Discover
خبر وتحليل

خبر وتحليل
Author: مونت كارلو الدولية / MCD
Subscribed: 293Played: 11,897Subscribe
Share
© Monte Carlo Doualiya
Description
فقرة إخبارية تتناول خبراً أو حدثاً لشرح أبعاده وتداعياته، تُبَثّ على مدار الأسبوع عند الساعة الرابعة والربع صباحاً بتوقيت باريس ويُعاد بثها خلال الفترات الإخبارية الصباحية والمسائية.
1537 Episodes
Reverse
محكمة العدل الدولية تعيد التذكير بواجبات اسرائيل، كقوة احتلال، تجاه السكان المدنيين في غزة وضرورة إدخال المساعدات الانسانية اليهم، كما تدعو إسرائيل الى دعم جهود الإغاثة التي تقدمها وكالات الأمم المتحدة بما فيها الأونروا.
جهود دبلوماسية أميركية ومصرية لمعالجة شوط اسرائيل قبل البدء بمفاوضات المرحلة الثانية في غزة، وعقبات أمام تشكيل القوة الدولية رغم تأكيدات معاكسة من الرئيس ترامب.
لا قيود على إيران بعد انتهاء صلاحية الاتفاق النووي، وكثير من العقبات أمام العودة إلى التفاوض على اتفاق جديد، مع تحذيرات من انعكاس عدم التفاهم مع إيران على تطبيق اتفاق غزّة. انتهت صلاحية الاتفاق النووي مع إيران يوم السبت الماضي، بعد مضي عشرة أعوام على إبرامه عام 2015، وعندما انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 فقد فاعليته، وبدأت إيران تتحرر من القيود التي فرضها على برنامجها النووي. وهي تقول اليوم أنها لم تعد ملزمة بأي قيود رغم استمرارها في الانفتاح على الدبلوماسية. لكن الصعوبات تراكمت أمام تجدد المفاوضات بعد مشاركة الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها على إيران منتصف حزيران/ يونيو الماضي، والقصف الأمريكي لأبرز المنشآت النووية بالقنابل الخارقة. وإذ يعود السجال بين طهران وواشنطن، وكذلك مع باريس ولندن وبرلين، في شأن إعادة فرض العقوبات والبحث في استئناف التفاوض. يلفت العديد من المحللين إلى أن عدم التفاهم مع إيران قد ينعكس على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وقد تنبهت القاهرة إلى ذلك، فانخرطت في وساطة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورعت اتفاقا لمعاودة التعاون بينها وبين إيران. إلا أن طهران ألغته يوم الاثنين ردا على إعادة فرض العقوبات عليها. وأواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، جرت محادثات أوروبية إيرانية في نيويورك حول مقترح للتفاوض على اتفاق شامل يضمن ألا تمتلك إيران سلاحا نوويا، إلا أن طهران رفضت المقترح. كما أن الرئيس الأمريكي أعلن في اسرائيل قبل أسبوع رغبته في التوصل إلى اتفاق سلام مع إيران، وأن الكرة الآن في ملعبها. لكن المرشد الإيراني علي خامنئي رد أمس مخاطبا دونالد ترامب بأنه واهم إذ يعتقد أنه دمر الصناعة النووية الإيرانية. وبعدما تردد في الاتصالات الجارية أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية استعادت شرطا قديما وهو الحد من مدى الصواريخ الإيرانية التي ظهرت في المواجهة مع إسرائيل، رد خامنئي أيضا بأن هذه الصواريخ من الصناعات العسكرية الإيرانية. وإذا اقتضت الضرورة فسيعاد استخدامها. وكان السعي إلى التفاوض ازداد تعقيدا بعد إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن على إيران. لكن الصين وروسيا أكدتا معارضتهما لذلك، إذ تؤيدان مطلب إيران الحالي وهو سحب الملف النووي من جدول أعمال مجلس الأمن، ما ينذر بمواجهة قد لا تبقى في إطار الدبلوماسية.
