الحب عن بعد: المسافة تضعفه أم تقويّه؟
Description
برنامج الصحة المستدامة يستضيف د. رضوى فرغلي، الاختصاصية في الأمراض النفسية والعلاقات الزوجية، لفتح ملف الحب عن بُعد وتأثير المسافات على قوة وديمومة العلاقة.
دراسة حديثة تشير إلى أن المسافة أصبحت جزءاً من العلاقات العاطفية
ازدادت العلاقات العاطفية التي يعيش فيها الشريكان بعيدين عن بعضهما، حتى وإن كان من الصعب تحديد حجم هذا الارتفاع بدقة. ففي كندا، تشير البيانات إلى أن 7% من الأزواج فوق سن العشرين يعيشون في أماكن مختلفة، وتصل النسبة إلى 31% في الفئة العمرية ما بين 20 و 24 عاماً. وفي الولايات المتحدة وإنجلترا وويلز، يعيش نحو أربعة ملايين أمريكي و785 ألف شخص بعيداً عن شركائهم، رغم أن الأسباب قد تتنوع بين العمل أو الظروف الشخصية والصحية.
وترى عالمة الاجتماع دانييل ليندمان أنه لا توجد أدوات إحصائية واضحة تقيس من يعيشون منفصلين بسبب العمل، لكن معظم الباحثين يرجّحون أن الأعداد في تزايد، خاصة مع انتشار تطبيقات المواعدة التي سهّلت العلاقات العابرة للمسافات. وتُظهر دراسات لطلاب الدكتوراه أن أصحاب التخصصات الدقيقة غالباً ما يضطرون للعيش بعيداً حفاظاً على مسارهم المهني، خاصة حين تقل الخيارات مع ارتفاع مستوى التعليم.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن البعد لا يخلو من تحديات، سواء كانت مالية تجعل الزيارات مكلفة، أو اجتماعية وعاطفية كما في حالة بعض العاملات الفلبينيات اللواتي يُحرمن من التواصل المنتظم مع أسرهن. ورغم ذلك، تكشف أبحاث تشي بيليدو أن الشركاء في العلاقات البعيدة يرون علاقاتهم أكثر استقراراً، وأن الغيرة الإيجابية والمتابعة المعتدلة عبر الإنترنت يمكن أن تدعم الثقة ما دامت لا تتحول إلى تدقيق وتحقيق مع الشريك.
وأخيرا أوضحت التجارب أن نجاح هذا النوع من العلاقات يعتمد على سمات مثل المرونة، سهولة التكيف، الاستقلالية، والاستقرار المادي، إضافة إلى غياب الأطفال. ويبقى التواصل المستمر عبر الوسائل الرقمية العنصر الأهم لتعويض المسافة، مع تجنّب مقارنة العلاقة بأخرى يعيش أصحابها معاً.




