Discoverالشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي

الشيخ الشعراوي

Author: Sheikh Shaarawi

Subscribed: 227Played: 874
Share

Description

الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي يعد من أبرز علماء الأمة الإسلامية في القرن العشرين وأحد أعلام التفسير والدعوة. ولد عام 1911 في محافظة الدقهلية بمصر، وبدأ رحلته مع العلم في الأزهر الشريف، حيث برزت موهبته وقدرته على الإلقاء وفهم النصوص الدينية. عُرف بتفسيره المميز للقرآن الكريم، والذي كان بأسلوب بسيط وواضح يصل إلى قلوب الناس بمختلف مستوياتهم العلمية.

كان الشيخ الشعراوي نموذجًا للعالم الشامل، حيث لم يكن فقط مفسرًا للقرآن، بل كان أيضًا واعظًا قوي الحجة، خطيبًا مؤثرًا، ومعلمًا يزرع القيم الإيمانية في النفوس. اشتهر بأسلوبه التفسيري الذي يعتمد على الشرح المبسط للآيات القرآنية مع ربطها بواقع الحياة اليومية، مما جعل تفسيره يناسب الجميع، سواء المتخصصين في العلم الشرعي أو عامة الناس. كان يعمد إلى تقديم المفاهيم الصعبة بطريقة ميسرة، مع أمثلة واقعية تجعل الفهم قريبًا من الأذهان.

أحد أبرز إنجازاته هو تقديم أول تفسير شفوي متكامل للقرآن الكريم عبر البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وهو تفسير جمع بين روح العصر وأصالة التراث. اعتمد على الاستفادة من تفاسير كبار العلماء مثل الرازي، والطبري، والقرطبي، وابن كثير، لكنه استطاع أن يعيد تقديم هذه العلوم بشكل سهل ومبسط، ليصبح العلم الشرعي قريبًا من كل مسلم مهما كان مستواه العلمي أو الثقافي.

كان الشيخ الشعراوي يتمتع بقدرة فريدة على إيصال الرسائل الإيمانية بأسلوب مؤثر، يلامس القلوب ويثير المشاعر. لم يكن تفسيره مجرد شرح للألفاظ والمعاني، بل كان يدعو إلى التدبر والتفكر في آيات الله، مشددًا على أهمية الأخلاق، والتقوى، والإيمان في حياة المسلم. كما حرص على الرد على الشبهات التي تواجه الإسلام بأسلوب عقلاني ومقنع، مما أكسبه احترام الجميع، سواء من المسلمين أو غير المسلمين.

ترك الشيخ الشعراوي إرثًا عظيمًا يتمثل في تفسيره الكامل للقرآن، إلى جانب العديد من الكتب والمحاضرات والدروس المسجلة التي لا تزال تُذاع وتُقرأ حتى يومنا هذا. كان أيضًا رمزًا للوطنية، حيث دافع عن القضايا الإسلامية والعربية، وشدد دائمًا على وحدة الأمة الإسلامية وضرورة التكاتف لمواجهة التحديات.

وفاة الشيخ الشعراوي في 17 يونيو 1998 كانت لحظة فارقة في تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث فقد العالم الإسلامي علمًا من أعلامه ورمزًا من رموزه الكبرى. ومع ذلك، فإن إرثه العلمي والدعوي لا يزال حيًا، يُلهم الملايين ويضيء طريق الباحثين عن المعرفة والهدى.
