Discoverبرامجغادة عبد العال: الفن الذي حارب النسيان!
غادة عبد العال: الفن الذي حارب النسيان!

غادة عبد العال: الفن الذي حارب النسيان!

Update: 2025-11-01
Share

Description

في أسبوع الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الجديد، تجد الكل في مصر في حالة من الانتشاء، الاحتفال والفخر. البلد ارتدت حلتها الجديدة، ولا تكاد تفتح محطة إذاعة أو تليفزيون إلا وتجد الافتتاح وهو حديث الساعة.

حتى على المستوى الشعبي، تابع على سبيل المثال طوفان الصور المصنعة عن طريق الذكاء الاصطناعي للمصريين وهم لابسين لبس أجدادهم وهي بتجتاح صفحات السوشيال ميديا.

فراعين وفرعونات، بنفس ملامح أجدادهم اللي خلدت على جدران المعابد وعلى أوجه الحجارة المنحوتة على شكل تماثيل، ولا عزاء لإخواننا بتوع الأفروسينتريك. فالمصريين وجدودهم فولة وانقسمت نصين.

لكن مع شوية تركيز هنلاحظ إن على الرغم من التشابه ففيه اختلاف واضح جدا بين الأجداد والأبناء. ألا وهو الإيمان بقوة الفن وقدرته على تخليد الحضارة. أصل مش صدفة أن كل ما بقى من حضارة المصريين القدماء هو الفن.

الفن وحده هو ما ساهم في إيصال كل المعلومات اللي في إيدينا عنهم وعن حضارتهم العظيمة. نقش على حجر، لون على حائط، تمثال، لوحة بتحكي قصة معركة حربية، ومخطوطة بتحكي أساطير عن آلهة عبدت من قبل الزمان بزمان.

ما صمدتش قوانينهم عبر الزمان، ولا نظم حكمهم استمرت عبر العصور، ولا جيوشهم بقيت، ولا حتى لغتهم اليومية محفوظة. كل اللي بقي هو الجمال اللي لم يهزمه الزمن.

الفن، وحده هو الذاكرة اللي أخبرتنا عن كل هذه الأشياء. والفنانين هم اللي خلوا حكاية الحضارة دي تقرأ إلى الأبد أو إلى أن يطوي الزمن آخر نقشة على آخر حجر وآخر نظره على وجه آخر تمثال.

نقارن بأه بين موقف الأجداد وموقف الأحفاد فيما يتعلق بالاحتفاء بالفن. فرق السماء من الأرض. حيث إننا بنعيش في فترة بتغلب عليها النظرة السلبية للفنون.

على الرغم من عراقة تقاليد الفن المصري وكونه قوة ناعمة لا يمكن فصلها عن بقية العناصر اللي بتشكل مكانة مصر في المنطقة. لكننا نعيش مرحلة يعاني فيها الفن، بين ارتفاع الأصوات المحافظة اللي بتشوفه متضاد مع قيم الحشمة، والأصوات اللي بتتهمه بالتفاهة وإن أي اهتمام بيه هو تنكيل بقيمة العلم والعلماء وكأن المعادلة هذا أو ذلك، وما ينفعش يبقى عندنا فن وعلم إيد بإيد.

واذا كانت نوعية الفن حاليا مش متوقع انها تصمد لآلاف السنين، لكنها على الأقل قادرة على انها تحكي حياتنا ومشاعرنا ومشاكلنا الحالية، و دي لوحدها مش حاجات قليلة.

اليوم نحتفل بافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين، ونشعر بالفخر واحنا بنشوف تمثال رمسيس الثاني وهو بيستقبل الزائرين

لكن وسط هذا البريق، يأتي السؤال المؤلم: إذا كان الفن هو ما خلدنا في الماضي، أمال ليه بنحاربه في الحاضر؟

Comments 
In Channel
loading
00:00
00:00
x

0.5x

0.8x

1.0x

1.25x

1.5x

2.0x

3.0x

Sleep Timer

Off

End of Episode

5 Minutes

10 Minutes

15 Minutes

30 Minutes

45 Minutes

60 Minutes

120 Minutes

غادة عبد العال: الفن الذي حارب النسيان!

غادة عبد العال: الفن الذي حارب النسيان!

مونت كارلو الدولية / MCD