صحيفة ليبيراسيون البرهان و دقلو سلامٌ في الخطاب… حربٌ في الفعل
Description
تصدر الصحف الفرنسية اليوم، 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، بمجموعة من الملفات الدولية والداخلية البارزة: فصحيفة لوفيفار تتناول الصراع الأميركي-الأوروبي حول الأموال الروسية المجمدة وما بينه من تنازع على النفوذ والموارد، بينما تركز ليبيراسيون على التناقض بين خطاب السلام في السودان وواقع الحرب المستمرة. أما لي زيكو فتسلّط الضوء على إعادة فتح ماكرون ملف الخدمة العسكرية بين الطمأنة والتعبئة، فيما تكشف لوموند عن قضية التجنيد القسري لمواطنين جنوب أفريقيين للقتال في روسيا وما يورّط ابنة جاكوب زوما.
صحيفة لوفيقارو
الصراع الأمريكي الأوربي على الأموال الروسية المجمدة... معركة السيطرة أم نهب مفتوح
اعتبرت صحيفة لو فيغارو أن الأزمة الأوكرانية لم تعد مجرد صراع عسكري بل تحولت إلى صراع مصالح دولية وتجاذب اقتصادي وسياسي
وأشارت الصحيفة إلى أن خطة السلام المقترحة من إدارة ترامب كشفت بوضوح سعي الولايات المتحدة لاستغلال الحرب لمصلحتها الخاصة، عبر محاولة السيطرة على الأصول الروسية المجمدة في أوروبا واستثمارها لصالحها مع ضمان نصف الأرباح، وهو ما وصفه الأوروبيون بمحاولة "نهب" صريحة
في المقابل، ترى لو فيغارو أن أوروبا تجد نفسها في موقف مضطر، تحاول فيه تأمين الدعم المالي لأوكرانيا وضمان استمرار الدفاع عن سيادتها الاستراتيجية، دون الانخراط في لعبة مصالح أمريكية على حساب الحلفاء
وتلفت الصحيفة إلى أن النزاع حول الأصول الروسية يكشف هشاشة أوروبا أمام الضغوط الخارجية، خاصة مع تباين المواقف الداخلية بين دول متوافقة على دعم أوكرانيا وبلدان مثل بلجيكا والمجر تعترض لأسباب قانونية وسياسية
وتخلص لو فيغارو إلى أن الأزمة تمثل اختبارًا لقدرة أوروبا ليس فقط على حماية أوكرانيا، بل على حماية استقلالها الاستراتيجي ورفض الهيمنة الخارجية. فإذا فشلت في ذلك، فإن أوروبا لن تفقد مجرد أموال، بل قد تفقد مصداقيتها كقوة قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة في وجه الضغوط الكبرى
صحيفة ليبيراسيون
البرهان و دقلو سلامٌ في الخطاب… حربٌ في الفعل
اعتبرت صحيفة ليبيراسيون أن الأزمة السودانية تكشف بوضوح حجم التناقض بين التصريحات الدبلوماسية وواقع الحرب على الأرض. فقد أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو مؤخرا عن «هدنة إنسانية» لمدة ثلاثة أشهر، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي، لا أكثر، خاصة وأن الهجمات على المدن والقرى لم تتوقف
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان رفض من جهته أي وقف لإطلاق النار قبل انسحاب قوات الدعم السريع من المدن، وهو مطلب يصفه الخبراء بالـ غير واقعي، إذ يسعى الجيش لتحقيق مكاسب على الأرض لم يتمكن من فرضها خلال المعارك السابقة. هذا التباين يعكس، حسب ليبيراسيون، عدم وجود إرادة حقيقية للسلام لدى الطرفين، حيث يظل كل منهما متمسكًا بالحل العسكري وتحقيق انتصارات تكتيكية على حساب المدنيين