انتكاسة خطيرة لوقف إطلاق النار في غزة، ومصادر تربط التصعيد بزيارة نائب الرئيس الأميركي اليوم لإسرائيل.
بعد سنتين من القتال الضاري في غزة عقب الاجتياح الاسرائيلي الذي حوّل القطاع الى ارض يباب وتسبب في اقتلاع اكثر من مليوني فلسطيني وقتل أكثر من 68 الف معظمهم من المدنيين، وافقت حركة حماس واسرائيل بتحفظ على خطة الرئيس ترامب لوقف اطلاق النار. تعامل الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته الى اسرائيل ومصر مع خطته لوقف اطلاق النار وكأن الخطة ادت الى اتفاق سلام عادل وضع حدا لنزاع مرير زاد عن قرن من المعاناة والاقتلاع والمجازر التي طالت الفلسطينيين والاسرائيليين وسكان الدول المجاورة. قمة شرم الشيخ في مصر حيث التقى قادة الولايات المتحدة وقادة اهم الدول الاوروبية والعربية والاسلامية بدا وكانه بالفعل احتفالا بولادة شرق أوسط جديد، وهي ولادة وهمية تم الاحتفال بها أكثر من مرة في العقود الماضية. وكان من الواضح ان الذين شاركوا في القمة فعلوا ذلك لإرضاء الرئيس الاميركي الذي طلب حضورهم. الترحيب الدولي بوقف اطلاق النار عكس رغبة العالم بوقف اطول حرب بين إسرائيل والفلسطينيين وأكثرها دموية، وانهاء معاناة سكان غزة الذين تعرضوا لعنف اجمعت منظمات حقوق الانسان انه يرقى الى حرب الابادة. تنفيذ المرحلة الاولى من الاتفاق ادى الى افراج حماس عن الرهائن الاسرائيليين بعد سنتين من اساءة معاملتهم ، واستغلالهم من خلال رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو لإطالة الحرب وضمان بقائه في السلطة. الاتفاق ادى ايضا الإفراج عن الاف الفلسطينيين الذين اوقفتهم اسرائيل اعتباطيا ودون توجيه أي تهم اليهم لتستخدمهم كورقة في المفاوضات مع حماس. اسرائيل قبلت على مضض بالخطة بسبب الضغوط الخارجية عليها وتحديدا ضغوط واشنطن والعواصم الاوروبية وبسبب تصاعد المعارضة الداخلية التي تطالب بوقف الحرب والافراج عن الرهائن. وقبلت حركة حماس بالخطة بتردد لان هناك اجماع عربي واسلامي وغربي على قبولها بالخطة الاميركية. وتتضمن الخطة بنودا لا توافق عليها اسرائيل وحماس. وعندما لم تنفذ حركة حماس كل شروط المرحلة الاولى ومن بينها اعادة جميع رفات الرهائن الاسرائيليين، وبدأت بإعادة تنظيم صفوفها واعدام الفلسطينيين الذين تتهمهم بالتعاون مع إسرائيل علنا، بدأ نتنياهو وترامب بالتلويح باستئناف القتال مجددا، ما يؤكد هشاشة الاتفاق الغامض والذي يقتضي تنفيذه اجراء مفاوضات حول معظم بنوده. وأظهر الرئيس ترامب خلال تصريحاته في اسرائيل ومصر مرة اخرى ان معرفته بتعقيدات وتاريخ النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي سطحية ومحرجة للغاية، مثل تكرار ادعاءاته من انه انهى نزاعا مستمرا منذ آلاف السنوات، بينما ما حققه لا يتعدى وقف القتال. خطة ترامب في سياق تحقيق سلام عادل ونهائي بين الفلسطينيين واسرائيل لم تحقق أي تقدم. ترامب لم يتطرق الى ان الافق السياسي يتضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة، ولم يذكر استمرار الاستيطان الاسرائيلي واقتلاع الفلسطينيين من الضفة الغربية، وتجاهل مستقبل مدينة القدس بعد ان اعترف بها كعاصمة لدولة اسرائيل خلال ولايته الاولى. وتبين تجارب الماضي ان تحقيق تقدم بسيط في المفاوضات بين اسرائيل والعرب يتطلب تدخلا مباشرا وقويا من الرئيس الاميركي. تعيين الرئيس ترامب رئيسا لمجلس السلام، وهو المعروف بتغيير آرائه والتراجع عن التزاماته وعدم انضباطه، سوف يخلق الشكوك في جديته كصانع لسلام حقيقي بين الطرفين. ما جرى في شرم الشيخ هو احتفال شرعي بوقف سفك الدماء ومعالجة المعاناة الانسانية لسكان غزة، ولكنه حتما لا يرقى الى مستوى تحقيق السلام، او حتى وضع خريطة واضحة تؤدي الى السلام العادل.
