غادة عبد العال: أحمر شفاه لرمسيس الثاني!
Description
بعد أن شهدنا افتتاح المتحف المصري الكبير في بداية شهر نوفمبر بحفل شهده العالم أجمع، كان ميعاد المتحف مع أول زواره في نفس الأسبوع.
البعض توقع إقبالا كبيرا، نظرا للاهتمام اللي انصب على المتحف سواء قبل الحفل أو بعد انتهائه، لكن الأعداد المهولة اللي كانت واقفة على الأبواب في انتظار فتحها، و اللي فاقت التوقعات فاجئت الجميع حتى أنها كادت تفوق استيعاب المتحف.
١٨ ألف زائر في أول أيام الافتتاح بس، كانوا كفيلين بإثارة دهشة وربما ارتباك الجميع،
لأن مع الأعداد المهولة دي، واللي أكثرها كان من الشباب. كان من الضروري إنه يظهر بعض الاستعراض اللي مالوش لازمة، والاستظراف البايخ ، والتنظير الفارغ سعيا خلف التريند.
شوفنا شباب بيلمسوا الآثار ويتسندوا عليها، وشوفنا شباب جايين يقرأوا قرآن ويحذروا من تبجيل رمسيس الثاني على اعتبار خاطيء إنه فرعون اللي أخرج موسى بدون أي دليل، وشوفنا بنات جايين يستظرفوا بتصوير فيديوهات وكأنهم بيحطوا أحمر شفاة لتماثيل فرعونية عمرها آلاف السنين، عشان يخلقوا تريند بايخ، ما فيش فيه فكرة ولا له أي لزوم. وكلهم للأسف للأسف شباب. مما ينبيء عن مشكلة واضحة في وعي هذا الجيل.
التصرفات المؤسفة دي للأسف لم تجد العدد الكافي من أفراد الأمن للتصدي ليها، إذ يبدو إن المتحف لسه في مود تشغيل ابتدائي، وزي ما قلنا يبدو إن ماحدش كان عامل حسابه على حضور هذه الأعداد الغفيرة.
وفجأة سمعنا عن قرار متسرع بمحاولة تفادي المشكلة، بحصر أعداد الجمهور المصري اللي بتدخل المتحف في عطلة نهاية الأسبوع بطريقة الكوتة.
والحقيقة وعلى الرغم من إني متفهمة للقرار السريع ده لو فعلا تم اتخاذه كمحاولة للحد من المشاكل والتصرفات الصبيانية لأجيال لحس عقلها التريند. لكن لا يزال جوه حلقي غصة مش قادرة أتخطاها.
إذ إنه قرار لو بصيناله من أي زاوية هنلاقيه بيتسبب في شعور ما بالدونية بيسود البعض خاصة حين يتعلق الأمر بالأماكن السياحية. بينما أنا بأمانة مش شايفاها مشكلة جنسيات، على أد ما هي مشكلة أجيال عاشت وترعرعت في عالم بيقيمهم و بيقيم أفعالهم لا بتأثيرها في الواقع، ولكن في عدد المشاهدات اللي بتحصدها على مواقع التواصل المختلفة وعدد التعليقات واللايكات.
كل ما أتمناه إن ده يكون تصرف مؤقت، لمحاولة السيطرة على الوضع الحالي، وإن يكون فيه خطة مستقبلية، أولا: لزيادة الأمن داخل المتحف، وثانيا لزيادة الوعي العام عند الشباب.
أصل انت لما تمنع شاب من زيارة آثار بلده، إنت كده ما علمتوش حاجة، كل اللي عملته وضع مؤقت مترتب عليه إن لسه وعيه مشوه، وإن ما ظهرش أثر التشوه ده في المتحف هيظهر في غيره.
وهو ده الجيل اللي جاي، مافيش حيلتنا غيره، فانت مجبر لا بطل على إنك تستخدم كل الوسايل المتاحة لإصلاح العطب ده في وعي الجيل، يا إما هتواجه يوما ما إن لا حضارة سابقة ولا واقع حالي ولا مستقبلي هينجو من جيل على هذا القدر من الاستهتار.




