي بتمييز الأديم في دودة الربداء الرشيقة (C. Elegans) وقد أنهى دراسة الماجستير هناك في العام 2007 ثم شرع بدراسة الدكتوراه في ذات المختبر وكانت أيضاً دراسة الدكتوراه له حول أحد البروتينات لدى أجنة دودة الربداء الرشيقة. أنهى دراسة الدكتوراه في العام 2014، ليتجه الى السويد حيث يعمل زميلاً لأبحاث بعد الدكتوراه في مؤسسة كارولينسكا. الرابط على موقع العلوم الحقيقية: https://real-sciences.com/?p=28035 على جوجل بودكاست على آبل بودكاست نشرنا نص اللقاء في العدد 54 من مجلة العلوم الحقيقية وأدناه نص الحوار: ضيفنا لهذه الحلقة هو الدكتور أحمد عليوة، درس التكنولوجيا الحيوية في جامعة القاهرة بين الأعوام 1997 و 2001 ليغادر نحو الولايات المتحدة بعدها لدراسة الماجستير حيث درس بمختبر كريغ ميلو (Craig Mello's lab, University of Massachusetts Medical School) وكانت رسالة الماجستير خاصته بعنوان "دور ترميز الحمض النووي بتمييز الأديم في دودة الربداء الرشيقة (C. Elegans)" وقد أنهى دراسة الماجستير هناك في العام 2007 ثم شرع بدراسة الدكتوراه في ذات المختبر وكانت أيضاً دراسة الدكتوراه له حول أحد البروتينات لدى أجنة دودة الربداء الرشيقة. أنهى دراسة الدكتوراه في العام 2014، ليتجه إلى السويد حيث يعمل زميلاً لأبحاث بعد الدكتوراه في مؤسسة كارولينسكا. أهلاً وسهلاً بكم د. أحمد.   شكراً لكم، أهلاً وسهلاً بك وبالمستمعين، أضيف فقط للسيرة هو أنني أعمل حالياً كباحث مستقبل في جامعة برشلونة باسبانيا وأقسم وقتي بين ستوكهولم وبرشلونة خلال السنة. ولي خط بحثي في برشلونة يختلف عن الخط البحثي في ستوكهولم إلى جانب بعض التدريس.    كما لاحظنا في سيرتكم الذاتية، ولكل من يقرأ أبحاثكم، سنجد الكثير من الاهتمام بدودة الربداء الرشيقة التي نجد أنها مشهورة جداً حيث ترد في الكثير من الأبحاث وهناك الكثير من الاهتمام حولها في البحث العلمي، فلماذا تعد مهمة؟  تكمن أهمية النماذج الحيوانية بشكل عام في أن معظم التجارب والأسئلة البيولوجية يستحيل دراستها في الإنسان مباشرة، لذا يجب دراستها في كائن يشبه الإنسان إلى حد ما، لكن دون الدخول في تعقيدات أخلاقية أو قانونية بخصوص التجارب على الإنسان. وكذلك فإن الإنسان من أعقد الكائنات التي يمكن دراستها مختبرياً، لذا نلجأ لكائنات ابسط من الإنسان نستطيع من خلالها أن نفهم عمليات حيوية مختلفة، كما يمكن أن نقيس من خلال التشابه مع الانسان ما يمكن أن يحدث مع الانسان.  كانت دودة الربداء الرشيقة كما تسمى باللغة العربية من ضمن الكائنات التي ظهرت على الساحة في أواخر الخمسينات والتي تعد فترة مهمة لأن تركيب الحمض النووي قد اكتشف وتم فهم كيفية حدوث الوراثة وأصبح الهدف هو فهم كيف أن الوراثة والحمض النووي يمكن أن يعملا في الخلية لخلق جنين. ليس هذا فحسب، بل يفعل في الكائن بعد نضوجه للتحكم بسلوكه وتصرفاته بشكل عام. لذا فإن مسألة السلوك والتطور للجهاز العصبي إلى جانب نمو الجنين عقبة كان يجب اقتحامها بعد اكتشاف الحمض النووي، وكان للربداء الرشيقة مزايا غير موجودة في نماذج حيوانية أخرى مثل الفئران أو ذبابة الفاكهة، ومن هذه المزايا بساطة جسم دودة الربداء الرشيقة.  للربداء الرشيقة ألف خلية فقط، وهي شفافة بحيث يمكن تحت المجهر تمييز كل خلية عن الخلية التي بجانبها. ليس هذا فحسب، بل يمكن تتبع ولادة كل خلية من الخلية الأولى، من أين جاءت وكيف تمايزت وما إلى ذلك. لذا كان من الممكن انشاء خريطة دقيقة ومفصلة لكل خلايا الكائن.  كانت الخلايا تنقسم وتتكشف بشكل نمطي جداً لا يختلف من دودة إلى أخرى وبالتالي فقد كان التطور أو النمو يحدث بشكل حتمي (deterministic) أي أن ما يجري على دودة ما، يجري على الديدان الأخرى ايضاً. أضف إلى ذلك أن رغم بساطة الدودة غير أن لديها سلوكيات معقدة مثل البحث عن الطعام أو تمييز الاكل المفيد من الضار أو البحث عن دودة من الجنس الآخر للتزاوج أو الهروب من المخاطر. لذا فنحن نتكلم عن دودة من 1000 خلية هناك 300 منها تشكل الجهاز العصبي، لكن فيها كل التعقيد الذي نتكلم عنه. لذا قرر سيدني برينر (Sydney Brenner) في بريطانيا أن الربداء الرشيقة هي كائن مثالي لدراسة تفعيل المادة الوراثية خلال نمو الجنين وسلوك الكائن بعد اكتمال نموه. وكون برينر مجموعة عمل كان أهم من فيها روبيرت هوروتز (Robert Horvitz) وجون سولستن (John E. Sulston) وقد حصل الثلاثة على جائزة نوبل لاسهاماتهم في م...
لقاء موقع العلوم الحقيقية مع الدكتور سليم زاروبي عالم الفيزياء الفلكية الفلسطيني الرائد في دراسة تطور البنية المعقدة في الكون والمراحل المبكرة من الكون، واحد الرواد والمؤسسين لتلسكوب لوفار (LOFAR) في هولندا. بحثه يتعلق بالسؤال حول كيف انتقلنا من هذا الكون المبكر المتجانس الى هذا الكون المعقد الذي نراه حولنا. وهذا المجال كبير، تخصص في البداية بالمبنى الكبير بالكون بشكل عام ثم في السنوات العشرين الأخيرة انتقل للتساؤل حول  المجرات الأولى والمبنى الأول في الكون الذي تم بعد نصف مليار عام من تكون الكون. تخصصه يكمن في فحص كيفية تكون المجرات الأولى وكيف اثرت على البيئة التي حولها، في الأساس بالتأثير على ما نسميه المادة بين المجرات (Inter-galactic medium) وماذا يحدث لذرة الهيدروجين الموجودة بكثرة في الكون وكيف تتأين..الخ. وقد كان من المبادرين والرواد في هذه طرح هذه الاسئلة والبحث فيها. في عام 2004 بادر مع زميلين من زملاءه الى مشروع كبير مرتبط بالتلسكوب لوفار LOFAR والذي يهدف لفحص هذه المادة – حالة الهيدروجين في الكون المبكر – أي ما حدث له بعد تكون المجرات الأولى، وهذا التلسكوب وأمثاله هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن رؤية الكون بها في هذه الفترة. رابط المقال والبودكاست على الموقع: https://real-sciences.com/?p=19372 نرحب بالدكتور سليم زاروبي الحاصل على جائزة هولمبولت في ألمانيا مؤخراً، مرحبًا بكم دكتور سليم يسرنا ويسر جمهورنا أن نلتقي بكم، وسؤالنا الأول حول مسيرتكم وأبحاثكم والمجالات التي تهتمون بها. شكرًا لكم عمر، أنا فلسطيني من مدينة الناصرة وقد نشأت فيها وتعلمت الفيزياء في جامعات إسرائيلية بطبيعة الحال لأنني من فلسطينيي الداخل، حيث درست في جامعة التخنيون ثم في الجامعة العبرية في القدس حيث أنهيت الدكتوراه هناك وتخصصت في علم الكون بالأساس وتحديدًا حول تطور البنية المعقدة في الكون، كيف نشأت وكيف تطورت. تاريخ كوننا محدود، عمره 14 مليار عام، وفي بدايته كان متجانساً تماماً حيث تكون كل نقطة متجانسة تماماً مع النقطة التي بجانبها من حيث الصفات الفيزيائية لكن مع الوقت تطورت المجرات والنجوم والكواكب السيارة. بحثي يتعلق بالسؤال حول كيفية انتقالنا من هذا الكون المبكر المتجانس إلى هذا الكون المعقد الذي نراه حولنا. وهذا المجال كبير، تخصصت بالبداية بالمبنى الكبير بالكون بشكل عام ثم في السنوات العشرين الأخيرة بدأت اسأل عن المجرات الأولى والمبنى الأول في الكون الذي تم بعد نصف مليار عام من تكون الكون. يكمن تخصصي في فحص كيفية تكون المجرات الأولى وكيف أثرت على البيئة التي حولها، في الأساس بالتأثير على ما نسميه المادة بين المجرات (Inter-galactic medium) وماذا يحدث لذرة الهيدروجين الموجودة بكثرة في الكون وكيف تتأين..