بلغ مسلسل الأزمات السياسية في فرنسا أوجه منذ إعادة تكليف سيباستيان لوكورنو بتشكيل الحكومة بعد فشله في المرة الاولى، وهكذا تم الإعلان يوم الاحد الثالث عشر من أكتوبر عن الفريق الوزاري الجديد الذي يتكون في معظمه من وزراء من "الكتلة المركزية" الموالية للرئيس ايمانويل ماكرون واليمين التقليدي مع ردفه بوزراء من وسط اليسار والمجتمع المدني. وسرعان ما عبر أكبر فريقين معارضين : حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وحزب فرنسا الابية اليساري الراديكالي، عن سخطهما مع تركيز السهام ضد الرئيس ماكرون ؛ اذ طالب الاول بانتخابات نيابية مبكرة، بينما طالب الثاني باستقالة الرئيس الفورية ، علماً ان احد رؤساء الحكومة السابقين ادوار فيليب المحسوب على الماكرونية ، طالب سيد الاليزيه بتنظيم خروجه وتحديد موعد مسبق للانتخابات الرئاسية قبل ربيع العام 2027 . في اطار هذا المشهد السياسي المنقسم والمشتت وعدم امتلاك الحكومة الجديدة لأغلبية برلمانية ، أقدم لوكورنو على خطوة تسوية تعهد فيها بعدم استخدام المادة 49.3 من الدستور وتعليق إصلاح نظام التقاعد، الذي يُعدّ رمزًا لحصاد ماكرون المحدود في ولايتيه الرئاسيتين. وقد جرت هذه التنازلات من أجل ضمان تأييد الحزب الاشتراكي مؤقتًا، وبالتالي تجنب سقوط الحكومة بواسطة اقتراحات حجب الثقة من قبل الفريقين المعارضين الأساسيين . بالفعل، نجا سيباستيان لوكورنو من السقوط خلال التصويت على عريضة حزب فرنسا الابية وحلفائه لكن بفارق ثمانية عشر صوتًا فقط. ولم يكن الإطمئنان على الموعد فحسب ، اذ ستكون المواجهة اكثر صعوبة في الأسابيع المقبلة خلال النقاشات حول الميزانية العامة ، وهنا سيكون سيباستيان لوكورنو تحت ضغط مزدوج من الحزب الاشتراكي الذي سيراقب تأقلم مواد الميزانية مع تعليق اصلاح نظام التقاعد ، وكذلك من " الجمهوريين" ( الحزب اليميني التقليدي) المشارك في الحكومة والرافض للتخلي عن اصلاح التقاعد . على الهامش تدور معركة اخرى ضمن اليسار ، اذ يقوم حزب ميلانشون ( فرنسا الابية) بمناورة لاستعادة السيطرة على كل اليسار لاستيائه من موقف الاشتراكيين وفشل اقتراح حجب الثقة، وذلك من خلال مسعى شقّ صفوف الحزب الاشتراكي من الداخل بدعوة عناصره إلى الانشقاق. كما يسعى حزب اليسار الفرنسي (LFI) إلى تمتين التحالف مع حزب حماية البيئة والشيوعيين . وفي اطار اخر يبدو الاقتصاد الفرنسي مهدداً. وحسب المرصد الفرنسي للتوقعات الاقتصادية (OFCE)، ستصل الخسائر إلى عشرين مليار يورو. وهو الرقم المتوقع أن تُكلّفه حالة عدم اليقين السياسي في فرنسا في عامي 2025 و2026.
