نجاعة المضادات الحيوية تتقوّض وتتراجع في معالجة الالتهابات البكتيرية وسط أزمة صحيّة صامتة
Description
عناوين النشرة العلمية :
-فاعلية المضادات الحيوية تتقوّض وتتراجع في معالجة الالتهابات البكتيرية وسط أزمة صحيّة صامتة
- خرسانة البناء المنشّطة قلويا بمعدن الفلسبار تعد بتقديمات كبيرة على صعيد البناء الأخضر
- الاختبار الحادي عشر لصاروخ ستارشيب تكلّل بالنجاح
الاستعمال الكبير للمضادات الحيوية الخاصة بعلاج البشر والحيوانات والأغذية أدّى إلى تقهقر فائدة التداوي باثنين وعشرين نوعا من المضادات الحيوية المستخدمة في علاج التهابات المسالك البولية والجهاز الهضمي، إضافة إلى التهابات الدم والسيلان أو المرض المتناقل جنسيا Gonorrhea. السبب هو أنّ مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية الشائعة الاستخدام تجاوزت عتبة 40% على المستوى العالمي بين عامي 2018 و2021. هذا ما يعزّز من احتمال أن تصبح جروحٌ طفيفةٌ والتهاباتٌ شائعةٌ قاتلةً لعدم جدوى المضادات الحيوية وفق ما جاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية أفاد بأنّ عدوى بكتيرية واحدة من بين كلّ ستّ أظهرت مقاومة للمضادات الحيوية في العام 2023.
منظمة الصحّة حذّرت من أنّ ما يزيد عن 40% من حالات العدوى ببكتيريا الإشريكية القولونية E.Coli و55% من حالات الإصابة ببكتيريا Klebsiella pneumoniae باتت تقاوم الجيل الثالث من مضادات céphalosporines، الأدوية الأكثر اعتمادا لمنع التهاب الدم الشامل والحؤول دون الوفاة جرّاء هذه الالتهابات.
منذ فترة طويلة، تطوّر البكتيريا مقاومة حيال الأدوية المصممة لمعالجتها، ما يجعل الكثير منها غير فعالة. لذا، تسهم الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية في وفاة نحو 5 ملايين إنسان كل عام.
وعلى الرغم من أنّ منظمة الصحة العالمية أشادت بالتحسينات في مجال مراقبة ظاهرة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، فإنها حذرت من أن 48% من الدول ما زالت لا تقدم أي بيانات بشأن مقاومة المضادات.
بحسب البيانات المتوافرة سجّلت معظم حالات المقاومة في المناطق حيث الأنظمة الصحية أكثر ضعفا والمراقبة أقل صرامة أي في جنوب شرق آسيا وشرق المتوسط وفي أفريقيا.
من أين يأتي الفلسبار الذي يصلح أن يكون جزءا من المواد الداخلة في خلطة البناء الإسمنتيّة ؟
معدن الفلسبار، المتوفّر بكثرة في الصحراء المصرية قد يحدث فرقا كبيرا في مستقبل مواد البناء وفي تحسين متانة الخرسانة المنشّطة قلويا. على ضوء دراسة صدرت في أيلول/سبتمبر الفائت في مجلّة Journal of Engineering and Applied Science وأشرف على كتابتها البروفسور المصري علاء رشاد المحاضر في قسم الهندسة المدنية في كلية الهندسة في الدوادمي-السعودية، جاء أنّ الخرسانة التي دخل في تركيبتها 10% من بودرة الفلسبار تصبح أكثر تماسكا ومقاومة لتسرّب الماء وينخفض فيها التآكل السطحي نتيجة الانكماش الناتج عن الجفاف الذي يسبّب عادة تشققات في المنشآت مع مرور الزمن.
الباحثون المصريون الثلاث الذين كتبوا الدراسة حول معدن الفلسبار feldspar ينتمون إلى المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء في القاهرة. استنادا إلى ما صدر عنهم، تحسّن بودرة الفلسبار الخلطة الإسمنتية وتلعب دور الحشوة أو المادة الرابطة والمالئة للفراغات ما يعزّز متانة خرسانة البناء وطول عمرها ومناعتها تجاه تسرّب الماء.
أمّا لو ضمّت الخلطة الإسمنتية أكثر من 20% من بودرة الفلسبار فتكون مزايا الخرسانة عكسية وتفتقر إلى خصائصها الحميدة.
ولكن من أين يأتي الفلسبار ؟ هذا المكوّن هو مادة رئيسية في بعض الصخور الرسوبية والصخور النارية من قبيل الغرانيت والبازلت. يتألّف الفِـلْسْبَار من مجموعة من المعادن الصخرية أبرزها سيليكات الألمنيوم التي تحتوي على البوتاسيوم أو الصوديوم أو الكالسيوم.
مساعي تحسين خصائص الخرسانة المنشطة قلويا بمعدن الفلسبار أو سواه من المواد القلوية تعتبر خطوة أساسية واعدة في قطاع البناء الأخضر، نظرا لقدرة الخرسانة المنشّطة قلويا على خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بالخرسانة التقليدية التي لا تخدم أهداف الاستدامة.
صاروخ ستارشيب يخطو خطوة إلى الأمام في مغامرة التطوير
الاختبار الحادي عشر لصاروخ ستارشيب العملاق المُصمّم لرحلات بين الكواكب عرف النجاح رغم القلق الذي يبديه الخبراء من التأخيرات في تطويره، إذا ما علمنا أّنّ صاروخ ستارشيب الذي يتعدّى طوله 120 مترا ينبغي أن ينجز أولى رحلاته إلى المريخ عام 2026، وأن يُعيد الأميركيين إلى القمر عام 2027 عبر برنامج أرتيميس.
مع انفصال طبقتي الصاروخ في الجو خلال الاختبار الحادي عشر، أجرت شركة سبايس اكس مجموعة اختبارات ومناورات على محرك الدفع ومركبة ستارشيب قبل أن يحطّا كلاهما على المياه، كما هو مقرر، وسط تصفيق المهندسين الذين تابعوا الرحلة التجريبية عبر شاشات ضخمة.
رئيس شركة سبايس أكس، إيلون ماسك، المعروف بتوقعاته المتفائلة جدا لا يزال يظهر ثقته بصاروخ ستارشيب، مع أنه يعترف بأنّ هناك "آلاف التحديات التقنية" التي ينبغي التغلب عليها، وفق قوله. فبعد أن نجحت قبل عام استعادة محرك دفع الصاروخ الذي استقبلته منصّة الإطلاق بواسطة أذرع ميكانيكية، يأمل ماسك أن يتمكّن قريبا من استعادة المركبة الفضائية وتزويد الصاروخ بالوقود في الفضاء.