استضفنا في كافية شوا لروائي الفلسطيني محمد جبعيتي، الفائز بجائزة كتارا للرواية العربية عن روايته الطاهي الذي التهم قلبه ، التي صدرت عن منشورات المتوسط (ميلانو).

يحدثنا جبعيتي عن عالمه السردي الذي يتخذ من الحواس والذاكرة مدخلاً للمقاومة، ومن الطهو والرائحة لغة للانتماء والنجاة. بالنسبة له، لا تأتي الكتابة من الرغبة في قول الأشياء الكبيرة، بل من التفاصيل الصغيرة التي تَسكن الإنسان الفلسطيني وتكشف عن هشاشته وقدرته على الصمود في آنٍ واحد.

من المطبخ إلى الفلسفة، من شوبنهاور إلى رائحة جدّته في النص، يصنع جبعيتي عالماً يتقاطع فيه الفردي والجمعي، اليومي والأسطوري، ليمنح الرواية الفلسطينية بعداً إنسانياً يتجاوز السياسة إلى جوهر الوجود ذاته. يرى أن الاحتلال لا يسرق الأرض فقط، بل يحارب الإحساس بالحياة، وأن استعادة هذا الإحساس هي أعمق أشكال المقاومة.

في اللقاء، يتحدث أيضاً عن علاقته بالفلسفة، عن شخصياته التي تعيش العجز كجزء من التجربة الإنسانية، وعن اللغة التي يكتب بها كمساحة تأمل لا مجرد وسيلة للحكاية. كما يناقش تحولات الرواية الفلسطينية الجديدة، التي لم تعد تبحث عن البطل، بل عن الإنسان الكامل في ضحكه وألمه، في حلمه وواقعه.

محمد جبعيتي، الذي اعتبر أن فوزه بجائزة كتارا مسؤولية بقدر ما هو فخر، يفتح في هذا الحوار نوافذ جديدة على مشروعه الإبداعي القادم، مؤكداً أن الكتابة بالنسبة إليه ليست مهنة أو وسيلة تعبير فحسب، بل رحلة داخل الذات، واستعادة للحياة في مواجهة الفقد والخراب.