13 Episodes
Reverse
الشيخ الشعراوي كان يشرح معنى "لا تيأسوا من روح الله" بشكل عميق، موضحًا أن هذه العبارة تحمل رسالة كبيرة ومؤثرة في حياة المؤمن. كان يبين أن "روح الله" تعني الرحمة والعطاء الإلهي الذي لا ينقطع، مهما كانت الظروف. كان يوضح أن الله سبحانه وتعالى ليس ببعيد عن عباده في وقت الشدة، بل هو دائمًا قريب منهم ومستعد لإجابة دعائهم إذا كانوا صادقين في توبتهم واستغاثتهم.كان الشعراوي يربط هذه العبارة بما ورد في القرآن في عدة مواضع، مثل قوله تعالى: *"وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"* (يوسف: 87)، حيث كان يُظهر أن هذه الدعوة إلى الأمل والإيمان بالله تأتي في وقت الشدة والبلاء، حين يظن الإنسان أن لا مخرج له من الأزمات التي يمر بها. كان الشعراوي يشرح أن **اليأس** من **روح الله** هو **اليأس من رحمة الله**، وأن المؤمن مهما وصل إلى أقصى درجات الهم والغم، يجب أن لا ييأس من رحمة الله وعونه.الشيخ كان يوضح أن هذه الآية تدعو المؤمنين إلى **التفاؤل**، لأنها تذكرهم أن **الله قادر على تغيير الحال** في أي وقت. إذا كان الله قد خلق الإنسان من لا شيء، فهو قادر على أن يغير ظروفه ويمنحه الأمل، مهما كانت محنته. الشعراوي كان يقول إن الله يفتح أبوابًا للرحمة والعون، قد لا يتصورها الإنسان في البداية، لكن عليه أن يثق بأن الله لا يترك عباده الذين يثقون به ويعتمدون عليه.كما كان يلفت إلى أن **"لا تيأسوا من روح الله"** تعني أن الإنسان يجب أن يتذكر دائمًا أن الله هو **الرحمن الرحيم**، وأن **الله واسع المغفرة**، حتى لو أخطأ الإنسان أو وقع في معصية. كان الشيخ الشعراوي يبين أن أي إنسان مهما ارتكب من ذنوب، يمكنه العودة إلى الله بالتوبة والاستغفار، لأن رحمة الله تشمل الجميع ولا تنقطع أبدًا.كان الشعراوي يشدد أيضًا على أن **اليأس من روح الله** هو نوع من **الجهل** بالله، لأنه يعني التشكيك في قدرة الله على المغفرة والتغيير. لذلك، كان يحث الناس على ألا يتبعوا الشيطان عندما يحاول أن يجعلهم يظنون أن لا مفر من أزماتهم، بل يجب أن يكون لديهم اليقين في قدرة الله على فرج الكربات وتحقيق الأماني.باختصار، كان الشيخ الشعراوي يختتم حديثه بأن **"لا تيأسوا من روح الله"** هي دعوة عظيمة للمؤمنين لكي لا يستسلموا لليأس مهما كانت التحديات، وألا يفقدوا الأمل في أن الله قادر على أن يغير الأمور في لحظة. هي دعوة للتوكل على الله، والثقة في رحمته وعونه الذي لا ينتهي.
الشيخ الشعراوي كان يشرح معنى اليقين بشكل عميق جدًا، موضحًا أنه يعني الاطمئنان الكامل والإيمان الراسخ في القلب بكل ما أخبرنا الله به في كتابه الكريم، وكل ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم. كان يبين أن اليقين هو أعلى درجات الإيمان، حيث لا يبقى في قلب المؤمن شك أو تردد في ما وعده الله من الخير في الدنيا والآخرة.كان الشعراوي يشير إلى أن اليقين يعني التصديق التام لما جاء من الله، أي أن المؤمن يصدق في قلبه وعقله بما جاء في القرآن الكريم وبما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، دون أدنى شك أو ريب. فهو ليس مجرد إيمان عابر أو اعتقاد سطحي، بل هو إيمان عميق يمتزج بالثقة المطلقة في الله وفي وعده، وفي أن كل ما يقدره الله لعباده هو خير لهم، حتى وإن كانت الظواهر تدل على غير ذلك.كما كان يوضح أن **اليقين** لا يتوقف فقط على التصديق بما ورد في النصوص الدينية، بل يتضمن أيضًا **الثقة في قدرة الله** على تغيير الأحوال وتدبير الأمور. المؤمن الذي لديه يقين يعرف أن الله هو الذي يملك الأمر كله، وأنه لا شيء يحدث في الكون إلا بتقدير الله سبحانه وتعالى. كان الشعراوي يضرب مثالًا في ذلك بالآيات التي تتحدث عن **اليقين في قدر الله**، مثل قوله تعالى: *"إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"*، حيث أن المؤمن يكون متأكدًا من أن الفرج قادم مهما طالت الصعاب.