الخ. هذا هو مجال تخصصي وهو مجال جديد في العالم وقد كنت من المبادرين له. في عام 2004 بادرت مع زميلين لي إلى مشروع كبير مرتبط بالتلسكوب لوفار LOFAR والذي يهدف لفحص هذه المادة – حالة الهيدروجين في الكون المبكر – أي ما حدث له بعد تكون المجرات الأولى، وهذا التلسكوب وأمثاله هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن رؤية الكون بها في هذه الفترة، فهذا فيما يتعلق بتخصصي. أما الأماكن التي انتقلت فيها وعشت فيها فقد انتقلت بعد الدكتوراه إلى جامعة بيركلي لدراسة ما بعد الدكتوراه وقضيت 3 سنوات هناك. ثم انتقلت لمعهد ماكس بلانك لأبحاث الفضاء في ميونخ حيث قضيت 5 سنوات، ثم انتقلت إلى هولندا لجامعة جرونيجن (Rijksuniversiteit Groningen) عام 2014 وهي ثاني جامعة هولندية بتاريخ الجامعات في هولندا وفيها تخصص كبير في هذا المجال. وقد عدت قبل 6 سنوات إلى البلاد وأنا أعمل بالإضافة إلى جامعة خرونيجن في الجامعة المفتوحة. هذه هي خلاصة مسيرتي العلمية.    مسيرة رائعة دكتور، وفي الحقيقة لنا ولجمهورنا كغير مختصين ذكرتم المصفوفات منخفضة التردد لا ندري إن كنتم تحبون التقديم بالمراحل التي ذكرتموها حول نشأة الكون ثم شرح هذه المصفوفات لنا أم البدء بالاتجاه الآخر بالشرح من المصفوفات ثم التعمق في تفاصيل نشأة الكون. نترك الخيار لكم. أفضل الكلام عن التأثير الفيزيائي لأفسر ما نريد أن نراه بالتحديد ثم لماذا نريد استخدام المصفوفات منخفضة التردد.  كما تعلمون فإن الكون يتوسع، هذه هي نظرية الانفجار الكبير، ومنذ ولادته حتى الآن فقد مر بمراحل عديدة، كان كثيفاً جداً وحرارته عالية جداً في البداية. في اللحظات الأولى لتكون الكون كانت حرارته – وسأستخدم الصيغة الرياضية هنا – 10 مرفوعة للأس 35 درجة مئوية أو درجة مطلقة، أي واحد وأمامه 35 صفر، حرارة مذهلة لا تستطيع المادة العادية الصمود بهذه الحرارة.  كان الكون في بدايته مجرد طاقة، أشعة تتحول إلى جسيمات وجسيمات تتحول إلى أشعة.
قرأنا كثيراً الأسطورة حول تجربة النوم الروسية التي تنص على أن خمسة أشخاص من السجناء في الاتحاد السوفييتي مُنعوا من النوم وماتوا بطريقة تراجيدية مرعبة. ويتداول تلك القصة كثيرون دون التحقق من مصداقيتها أو كونها حقيقة أم خيال، فما الحقيقة؟  تنص القصة باختصار على أن خمسة أشخاص من السجناء السياسيين في الاتحاد السوفييتي قد اُدخلوا في تجربة طولها 30 يوماً ووعدوا بالحرية فيما لو صمدوا خلال التجربة. وأن التجربة قد قامت في غرفة تحتوي على غاز منشط يحول دون النوم. بدأت التجربة حسب المزاعم وبقي الأشخاص طبيعيون للأيام الخمسة الأولى ثم بدأوا بالاضطراب وسرعان ما بدأت ملامح الانهيار بعد 9 أيام، ثم بدأوا بارتكاب أعمال لم يتمكن الباحثون من رؤيتها لأن المشاركين في التجربة لطخوا النافذة بالغائط وبكتاب قاموا بتمزيقه، ثم أُوقفت التجربة بعد 15 يوماً فوجد الباحثون أن الأشخاص قتلوا واحداً منهم بعد تشويهه كما أنهم مزقوا أنفسهم وغطوا الأرض بالدماء. وتستمر القصة بإصدارات عديدة حول مقتل البعض أو قتل السجناء لبعض الجنود بينما حاولوا إخراجهم بالإضافة إلى البهارات التي أضيفت للقصة أثناء الترجمة للعربية والصورة المرعبة التي ترفق مع التجربة دون أساس. باختصار، القصة مختلقة كلياً. اختلق القصة مستخدم مجهول في موقع يعرف بـ "كريبي باستا" (CreepyPasta) ويشير المصطلح إلى نوع من قصص الإنترنت المرعبة التي يتم تأليفها وتداولها ويعني المعكرونة المخيفة فكأن أحدهم يصنع أكلة مخيفة ليتم تناولها من قبل الجمهور. اذا اردت متابعة المزيد من هذه القصص قم بزيارة الموقع لكن لا تشاركها وكأنها قصص حقيقية. يبقى أمران، هل يعني هذا أن الأجهزة السرية النازية أو السوفيتية أو الامريكية أو أي أجهزة مخابرات ليس لديها برامج تجارب سرية شريرة؟ كلا على الإطلاق، هناك قصص حقيقية كثيرة من مختلف الدول. واحزر ماذا تفعل اذا ما اختلقت قصة وأضفتها للرصيد الحقيقي من القصص؟  ستضعف مصداقية القصص الحقيقية لأن كشف الكذب ليس سهل مثل هذه القصة، وكثير من الناس لن يكون لديهم الوقت للبحث عن نماذج أخرى.  الامر الثاني، هل حقاً يمكن أن نأكل لحوم البشر أو أن نتحول إلى وحوش اذا ما حُرمنا من النوم؟ كلا حتى لو بقيت 264 ساعة دون نوم مثلما فعل راندي غاردنر (Randy Gardner) الشاب الأمريكي محطماً الرقم القياسي لتوم راوندس (Tom Rounds) وبإشراف الباحث في النوم في جامعة ستانفورد الأستاذ ويليام ديمينت (William C. Dement). لم يأكل راندي احداً، ولم يمزق لحمه ولم يغط الأرض بالدم، لكنه كان يشعر بالتعب وكانت تظهر عليه تغيرات في المزاج. لكن باحثين آخرين راقبوه أبلغوا عن مشاكل عقلية جدية مثل الهلوسات والهوس وضعف في الذاكرة قصيرة الأمد والتركيز. بلغ الضعف الإدراكي مرحلة عدم قدرة انجاز بعض الاعمال الحسابية الطويلة لنسيان ما بدأ به من الأساس في نهاية التجربة. في النهاية تكلم راندي بطلاقة أمام مؤتمر صحفي قائلاً: "أردت إثبات أن لا شيء سيء سيحدث لو بقيت دون نوم، لقد كسرت الرقم السابق ولم تكن تجربة سيئة".  أما توم راوندس فلم نجد الكثير من التفاصيل عن تجربته لكن يبدو أنها لم تخضع للتجارب والإشراف الأكاديمي مثل راندي. تجدر الإشارة أن راندي نام في يومه الأول بعد التجربة لـ 14 ساعة ثم في اليوم الثاني لعشرة ساعات فقط.   الخلاصة، عدم النوم لأحد عشر يوماً لن يجعلنا وحوش وأكلة لحوم البشر.    مصادر وروابط أخرى: Austin Considine, Bored at Work? Try Creepypasta, or Web Scares, New York Times, Nov. 12, 2010 Wikipedia, CreepyPasta Wikipedia, Randy Gardner sleep deprivation experiment SHANKAR VEDANTAM, The Haunting Effects Of Going Days Without Sleep, npr.org, December 27, 2017 Wikipedia, Russian Sleep Experiment
قراءة مختصر لمقال: الجفاف سبب لتغيير تاريخي في شبه الجزيرة العربية https://real-sciences.com/?p=16742
قراءات مختصرة في مقالات العلوم الحقيقية، قراءة لمقال الدكتور اوز الطبيب والمحتال. رابط المقال: https://real-sciences.com/?p=16755