وتشير الصحيفة إلى أن الوساطة الدولية، بقيادة الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر تواجه صعوبات كبيرة، وسط تباين مصالح القوى الخارجية. ما يحوّل السودان إلى ساحة صراع بالوكالة
في النهاية، ترى ليبيراسيون أن الأزمة السودانية ليست مجرد اختبار لمدى قدرة الجيش والحكومة على فرض سيطرتهم، بل اختبار حقيقي لنزاهة الوساطة الدولية وقدرة السودان على الحفاظ على سيادته واستقلال قراره في مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية. وإذا استمر الطرفان في التعنت، فإن الهشاشة السياسية والإنسانية ستتفاقم، ما يهدد الفرص الحقيقية للسلام
صحيفة لي زيكو
رسالة طمأنة من ماكرون: الخدمة العسكرية الجديدة لن ترسل الشباب إلى ساحات القتال
توقفت صحيفة لي زيكو عند إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن إنشاء خدمة عسكرية تطوعية و حرصه بالفعل على طمأنة شعبه بشأن تفاصيل هذه الخدمة الجديدة، بعد ثلاثين عامًا على إلغائها من قبل جاك شيراك
الصحيفة تشير إلى أن هذا الإعلان يأتي في سياق تعزيز العقد بين الجيش والأمة حسب ما أكده ماكرون ، مع التأكيد على أن الخدمة الجديدة لن تُرسل الشباب إلى ساحات النزاع في الخارج، مثل أوكرانيا،
وتلفت الصحيفة إلى أن تصريح ماكرون يهدف لتهدئة المخاوف، لكنه يثير في الوقت نفسه تساؤلات حول جدوى إعداد الشباب عسكريًا دون توظيفهم فعليًا في الدفاع عن مصالح الوطن
لي زيكو ترى أن المبادرة تحمل بعدًا سياسيًا ودبلوماسيًا، حيث يراها بعض الأطراف خطوة لتعزيز الردع الوطني، لكنها قد تواجه مقاومة اجتماعية، خصوصًا في مجتمع حساس للتجارب السابقة مثل الخدمة الوطنية الشاملة.
وتخلص الصحيفة إلى أن هذا المشروع يعكس تحديًا مزدوجًا: بين الحاجة إلى تعزيز القدرات الدفاعية وإشراك الشباب، وبين صعوبة تحقيق التوازن بين التدريب الفعلي والواقع السياسي والاجتماعي الفرنسي الحالي
صحيفة لوموند:
تجنيد قسري لجنوب أفريقيين للقتال في روسيا يورّط ابنة جاكوب زوما
سلطت صحيفة لوموند الضوء على قضية ابنة الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، جاكوب زوما، المتهمة بتجنيد رجال وإرسالهم إلى الجيش الروسي للمشاركة في الحرب، بينهم ثمانية من أفراد العائلة نفسها. وتشير الصحيفة إلى أن هؤلاء الرجال أرسلو إلى روسيا بوعد التدريب العسكري وفرص عمل كحراس شخصيين، لكنهم اضطروا للقتال، ما يطرح شبهات واضحة حول الاستغلال البشري والتجنيد القسري
وقد فتحت السلطات الجنوب أفريقية تحقيقًا لتحديد مدى تورط المسؤولين والوسطاء في هذه العمليات، خاصة بعد تكرار حالات مشابهة. وتوضح لوموند أن القضية تأتي في سياق سياسي حساس، إذ تحافظ جنوب إفريقيا على موقف «عدم الانحياز» رغم الروابط التاريخية لبعض الأحزاب بالحكومة الروسية، إلا أن تورط شخصيات سياسية بارزة يهدد سمعة البلاد كميسر دولي محايد.
وتخلص الصحيفة إلى أن هذه الأحداث تكشف هشاشة الأجهزة الرقابية والسياسية أمام النفوذ الخارجي، وتطرح تساؤلات حول حماية المواطنين من التجنيد القسري واستغلالهم في النزاعات المسلحة، في وقت تسعى فيه الدولة للحفاظ على حيادها ودورها الدبلوماسي