الشيخ الشعراوي كان يذكر أن **اليقين** ليس فقط في الفهم العقلي، بل يجب أن يظهر في **العمل**. فاليقين الذي يتصف به المؤمن يظهر في أفعاله، فهو يلتزم بأوامر الله ويصبر على الابتلاءات، ويعلم أن الله لا يختار لعباده إلا الأفضل لهم. بل كان يوضح أن **الذروة في اليقين** هي أن يكون المؤمن راضيًا بما يقدره الله عليه، ويعلم أن كل ما يحدث له هو جزء من إرادة الله، ويثق أن ما يقدر له هو الخير، حتى وإن كانت الظروف غير مفهومة أو مؤلمة في البداية.بالإضافة إلى ذلك، كان الشعراوي يشير إلى أن **اليقين** هو من أهم أسباب **الطمأنينة** في الحياة، لأن المؤمن الذي يتحلى باليقين لا يهتز أمام المشاكل أو الشدائد، بل يبقى ثابتًا لأنه على يقين أن الله معه ولن يتركه. كما كان يوضح أن اليقين هو الذي يعطي القوة في مواجهة الحياة وتحدياتها، لأنه يجعل الإنسان قادرًا على **الصبر** والاحتساب والتوكل على الله في كل أموره.الشيخ الشعراوي كان يختتم دائمًا حديثه عن اليقين بتأكيد أن **اليقين** لا يتوقف فقط على الإيمان بالله، بل يشمل أيضًا الإيمان برسوله والكتب السماوية والآخرة، وأي نقص في هذا اليقين يجعل الإيمان غير كامل. لذا، كانت دعوته للمسلمين أن يسعوا لتعميق يقينهم بالله وبكل ما جاء من رسالات إلهية، لأن هذا هو السبيل لتحقيق الراحة النفسية والسلام الداخلي.
الشيخ الشعراوي كان يشرح معنى عبارة "اتق الله" بشكل عميق وشامل، حيث كان يوضح أن هذه الكلمة تحمل في طياتها معاني عظيمة ودروسًا روحية وأخلاقية. كان يبين أن التقوى في الأصل تعني أن يتقي الإنسان غضب الله وعقابه، وأن يبتعد عن المعاصي والذنوب ويعمل بما يرضي الله في جميع أقواله وأفعاله. كما أن التقوى ليست مجرد كلمات تقال، بل هي حالة من الوعي الكامل بالله سبحانه وتعالى في كل لحظة من حياة الإنسان.الشيخ الشعراوي كان يوضح أن "اتق الله" تعني أن يكون الإنسان دائمًا في حالة من الخوف من الله والخشية منه، بحيث يلتزم بالابتعاد عن المعاصي التي قد تغضب الله. وكان يقول إن التقوى تشمل الخوف من الله الذي يدفع الإنسان إلى أن يحاسب نفسه قبل أن يُحاسب، ويحرص على العمل بما يرضي الله والابتعاد عن كل ما يعكر صفو العلاقة مع الله.كان الشعراوي يربط بين التقوى وبين **الوعي الكامل بوجود الله** في كل وقت، في السر والعلن. فالإنسان التقي هو الذي يعلم أن الله يراه في كل مكان، سواء في حال تواجده مع الناس أو وهو وحيد في مكانه، ويستشعر هذا الوجود الإلهي في كل لحظة. لذلك، كان الشعراوي يوضح أن التقوى لا تعني فقط الامتناع عن فعل السيئات، بل تعني أيضًا **القيام بالطاعات** والالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى، مثل الصلاة، والزكاة، والصوم، وحسن التعامل مع الناس.الشعراوي كان يشير إلى أن **"اتق الله"** هي دعوة إلى **الالتزام بالحدود التي وضعها الله** في الدين. هي دعوة للإنسان لأن يكون لديه ضمير يقظ، يراقب الله في كل تصرفاته، وأن يسعى دائمًا لتحقيق العدالة والرحمة في معاملاته مع الآخرين. التقوى تعني أن يتحلى الشخص بالأخلاق الحسنة، ويبتعد عن الكذب، والغش، والظلم، ويتعامل مع الآخرين بالصدق والاحترام.كما كان الشعراوي يربط **التقوى** بعدم الاستهزاء أو الاستهتار بأوامر الله، خاصة في المواقف التي قد تكون صعبة أو تتطلب تضحيات. كان يوضح أن المتقي هو الذي يظل ثابتًا في طاعته لله، ولا يسمح للهوى أو للظروف أن تضعف عزيمته.باختصار، **"اتق الله"** عند الشيخ الشعراوي هي دعوة للإنسان لكي يعيش حياته بشكل يخشى فيه الله في كل لحظة، ويعمل على إصلاح نفسه، ويكون دائمًا في حالة من الوعي والمراقبة لله سبحانه وتعالى، وهذا هو الطريق الحقيقي للوصول إلى مرضاة الله والنجاة في الدنيا والآخرة.