عقبات وتحديات قد تعرقل تطبيق "خطة ترامب" في غزّة، أحدها تشكيل قوة الاستقرار الدولية وتبديد الخلافات حول خطط إعادة الإعمار.
روسيا وسوريا تفتحان صفحة جديدة في علاقاتهما: أحمد الشرع في موسكو للحصول على مساعدة في إعادة بناء الجيش وتسليحه، وعلى تعريف جديد لوظيفة قاعدتي طرطوس وحميميم الروسيتين، لكن رغبة دمشق في تسلم بشار الأسد سبق أن رُفضت من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
غموض يخيم على وقف إطلاق النار مع بدء مفاوضات المرحلة الثانية: الإسرائيليون والفلسطينيون يتحدثون عن انتهاكات للاتفاق، "حماس" تعاود السيطرة على القطاع، وشكوك في صلابة التزام نتنياهو وحلفائه.
قبل التوقيع على "اتفاق غزة" وبعده اهتم الرئيس الأميركي بإبراز أمرين: نهاية الحرب في غزة، والعمل على توسيع الاتفاقات الابراهيمية لتعزيز علاقات اسرائيل مع الدول العربية، لكنه لم يعط أي مؤشر الى نياته السياسية بالنسبة الى حل الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركرون، أول أمس الجمعة، ثقته في سيبستيان لوكورنو من أجل تشكيل حكومة جديدة بالرغم من استقالة هذا الأخير منذ أيام وبالرغم أيضا من معارضة أغلب الأحزاب. ذلك أن إعادة التعيين هذه تحيل لدى الكثيرين منهم على أصرار الرئيس على فرض خياراته السابقة وعدم الاكتراث بالرأي العام المعارض لها. هو إصرار يحيل في النهاية على ما يبدو على رفض الرئيس ماكرون لتحمل مسؤوليتين. مسؤولية حل البرلمان في شهر يونيو 2024، ثم مسؤولية الاعتراف بهزيمته في الانتخابات المبكرة التي انتظمت نهاية نفس الشهر. إن حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها فرنسا اليوم وطبيعة الرهانات الداخلية والخارجية تتعارض كليا مع إصرار الرئيس ماكرون على نفس الخيارات منذ أكثر من سنة. وهو إصرار لامه عليه حتى أقرب المقربين منه. ذلك أن قرار حل البرلمان فاجئ الكثيرين من داخل حكومته آنذاك وخاصة من القيادات المعروفة في التحالف الرآسي وعلى رأسها رئيس الحكومة وقتها غبريال آتال. وقد تأكد أن خيار ماكرون لم يكن صائبا بعد أن تراجع عدد نواب تحالفه في برلمان لم يفرز أغلبية واضحة بالرغم من تصدر الجبهة الشعبية الجديدة النتائج. فأصل المأزق اليوم كما يراه حتى أنصار ماكرون كان في حل البرلمان الذي لم يكن مبررا سياسيا. لكن رغم ما آلت إليه تلك الانتخابات من تراجع لممثلي الرئيس في البرلمان ورغم تصدر اليسار الموحد في الجبهة الشعبية الجديدة للنتائج، فإن قصر الإليزيه اختار التوجه نحو أحزاب اليمين التقليدي بما فيه البعض ممن عرفوا بمواقفهم المتطرفة مثل وزير الداخلية برونو روتايو. وقد مثل هذا الاختيار بداية القطيعة بين ماكرون والشارع الفرنسي الذي صوت في عمومه ضد توجهاته. من جهة ثانية، ورغم سقوط حكومتين اختارهما ماكرون، بفعل العجز على إيجاد أغلبية برلمانية تسند هذه الخيارات، فإنه واصل نفس التوجه يمينا من حيث اختيار الوزراء، كما واصل اختيار رئيس الحكومة فقط من بين المقربين منهم مثل فرونسوا بايرو والمكلف الحالي سيباستيان لوكورنو. فكأن لسان حاله يقول: لم ينتصر أحد في الانتخابات، إذن فإنني لم أخسر، ولذا أبقى صاحب القرار والاختيار. في نفس الوقت، يتزايد القلق الشعبي وكذلك قلق المؤسسات من هذه الضبابية السياسية خاصة في ظل اقتراب موعد إقرار ميزانية الدولة للسنة المقبلة. وهو وضع يتطلب أكثر حكمة في قصر الإيليزي والتوجه ربما نحو خيارين معقولين: إما حكومة تترأسها شخصية جامعة من الحزب الاشتراكي، أو حكومة تكنوقراط غير مسيسة.