حلقة من بودكاست العلوم الحقيقية نلتقي فيها مع العالم العراقي المغترب الدكتور محمد الربيعي وهو بروفسور متمرس في الهندسة البايوكيميائية في جامعة كلية دبلن وباحث اقدم في معهد كونوي للعلوم الطبية وسابقاً بروفسور في جامعة برمنغهام وهو رئيس شبكة العلماء العراقيين في الخارج. شغل عدداً من المناصب الأكاديمية وعمل كخبير لعدد كبير من الشركات الطبية والصيدلانية ولمؤسسات البحث العلمي الاوربية والعالمية، وأستاذاً مشاركاً وزائراً لعدد من الجامعات العالمية وخبيراً في شؤون التعليم العالي في منظمة اليونسكو، ومستشاراً فخرياً لرئيس الجمهورية العراقية ولوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. نال العديد من الجوائز العالمية المميزة لاكتشافاته وبحوثه العلمية. اهتماماته العلمية والبحثية واسعة وتشمل بالاضافة إلى الموت الخلوي إنتاج الأدوية والمواد الطبية وهندسة الخلايا الجذعية والانسجة وكذلك له اهتمامات كبيرة في شؤون التربية والتعليم العالي في العراق والعالم العربي. ايضاً تقرؤون نص الاجابات في العدد 49 من مجلة العلوم الحقيقية: https://real-sciences.com/?p=16251 تجدونه على جوجل، آيتونز، سبوتيفاي وغيرها نعتذر عن الانقطاع في الصوت في التعريف ببداية البودكاست وتقرؤون التعريف كاملاً بالدكتور محمد الربيعي أعلاه   فيما يلي نص اللقاء كاملاً: ما هو الموت الخلوي وما هي أنواعه؟ بصورة عامة ومن الناحية الشكلية (المورفولوجية) ، يمكن تصنيف موت الخلايا إلى أربعة أشكال مختلفة:  موت الخلايا المبرمج ، apoptosis والالتهام الذاتي ، autophagy والنخر ، necrosis والانطواء entosis  وهناك أنواع أخرى من الموت الخلوي ليس هنا مجال لذكرها.  موت الخلايا المبرمج ،apoptosis ، هو أسرع شكل من أشكال موت الخلايا ويحدث بشكل أساسي اعتمادًا على سلسلة انزيمات محللة للبروتين caspases. الالتهام الذاتي autophagy، باعتباره موت الخلايا من النوع الثاني، هو عملية تدهور لإزالة البروتينات التالفة والعضيات المختلة وظيفيًا وتبدأ بتكوين جسيم البلعمة الذاتية autophagosome. النخرnecrosis هو نوع من موت الخلايا من النوع الثالث، والذي يحتوي على تنوع كبير في عمليات موت الخلايا، مثل التثقب والتشقق. الانطواء entosis هو نوع من موت الخلايا الرابع، ويعرض سمات خلوية "أي خلية في بطن خلية" ويتطلب تنفيذ عملية ابتلاع الخلايا. يمثل موت الخلية، كقرار خلوي نهائي عملية حاسمة للحفاظ على التوازن بين الأعضاء من حيث حجمها وعدد الخلايا لكل منها. تموت حوالي 10 مليارات خلية كل يوم لمجرد الحفاظ على التوازن مع أعداد الخلايا الجديدة الناشئة من الخلايا الجذعية في الجسم. هذه المذبحة يحتاج لتنظيمها نظام متوازن ودقيق. وهذا التوازن الطبيعي ليس مجرد عملية سلبية بل يتم تنظيمه من خلال برمجية دقيقة. تعمل نفس الآليات على "إزالة" الخلايا التالفة. مع تقدم العمر، قد تكون الاستجابات لتلف الحمض النووي أقل تحكماً، مما يساهم في الإصابة بالأمراض التنكسية degenerative. بدلاً من ذلك، قد تكون الاستجابات منخفضة وبطيئة، مما يساهم في زيادة احتمال الإصابة بالسرطان. أدت التصنيفات والتسميات المختلفة إلى حدوث ارتباك كبير في تحديد موت الخلية. لكن مع ذلك لكل نوع سمات مميزة يمكن تركيبها في نظام تصنيف بسيط، حيث يتم تصنيف كيانات موت الخلية بشكل أساسي إلى موت الخلية المبرمج (PCD) أو غير مبرمج  بناءً على اعتمادها على الإشارات أو الأوامر الخارجية والداخلية.   لماذا تعد دراسة الموت الخلوي مهمة؟ ما هي أهم المجالات التي يسهم فيها تقدم معرفتنا بالموت الخلوي؟ تكمن اهمية دراسة الموت الخلوي لدوره المهم الذي يلعبه في الفعاليات الحيوية، سواء الفسيولوجية أو المرضية. يعد موت الخلايا الفسيولوجي جزءًا مهمًا من النمو وتكاثر الخلايا والجوانب المختلفة للدفاعات المناعية. أما موت الخلايا الباثولوجي فهو عنصر من أهم الأمراض التي تصيب المجتمع الحديث. للموت الخلوي دور في كثير من العمليات البيولوجية، بما في ذلك التطور الجنيني والشيخوخة والعديد من الأمراض. ومن خلاله تعمل العديد من العلاجات الحالية (مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والعلاجات المضادة للسرطان) ولأنه تم تحديد الآليات الجزيئية المشاركة في إشارات الموت والتنظيم الجيني وتحديد المؤثرات فقد تم تطوير علاجات جديدة تهدف إلى تعديل موت الخلايا ومن المرجح أن تستخدم هذه الطرق في معالجة الأمراض الشائعة في السنين المقبلة. تظهر لنا البحوث في هذا المجال أن العديد من الأمراض البشرية تنجم عندما تموت الخلايا التي لا ينبغي أن تعيش أو لموت خلايا صحية. وبالتالي، فإن تعديل عمليات موت الخلايا المبرمج قد يوفر طرقاً قيمة للعلاج. من المعروف الآن أن العديد من الأدوية الموجودة  تعمل عن طريق تغيير مست...
رابط المقال في الموقع: https://real-sciences.com/?p=13814 رابط البودكاست هذه المرة لنا لقاء مع ضيف غير مألوف لكنه معروف لمن دأبوا على القراءة في موقع العلوم الحقيقية. انه الكاتب السابق في موقع العلوم الحقيقية، المحامي المختص بالقانون الجنائي حيان الخياط. نرحب بك معنا حيان: شكراً لك عمر، وتحية طيبة لكل من يستمع لنا. توقفت عن كتابة المقالات يا حيان وأخذك القانون من المجالات العلمية ومن البحث في تفنيد العلوم الزائفة. لذا سنحاول هذه المرة أن نستفيد من مجالكم بقضية لطالما أردنا طرحها في الموقع وهي: "القانون ومكافحة العلم الزائف والخرافة"، وربما يمكن أن نبدأ بسؤال كبير جداً لك ان تتفرع منه: كيف نستطيع بالسبل القانونية مواجهة الخرافة والعلم الزائف وكيف هو الحال في العراق والدول العربية قضية السحر والشعوذة والعلاجات غير المعتمدة طبيا وعلميا هي قضية واسعة جدا وكبيرة قد يكون فيها جزئيات تناولها القانون فيما لم يشر القانون لقضايا أخرى. فضلاً عن شق آخر وهو القضايا التي ظهرت بعد تشريع القانون مثل الكثير من العلاجات الزائفة والتي ظهرت بفترة تلت فترة تشريع القانون. أي، القانون الذي نتكلم عنه والمختص بهذه الشؤون في العراق او في الدول العربية، مثلا قانون العقوبات العراقي صدر عام 1969 وقد حصلت الكثير من التطورات بعد ذلك كما ظهرت أساليب غير طبية وغير معمول بها في المراكز البحثية ولم يكن هناك تطور قانوني لمتابعتها ومراقبتها بشكل جيد. قضية تعامل القانون مع هذه الأمور تعتمد على القضية. مثلاً هناك من يدعي معالجة الناس لكنه ينتهي بالإضرار بهم، كما أن هناك أشخاص آخرين يقدمون أنفسهم على أنهم معالجين روحانيين محاولين الحصول على أموال أو انهم يقومون بابتزاز الأشخاص. هناك حالات كثيرة مختلفة لا يمكن الجزم بها والجزم بموقف القانون منها. ليس هناك جواب واحد لهذا في القانون، لكن هناك جزئيات واجهها القانون واصدر عقوبات لها. من الممكن ان نبدأ بملف معين، بما ان نظرة القانون متباينة، فيمكن ان نبدأ بالخرافة. وسنعيد تعريف الخرافة لمن لم يعرف الفرق بينها وبين العلم الزائف. الخرافة هي منهج او طريقة للتعامل مع الكون وقوانينه برؤية لا تمت بصلة لقوانين الطبيعة وتستند إلى قواعد خرافية او اسطورية تم انشاؤها بمعزل عن أي طريقة تجريبية او علمية. من الأمثلة على الخرافات قضية السحر. نبدأ بالخرافة وبالعلاج.. ثم ننتقل الى العلم الزائف وكشف ما هو علمي وما هو غير علمي من السبل العلاجية، ثم نناقش القضايا التي ليس لها علاقة بالعلاج مثلا القضايا التي تستهدف أموال الناس وجيوبهم او التنبؤ بالغيب أو غير ذلك مما يحقق ضرراً مباشراً أو غير مباشر. لنبدأ بالعلاج بالخرافة وقد ذكرت السحر والشعوذة والرقية الشرعية. لنفترض أن شخص ما يمارس العلاج بالقرآن أو يقرأ ادعية معينة او يقوم بالسحر ويدعي معالجة أمراض مزمنة وهذا يؤدي إلى أخطار مثلا مرض السكر أو أمراض مستعصية كالسرطان. الآن لو أردنا مواجهة هذا الشخص قانوناً فكيف يمكن القيام بذلك؟ هناك الكثير من الدعاوى للشكوى من اشخاص يستخدمون هذه الوسائل لادعاءهم أنهم يستطيعون معالجة الناس او تقديم خدمات روحانية للناس. لكن قبل أن ندخل بالموضوع فأود ان ألفت النظر لنقطة معينة حول قانون ممارسة الطب في العراق. وبالفقرة التي تتعلق بمن يحق له ممارسة الطب والتي تنص على: "كل شخص يمارس الطب أو أي نوع من فروعه أو يحاول ممارسة ذلك أو ينتحل أي تسميه أو لقب أو علامة  كانت تدل على انه مرخص له ممارسة الطب أو أي نوع أخر من فروعه من غير سابق تسجيل  أو ترخيص بموجب هذا القانون يعاقب بالحبس والغرامة"[1] يعني هذا النص الذي تحدث عن تجريم ومعاقبة الأشخاص الذين ينتحلون صفة الطبيب بعقوبة 5 سنوات فما دون او الغرامة التي هي مليون أو أقل من ذلك (حوالي 750 دولار بحسب سعر الصرف في صيف 2021). هل يمكن أن يتهربوا وأن يقولوا أنهم لا ينتحلون صفة الطبيب؟ بالضبط، هنا تكمن الإشكالية، هذه القضية محددة جدا وهي تنحصر بمن ينتحلون صفة الطبيب. وهذا لا يعني أننا نستطيع شمل أشخاص يمارسون أعمال يقولون إنها غير طبية (روحاني مثلا او ديني) ويعترف الشخص بوضوح بانه ليس طبيباً وبالتالي فيمكن ان ينجو من المحاسبة. وكذلك هناك قانون مشابه حول الصيدلة. لكن لو اردنا ان يكون الموضوع واضح والمحاسبة مباشرة فيجب أن تجرى تعديلات على هذه القوانين لتشمل جميع من يقوم بمحاولة معالجة الناس. أي لدينا إشكالية تشريعية من الأساس، فالتشريع لا يلبي التسارع في القضايا الطبية. لكن القضاء العراقي بشكل عام وعندما يرى أن هناك من يتقاضى أموالاً مقابل تلك الخرافات فيتم الرجوع الى المادة 465 قانون العقوبات العراقي والمتعلقة بالنصب والاحتيال. والتي تنص على[2] "يعاقب بالحبس كل من توصل الى تسليم او نقل حي...
وراء الأجهزة التي نستخدمها باحثون في الهندسة الالكترونية والفيزياء، هم أوصلونا لما نحن عليه بعد عقود من الأبحاث وهم قد ينقلوننا لطفرة أخرى فريدة من نوعها قد تقلب وجه تقنيات الحوسبة مرة أخرى. الرقائق العصبونية (Neuromorphic chips) هي المجال الذي يعمل عليه الباحث ياسر جمال نوري في بحث ما بعد الدكتوراه بجامعة ساوثمبتون، حيث نناقشه ونتعلم منه عن هذا المجال الفريد في هذا البودكاست لنرى كيف تخطو البشرية خطواتها الأولى نحو ثورة علمية أخرى. تستمعون الى الاجوبة حول: "إن الشبكات العصبية الاصطناعية هي افتراض لنا حول شكل الدماغ لكنه ليس بالضرورة الهيئة الفعلية للدماغ" هل نحاكي الدماغ حقاً؟ لماذا الدماغ؟ اين المشكلة في تقنيات المعالجة الحالية؟ لماذا نسعى لمحاكاة الدماغ؟ ولماذا نسعى من الأساس لثورة أخرى؟ هل ستختفي الترانزستورات؟  هل تمت صناعة الشريحة العصبونية الأولى حتى الآن؟  هل سيتغير كل شيء مثل نظام التشغيل والذاكرة ونقل البيانات؟
أوضحت الدراسات أن الكافييـن يحفز أكسدة الدهون وإنتاج الحرارة عن طريق حرقها، وبالتالي يُمكن استخدامه للتحكم بالوزن، بعد فقدانه، وبالتالي التقليل من خطر الإصابة بالسكر. يحفز الكافييـن استخدام الدهون في العضلات أثناء التمارين الرياضية، ويقوم بزيادة استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى تأثيره المنتج للحرارة والمثبط للشهية. أوضحت الدراسات أن الخليط من الكافييـن والإيفيدرين لهما تأثير بسيط على فقدان الوزن على المدى القصير. لكن ما هي الصورة الكبيرة؟ سنناقش هذا الأمر في البودكاست المرفق. رابط الاستماع على جوجل بودكاست الدراسة الأولى[1]: الهدف: تقييـم العلاقة بين التغير في الوزن واستهلاك القهوة والشاي وخطر الإصابة بالسكر. الأشخاص: 7006 شخص يتراوح عمرهم بين 32-88 سنة مع عدم وجود تاريخ سابق على الإصابة بمرض السكر. النتائج: أوضحت النتائج انخفاض في معدل الإصابة بالسكر بزيادة استهلاك القهوة المطحونة. ولكن هذه النتائج تنطبق فقط (كما وضحت الدراسة) على الأشخاص اللي عمرهم أقل من 60 سنة، وقاموا بالفعل بفقدان الوزن. وقد أوضحت الدراسة أيضاً أن هذه الفئة العمرية (أقل من 60 سنة) تنخفض لديهم نسبة الإصابة بالسكر مع استهلاك القهوة الخالية من الكافييـن والشاي. وأخيراً، أوضحت الدراسة أن الانخفاض في الإصابة بالسكر لم يكن مرتبطاً بجرعة (عدد أكواب القهوة، على الأقل 2 يومياً) الكافييـن اليومية. ولكن للأسف، انخفاض الإصابة بالسكر لم يكن مرتبطاً باستهلاك القهوة سريعة التحضير سواء التي تحتوي على كافيين أو خالية منه، بالإضافة إلى الشاي العشبي. ولقد أوضحت الدراسة أن استهلاك الكافيين يقلل من إمكانية اكتساب الوزن، حيث أن الأشخاص الذين تناولوا كوبان أو أكثر من القهوة المطحونة، كانوا أقل عرضة للزيادة في الوزن من الذين تناولوا أقل من كوبين. الدراسة الثانية[2]: الهدف: حاولت الدراسة تقصي تأثير خليط من الشاي الأخضر والكافييـن على التحكم بالوزن بعد فقدانه ومقارنته بالكمية المعتادة من الكافيين، وذلك على أشخاص متوسطي السمنة. الأشخاص: تم تقسيم 76 شخص (متوسطي السمنة + منهم من زائد عن الوزن) إلى مجموعتين، بعد فقدانهم الوزن من خلال نظام غذائي منخفض الطاقة على مدى 4 أسابيع، خضعوا لـ 3 شهور للتحكم بالوزن (أي منع اكتسابه مجدداً)، تم تقديم لأحد المجموعتين 270 مجم من الكاتيكن (أحد المواد الفعالة في الشاي الأخضر) + 150 مجم كافييـن يومياً، بينما تلقت المجموعة الأخرى بلاسيبو. النتائج: فقد الأشخاص حوالي  6.7 كجم (في المجموعة التي تناولت الكافييـن أثناء النظام الغذائي منخفض الطاقة) و5كجم (في المجموعة التي تناولت كمية كافييـن منخفضة) على مدار الأربع أسابيع الأولى، وخلال فترة الحفاظ على الوزن (والتي استمرت 3 شهور)، تناسبت معدلات هرمون الليبتن (المسئول عن الشهية) عكسياً مع كمية الكافيين المعتادة (خاصة في النساء). بمعنى أن زيادة استهلاك الكافيين أدت إلى خفض شهية الأفراد (وبخاصة في النساء). فقد الأشخاص الذين اعتادوا على تناول كميات مرتفعة من الكافيين (أكبر من 300 مجم يومياً) وزناً أكبر، ودهوناً أكثر، بالإضافة فقد كان قياس محيط الخصر لديهم أقل من الأشخاص الذين تناولوا كميات أقل. (لم يكن للخليط من الشاي الأخضر والكافييـن أي تأثير) بينما، في حالة الأشخاص الذين تناولوا كميات قليلة من الكافييـن (أقل من 300 مجم)، قام الخليط بخفض الوزن، والدهون، ومحيط الخصر. وحتى الأشخاص الذين تناولوا كميات منخفضة من الكافييـن (بالإضافة إلى الخليط)، فقدوا استمروا في فقدان الوزن مقارنة مع المجموعة التي تناولت البلاسيبو مع كميات منخفضة من الكافييـن. الخلاصة: تناسبت معدلات الكافييـن المرتفعة مع فقدان الوزن من خلال (مرة أخرى) إنتاج الحرارة عن طريق حرق الدهون، وأكسدتها، بالإضافة إلى تثبيط هرمون الشهية (الليبتن)، خاصة في النساء (خلال فترة فقدان الوزن والحفاظ عليه). بينما، في الأشخاص الذين تناولوا كميات قليلة من الكافيين، قام الخليط من الشاي الأخضر والكافييـن، بخفض الوزن جزئياً خلال فترة الحفاظ على الوزن. الدراسة الثالثة[3]: الهدف: تقييـم العلاقة بين تناول الكافييـن والتغير في الوزن على مدار 12 سنة. الأشخاص: شملت الدراسة حوالي 40 ألف امرأة، و20 ألف رجل، تمت متابعتهم بين الفترة من 1986 إلى 1998. النتائج: توصلت الدراسة إلى أن الزيادة في تناول الكافييـن (342مجم)، ارتبطت بانخفاض في متوسط اكتساب الوزن بحوالي نصف كجم، مقارنة بالأشخاص الذين قللوا من استهلاكهم للكافييـن (143مجم). بالإضافة، إلى تقليل اكتساب الوزن في حد ذاته. الخلاصة: زيادة استهلاك الكافييـن على المدى الطويل، قد تساهم في تقليل اكتساب الوزن على المدى الطويل. خلاصة تأثير الكافييـن على فقدان الوزن مازال محل جدل، أثبتت الدراسات بالفع...
