إيران - إسرائيل : العد العكسي للمواجهة
Description
تنذر التطورات الأخيرة بقرب حصول مواجهة ثانية وقاسية بين إسرائيل وإيران هذا العام، ويدلل على ذلك انسداد باب التفاوض بين واشنطن وطهران، وتفعيل آلية "سناب باك" التي أعادت العقوبات الأممية بشكل تلقائي ضد إيران.
بالرغم من حديث العديد من المعنيين عن إمكانية العودة للمفاوضات، لكن التحركات العسكرية الأميركية المكثفة في الشرق الأوسط تشي بعكس ذلك، خاصة أنها تمثلت في إعادة انتشار واسع للأسطول الأميركي، وانتقال طائرات تزويد بالوقود إلى المنطقة، في تكرار مشابه لما سبق الضربات الجوية التي نفذت ضد أهداف إيرانية في يونيو/حزيران الماضي، بينما تستعد إسرائيل لرفع مستوى التأهب الأمني والدفاعي.
يبدو أن طبول الحرب تدق في الإقليم، إذ أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي أن القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى لاحتمال اندلاع حرب، مؤكدا خلال لقائه قائد الحرس الثوري محمد باكبور أن عمليات تعزيز وتطوير المنظومات الدفاعية تسير بوتيرة متسارعة. من جهتها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن « الحرب الثانية مع إيران قادمة وستكون مختلفة عن سابقتها ».
وتؤكد مصادر إيرانية أن التحضيرات في البلاد غير مسبوقة لأن الحرب قد تندلع في أي لحظة، وأن "حجم الأسلحة الدفاعية التي دخلت إيران في الشهرين الماضيين غير مسبوق". من دون المعرفة الدقيقة لنوعية الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي الجديدة التي يفترض أن طهران تسلمتها من روسيا والصين.
ترتبط المخاوف من عودة المواجهة بالمأزق السياسي نظراً لرفض ايران المطالب الاميركية وأبرزها : وقف التخصيب، تسليم مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة عالية إلى الولايات المتحدة ( وليس نقله إلى روسيا كما كان يحصل سابقاً) ، عدم تخطي مديات الصواريخ الإيرانية الـ 300 كلم ووقف إمداد الأذرع الإيرانية في الاقليم. وتتلاقى هذه المطالب مع شروط الأوروبيين ومنها نقاش البرنامج الصاروخي والسلوك الإقليمي لطهران.
في حال اندلاع مواجهة جديدة ووجدت إيران نفسها في موقع ضعف كبير، لا يستبعد هذه المرة أن تستعين بأذرعها في اليمن والعراق ولبنان.
وحسب مصدر غربي، يمكن أن تتوسع الحرب هذه المرة وأن تقوم إسرائيل باستخدام الذكاء الاصطناعي وأن تضرب بشدة إيران واليمن وحرب الله في لبنان وكذلك القيام بعمليات خاصة في العراق.
في سياق الصراع الدولي القائم، وفي إطار مواز، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطر شن ضربات جديدة على إيران، معتبرًا أن التهديدات العسكرية المنسقة مع إجراءات اقتصادية تهدف إلى “خنق” طهران.
وفي نفس الاتجاه، أعربت الصين عن قلقها من التصعيد. لكن روسيا المنغمسة في حرب أوكرانيا، والصين المعتمدة لسياسة القوة الناعمة لا تبدوان مستعدتين للانخراط في المواجهة القادمة مع إيران.