اعتبر البيت الأبيض أن لجنة جائزة نوبل للسلام "تقدم السياسة على السلام"، في تعليقها على منح اللجنة جائزة نوبل للسلام لعام 2025، لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو. وقالت اللجنة في بيان لها إن ماتشادو فازت "بفضل عملها الدؤوب في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا ونضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية". تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً أخرى لا تعترف بنيكولاس مادورو، الذي تولى السلطة منذ عام ٢٠١٣، وتتهمه بأنه اغتصب السلطة، ولذا جرى الاعتراف بإدموندو غونزاليس أوروتيا، فائزًا في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية الذي كانت ماريا كورينا ماتشادو ممثلته على الساحة الفنزويلية. وفي هذا السياق أشاد غونزاليس أوروتيا، المنفي حاليًا في إسبانيا، بنيل رفيقة نضاله الجائزة ووصفها بأنها "مستحقة". بينما تحتفل المعارضة الفنزويلية بهذا التقدير العالمي، سادت الخيبة عند مناصري الرئيس دونالد ترامب. إذ لطالما ردد إنه يستحق الحصول على الجائزة لحله عدة نزاعات حول العالم. هكذا لم ينجح سيد البيت الأبيض الحالي أن يكون رابع رئيس أميركي ينال الجائزة بعد تيودور روزفلت، وودرو ويلسون وباراك اوباما . فيما يتعدى الجائزة ومن يحصل عليها، ينبغي التساؤل حول التفتيش عن السلام الضائع في غمار الفوضى الاستراتيجية واحتدام الصراع الدولي . في ماض ٍ ليس ببعيد، نال أنور السادات ومناحيم بيغن وإسحاق رابين وياسر عرفات جائزة نوبل للسلام، ولم يحل السلام في الشرق الأوسط المنهك بأطول صراع إقليمي في التاريخ الحديث وهو الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. لقد اعتقد دونالد ترامب أن تمرير خطته لوقف حرب غزة يمكن أن يعزز حظوظه، لكن السلام الحقيقي ليس من الضرورة أن يكون على الموعد نظراً لظلال الشك التي تحيط بالخطة وأفقها. أما فشل ترامب الآخر، فتمثل في عدم القدرة على تجميد النزاع الأوكراني، أو الوصول لتسوية مع فلاديمير بوتين. وفي الإجمال تعتبر الجائزة تحت قيادة غربية ولم تهتم بها يوما دول مثل الصين وروسيا بالرغم من بيان الكرملين تأييده منحها لترامب. على صعيد آخر، كل الحلول التي توصّل لها ترامب مثل الصراع بين إيران وإسرائيل، أو بين الهند وباكستان، فقد بقيت النزاعات مجمدة وقابلة للانفجار. لا نبخس حق ترامب على اندفاعته وما يسميه انتزاع السلام بالقوة، لكن يبدو جلياً عدم القدرة على إطفاء جذوة الصراعات لأن عدم وجود محكومية في العالم وتضييع دور الأمم المتحدة لا يسهمان في ذلك.