يتذكر صديقي مقالاً حول القضية التي نناقشها، لكنه لا يذكر أين وجد المقال، ومَنْ الكاتب، ولا حتى الموقع. هو أيضاً لا يذكر المقال جيداً، بل يذكر جزءاً مهماً ورد فيه فقط. يتجه فوراً لبحث جوجل على هاتفه ويبحث عن المقال، ثم يريه لي. هكذا يحدث معي أيضاً ومعنا كلنا، ننسى اسم الألبوم والاغنية والمطرب لكننا نتذكر قطعة من كلمات الأغنية فنبحث عنها ونجدها مرة ثانية. لدينا قوائم تساعدنا للوصول إلى ما نريد فوراً، روابط مخزونة في المتصفح، وفيديوهات قمنا بالإعجاب بها. وفي أحسن الأحوال، هناك دفتر ملاحظات الكتروني أيضاً يضم بعض الروابط الهامة جداً. في أول المحاضرات بدراستي لهندسة البرمجيات عرفت أن الذاكرة الحاسوبية تعمل عبر المؤشرات، الكثير من العناوين والمؤشرات لعناوين أخرى ثم لعناوين أخرى حتى يصل الحاسوب بسرعة فائقة للبيانات المطلوبة. لكن تدريجياً أصبحنا نشعر أننا نعمل بنفس الطريقة، وأننا لكي نعلم شيئاً أحياناً فإننا لا نحتاج لإن نعلمه كلياً، بل نحتاج مؤشراً إلى موقعه على الانترنت لكي نشاركه لمن نريد. شخصياً كنت من جيل انتقل فيه من الاستخدام الاعتيادي للحاسوب دون انترنت، ثم مع اتصال انترنت بطيء جداً ومن ثم نحو ثورة الانترنت السريع والهواتف المحمولة، وأثناء ذلك تغير عملي ودراستي ومررت بأحوال عديدة في الحياة، لكنني كنت أشعر أن ذاكرتي أصبحت اسوء. لقد حان الوقت لطرح السؤال على البحوث العلمية المتوفرة: هل يساهم البحث على الإنترنت خصوصاً وثورة المعلومات عموماً في تغيير نمط ذاكرتنا؟ دراسة الباحثة بيتسي سبارو (Betsy Sparrow) من جامعة كولومبيا تتضمن الإجابة المثالية حول سؤالنا، عنوان الدراسة هو "آثار جوجل على ذاكرتنا: العواقب الادراكية لامتلاك المعلومات على أطراف اصابعنا" وهي تعني بذلك امتلاك المعلومات من خلال البحث السريع على الانترنت. تتكون الدراسة من أربعة تجارب حول أنماط تذكر المعلومات وتأثير البحث عليها. في التجربة الثانية من الدراسة عرضت على المشاركين مجموعة من المعلومات مع إمكانية أن يبحثوا عنها لاحقاً، والفئة الثانية دون إمكانية البحث عنها لاحقاً. وقد لوحظ أن استعادة المعلومات وتذكرها في الفئة التي تم إخبار المشاركين بأنهم سيستطيعون البحث عنها كانت اسوء. المخيف في الأمر ما ذكرته الباحثة في الدراسة وهو أن المشاركين لن يستطيعوا استعادة المعلومات بنفس الكفاءة بغض النظر عما إذا كانوا يعلمون أو لا يعلمون أنهم سيتم امتحانهم بها لاحقاً! أي أن ذلك قد يؤثر على نمط الدراسة للامتحانات بشكل كبير. في لقاءها مع قناة بي بي اس (PBS) تقول سبارو: "عندما لا يعلم الأشخاص شيئاً، فإنهم يفكرون بالحاسوب أولاً كمكان لإيجاد المعلومات، وعندما يعتقد الأشخاص بأن لديهم الامكانية للوصول الى المعلومات لاحقاً، فهم لا يتذكرون المعلومات جيداً مثلما لو كانوا يتصورون أنهم لن يصلوا إلى المعلومات. في الحالة الأولى فهم يقومون بتعيين موضع المعلومات خارجياً بدل من تعيينها داخلياً." وتضيف سبارو "يميل الأشخاص الى إعطاء أولوية لمكان إيجاد الشيء بدلاً من الشيء ذاته". تعرف سبارو في اللقاء ذاته ما تسميه "الذاكرة التبادلية" (Transactive memory) وتقول أننا نميل لخزن المعلومات خارجياً للأشياء التي لا نعتقد بأننا خبراء بها أو أنها ليست أساسية بالنسبة الينا. وتشبه الأمر تاريخياً باعتماد البشر على معلومات أشخاص آخرين محيطين بهم، أشخاص في العمل أو المنزل نسألهم حول الأشياء عندما لا نعرفها، غير أننا لا نكون مهتمين بترميز المعلومات داخلياً في عقولنا. هل هذا يعني أننا أقل ذكاءاً الآن؟ ليس بالضرورة، كما تجيب سبارو في لقاء آخر تجريه معها جامعتها، إذ تقول أن الأمر لا يرتبط بذكائنا بالضرورة. نضيف لذلك، إن الاعتماد الأكبر على نتائج البحث قد يشير إلى قدرة أخرى متميزة في الذاكرة العاملة لدينا، الأمر ما يستنتجه الباحث جاكيك جويزدكا (Jacek Gwizdka) من جامعة تيكساس في بحثه المنشور عام 2017، إذ يخلص إلى أن الأشخاص الذين لهم معدل أعلى في الذاكرة العاملة يميلون إلى القيام بعمليات البحث على الانترنت بشكل أكثر كثافة. فلعلنا نستعيض عن التعيين الداخلي للمعلومات بالمزيد من التعيين الخارجي للمعلومات – الذي تشير إليه سبارو - مما يجعلنا نغطي نطاقاً أوسع من المعلومات. بيتسي سبارو ترى اليزابيث مارش (Elizabeth J.Marsh) الذاكرة التبادلية كميزة وتسميه التوسيع الرقمي للعقل، مُتطرِقة إلى الكثير من الأمثلة في توسيع الذاكرة بالاعتماد على زملاء العمل والى الكفاءة الناتجة عن ذلك من عمل المتخصصين سوية، وفي هذه الحالة فإن للأنترنت فوائد أكبر بكثير من زملاء العمل. لكنها في الوقت نفسه تلفت النظر إلى بعض ما يثير القلق، مثلاً، كيف ستتغير طريقتنا بالتعامل مع المعلومات بشكل عام، قراءة الصحف مثلاً تختلف عن قر...
