مجلة لبوان: من هو أمير دمشق حقيقة؟
Description
تناولت المجلات الفرنسية في الأسبوع الاول من شهر ديسمبر/كانون الاول 2024 مواضيع مختلفة من أبرزها مقالات عن زعيم هيئة تحرير الشام الجولاني الذي سيطر على العاصمة السورية دمشق ومقال عن خلفيات تخلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حليفه الرئيس السابق لسوريا بشار الأسد.
مجلة لبوان نشرت مقالا تحت عنوان: من هو أمير دمشق حقيقة؟
اسبوعية لبوان نشرت على صدر صفحتها الاولى صورة أحمد الشرع المدعو الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام وعنونت امير دمشق، حيث اعتبرت المجلة ان الماضي المتطرف لمن يترأس سوريا الآن غطى على الصورة المعتدلة التي يريد الجولاني تقديمها للراي العام العالمي.
واضافت المجلة ان مشهد الثامن من كانون الأول/ديسمبر الجاري اعاد إلى الأذهان ذكرى إعلان خلافة داعش قبل عشر سنوات في الجامع الكبير بالموصل، فبعد ساعات قليلة من إعلان هروب بشار الأسد من سوريا، دخل سيد دمشق الجديد أبو محمد الجولاني، واسمه الحقيقي أحمد الشرع، منتصراً إلى المسجد الأموي، مرتديا الزي العسكري وبلحية السوداء، وتم الترحيب بزعيم التمرد المناهض للأسد كالبطل.
وتابعت مجلة لبوان ان الجولاني أبعد من أن يكون معتدلاً، فعندما كان على رأس جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة، تميز احمد الشرع عن بقية المعارضين للأسد بالتطرف في أساليبه من خلال الهجمات الانتحارية والإعدامات وتدمير الكنائس والانتهاكات ضد الأقليات الدينية، وهو ما كان يثير الرعب في نفوس خصومه وسمح له بجذب العديد من المجندين.
واضافت مجلة لبوان ان مع اندلاع الثورة في سوريا، تم تكليف الجهادي الجولاني من قبل “خليفة” تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، أبو بكر البغدادي، بالعودة إلى بلاده لإنشاء الفرع السوري للتنظيم.
وتقول مجلة لبوان ان احمد الشرع خالف تعليمات ابو بكر البغدادي وأنشأ معقلاً خاصاً به في شرق وشمال سوريا وظهر الخلاف إلى النور في عام 2013 عندما رفض الجولاني الاستسلام لأمر الزعيم الجهادي العراقي بدمج الفرعين لتشكيل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وحدثت القطيعة الثانية في عام 2016، بعد أن فقد الزخم على الأرض، حيث أصبح الآن مستهدفًا من قبل كل من القوات الجوية الروسية الموالية للأسد والقوات الجوية الأمريكية.
مجلة ماريان عنونت أحد مقالاتها: متمرد، معتدل.. لا إسلامي، لا تخطئوا في الاسم الذي تطلقونه على الجولاني زعيم سوريا الجديد
تقول مجلة ماريان إن رجل سوريا القوي الجديد، أبو محمد الجولاني، بات يثير قدراً من الحماس في الغرب، فبرغم من ان الجولاني الذي أسقط بشار الأسد لم يعد منخرطاً في الجهاد الدولي، لكنه لا يزال يظل إسلامياً متطرفاً متبعاً للشريعة الإسلامية.
وتابعت الاسبوعية الفرنسية انه بعد أكثر من عشرين عاماً من تمسكه بالسلطة، لم يستغرق الأمر سوى 11 يوماً من الهجوم لدفع الاسد "جزار دمشق" – وهو اللقب الذي يطلقه معارضو بشار الأسد – الى مغادرة سوريا على عجل، وهي رحلة وضعت نهاية فعلية للنظام الدكتاتوري الذي ورثه عن والده حافظ الأسد.
واعتبرت مجلة ماريان ان وصف بعض وسائل الاعلام المتحمسة لأبو محمد الجولاني، بمسقط بشار، على رأس الإسلاميين في «المجلس الأعلى للثورة»، وبأنه «زعيم تحالف المعارضين»، وتشيد وسائل اعلام اخرى بـ«اعتداله» أو حتى بقدرته على «طمأنة الأقليات الدينية». هي مصطلحات يفرضها الأميركيون لتبرير دعمهم للجماعات الإسلامية السورية وهي عملية احتيال في دلالات الالفاظ نددت بها مجلة ماريان في عام 2013.
فبحسب المجلة فمسار أبو محمد الجولاني لا يثير بأي حال من الأحوال هذا «الاعتدال». فبعد قتاله في العراق بأوامر من أبو بكر البغدادي، أرسله الأخير عام 2012 إلى سوريا لإنشاء جبهة النصرة، لكن الجولاني يقرر في النهاية أن ينأى بنفسه عن أبو بكر البغدادي ويتعهد بالولاء لتنظيم القاعدة الارهابي قبل الانفصال عنه.
مجلة لكسبريس: بعد سقوط بشار الأسد، فلاديمير بوتين، الأب الروحي الأعرج الجديد
ترى مجلة لكسبريس ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سارع لمساعدة بشار الأسد في عام 2015، لم ينقذه في عام 2024. وهذا يكفي لجعل الدول الحليفة لموسكو ان تقلق من علاقتها معها.
واوضحت مجلة لكسبيريس ان موسكو تمتلك ممتلكات لا مثيل لها في سوريا: وهما قاعدتان عسكريتان تقعان على الساحل السوري توفران طريقًا استراتيجيًا مختصرًا فريدًا إلى أفريقيا، وهي المنشأة البحرية في طرطوس، جوهرة الجيش الروسي على البحر الأبيض المتوسط، وقاعدة مطار حميميم .
ونقلت المجلة عن Mark Galeotti مارك جالوتي، مؤرخ بريطاني متخصص في روسيا قوله إن قاعدة حميميم هي نقطة تزود بالوقود حاسمة للرحلات الجوية التي تنقل الأفراد أو المعدات العسكرية إلى مختلف نقاط الانتشار في أفريقيا. والطريقة الوحيدة التي يجب أن تنتقل بها طائرات الشحن من روسيا إلى أفريقيا هي عبور الفضاء الجوي التركي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السلطة الكاملة لإغلاق هذا المجال متى رأى ذلك مناسبا."
واوضحت مجلة لكسبريس ان الأهمية الاستراتيجية لهاتين القاعدتين، تجعل موسكو مستعدة لفعل أي شيء للحفاظ عليهما، حتى لو عقدت اتفاق مع عدو الأمس وهي المعارضة السورية.
ويرى بعض الخبراء بحسب المجلة انه لا يمكن استبعاد التوصل إلى اتفاق بين روسيا وهيئة تحرير الشام من خلال تركيا، وبحسب تقديرات إذا تمكن فلاديمير بوتين من الحفاظ على عقود إيجار قواعده الموقعة في عام 2017 لمدة تسعة وأربعين عامًا، فسوف يكون قد نجح باستخدام ورقته الرابحة .