بعد الاتفاق على المرحلة الأولى من تطبيق خطته، ترامب يعلن إنهاء الحرب في غزة وسيكون حاضراً في المنطقة بالتزامن مع تبادل إطلاق الرهائن والأسرى. نجحت الضغوط الأمريكية في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الاولى من تطبيق خطة ترامب لإنهاء الحرب. وقبل إعلان الحكومة الإسرائيلية، يوم الخميس، مصادقتها على الاتفاق، قال الرئيس دونالد ترامب "أنهينا الحرب في غزة وسيكون هناك سلام قوي وصامد ودائم". وفي المقابل، طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمنح ترامب جائزة نوبل للسلام. وبعد الإعلان عن الاتفاق ليل الأربعاء الخميس، علماً أن مفاوضات شرم الشيخ تفادت قضايا شائكة عدة منها حسم الانسحاب الإسرائيلي الكامل، كما أصرت حماس، ومنها أيضا مسألة نزع سلاح حماس التي أُرجئ البحث فيها إلى مفاوضات المرحلة التالية فور الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى بتبادل إطلاق الأسرى يوم الاثنين المقبل، وإكمال الانسحاب الجزئي وبدء إدخال المساعدات. وطلب الرئيس المصري أمس وقف إطلاق النار فورا من دون انتظار التوقيع الرسمي على الاتفاق. وكانت ضمانات عدم استئناف الحرب شغلت حيزا مهما من المفاوضات من دون أي حسم. واعتبر ضغط ترامب على الجانبين وتصميمه على إنهاء الحرب بمثابة الضمان الأفضل. وبدوره، تجنب الرئيس الأمريكي الخوض في ملفات المرحلة التالية ومنها الدولة الفلسطينية، لكنه شدد على نزع سلاح حركة حماس والانسحاب الإسرائيلي من القطاع. فيما ركزت المواقف العربية على التزام تنفيذ اتفاق غزة والبناء عليه للتوصل إلى سلام دائم قائم على حل الدولتين. وقبيل وصول ترامب إلى المنطقة بعد غد الأحد، يفترض أن تنهي حماس الاستعدادات لتسليم الرهائن، وأن تستكمل عملية فتح المعابر أمام شاحنات المساعدات، بعدما أعلن نتنياهو وقف كل العمليات الهجومية. وقبيل الدخول في مفاوضات المرحلة التالية، كان هناك موقف لافت لأحد قياديي حماس رفض فيه تشكيل مجلس السلام برئاسة ترامب. كما أن المراجع المكلفة بتنسيق المفاوضات تنتظر القرارات النهائية في شأن الهيئة السياسية والقوة الأمنية اللتين سيتوليان إدارة قطاع غزة فور الاتفاق على إجراءات إنهاء حكم حماس.
إسرائيل وحماس تتوصلان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية أمريكية والرئيس الاميركي مدعو لحضور التوقيع على الاتفاق في القاهرة غداً الجمعة.
مفاوضات شرم الشيخ في أجواء مختلفة عن جولات التفاوض السابقة، ورغم عقدة الانسحابات الإسرائيلية فإن الرئيس الأميركي يلح على التوصل إلى اتفاق خلال هذا الاسبوع.
غزة: الحرب تنهي عامها الثاني على أمل أن تحمل خطة ترامب نهاية قريبة لها، وبالتزامن أحيت مصر الذكرى الـ 52 لحرب أكتوبر داعية الى ترسبخ السلام بإقامة دولة فلسطينية
انتخابات أولى في سوريا وسط انتقادات لآلية الانتخاب، لكن السلطة تأمل في أن يساعدها وجود برلمان على تعزيز شرعيتها.