كيف أثر ظهور الدول على صفات البشر وعلى تغير أمر مثل المساواة التكاثرية؟ وكيف أثرت القدرة على تخزين المواد على نشوء الدول؟ ثم كيف ظهرت النزعة الذكورية التسلطية بأشكال متطرفة جداً بعد الزراعة؟ والسؤال الأهم الذي يناقشه الدكتور رياض عبد في بحثه حول المساواة التكاثرية: كيف تؤثر المساواة التكاثرية على ظهور الأمراض النفسية لدى المجاميع البشرية؟ لمشاهدة اللقاء على اليوتيوب: عمر: في كتاب أقرأه حالياً بعنوان "لعنة جالوت" (Goliath’s Curse) يتحدث عن أن 5% فقط من البشر عاشوا ضمن دول، وحتى في فترات حديثة عاش البشر بدون دول. كما أن الكتاب يذكر أهمية فائض الإنتاج والموارد القابلة للتخزين في تطور المجتمعات، مشيراً إلى أن بعض المنتجات مثل الموز كانت غير قابلة للتخزين حتى في بعض الإمبراطوريات. سؤالي هو: كمحصلة، هل أصبح تعدد الزوجات أقل أم أكثر بعد الزراعة؟ د. رياض: مرت البشرية بفترات مختلفة. كانت هناك حقبة ما بعد الزراعة لكن قبل الدولة، حيث ظهرت إمكانية هيمنة بعض الرجال على موارد كبيرة وأصبح بإمكانهم احتكار عدد كبير من النساء، وهو ما لم يكن ممكناً قبل الزراعة. ثم بعد نشوء الدولة، حصلت مرحلة أخرى من ظهور رجال استطاعوا الهيمنة على موارد ضخمة. شكراً على إثارة موضوع التخزين، لأنه من خصائص مجتمعات ما قبل الزراعة أنها لم تكن تمتلك أنظمة تخزين. ما كانوا يجمعونه اليوم كانوا يستهلكونه خلال يوم أو يومين. إذا تم اصطياد فريسة كبيرة، كانت تؤكل خلال أيام قليلة. من هنا تظهر القيمة التطورية للكرم، حيث كان أهم طريقة للاستفادة من فائض اللحم هو إطعام الآخرين، لأن "بطون الآخرين" كانت بمثابة بنك للتوفير، حيث سيطعمونك عندما لا يكون لديك موارد من اللحم. إذا لم يفعلوا ذلك، فإن اللحم سيتلف دون فائدة. بعد ظهور الزراعة ونشوء الدولة، حصلت فترات كان فيها تمادي في الهيمنة على الموارد واحتكار النساء. لكن يبدو أن هذه كانت مراحل مؤقتة، وعاد النظام البشري إلى طبيعته، وهي أن الغالبية العظمى من الرجال والنساء موجودون في علاقات أحادية – وليس بالضرورة أن تكون مدى الحياة – لكنها علاقات أحادية في أي وقت من الأوقات. إذا أجرينا مسحاً لأي مجتمع، نجد أن حوالي 80% من الأفراد في علاقات أحادية. هذا يعني أن التباين التكاثري، رغم اختلافه في بعض الحقب، بقي أقل منه عند الشمبانزي أو الغوريلا، حتى مع وجود تلك الظواهر الاستثنائية. عمر: نقطة أخرى قد لا تكون غطيتها بشكل كاف، وهي العلاقة بين المساواة التكاثرية والمساواة المجتمعية. إذا كان هناك ناشط لحقوق الرجل أو المرأة عند الشمبانزي، فكيف سيرون واقعهم بالمقارنة مع البشر؟ د. رياض: هناك موضوعان هنا: موضوع الخصائص الجوهرية للنظام التكاثري البشري، وموضوع الوضع المجتمعي بعد الزراعة وبعد الدولة. الخصائص الجوهرية للنظام التكاثري البشري تتسم بمساواة عالية، وتعتمد على وجود رابط بين المرأة والرجل، حيث يستثمر الرجل وقته وإمكانياته في إعالة المرأة المرتبطة به وأطفالها. هذا يعني أنه يهتم بمعرفة "أبوة" أطفاله، أي في التأكد بأنهم من نسله. هذا المفهوم – الاهتمام بالنسب – غير موجود في الأصناف التي لا يوجد فيها رابط ثابت بين الذكر والأنثى. على سبيل المثال، ذكر الشمبانزي قد يشاهد الأنثى التي تزاوج معها قبل ساعة تتزاوج مع ذكر آخر، وهو لا يمانع ذلك. المسألة ليست أنه يتوقع أن يحتكر التزاوج مع أي أنثى، بل هو فقط يحاول أن يحتكر فترة زمنية من فرص التزاوج، أو أن يكون الأول في التزاوج. لكن ليس له أي رابط أو مسؤولية تجاه الوليد، فهو لا علاقة له به. هذا ليس الحال عند البشر. عندما يكون هناك رابط بين رجل وامرأة – والزواج هو ظاهرة بشرية عامة في كافة المجتمعات، رغم اختلاف أشكاله – فإن هذا يولد عاطفة "الغيرة الجنسية". الغيرة الجنسية هي عاطفة بشرية هدفها الأساسي التأكد من أن الطفل من نسل الرجل. يمكن أن تكون الغيرة من الطرفين، لكن هدفها مختلف. هدف غيرة الرجل الجنسية هو التأكد من أن الأطفال من نسله. بينما هدف غيرة المرأة هو ضمان أن جهود وإمكانيات الرجل تتركز في مصلحتها ومصلحة أطفالها، وليس لمصلحة امرأة أخرى. في بعض المجتمعات التي يقبل فيها تعدد الزوجات، قد ترضى المرأة بالأمر الواقع أو تنفصل. بعد نشوء الزراعة والدولة، ومع إمكانية هيمنة بعض الرجال على موارد ضخمة، ظهرت "ذكورية مفرطة" وتسلط ذكوري. هذه الذكورية المتطرفة – مثل فرض قيود على حريات المرأة – هي ظاهرة ما بعد الزراعة وليست سابقة لها. هذه الممارسات تسلطية تدعمها سلطة الدولة والقانون. قبل الزراعة، لم تكن مثل هذه الهيمنة المفرطة ممكنة. عندما أتحدث عن الزراعة، فأنا أقصد أيضاً تربية الحيوانات، فبدو الرعي هم أيضاً من مجتمعات ما بعد الزراعة لأن حياتهم تعتمد على تربية المواشي، أي تسخير كائن آخر لتوفير ال...
