عناوين النشرة العلمية :

 

- منع انهيار التعاون العالمي بشأن المناخ سيكون في سلّم أولويات المفاوضات ضمن مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ في البرازيل

- شركة الفضاء الخاصّة "بلو أوريجن" ستطلق مهمّة إلى المريخ لحساب الناسا منتصف هذا الأسبوع

- طيف التوحدّ لدى الأطفال لا ينجم عن تناول النساء لدواء الباراسيتامول خلال الحمل، استنادا إلى تقييم شامل لمجموعة دراسات

أولويات المفاوضات ضمن مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ في البرازيل هو منع انهيار التعاون العالمي بشأن المناخ

 

"إن الوقت حان لهزيمة من ينكرون حصول التغيّر المناخي الذي لم يعد تهديدا مستقبليا، بل مأساة نعيشها في الحاضر"... بهذه الكلمات افتتح الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ (كوب30) مؤكّدا أن العمل من أجل حماية المناخ "أقل كلفة بكثير" من خوض الحروب.

اعتزمت الرئاسة البرازيلية تنظيم محادثات الأمم المتحدة للمناخ في الأمازون في مدينة بيليم الفقيرة وذات المناخ الاستوائي المتقلّب، وذلك في إرادة منها إلى فتح أعين المفاوضين والمراقبين ورجال الأعمال على الوضع الحقيقي للغابات والأنهار والسكان الذين يعيشون هناك.

رئة الكوكب أي غابات الأمازون المطيرة في البرازيل تلعب دورا حيويا في مكافحة تغير المناخ بامتصاصها الغازات المسببة للاحترار، لكنّها تعاني من ويلاتٍ كثيرة تشمل إزالة الغابات وتعدين الذهب غير القانوني والتلوث والاتجار غير المشروع وانتهاكات شتى بحق مجتمعات السكان الأصليين.

إضافة إلى خطة وقف إزالة الغابات أينما كان، سيكون منع انهيار التعاون العالمي بشأن المناخ هو التحدّي الأكبر خلال المفاوضات المناخية التي يتوقّع أن تكون في بيليم من الأصعب في التاريخ الحديث.

إحدى العقبات الكبرى لمؤتمر الأطراف الثلاثين تكمن في وضع خريطة طريق جدّية للخروج من طاقات الوقود الأحفوري مع أسئلة تطرح دائما من قبيل: هل سيكون هناك إجماع دولي لتطبيق اتفاقية "الانتقال الطاقوي" القاضية بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري التي وقّعتها العديد من الدول في دبي عام 2023؟ وكيف سنتحاشى الصدام بين الدول الغنية والعالم النامي؟ ومن أين سنأتي بالأموال لمساعدة الدول المتضرّرة من الأعاصير والجفاف، مثل جامايكا التي اجتاحها الشهر الفائت أقوى إعصار منذ ما يقرب من قرن، أو الفيليبين التي ضربها إعصاران مدمران في غضون أسبوعين؟

تجدر الإشارة إلى أنّ الولايات المتحدة ولأوّل مرّة في تاريخها تغيب عن النسخة الثلاثين من قمّة المناخ مع أنّها أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة بعد الصين.

  

مسبارا "Blue" و"Gold" سيدرسان تاريخ مناخ المرّيخ

 

في سباق محموم يهيمن على قطاع الفضاء الخاص في الولايات المتحدة الأميركية حيث تتنافس شركتا سبايس أكس وبلو أوريجن لإثبات إمكاناتهما في تسيير رحلات إلى القمر والمريخ، قرّرت شركة "بلو أوريجن" للملياردير الأميركي جيف بيزوس إطلاق الرحلة الثانية لصاروخها العملاق "نيو غلين" منتصف هذا الأسبوع بعدما كانت أرجأت الأحد الفائت عملية الإطلاق، لسوء الظروف الجوية غير المواتية.

صاروخ New Glenn  الذي يبلغ ارتفاعه 98 مترا سينطلق مبدئيا في الثاني عشر من نوفمبر من قاعدة Cap Canaveral في فلوريدا. وتتمثّل مهمّته في حمل مسباري ESCAPADE  الذين سمّتهما وكالة الناسا بمسباري "Blue" و"Gold". هاذان المسباران الصغيران من تصنيع جامعة Berkeley وRocket Lab سيصلان إلى محيط المريخ عام 2027 لدراسة تاريخ مناخه وتمهيد الطريق لاحتمال استكشافه بشريا.

سيكون إطلاق صاروخ New Glenn بمثابة اختبار حاسم لتحديد ما إذا كانت شركة "بلو أوريجن" قادرة على استرداد محركاتها عبر إنزال القسم الأول من الصاروخ على منصة في المحيط الأطلسي، وهو ما سيمثل إنجازا تكنولوجيا كبيرا للشركة الأميركية التي لم تستطع بعد تحقيق هذا الهدف فيما نجحت شركة "سبيس إكس" في تحقيقه، طبقا لأهداف الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام.

 

دحض لشائعة أنّ دواء الباراسيتامول يقف وراء طيف التوحد لدى الأطفال 

 

سبق أن أشارت دراسات كثيرة إلى وجود علاقة محتملة بين دواء الباراسيتامول المسكّن للألم واضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه والتوحد. إلا أنّ مستوى هذه الدراسات "متدنّي" أو "متدنّي جدا"، ولا إثبات على وجود صلة مباشرة بين تناول الباراسيتامول خلال الحمل وتطوّر اضطرابات طيف التوحّد لدى الطفل، بالاستناد إلى ما خلُصت إليه دراسة واسعة نشرتها مطلع هذا الأسبوع مجلة "بي ام جاي" الطبية البريطانية.

الدراسة الحديثة التي قّدمت الصورة الأشمل والأدقّ حتى الآن لحالة المعرفة العلمية أتت مناقضة لادّعاءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي حاول تضليل الرأي العام معتبرا أنّ هناك صلة بين تعرّض الجنين للباراسيتامول في الرحم واضطراب التوحّد، بانيا ملاحظاته على دراسة سابقة نُشرت هذه السنة في مجلة "إنفايرنمنتل هيلث".

إنّما الدراسة الجديدة في مجلة "BMJ" التي هي بمثابة تقييم شامل لمجموعة من نتائج الدراسات السابقة اعتبرت أنّ الأخيرة لا تميّز بين تأثير الباراسيتامول نفسه وما قد يكون ناتجا من الأمراض أو الحالات التي جعلت الأم تستخدم الدواء للحمّى أو الألم. كما أنّ الدراسات القديمة لم تستبعد دور العوامل الأخرى مثل الاستعدادات الوراثية أو المشاكل الصحية لدى الأم في حصول طيف التوحّد.

يبقى أن نشير إلى أنّ الباراسيتامول الذي يُباع تحت اسم تايلينول في الولايات المتحدة، هو مسكن للألم موصى به للنساء الحوامل، على عكس الأسبيرين أو الإيبوبروفين اللذين يُشكلان مخاطر مثبتة على الجنين.