فرنسا بعد عشر سنوات على اعتداءات الثالث عشر من نوفمبر
Description
عاشت باريس منذ عشر سنوات، ليلة رعب لا سابق لها في أعنف هجوم إرهابي في تاريخ فرنسا. ومنذ ذلك الحين، لا تزال الصدمة ماثلة إزاء الحادي عشر من سبتمبر الفرنسي وتواصل البلاد مكافحة خطر الإرهاب وتداعياته.
لكن باريس مدينة الأنوار عادت مركزاً للعالم يزورها بين 30 و 40 مليون شخص في العام . لقد استعادت " بانام" كما يلقب العامة باريس، مكانتها في مواجهة ظلمة الإرهاب. وكان نجاح دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024 وإعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام أواخر العام الماضي تتويجًا لذلك.
بالطبع، لم يكن العقد الأخير عقداً سياسياً باهراً لفرنسا التي شهدت كما باقي العام تحولات بعضها مؤلم ونكسات في سياساتها الداخلية والخارجية. لكن مؤسسات الجمهورية صمدت في وجه الإرهاب البشع الذي طال الأساتذة والقطاع التربوي، كما بوجه موجة من العنصرية والكراهية.
بالنسبة لضحايا الإرهاب، بقيت الذكريات ماثلة وكانت المحاكمات الطويلة وتضامن الرأي العام من العوامل الناجحة في التغلب على أصعب لحظات الألم والمعاناة مع ضرورة عدم الإفلات من العقاب.
أما بالنسبة للمسلمين في فرنسا، فقد كان الانزلاق إلى حقبة من الشك والمخاوف، بسبب التحول التدريجي في الخطاب السياسي، والتدابير المتخذة تحت ستار مكافحة الإرهاب وفكرة محاربة " الانفصالية" التي أطلقها ماكرون، ما جعل المجتمع المسلم الملتزم دينيا يشعر بأنه مستهدف ككل. لكن الأدهى يكمن في تشتت المشهد السياسي الفرنسي وصعود القوى المتشددة يميناً ويساراً على حساب الأحزاب التاريخية.
وأتى اليوم التكريمي في الذكرى العاشرة للضحايا المئة والثلاثين المنحدرين من سبعة عشر بلداً، ليبقى أيضا محفورا في الذاكرة الفرنسية الجماعية.
لقد ساد شعورٌ مماثلٌ بالوحدة الوطنية خلال الحفل الختامي في حديقة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، الواقعة خلف مبنى بلدية باريس، عند سفح كنيسة سان جيرفيه. تُجسّد هذه البيئة الخضراء أجواءً من الحياة، بشجيراتها ونباتاتها المعمرة وشجرة الدردار الكبيرة، لكنها أيضًا مكانٌ للذكرى، حيث تُشير ستة شواهد إلى المواقع التي استهدفتها الجماعات الإرهابية. نُقشت عليها أسماء الضحايا في أبشع الأعمال الأرهابية
خلال حفل التكريم، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أن رجال الأمن الذين تدخلوا في قاعة باتاكلان للحفلات الموسيقية "لتحييد المهاجمين" سيحصلون على وسام جوقة الشرف.
وبالفعل في تلك الليلة الليلاء تفاعل واندمج أبطال الشرطة والقوات الخاصة مع الشرطة البلدية وحراس قاعة الموسيقى وملعب كرة القدم، والكثير من المجهولين والأطباء والمسعفين وكل من أسهم في الإنقاذ وتخفيف الآلآم ويستحقون الأوسمة.