الشيخ الشعراوي كان يشرح في تفسيره للقرآن الكريم أسباب انتقام فرعون من ذرية بني إسرائيل، موضحًا أن هذا الانتقام لم يكن عشوائيًا، بل كان مدفوعًا بمشاعر الكبر والتعالي التي كانت تسكن قلب فرعون، بالإضافة إلى خوفه من تهديدهم لعرشه وسلطانه. كان الشعراوي يوضح أن فرعون كان يعتبر نفسه إلهًا على الأرض، وكان يعتقد أن من يهدد سلطته أو يعترض على استبداده هو تهديد يجب القضاء عليه.كان الشيخ يبين أن فرعون كان يرى في بني إسرائيل تهديدًا مباشرًا لملكته. فبعد أن نما عددهم وكثروا في مصر، بدأ فرعون يشعر بالخوف من قوتهم وتوسعهم، خاصة مع وجود نبي الله موسى عليه السلام الذي كان يدعو إلى التوحيد ويعارض حكم فرعون الطاغي. كان فرعون يظن أن دعوة موسى عليه السلام لتوحيد الله ورفض عبادة فرعون نفسه، قد تزعزع سلطته بين شعبه، فقرّر الانتقام من بني إسرائيل لتخويفهم وإخضاعهم.أما عن السبب الرئيسي وراء قسوة هذا الانتقام، فقد كان **حقد فرعون** على بني إسرائيل بسبب أنهم كانوا يعيشون في مصر كأقلية تحت حكمه، رغم أنهم كانوا من نسل يعقوب عليه السلام الذي كان يعتبر من الأنبياء الكبار في تاريخ الأمة الإسلامية. فرعون كان يتفاخر بلقب الإله ويشعر أن أي شخص يعتقد أنه يمتلك حقًا أكبر من سلطته الشخصية يعتبر تهديدًا يستحق العقاب. لذلك، أطلق سلسلة من الإجراءات الانتقامية ضد بني إسرائيل، بما في ذلك قتل أبنائهم واستعبادهم.الشيخ الشعراوي كان يوضح أن هذه الأفعال لم تكن مجرد ردود فعل عاطفية، بل كانت محاولة من فرعون لتحطيم إرادة بني إسرائيل وقمعهم حتى لا يقفوا في وجه سلطته. كان يعتقد أن إضعافهم وحرمانهم من حقوقهم سوف يجعلهم أكثر طواعية له، وبالتالي يستطيع الحفاظ على ملكه وسلطانه دون تهديد.وفي نفس الوقت، كان الشيخ الشعراوي يبين أن **إرادة الله** كانت تتدخل في هذه الأحداث بشكل قوي، فبغض النظر عن محاولات فرعون لتدمير بني إسرائيل، كان الله سبحانه وتعالى قد اختار موسى عليه السلام ليكون مخلصًا لبني إسرائيل. كانت هذه المعركة بين الطغيان والحق، والظلم والعدل، وكانت النهاية أن الله ألقى بفرعون وجنوده في البحر، محققًا النصر لبني إسرائيل.كان الشيخ الشعراوي يختتم دائمًا بأن ما فعله فرعون كان **نتيجة للغرور والتكبر**، ففرعون كان يعتقد أن لا أحد قادر على هزيمته أو الوقوف في وجهه. ولكن النهاية كانت أن الله هو الذي يحكم، وأن الطغاة مهما عظمت قوتهم، فإنهم في النهاية سيواجهون العواقب.