ذكرتم ان المريخ كان يصلح للحياة قبل مليار سنة او نحو مليار سنة، لكن هل كانت هناك حياة ام لا حسب الادلة التي جمعت من خلال جميع الرحلات التي ذهبت الى المريخ؟ (للقراءة او المشاهدة او الاستماع للجزء الأول يمكن مراجعة الرابط) حتى الان لم يكن هناك بحوث كافية او ادلة كافية للإجابة عن هذا السؤال. قضية وجود الحياة هي قضية معقدة ايضا. عندما نتحدث عن الحياة على المريخ، فهل هي حياة بدائية جدا على مستوى الخلايا، ام هل وجدت مستحاثات بسيطة تدل عليها؟ هذا ما اقوله: لا توجد مستحاثات. تذكر انه على الارض، حتى تجد مستحاثات معينة، يجب ان تفحص الارض وتعرف اين تذهب، فهي ليست موجودة في كل مكان. بعدما وصلنا الى هذه المرحلة، لكن في الاسبوع الماضي، قبل ايام، كان هناك خبر انهم وجدوا اثار حياة على المريخ او ادلة اولية لآثار حياة. فهل هي اثار حياة ام ظاهرة طبيعية لا علاقة لها بالحياة؟ هذا يحتاج وقتا لدراسته. هذا هو سبب تركيز وكالات الفضاء العالمية، الامريكية والاوروبية والصينية والهندية واليابانية. اقصده، لاحظ انني لا اذكر الشرق الأوسط، فنحن خارج هذه اللعبة. تركيزها على المريخ، فيجب دراسة المريخ اكثر وبشكل ادق حتى اذا وجدت عليه حياة، نقدم شيئا اخر للناس الذين يأتون اليه على الاقل. عندما كان كلينتون رئيسا لأمريكا، تم اكتشاف صخرة او الاعلان عن اكتشاف اثار ما يشبه الدودة، الدودة الصغيرة في قلب صخرة مصدرها المريخ. المريخ بين فترة واخرى تصل صخور منه – نادرا لكنها تصلنا. كيف تصلنا؟ اذا سقط على المريخ نيزك، فتنطلق منه صخور الى الفضاء وجزء صغير منها جدا يصلنا، أي يصل الارض. فهناك عدة صخور لا نعرف مصدرها من المريخ، ففي واحدة من هذه الصخور وجدوا حياة مجهرية تشبه الدود. وفي ذلك الوقت كان الاقتراح ان هذه ظاهرة حياة. بعد الدراسات هناك خلاف على هذا الموضوع، على الاغلب ان هذه ليست كائنات حية وانما ظاهرة طبيعية لا علاقة لها بالحياة. فحتى نتأكد من ان ما تفحصه او ما ترصده هو مصدر حياة سابقة، فالقصة طويلة، وليست سهلة، خاصة لأننا لا نتحدث عن كائنات كبيرة تحتوي على هيكل عظمي وما الى ذلك. نحن نتحدث عن بكتيريا، وكائنات وحيدة الخلية وما الى ذلك التي لا تحتوي على بناء مورفولوجي معين من حيث الشكل والمظهر، فلا يمكنك ان تقول ان هذه حياة وانتهى الامر. فالأمر اعقد مما نتصوره. لكن هناك بحوث وجهود حثيثة للبحث في وجود هذه الامور، لأنه مهم اذا عرفنا اصل الحياة على الارض من نشأة وما الى ذلك. رابط شراء كتاب عوالم لا حصر لها من موقع نيل وفرات دكتور، كنت ارغب في سؤال ربما غطيتموه تقريبا، وهو الحياة كظاهرة طبيعية. لكن ما معنى ذلك؟ وايضا اود الانتقال لأمر اخر قرأته ويجذب اهتمامي، وهو النظرة الفيزيائية المحضة للحياة. مثلا قضايا مثل التخلص من الانتروبيا عبر التكاثر، والاساس الفيزيائي للحياة. ولا ادري ان كان هذا يتصل مع مفهوم الحياة كظاهرة طبيعية او مع امر اخر ايضا ذكرتموه ربما في سياق مقارب، وهو مشكلة ضبط الثوابت الدقيقة (the fine-tuning problem). فهذه كلها قضايا اراها مثيرة للاهتمام، واكيد انتم اعلم بكيف يمكن تغطيتها وان كانت متصلة ام لا. دعني أبدأ من النقطة الأولى لأتوسع في فكرة قلتُها: "الحياة ظاهرة طبيعية". أولاً، عندما نذهب إلى الطبيب سواء كنا مرضى أم لا، فإن الطبيب يتعامل مع الجسد في النهاية على أنه مادة كيميائية، أقصد تفاعلاتٍ كيميائية. فحياتنا مبنية على هذا الأساس. عندما نصاب بالصداع نتناول الأسبرين لأنه يحدث تفاعلٌ كيميائي يوقف الصداع. وإذا كان ضغطنا مرتفعاً نتناول مادة كيميائية تخفض ضغط الدم، وهكذا. هذا هو المبدأ الأساسي في الطب، فهو يتعامل مع الجسد كآلة، كشيء طبيعي، لا يتعامل معه على أنه روح فحسب، بل يتعامل معه كجهاز يعمل، وأحياناً يتعطل، وأحياناً يزداد الحمل عليه، وأحياناً تختل مواده. هذا بالطبع على المستوى الأولي. بالإضافة إلى ذلك، إذا نظرنا إلى تاريخ الحياة، نجد أن الحياة كما ذكرت ظهرت مبكراً جداً. فعمر الأرض يقدر بـ 4.5 مليار سنة، وفي اللحظات الأولى من أول 500 مليون سنة كانت الأرض ساخنة، وشهدت أحداثاً دراماتيكية مذهلة. على سبيل المثال، في بدايتها وخلال أول 10 إلى 20 مليون سنة، اصطدم بها جسمٌ كبير – أقصد أن هذا الاصطدام أدى عملياً إلى تشطير الأرض، فانفصل عنها جزء كبير تحول إلى القمر. فالقمر في تاريخه جزء من الأرض، ونعلم هذا من تركيبه الكيميائي وكذلك من حجمه. فالقمر كبير بشكل ملحوظ، أقصد كبير نسبياً مقارنة بحجم الأرض. فهناك أقمار أخرى تكون أصغر حجماً مقارنة بكواكبها، لكن المشتري كبير جداً – أكبر من الأرض بألف مرة – بينما يعتبر القمر بالنسبة للأرض جسماً كبيراً بشكل غير عادي. والسبب في وجوده هو تلك العملية الاصطدامية التي يبدو أنها حدثت في بداية تكوين ال...
يشرح د. رياض عبد نظريته حول المساواة التكاثرية لدى البشر والعلاقة بينها وبين صفاتنا الشخصية وكيف تؤثر نسبة من يستطيعون التزاوج في صنف أحيائي معين كالبشر على نواحي عديدة في السلوك. يشرح د. رياض عبد أيضاً التباين التكاثري وأثر التباين الناتج في الصفات وفي الشخصية على أمور مثل تقسيم العمل لدى البشر. وأخيراً في هذا الجزء يناقش اثر تعدد الزوجات في المساواة التكاثرية لدى البشر. فيما يلي نص الجزء الأول من اللقاء. أعزائي المستمعين، مرحباً بكم في حلقة جديدة من بودكاست "العلوم الحقيقية". معي في هذه الحلقة الطبيب النفسي والباحث في الطب النفسي التطوري، وضيفنا للمرة الثانية، د. رياض عبد. أهلاً وسهلاً بك دكتور. أهلاً وسهلاً، وشكراً على الاستضافة أستاذ عمر. لكن دعني أذكرك أن هذه استضافتي الثالثة وليست الثانية. نعم، لأن البودكاست السابق عرفناه بلقاء واحد، لكننا نشرناه في حلقتين. ونأمل أن تكون هذه الحلقة أيضاً من جزأين لإثراء المحتوى العربي، خاصة في مجال الطب النفسي والطب النفسي التطوري بشكل عام. ستناقش هذه الحلقة نظرية جديدة طرحها د. رياض عبد بناءً على بعض الأبحاث والقراءات، وهي حول ما يُعرف بـ "المساواة التكاثرية لدى الإنسان" (reproductive egalitarianism) وتأثيراتها على نفسية الإنسان والمجتمعات وتركيبتها، وإمكانية التعرض للأمراض النفسية. لذا، سؤالي الأول لك دكتور قد يدور حول هذا المصطلح نفسه وما يعنيه، فقد يكون غامضاً بالنسبة للمستمع: ما هي المساواة التكاثرية؟ شكراً جزيلاً مرة أخرى. في البداية، أريد أن أنبه المستمعين إلى أن استخدام المصطلحات العربية في هذا الموضوع سيكون فيه بعض الإشكاليات والصعوبات. لذلك أرجو من المستمع أو المشاهد أن يدرك هذا الأمر. ما سأفعله هو أنني سأذكر المصطلح بالإنجليزية قدر الإمكان مع مرادفات عربية، لأنه في كثير من الأحيان لن تكون هناك مصطلحات عربية متداولة في هذا المجال. ولكن أتمنى أنه بمرور الوقت، تتطور الأدبيات العلمية العربية لتطوير المصطلحات في مجالات الأنثروبولوجيا وعلوم النفس وغيرها. رابط الاستماع على سبوتيفاي رابط الاستماع على ابل بودكاست ما هي المساواة التكاثرية؟ النظرية التي نتناولها اليوم تسمى بالإنجليزية "Human Reproductive Egalitarianism" المساواة التكاثرية لدى الإنسان. وهي تشير إلى خصائص المنظومة التكاثرية البشرية التي تتسم بطابع مساواتي بشكل عام، وليس فقط بين الجنسين. بشكل عام، المنظومة التكاثرية البشرية تتميز بمساواة أكثر وضوحاً من أي صنف حيواني آخر. وبطبيعة الحال، وعندما يأخذ المرء موقفاً داروينياً، فإنه يعتبر البشر جزء من المنظومة الأحيائية العامة على الكرة الأرضية وليسوا منفصلين عنها. لذا، عندما ينظر المرء إلى البشر ضمن المنظومة الأحيائية عموماً، يصبح لديه مجالاً للمقارنة بين خصائص التكاثر عند البشر مقارنة بالأصناف الأحيائية الأخرى، وخصوصاً الثدييات، لأننا ننتمي إلى صنف الرئيسيات، وتحديداً إلى القردة العليا. القردة العليا هي أربعة أصناف فقط: الأورانغوتان الذي يعيش في آسيا، والغوريلا الذي يعيش في أفريقيا، والشمبانزي (وهناك صنفان: الشمبانزي والبانوبو)، والبشر. عند مقارنة البشر ومنظومتهم التكاثرية مع القردة العليا والرئيسيات والثدييات عموماً، نجد أن هناك ظاهرة مساواتية واضحة أكثر من أي صنف أحيائي آخر. وهذا لا ينطبق فقط على العلاقة بين الجنسين، وإنما بشكل عام. دعني أوضح هذه الفكرة. لغير المختصين، قد يتخيلون أن المنظومة التكاثرية عند الحيوانات أو الأصناف الأحيائية الأخرى هي عبارة عن فوضى، ولكنها ليست بهذا الشكل. كل صنف أحيائي له منظومته التكاثرية الخاصة، وهذه المنظومة تشمل عموم ذلك الصنف الحيواني. على سبيل المثال، إذا أخذنا الشمبانزي، وهو أقرب فصيل من القردة العليا إلى البشر (حيث أن لدينا أصل مشترك مع الشمبانزي قبل حوالي سبعة إلى ثمانية ملايين سنة)، نجد أن منظومته التكاثرية لا تحتوي على علاقة أو رابط بين ذكر وأنثى معينين. التكاثر عند الشمبانزي يقوم على الذكر المهيمن (Alpha Male)، وهو أقوى ذكر في المجموعة، الذي يحاول استغلال موقعه للتكاثر مع أكبر عدد من الإناث اللواتي يكونن في فترة الخصوبة، وهي فترة قصيرة. نتيجة لذلك، الذكر المهيمن هو أب لحوالي 30% إلى 50% من الولادات. هذه نسبة هائلة، وليس هناك رابط بين أنثى معينة وذكر معين. أما عند الغوريلا، التي كان لدينا أصل مشترك معها قبل حوالي 10 إلى 11 مليون سنة، فهناك نظام تكاثري مختلف، حيث يوجد ذكر واحد مهيمن على مجموعة من الإناث يعشن معه، وهذا الذكر يحتكر التكاثر مع هذه الإناث. أن غالبية ذكور الغوريلا لا تُتاح لهم الفرصة للتكاثر إطلاقاً، فيبقون بدون أبناء لأجيال قادمة، مما يعني أن جينات هؤلاء الذكور "الفاشلين تكاثرياً" تُستبع...