إسراع الرئيس دونالد ترامب بالترحيب بالموافقة المشروطة لحركة حماس لخطته إنهاء الحرب في غزة، ومطالبته العلنية لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بوقف الهجمات الإسرائيلية، فاجأ نتنياهو الذي كان يأمل برفض حماس للخطة، الأمر الذي كان سيؤدي إلى تحقيق إسرئيل لكامل أهدافها العسكرية. تعرضت إسرائيل وحركة حماس في الأسابيع الاخيرة إلى ضغوط إقليمية ودولية قلصت من قدرتهما على مواصلة أطول حرب بين إسرائيل وطرف عربي. هذه الضغوط أتت من دول معادية وحليفة للطرفين. خلال هذه الفترة لم يخف الرئيس ترامب إحباطه وغضبه من السلوك المتهور لنتنياهو، كما بدا من رد فعله على الهجوم الإسرائيلي ضد قادة حماس في قطر، ولم يتردد في تحذير وتهديد حماس بالجحيم إذا لم تقبل خطته. من الواضح أن الرئيس الأميركي يريد إنهاء حرب غزة. ورحب بقبول حماس لخطته، وغالى في الترحيب لحد وصف ذلك اليوم بأنه ربما الأهم في تاريخ الحضارة. كما يريد ترامب إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وربما أيضا الحصول على جائزة نوبل للسلام. العزلة الدولية التي واجهتها إسرائيل خلال حرب السنتين بدت سافرة عندما خرج عشرات الديبلوماسيين من جميع أنحاء العالم من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، احتجاجا على خطاب نتنياهو وسياساته. وللمرة الأولى، قامت دول حليفة تاريخيا لإسرائيل مثل المملكة المتحدة وفرنسا وكندا وأستراليا بتحدي واشنطن والاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية. وشكر الرئيس ترامب في شريط الفيديو الذي سجله في البيت الأبيض الدول التي ساهمت في صياغة خطته، وذكر بالتحديد قطر والسعودية والاردن ومصر وتركيا. ولكن ترامب تجاهل ذكر إسرائيل أو نتنياهو. في المقابل، أدى دعم الدول العربية والمسلمة التي اجتمع قادتها مع الرئيس ترامب في نيويورك على هامش دورة الجمعية العامة، لخطة ترامب، على الرغم من تحفظهم على التعديلات التي أدخلها نتنياهو على النص، وضعت حركة حماس أمام خيارين :الرفض المستحيل أو القبول المؤلم. سوف تشهد الأيام والأسابيع المقبلة مفاوضات حساسة وصعبة بين حماس وإسرائيل عبر الولايات المتحدة وقطر ومصر لتوضيح البنود الغامضة في خطة ترامب، ومن بينها على سبيل المثال مصير سلاح حماس، ودورها في المستقبل، ورفض نتنياهو الواضح للدولة الفلسطينية في خطابه في الأمم المتحدة، وقبول خطة ترامب التي تتضمن خريطة طريق مشروطة تؤدي إلى مثل هذه الدولة، وأيضا مدى استعداد إسرائيل للانسحاب الكامل من غزة. وسوف يجد نتنياهو نفسه في مواجهة ضغوط داخلية من شركائه في الحكومة الذين تعهدوا بالتخلي عنه إذا نفذ خطة ترامب، وضغوط دولية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، إضافة إلى الدول العربية والمسلمة بعد الترحيب العالمي بالخطة. عزلة إسرائيل في العالم، تقابلها عزلة غير مسبوقة في الولايات المتحدة. وتبين استطلاعات الرأي المختلفة انحسار التأييد لإسرائيل في مختلف القطاعات. وجاء في استطلاع لصحيفة واشنطن بوست أن واحد وستين بالمئة من اليهود الأميركيين يقولون إن إسرائيل تمارس جرائم حرب في غزة، وأربعين بالمئة منهم يعتقدون أن إسرائيل ترتكب حرب إبادة ضد الفلسطينيين. وأظهر استطلاع لصحيفة نيويورك تايمز تحولات جذرية وسلبية تجاه إسرائيل بسبب ممارساتها ضد الفلسطينيين، وخاصة في أوساط الناخبين الديموقراطيين. وللمرة الأولى أيد خمسة وثلاثين بالمئة الفلسطينيين، وأربعة وثلاثين بالمئة إسرائيل. وطالب حوالي ستين بالمئة إسرائيل بإنهاء الحرب ضد غزة حتى إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن أو القضاء على حماس. ويعارض حوالي سبعين بالمئة من الناخبين الشباب تزويد إسرائيل بالمساعدات الاقتصادية والعسكرية. وللمرة الأولى صوتت أكثرية الاعضاء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ على وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة.