الشيخ الشعراوي كان يوضح أن ظلم الإنسان لنفسه هو أحد الأخطاء الكبيرة التي يمكن أن يقع فيها، وكان يبين أن هذا الظلم ليس مقتصرًا على التعدي على الآخرين، بل يشمل أيضًا أفعالًا تؤذي النفس نفسها. كان يشرح أن ظلم النفس يحدث عندما يتجاوز الإنسان حدود الله ويقع في المعاصي والذنوب، فيؤذي بذلك نفسه روحيًا وعقليًا وجسديًا.أحد أبرز أشكال ظلم الإنسان لنفسه هو **الابتعاد عن الطريق المستقيم**، حيث أن الإنسان عندما يبتعد عن اتباع أوامر الله ويشغل نفسه في ملذات الدنيا دون التفكر في عواقب هذه الأفعال، فإنه يظلم نفسه بشكل مباشر. كان الشيخ الشعراوي يشير إلى أن هذا النوع من الظلم يؤدي إلى تضييق القلب، ويخلق فجوة في العلاقة مع الله، وبالتالي يجعل الإنسان في حالة من الشقاء الداخلي، رغم أنه قد يظن أن ما يفعله هو سبب لسعادته.الشعراوي كان يوضح أيضًا أن **الظلم الأكبر للنفس** هو عندما يعتقد الإنسان أن التوبة مغلقة أمامه، فيستمر في ارتكاب المعاصي دون نية للرجوع إلى الله. كان يشير إلى أن الله سبحانه وتعالى يقول في القرآن *"إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا"*، ما يعني أن الظلم الذي يقع فيه الإنسان عندما يعتقد أن الله لن يغفر له هو ظلم كبير لنفسه، لأنه يرفض فرصة التوبة التي تفتح له.كذلك، كان الشيخ يبين أن الإنسان يظلم نفسه عندما **يؤخر التوبة** أو يتأخر في العودة إلى الله، ويظل في حالة من التراخي، مما يسبب له أضرارًا نفسية وروحية كبيرة. كان يشير إلى أن التأجيل في التوبة ليس من حكمة الإنسان، بل هو نوع من **الغرور بالوقت** والتأجيل إلى وقت غير معلوم.الشيخ الشعراوي كان أيضًا يشدد على أن الإنسان يظلم نفسه عندما **يؤثر في حياة الآخرين بالسلب**، مثل أن يؤذي الناس بالكلام أو الفعل، أو أن يتسبب في أذى للآخرين دون أن يراعي حقوقهم. فهو بذلك يرتكب معصية تُثقل كاهله، وتشوه علاقاته بالآخرين، وبالتالي يعيش في شقاء بسبب هذه الأفعال.أخيرًا، كان الشعراوي يحذر من **ظلم النفس بسبب المعاصي** التي قد تؤدي إلى الانغماس في الفتن والشهوات، وبالتالي تقود الشخص إلى الهلاك. كان يوضح أن أحيانًا الإنسان قد يظن أن الارتباط بهذه المعاصي سيمنحه السعادة، لكنه في الواقع يظلم نفسه ويزيد من تعاسته، لأنه يبتعد عن الحقيقة والراحة التي تأتي من التقوى والإيمان.الشيخ كان يختتم دائمًا هذا الموضوع بتأكيد أن الله لا يظلم الناس، بل هم الذين يظلمون أنفسهم عندما يبتعدون عن طاعته، وأن العودة إلى الله بالتوبة والندم هي الطريق الوحيد للنجاة.
الشيخ الشعراوي كان يشرح الفرق بين الاستغفار والتوبة في القرآن بشكل واضح، مبينًا أن كلاهما له معانٍ وأهداف مختلفة رغم تداخلهم في بعض الأحيان. كان يوضح أن الاستغفار هو طلب المغفرة من الله عن الذنوب والمعاصي التي ارتكبها الإنسان، وهو تعبير عن الندم والاعتراف بالخطأ وطلب العفو من الله سبحانه وتعالى. كان الشيخ يشير إلى أن الاستغفار يكون في حال استمرار الإنسان في الذنب، وأنه يأتي بشكل عام كدعاء يطلب فيه العبد من ربه أن يغفر له ما وقع فيه من خطايا دون أن يكون بالضرورة قد توقف عن الذنب بعد. أما التوبة، في رأي الشعراوي، فهي أعمق وأشمل من الاستغفار، حيث أن التوبة لا تقتصر على طلب المغفرة فقط، بل تشمل أيضًا الرجوع إلى الله والابتعاد عن المعصية بشكل نهائي. التوبة هي العودة إلى الله بعد الانصراف عنه، وتعني التوقف عن الذنب، والندم على ما فات، والنية الصادقة بعدم العودة إلى ذلك الذنب مرة أخرى. وكانت التوبة في القرآن الكريم هي العهد الجديد بين العبد وربه، الذي يتعهد فيه العبد بعدم العودة إلى الذنب.الشعراوي كان يوضح أن الاستغفار يمكن أن يكون في أي وقت، وقد يُطلب من الله لتخفيف العذاب أو لتطهير النفس من الذنوب. أما التوبة فهي عملية شاملة تتضمن التغيير الكامل في سلوك الشخص واعترافه بتقصيره مع الله، وبالتالي هي بداية جديدة مع الله. كان الشيخ يشير إلى أن التوبة تكون دائمًا مقرونة بالعزم على عدم العودة إلى الذنب، وأن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة عن عباده مهما كانت خطاياهم طالما أنهم توبوا بصدق.كان الشيخ يلفت أيضًا إلى أن التوبة تشمل الأمور التي تتعلق بحق الله وحقوق الناس، فهي ليست فقط رجوعًا إلى الله ولكن أيضًا إعادة الحقوق إلى أصحابها، مثلما ذكر في القرآن في قوله تعالى: *"إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَفَصَّلُوا"*، حيث أن الإصلاح في الأمور يعني العزم على تصحيح الأوضاع السابقة.بشكل عام، كان الشيخ الشعراوي يؤكد على أن **الاستغفار** يكون طلبًا للمغفرة فقط، وهو مرتبط بالمغفرة للذنوب، بينما **التوبة** هي عملية تحول وتغيير كامل في حياة الإنسان، تتضمن التوبة من المعاصي والرجوع إلى الله عز وجل بحسن نية وعزم على عدم العودة إلى الذنب.
