إعصار ميليسا كان الأعنف منذ 90 عاما بعد إعصار Labor Day
Description
مصحوبا برياح عاتية بلغت سرعتها 300 كلم في الساعة، كان إعصار ميليسا الذي ضرب جاميكا قبل أن يعبر إلى كوبا وجزر البهاماس ومحيط برمودا إعصارا عنيفا بقوتّه التي لم يشهد لها مثيل في المحيط الأطلسي منذ 90 عاما، في كارثة عادت بعقارب الزمن لناحية شراستها وقوّتها إلى إعصار Labor Day الذي دمر أرخبيل كيز بولاية فلوريدا الأميركية عام 1935.
على السلّم التصاعدي من خمس فئات بحسب مقياس Saffir-Simpson، كانت قوّة إعصار ميليسا الذي خلّف دمارا واسعا في المنازل الخشبية-المتواضعة من الفئة الخامسة القصوى قبل أن ينخفض إلى الفئة الثالثة خلال الساعات العديدة التي استغرقها اجتياحه جامايكا.
مع تصنيف إعصار ميليسا على أنّه العاصفة الاستوائية الأقوى في العالم لعام 2025 متسبّبة بمقتل عشرين شخصا في كل من جامايكا وجمهورية الدومينيكان وبنما وهايتي حيث يستمر البحث عن مفقودين، السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل الأنشطة البشرية المرتبطة بحرق الوقود الأحفوري لها يدّ كبيرة في تفاقم ظاهرة الأعاصير الشرسة والقوية بالتوازي مع أبخرة الماء؟ يجيب عن هذا السؤال في التسجيل الصوتي، المهندس الاختصاصي في التوقعات الجوية قصيرة وبعيدة المدى من المركز العربي للمناخ، أحمد العربيد.
دام إعصار ميليسا لساعات عدّة فوق جزيرة جامايكا ما هو ليس بالمعتاد لناحية طول زمن الظاهرة الجوّية وقوّتها. عن سبب تكوّن العواصف الدوّارة مع عين إعصار مدمّر من قبيل ميليسا. إنّ تراكم غازات الدفيئة على مرّ العقود في الغلاف الجوّي ساهم بجانب من الجوانب في جعل إعصار ميليسا واحدا من أعنف الأعاصير المتطرّفة-المدمّرة، استنادا إلى ما قاله أحمد العربيد في التسجيل الصوتي.
الباحث في معهد Grantham لتغير المناخ والبيئة التابع لكلية لندن الإمبراطورية الدكتور Ben Clarke يعتبر "أن الاحترار العالمي الناجم عن الوقود الأجفوري يُبشر بعصر جديد من الأعاصير الأشد فتكًا من السابقة". إلى ذلك، أصبحت الظواهر الجوّية المتطرّفة صعبة التوقّع والتنبّؤ المسبق كما سلّم بالأمر أحمد العربيد
جزيرة جامايكا بأكملها عانت من الآثار المدمّرة لإعصار ميليسا الذي عاث خرابا في مستشفيات عدة فيما أفادت وزارة شؤون الجماعات المحلية "بأنّ أكثر من 530 ألف جامايكي محرومون من الكهرباء حاليا. والعمل جارٍ لاستعادة خدمة الكهرباء ويتم إعطاء الأولوية للمستشفيات ومحطّات الضخ ومحطات معالجة المياه". علما بأنّ وزارة الخارجية في المملكة المتحدة ستقدم مساعدة مالية طارئة لجامايكا بقيمة فاقت 3 ملايين دولار.
يبقى أن نلفت إلى أنّ كارثة إعصار ميليسا قد تحلّ على أي بقعة جغرافية من الأرض ولا بلد فوق رأسه خيمة نظرا إلى التغيرات المناخية التي ما عاد نكرانها ينفع.




