تداعيات الود المفقود والتباعد بين ترامب وبوتين
Description
لا يمكن بسهولة تتبع مواقف سيد البيت الأبيض في العديد من الملفات، واخيراً فوجئت دوائر السياسة الدولية والمراقبين بانقلاب موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين بصورة دراماتيكية خلال أقل من 24 ساعة.
وبعدما بدأت الاستعدادات لقمة جديدة تجمعهما في بودابست، علقت واشنطن القمة، ثم فرضت في الثالث والعشرين من أكتوبر عقوبات ضخمة على أكبر شركتي بترول في موسكو، كما ذكر ترامب أن "الاجتماع مع بوتين قد يكون مضيعة للوقت".
في التسلسل، أتى خبر امكان انعقاد القمة بعد اتصال هاتفي بناء على مبادرة بوتين، وذلك عشية لقاء سيد البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني، والتلويح بإمكان تسليم كييف صواريخ توماهوك.
وربما كان دافع سيد الكرملين قطع الطريق على هذا الاحتمال. لكن المناورات من هذا الطرف أو ذاك لم تسفر عن نتيجة إيجابية، إذ أنه خلال بدء الاتصالات لتحضير القمة تبين لترامب أن الرئيس الروسي متمسك بموقفه منذ قمة ألاسكا، وأنه يرفض وقف إطلاق النار كما يريد الجانب الأمريكي، بل يتمسك باستكمال ضم دونيتسك ودونباس في أوكرانيا من أجل تحقيق أهداف هجوم 2022.
لكن ترامب المندفع بعد رعايته الاتفاق حوّل غزة لم يسلم بمطلب بوتين وأعلن إلغاء فكرة القمة. ومما لا شك فيه أن الود المفقود بين الرئيسين والتباعد بينهما سيكون له انعكاسات على الحرب الأوكرانية والعديد من القضايا العالمية.
وفي محاولة لتخفيف وقع الحدث ووسط استمرار الجدل حول قمة بودابست، أكد الكرملين أن موعد تلك القمة لم يحدد في الأساس لكي تلغى.
وفي خطوة لافتة، أرسل الرئيس الروسي موفده الخاص إلى الولايات المتحدة لكي يلتقي ستيف ويتكوف موفد ترامب من أجل ابقاء الصلة بين البلدين، ونظراً لخشية موسكو من أن يمثل هذا التطور فرصة لترامب من أجل وضع بوتين في موقف دفاعي وفرض المزيد من العقوبات وإعطاء كييف الأسلحة التي تحتاجها لتطبيق سياسة السلام من خلال القوة التي يروج لها دونالد ترامب.
ومن التداعيات المباشرة إعلان المتحدثة باسم البيت الأبيض أن " الصين والهند أخذتا تتراجعان عن شراء النفط الروسي ونتوقع المزيد من الضرر على الاقتصاد الروسي مستقبلًا" ، ويأتي ذلك بينما تواجه موسكو موجة من الضغوطات الغربية، مع الإشارة إلى تردد أوروبي بشأن استخدام الأصول الروسية المجمّدة لدعم أوكرانيا، والسبب الأساسي تمركز هذه الأصول في بلجيكا وخشية بروكسيل من ردات فعل ضدها .
هكذا يتبين أن التوصل إلى حل ملائم للمسألة الاوكرانية لا يظهر حالياً في الأفق، خاصة أن سقوط محاولات دونالد ترامب لا يفتح المجال لفرص أخرى.