الشيخ الشعراوي كان يشرح مسألة تغيير القبلة من بيت المقدس إلى مكة المكرمة في تفسيره بأسلوب عميق، حيث كان يوضح أن تغيير القبلة كان أمرًا إلهيًا له حكمة عظيمة ودرس إيماني عميق. وكان يبين أن الله سبحانه وتعالى قد أمر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأن يتوجهوا في صلاتهم نحو بيت المقدس في البداية، رغم أن مكة هي مركز التوحيد وبيت الله الحرام.الشيخ كان يوضح أن هذا التوجيه كان من أجل أن يختبر الله سبحانه وتعالى صدق إيمان المسلمين وطاعتهم له، فإنهم كانوا يلتزمون بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم دون أي اعتراض، رغم أنهم كانوا يعلمون أن مكة هي قبلة إبراهيم عليه السلام، وأنها هي التي أُمروا باتجاهها لاحقًا. كان هذا الابتلاء في البداية هو اختبار لإيمانهم وطاعتهم لله، ولإثبات استعدادهم للاتباع المطلق لأوامر الله.كان الشيخ الشعراوي يشير إلى أن هناك حكمة أخرى وراء أن تكون البداية في اتجاه بيت المقدس. فبيت المقدس كان يشكل ارتباطًا مباشرًا ببني إسرائيل، وكان يهدف إلى التأكيد على استمرار الرسالة التي بدأها الأنبياء السابقون مثل موسى وعيسى عليهما السلام، وأن الإسلام هو استكمال لما قبله من الرسالات. فالتوجه نحو بيت المقدس كان تأكيدًا على أن الإسلام لا يرفض رسالات الأنبياء الذين سبقوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، بل يعترف بها ويعتبرها جزءًا من السلسلة الإلهية في الدعوة إلى التوحيد.ثم كان الشعراوي يوضح أن الله عز وجل قرر بعد فترة من الزمن أن يجعل مكة هي القبلة الدائمة للمسلمين. هذا التغيير جاء بعد أن أثبت المؤمنون صدق طاعتهم واستعدادهم لتنفيذ أوامر الله مهما كانت. وكان هذا التوجيه الجديد أيضًا له هدف آخر، وهو أن مكة هي المكان الذي بدأ فيه الوحي، وهي مهد الإسلام، حيث كانت قبلة إبراهيم عليه السلام، وكل الأنبياء الذين جاؤوا بعده، وفيها بيت الله الحرام، الذي يرمز إلى التوحيد الخالص.الشعراوي كان يوضح أن هذه التغييرات لم تكن عبثًا، بل كانت تحمل دروسًا عظيمة للمسلمين، أولها أن التغيير ليس شيء سيء، بل قد يكون في صالح المؤمنين، وأن المؤمنين ينبغي أن يكونوا مستعدين للامتثال لأوامر الله، سواء كانت في صالحهم أو فيها اختبار لهم. التغيير من بيت المقدس إلى مكة كان أيضًا رسالة للمسلمين بأنهم أمة مستقلة لها هويتها الخاصة، وأنهم لا يقتصرون على اتباع أنظمة أو أمم سابقة، بل أصبح لهم قبلة مستقلة وارتباط خاص مع الله سبحانه وتعالى.بهذا الشكل كان الشيخ الشعراوي يبين أن تغير القبلة كان له أكثر من مغزى عميق، وأنه كان اختبارًا عظيمًا للمسلمين في طاعتهم واستعدادهم لتطبيق أوامر الله في كل وقت.
