بنان سقباني: من رحلة اللجوء إلى قصة إلهام وإنجاز إنساني
Description
استضفنا في كافية شو الشابة السورية بنان سقباني، التي استطاعت أن تحوّل رحلة اللجوء من سوريا إلى النمسا إلى قصة إلهام وإنجاز إنساني. تحدثت بنان عن تجربتها الشخصية التي مرّت خلالها بخمس عشرة مدرسة مختلفة، مؤكدة أن هذا التنوع لم يكن عبئًا، بل مدرسة في الحياة جعلتها أكثر مرونة وانفتاحًا على الآخر.
وأشارت بنان إلى أن اللحظة التي شعرت فيها بأنها لم تعد لاجئة تبحث عن مكان، بل إنسانة تصنع مكانها بنفسها، كانت عندما بدأت بالعمل في مجال تمكين الشباب ونشر ثقافة السلام. وأضافت أن الهجرة بالنسبة لها لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل رحلة لاكتشاف الذات وإعادة بناء الهوية.
وفي حديثها عن الاندماج، أكدت بنان أن الاندماج لا يعني الذوبان في المجتمع الجديد، بل هو تفاعل متوازن بين الثقافات يقوم على الاحترام المتبادل. وبيّنت أنها واجهت تحديات كامرأة مسلمة في أوروبا، لكنها استطاعت تحويل الصور النمطية إلى فرص للحوار وبناء الجسور. وشددت على أن تقبّل الآخر يبدأ من تجاوز الخوف المتبادل بين الثقافات.
اما في محور التعليم، تحدثت بنان عن انتقالها بين خمس عشرة مدرسة، موضحة أن هذه التجربة جعلتها تتعلم كيف تتكيّف بسرعة وتفهم الناس من خلفيات مختلفة. وأكدت أن التعليم هو المفتاح الحقيقي للاندماج، لأنه يفتح العقول ويمنح الإنسان الثقة للمشاركة في المجتمع. كما أضافت أنها تلاحظ في ورشاتها التعليمية أن الأطفال والشباب يمتلكون استعدادًا فطريًا لتقبّل الآخر إذا وجدوا من يستمع إليهم بصدق.
وعن العمل الإنساني والشباب، فقد شددت بنان على أن رسالتها الدائمة في المؤتمرات والندوات هي أن الشباب قادرون على التغيير مهما كانت ظروفهم. ودعت كل شاب مرّ بتجربة اللجوء أو فقد الأمل إلى البحث عن ذاته من جديد، لأن البداية الحقيقية تنطلق من الداخل. وأكدت أن تمكين الشباب لا يكون بالشعارات، بل بإتاحة الفرص لهم ليعبّروا عن أنفسهم.
وأكدت بنان أن السلام الحقيقي يبدأ من الأفراد، من قدرتهم على فهم أنفسهم أولًا، ثم الانفتاح على الآخرين. وأضافت أن الإنسانية هي اللغة الوحيدة التي يمكنها أن تتخطى الحدود والانقسامات. ووجّهت رسالة مؤثرة إلى كل فتاة لاجئة أو شاب فقد الأمل قائلة: أنتم لستم ضحايا الظروف، بل صُنّاع المستقبل إذا آمنتم بأنفسكم.
وفي ختام اللقاء، عبّرت بنان عن سعادتها بفوزها بجائزة Biber Impact Award 2025، معتبرة أنها ليست تكريمًا شخصيًا بقدر ما هي تقدير لكل شاب وشابة يسعون لصنع التغيير الإيجابي. وأكدت أن خطوتها التالية ستكون التوسع في مشاريع تفاعلية تجمع الفن والتعليم والعمل الإنساني لنشر ثقافة التعايش والسلام.