تنذر التطورات الأخيرة بقرب حصول مواجهة ثانية وقاسية بين إسرائيل وإيران هذا العام، ويدلل على ذلك انسداد باب التفاوض بين واشنطن وطهران، وتفعيل آلية "سناب باك" التي أعادت العقوبات الأممية بشكل تلقائي ضد إيران. بالرغم من حديث العديد من المعنيين عن إمكانية العودة للمفاوضات، لكن التحركات العسكرية الأميركية المكثفة في الشرق الأوسط تشي بعكس ذلك، خاصة أنها تمثلت في إعادة انتشار واسع للأسطول الأميركي، وانتقال طائرات تزويد بالوقود إلى المنطقة، في تكرار مشابه لما سبق الضربات الجوية التي نفذت ضد أهداف إيرانية في يونيو/حزيران الماضي، بينما تستعد إسرائيل لرفع مستوى التأهب الأمني والدفاعي. يبدو أن طبول الحرب تدق في الإقليم، إذ أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي أن القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى لاحتمال اندلاع حرب، مؤكدا خلال لقائه قائد الحرس الثوري محمد باكبور أن عمليات تعزيز وتطوير المنظومات الدفاعية تسير بوتيرة متسارعة. من جهتها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن « الحرب الثانية مع إيران قادمة وستكون مختلفة عن سابقتها ». وتؤكد مصادر إيرانية أن التحضيرات في البلاد غير مسبوقة لأن الحرب قد تندلع في أي لحظة، وأن "حجم الأسلحة الدفاعية التي دخلت إيران في الشهرين الماضيين غير مسبوق". من دون المعرفة الدقيقة لنوعية الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي الجديدة التي يفترض أن طهران تسلمتها من روسيا والصين. ترتبط المخاوف من عودة المواجهة بالمأزق السياسي نظراً لرفض ايران المطالب الاميركية وأبرزها : وقف التخصيب، تسليم مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة عالية إلى الولايات المتحدة ( وليس نقله إلى روسيا كما كان يحصل سابقاً) ، عدم تخطي مديات الصواريخ الإيرانية الـ 300 كلم ووقف إمداد الأذرع الإيرانية في الاقليم. وتتلاقى هذه المطالب مع شروط الأوروبيين ومنها نقاش البرنامج الصاروخي والسلوك الإقليمي لطهران. في حال اندلاع مواجهة جديدة ووجدت إيران نفسها في موقع ضعف كبير، لا يستبعد هذه المرة أن تستعين بأذرعها في اليمن والعراق ولبنان. وحسب مصدر غربي، يمكن أن تتوسع الحرب هذه المرة وأن تقوم إسرائيل باستخدام الذكاء الاصطناعي وأن تضرب بشدة إيران واليمن وحرب الله في لبنان وكذلك القيام بعمليات خاصة في العراق. في سياق الصراع الدولي القائم، وفي إطار مواز، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطر شن ضربات جديدة على إيران، معتبرًا أن التهديدات العسكرية المنسقة مع إجراءات اقتصادية تهدف إلى “خنق” طهران. وفي نفس الاتجاه، أعربت الصين عن قلقها من التصعيد. لكن روسيا المنغمسة في حرب أوكرانيا، والصين المعتمدة لسياسة القوة الناعمة لا تبدوان مستعدتين للانخراط في المواجهة القادمة مع إيران.