الشيخ الشعراوي كان يوضح أن الحسد من أكبر الآفات النفسية التي قد تصيب الإنسان وتؤثر على علاقاته مع الآخرين وتفسد قلبه. كان يشرح أن الحسد ليس مجرد شعور بالكراهية تجاه شخص آخر أو تمنٍّ له الزوال، بل هو رغبة في أن يُصاب الشخص المحسود بأذى أو أن يفقد ما يمتلكه. كان الشيخ يفرق بين أنواع الحسد ويوضح كيف أن لكل نوع تأثيرًا مختلفًا على النفس والعلاقات.أول أنواع الحسد التي كان الشعراوي يذكرها هو **الحسد المرضي**، وهو الحسد الذي يشعر به الشخص تجاه نجاح أو نعمة أصابها الآخرون. هذا النوع من الحسد لا يقتصر على رغبة الشخص في أن يفقد المحسود نعمة من نعمه فقط، بل يمتد إلى أن يكره هذا الشخص نفسه ولا يحتمل رؤية الآخرين في نعمة، سواء كانت مادية أو معنوية. وكان يوضح أن هذا النوع من الحسد يفسد قلوب الناس ويولد العداوة والبغضاء.النمط الثاني من الحسد الذي كان الشيخ يذكره هو **الحسد المقيد**، حيث كان يوضح أنه نوع من الحسد الذي لا يقتصر على تمنّي زوال نعمة الآخر فقط، بل يسعى الحاسد إلى أن يكون هو الوحيد الذي يمتلك تلك النعمة، ويشعر بالغيرة من أي شخص آخر ينال نفس النعمة أو ما يشبهها. وهذا النوع من الحسد يدفع صاحبه إلى التنافس غير الشريف والسعي وراء التفوق بأي وسيلة، حتى وإن كانت على حساب الآخرين.النوع الثالث هو **الحسد الخفي**، وكان الشيخ الشعراوي يشرحه على أنه النوع الذي يظهر في شكل ابتسامات أو كلمات طيبة في الظاهر، ولكن في الباطن يكون الشخص الحاسد يشعر بالكراهية والغيرة. هذا النوع من الحسد يكون أخطر لأنه يصعب كشفه في البداية، إذ يختفي وراء أقنعة من المجاملة والتظاهر بالصداقة. لكن تأثيره في النفس والروح يكون مدمرًا ويؤدي إلى تدمير العلاقات بين الأفراد.وأخيرًا، كان الشيخ الشعراوي يوضح **الحسد الذي يقود إلى الضرر**، وهو أخطر أنواع الحسد، لأنه لا يقتصر على مجرد تمنّي زوال النعمة، بل يسعى الشخص الحاسد إلى إيذاء الآخر بأي شكل من الأشكال. يمكن أن يكون هذا الحسد في شكل أفعال مباشرة مثل السعي لتدمير سمعة الشخص المحسود أو أفعاله التي تؤثر عليه سلبًا. وهذا النوع من الحسد يعكس قلوبًا متعطشة للأذى ولا تهتم بالمبادئ أو الأخلاق.كان الشعراوي يؤكد دائمًا أن الحسد من أعظم الذنوب لأنه يدخل في دائرة الكبائر التي قد تهدم المجتمع وتزعزع العلاقات الإنسانية. وكنصيحة لتجنب الحسد، كان الشيخ يدعو إلى الاستعاذة بالله من شر الحاسدين، ويؤكد على أهمية التواضع والرضا بما قسم الله للإنسان، وأن نعمة الله لا تكتمل إلا بالحفاظ على النية الصافية والابتعاد عن هذه الآفة النفسية.