في حلقة أخرى من بودكاست العلوم الحقيقية نحاور البروفيسور سليم زاروبي، وهو فيزيائي فلك فلسطيني متخصص في اللحظات الأولى وفي الحقبة الأولى من نشأة الكون. وفي هذا اللقاء، نتكلم عن كتابه الذي ناقش فيه نشوء الحياة؛ ظاهرة نشوء الحياة في الكون وفي الكواكب الأخرى. مرحباً بكم معنا دكتور سليم، وأترك لكم إضافة المزيد حول هذا الكتاب وحول من يرغب القراءة به قبل أن ندخل بمناقشة الكتاب. شكراً أخي عمر، شكراً. ويسعدني أن أكون معك كمان مرة؛ هذه المرة الثانية التي نلتقي بها. الكتاب—إذا تذكر—في الكتاب الأول الذي كتبته "البدء فيزياء وفلسفة، وتاريخ علم الكون"، أنهيت الكتاب الأول في الخاتمة وتحدثت عن إمكانيات الحياة في الكون بشكل سريع وبلَمحات. هذا موضوع يشغل الكثير من الناس. وعندما أتحدث عن فيزياء الفلك للجمهور العام، عادة أتحدث عن علم الكون بشكل عام، ولكن أيضاً أتحدث في بعض الأحيان عن إمكانيات الحياة في الكون، وأرى الدهشة والافتتان بهذا الموضوع في وجوه الناس. فكان عندي تخطيط منذ فترة أن أكتب عنه، كما كان واضحاً أنه بدأت أكتب كتاباً، ولكن في سنة 2022 كنت أنا كما تعلم كنت أعمل على الأقل جزئياً في جامعة خرونينغين في هولندا، وكنت أُدرِّس دورة معينة؛ دورة علم الكون. وفي هذه الفترة، كان يخطر ببالي سؤال حين ابتدأت الكتاب عملياً. السؤال كان: إذا كان هناك حضارات متطورة في الكون، حضارات متطورة بمفهومنا – حضارات غريبة تبني علماً، وتملك مجتمعات منظمة، وتستطيع أن تجوب الفضاء وتستكشفه، وإلى آخره؛ حضارات صاحبة تقنيات متطورة وتكنولوجيا متطورة. فتساءلت في حينه: إذا كان في حضارات من هذا النوع، هل هناك تشابه بيننا وبينها؟ ما هي أوجه التشابه؟ وما هي أوجه الخلاف؟ هل نستطيع أن نقول أن هناك تشابهاً معيناً أم لا؟. وابتدأت أقرأ عن الموضوع حتى أجيب نفسي عن هذا التساؤل. رابط شراء كتاب عوالم لا حصر لها من موقع نيل وفرات سياق الكتاب والتداخل مع واقع غزة والوحشية والقسوة الواقعة على أهلها وابتدأت في الكتاب، ولاحظت أنه من الممكن أن أكتب مقالاً كبيراً عن الموضوع، فابتدأت في الكتابة. وهذا في كتابي الحالي، والفصل تقريباً قبل الأخير—الفصل قبل الأخير هو الفصل الذي كُتب. وأدركت في حينها أنه يمكن كتابة كتاب عن الموضوع، بالإضافة إلى المواضيع الأخرى المرتبطة بقضية إمكانيات وجود الحياة من الناحية الفلكية ومن الناحية الفيزيائية وإلى آخره. فقررت كتابة كتاب وأجلته بعد الفصل الأول الذي كتبته في البداية، أجلته لسنة 2023، سبتمبر 2023، وصار شهر أيلول لأن كان لدي سنة "سباتيكال" كما تذكر، حصلت على جائزة هومبولت. فحينها كان يجب أن أقضي جزءاً من وقتي في ألمانيا. ولكن بعد فترة صغيرة من بداية الكتاب الذي قررت أن أكتب عنه ("الحياة، أنواعها، السياق الكوني للحياة"—هذه المحاور سنتحاور بها في الحوار)، بدأت مأساة غزة. مأساة غزة شلتني كما شلت كل فلسطيني نفسياً بحجمها ووحشيتها وقسوتها وإلى آخره، فتعطلت عن الكتابة فترة طويلة. ولكن بعد أشهر، وحتى أهرب من هذه المناظر البشعة التي ما زالت حتى الآن للأسف نراها بشكل يومي، أقنعت نفسي بشيئين. أول شيء أني بحاجة إلى الهرب، والكتابة مَهرب حتى أحافظ على تفكيري وعلى عقلي. والشيء الآخر الذي أقنعت نفسي به، أني كعالم فلسطيني، مساهمتي هي في نضال مجتمعي، وفي مساهمتي الفكرية؛ لأن معركتنا مع الوحش الصهيوني ليست معركة وجود وأرض فقط، وإنما هي معركة تاريخ وحضارة وفكر ومساهمة. فهذان الشيئان جعلاني أُكمل كتابي. الكتاب—مع أنه كتاب علمي، وهذا أذكره في التمهيد والمقدمة الصغيرة الأولى—يتناول موضوعاً علمياً بحتاً. أنا أتعامل مع الحياة كظاهرة طبيعية، ولا أتعامل معها بشكل آخر كعالم. ولكن، الكتاب مجبول بغزة. كل كلمة كتبت في الكتاب كانت غزة في وجداني وفي خيالي. فهذه هي ظروف كتابة الكتاب. في الكتاب، أتناول عدة محاور. المحور الأول هو السياق الكوني للحياة؛ فالحياة لها سياق كوني، وبدون الكون لا يمكن أن نتحدث عن حياة على الأرض. وفي مراحل مختلفة وجوانب مختلفة من هذا الحديث، أتحدث في الكتاب عن فيزياء الحياة (طبعاً المجموعة الشمسية وتحدثت عن الأرض بشكل عيني)، وكيف نتعامل مع علاقة الفيزياء بظاهرة الحياة. أتحدث عن كيمياء الحياة (لماذا كيمياء الحياة هي كيمياء خاصة، وما الذي يميزها وإلى آخره)، وعن بيولوجيا الحياة ونظرية داروين وما أتى منها. وبالآخر، أتساءل عن التساؤل الذي بدأت فيه: إذا كان هناك حياة متقدمة في الكون، هل هي شبيهة بنا أم لا؟. ينهي الكتاب بفكرة تعبر كل فصوله، وهي أننا على الأرض كائنات جانبية. كوكب الأرض هو مكان جانبي في الكون، مكان غير مُهم. نحن ندور حول نجم غير مُهم في مجرة غير مُهمة. ومثل الكرة الأرضية، هناك مليارات، عشرات المليارات، إن لم يكن آلاف المليارات من الكواكب ال...
loading
Comments