الصحف الفرنسية الصادرة اليوم  السبت 8 نوفمبر تشرين الثاني 2025 ركزت على توترات الشرق الأوسط وتحديات السياسة الدولية؛ إذ تناولت لوموند معاناة الأطفال الفلسطينيين تحت نيران الجيش الاسرائيلي ، فيما تساءلت لوبينيون عن أهداف واشنطن من زيارة الرئيس السوري، وانتقدت لومانيتي انسحاب الولايات المتحدة من تقييم حقوق الإنسان، بينما سلطت لاكروا الضوء على استعداد الجيش الفرنسي لمواجهة روسيا ومدى جاهزيته لذلك.

لوموند:في الضفة الغربية المحتلة الأطفال الفلسطينيون في مرمى نيران الجيش الإسرائيلي 

في هذا الروبرتاج تنقل صحيفة لومند صورة مأساوية لتصاعد العنف في الضفة الغربية، حيث أصبح الأطفال الفلسطينيون أهدافاً مباشرة. محمد الحلّاق، الطفل البالغ من العمرتسع  سنوات من جنوب الخليل، كان يحلم بأن يصبح طبيب قلب، لكنه أُصيب برصاصة أطلقها عليه جندي إسرائيلي أثناء مراقبته لآليات عسكرية تمر بقريته، فيما بدا الجندي وكأنه يحتفل بإطلاق النار.

أما الطفل صدّام رجب، عشرة  أعوام من طولكرم، فأصيب برصاص قناص إسرائيلي أثناء استخدامه هاتفه للاتصال بوالدته، فيما تحدث والده عن إذلال الجيش خلال محاولات إسعافه وتحقيق صوري لم يُسفر عن أي نتيجة.

وفي حادث آخر، قُتل أحمد جزّار،  أربعة عشر عاما  عاماً من قرية قرب نابلس، برصاصة أطلقها قناص من مئات الأمتار خلال عملية عسكرية في يناير الماضي، ما ترك والده في صدمة نفسية عميقة

وتشير الصحيفة، استناداً إلى تقارير الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسف، إلى أن ما لا يقل عن أربعة و أربعين  طفلاً فلسطينياً قُتلوا منذ مطلع العام برصاص الجيش الإسرائيلي، دون فتح تحقيق جدي أو محاسبة المتورطين

لوبينيون: سوريا وترامب ماذا تريد واشنطن من الشرع؟

تعتبر صحيفة لوبينيون أن  زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للولايات المتحدة تضع الإدارة الأمريكية أمام مفارقة واضحة وهي التعاون مع شخصية ارتبطت بالإرهاب لتحقيق أهداف استراتيجية

تشير الصحيفة الى ان واشنطن لا تهتم بماضي الشراع، بل بما يمكن أن يقدمه من أدوات لتعزيز مصالحها الإقليمية من أبرز أهدافها: مكافحة خلايا تنظيم الدولة في شمال غرب سوريا، إعادة التوازن الإقليمي للحد من النفوذ الروسي والإيراني، وربط عملية إعادة الإعمار ورفع العقوبات بمصالح اقتصادية وسياسية، بما في ذلك الضغط على إسرائيل نحو تطبيع العلاقات

هذا النهج يظهر براغماتية صارخة للولايات المتحدة على حساب القيم الأخلاقية وحقوق الإنسان. فحتى شخصية معروفة بعنفها وإرهابها يمكن أن تُستغل كورقة لتحقيق النفوذ الأمريكي، ما يثير تساؤلات حول حدود المصلحة الاستراتيجية مقابل المبادئ الأخلاقية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة .

لومانيتي:انسحاب  الولايات المتحدة من تقييم حقوق الإنسان منطق القوة يحل مكان القيم

الصحيفة تطرقت الى إعلان الولايات المتحدة مقاطعتها لـالاستعراض الدوري الشامل للأمم المتحدة، وهو آلية تقيّم التزام الدول بحقوق الإنسان. هذا الانسحاب غير المسبوق لا يعكس مجرد موقف دبلوماسي،بحسب لومانيتي  بل يرسل رسالة خطيرة للعالم وهي  حتى أقوى الدول يمكنها تجاهل المعايير الدولية دون محاسبة

تأتي هذه الخطوة في وقت تُنتقد فيه واشنطن على نطاق واسع بسبب انتهاكات حقوق اللاجئين والمهاجرين، قمع حرية التجمععنف الشرطة، التمييز القائم على النوع واستمرار عقوبة الإعدام والتعذيب.

خبراء حقوق الإنسان يحذرون من أن قرار الولايات المتحدة يهدد مصداقية آليات الأمم المتحدة، ويشجع دولاً أخرى على تقليد الانسحاب أو تجاهل التزاماتها الدولية.و تشير الصحيفة الى أن  الرسالة الأميركية، وفقا للخبراء تؤكد أن المصالح السياسية يمكن أن تتجاوز القيم الأخلاقية، ما يضعف الأساس الدولي لحقوق الإنسان ويهدد الشمولية والعدالة في تطبيقها.

لاكروا:الجيش الفرنسي يستعد لمواجهة روسيا … لكن هل فعليًا جاهز؟

الصحيفة تطرقت الى استعدادات الجيش الفرنسي لمواجهة روسيا في حال حدوث صدام عسكري خلال ثلاث إلى أربع سنوات المقبلة  

هذه الاستعدادات تركز على القدرات الجوية النووية والتقليدية،التي جهزتها فرنسا و المتمثلة في  مقاتلات رافال وميراج إلى تطوير صواريخ فرط صوتية ورادارات متقدمة، مع التركيز على الدفاع ضد الطائرات المسيّرة والتهديدات الفضائية..

ويظهرتقرير لاكروا فجوات واضحة بين الطموح والواقع. فبينما تُروج القوات الجوية لقدرات الردع النووي والتقنيات التكنولوجية المتطورة و الحديثة يظل عدد المقاتلات محدودًا بحسب الصحيفة (185 طائرة) مقارنة بالاحتياجات العملية كما تشير لاكروا الى ان القانون العسكري الحالي لا يشمل  أي زيادة كبيرة، مما يطرح علامات استفهام حول الجاهزية الفعلية لأي صدام

الصحيفة طرحت أيضا قيود  الميزانية والموارد البشرية والسياسية، الاستثمارات في مواجهة تهديد فعلي التي قد تنعكس على هذه 

وتخلص الصحيفة الى ان فرنسا تُظهر استعدادًا تقنيًا، لكنها تظل في صراع دائم بين الطموح الاستراتيجي والقيود الواقعية، مما يجعل قدراتها العسكرية على المحك إذا تصاعد التوتر مع روسيا