كيف سيحكم دونالد ترامب في ولايته الثانية؟
Description
خلال ولايته الأولى، تصرف الرئيس ترامب بشكل مخالف للأعراف والتقاليد وحتى القوانين الأميركية. فقد حرض أنصاره على اقتحام مبنى الكابيتول لوقف التصديق الرسمي على انتخاب الرئيس جو بايدن، وفرض حظرًا على مواطني عدد من الدول ذات الأكثرية المسلمة، كما قام بالتحريض على الصحافة الأميركية واصفًا إياها "عدو الشعب".
حينذاك، وجد ترامب نفسه في مواجهة مع بعض كبار المسؤولين في حكومته الذين حاولوا إقناعه بعدم تنفيذ قرارات متهورة على الصعيدين الداخلي والخارجي، مما أدى إلى إقالة أو استقالة عدد من المسؤولين الكبار، مثل وزيري الدفاع والخارجية، ومستشاري الأمن القومي وغيرهم.
الاعتقاد السائد اليوم هو أن ترامب لن يعين مسؤولين بارزين ذوي نزعة استقلالية، ما يعني أن الضوابط التي كانت تقيده خلال ولايته الأولى لن تكون موجودة خلال ولايته الثانية.
وفي حملته الانتخابية، لم يتردد ترامب في توجيه التهديدات ضد من يعتبرهم أعداءه في الداخل، مثل رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي والنائب آدم شيف، بالإضافة إلى شخصيات إعلامية واصفًا إياهم "أعداء الداخل". ويتخوف الذين تجرأوا على انتقاد ترامب من احتمال استخدامه لوزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي كسلاح لإخراج وترهيب خصومه السياسيين والإعلاميين.
من المتوقع أن يواصل ترامب نهجه الانعزالي في السياسة الخارجية تحت شعار "أميركا أولًا"، كما فعل خلال ولايته الأولى عندما قوض الأعراف والتقاليد، وعزز علاقاته مع بعض القادة الطغاة أو الرجال الأقوياء.
في المقابل، يهدد ترامب بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي (الناتو) إذا لم يقم أعضاء الحلف بزيادة ميزانياتهم العسكرية وتخفيف اعتمادهم على واشنطن. وقد انتقد ترامب بشدة تسليح حلف الناتو لأوكرانيا، ومن المتوقع أن يقلص أو يوقف هذا الدعم.
كما تجاهل ترامب كليا انتهاكات حقوق الإنسان في الدول الأوتوقراطية، وكذلك في الدول الصديقة والحليفة في الشرق الأوسط، وهو ما يفسر ارتياح الدول ذات الأنظمة الأوتوقراطية لإعادة انتخابه.
ومع أن ترامب انتقد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بسبب إدارته لحرب إسرائيل ضد غزة، إلا أنه حض إسرائيل على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وأشاد بما وصفه "إنجاز المهمة" ضد غزة ولبنان، في إشارة إلى الإسراع بالقضاء على حركة حماس وحزب الله.
من المتوقع أن يواصل ترامب سياسته المتشددة ضد إيران، مع تفادي الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة معها. كما سيحاول توسيع رقعة "اتفاقات أبراهام". ويخشى العديد من الخبراء في شؤون التجارة الدولية أن تؤدي التعريفات الشاملة التي يهدد ترامب بفرضها ضد الصين إلى حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.