الشيخ الشعراوي كان يشرح هذه المسألة من منظور عميق، حيث كان يرى أن نزول القرآن باللغة العربية ليس مجرد اختيار لغوي، بل كان له حكمة إلهية كبيرة تتعلق بطريقة وصول الرسالة إلى الناس في ذلك الزمان، وبالأخص العرب. كان الشيخ يوضح أن اللغة العربية كانت من أكثر اللغات قدرة على التعبير عن المعاني الدقيقة والعميقة، وأن القرآن الكريم نزل بها لأنها قادرة على نقل الرسالة الإلهية بأعلى درجات البلاغة والإعجاز.كان الشعراوي يوضح أن اللغة العربية تمتاز بثرائها وقوتها في التعبير عن المفاهيم المعقدة. وأشار إلى أن القرآن الكريم جاء بلغة تتميز بالدقة في اختيار الكلمات والألفاظ، وأن كل كلمة في القرآن تحمل معاني متعددة، تتفاوت في تفسيرها حسب السياق. فالعربية هي اللغة التي كان بها الشعر والخطب البلاغية في العصر الجاهلي، ومن خلالها كان التواصل بين الناس يتم بشكل متميز، لذا كان من الطبيعي أن تكون هي اللغة التي يحمل بها القرآن، حتى يستطيع الناس فهم الرسالة الإلهية بشكل تام، في وقت كان فيه هذا الشعب العربي يتفوق في بلاغته وفصاحته.بالإضافة إلى ذلك، كان الشيخ الشعراوي يشير إلى أن نزول القرآن بالعربية لم يكن ليمنع الناس من فهمه، بل كان بداية لعهد جديد من التفسير والتوضيح. فقد كان هناك تحدي في القرآن لكفار قريش ولغيرهم بأن هذا الكتاب لا يمكن لأي إنسان أو بشر أن يأتي بمثله. كان هذا التحدي قائمًا على أساس اللغة العربية، ولهذا كان القرآن من الصعب محاكاته أو تقليده، مما كان يثبت إعجاز القرآن.فيما يتعلق بمسألة أن القرآن نزل للعالمين وليس للعرب فقط، كان الشعراوي يبين أن الله سبحانه وتعالى قد جعل القرآن ميسرًا للناس جميعًا، وأشار إلى أن العرب لم يكونوا الأمة الوحيدة التي ستفهمه. كان يوضح أن الله تعالى قد سهل تفسير القرآن للناس عبر العصور، وعلّم المسلمين كيفية ترجمة معانيه إلى لغات أخرى حتى يتمكن غير الناطقين بالعربية من فهمه. كما أن فصاحة القرآن العربي لا تعني تقييد فهمه بالعربية فقط، بل هي دعوة لجميع الشعوب للرجوع إلى جوهر معانيه.الشعراوي كان يؤكد أن القرآن الكريم وإن نزل بلغة عربية، إلا أن رسالته شاملة لكل البشر في كل زمان ومكان. فكان يوضح أن تفسير القرآن ليس مقتصرًا على العرب فقط، بل يمكن ترجمته وفهم معانيه وفقًا للسياقات الثقافية المختلفة. وكان يرى أن القرآن هو كتاب هداية للبشرية جمعاء، وأن لكل قوم فهمًا يتناسب مع ثقافتهم، لكنه في النهاية يحمل نفس الرسالة الجوهرية التي لا تتغير: التوحيد، العبادة، والأخلاق الفاضلة.
الشيخ الشعراوي كان يشرح مفهوم السحر بأسلوب بسيط ومبسط لفهم الناس. كان يوضح أن السحر هو نوع من التأثير الخفي الذي يُحدثه الساحر في الأشياء، بحيث يظهر للناس أنه يغير الواقع أو يتحكم فيه، لكن حقيقته ليست كذلك. السحر لا يتجاوز كونه خُدعًا وتمويهات يستخدم فيها الساحر مهاراته في التمويه أو الاستعانة بالقوى الشيطانية ليؤثر على عقول الناس وحواسهم، لكنه لا يستطيع أن يُغير القدر أو يخرج عن إرادة الله.كان الشيخ يبين أن السحر ذكر في القرآن الكريم في أكثر من موضع، مثل قصة سيدنا موسى مع سحرة فرعون، حيث أوضح القرآن أن السحرة "سحروا أعين الناس" وخلقوا وهمًا بأن العصي والحبال تتحرك كالثعابين، لكنها لم تكن سوى خداع بصري. هذا يوضح أن السحر يعتمد على التمويه والخداع، ولا يمتلك قدرة حقيقية لتغيير الحقائق. أما عن سبب وجود السحر، كان الشعراوي يشير إلى أن السحر هو فتنة واختبار من الله لعباده ليميز بين المؤمنين الذين يلجأون إلى الله ويثقون به، وبين الذين ينخدعون بالمظاهر الزائفة ويتبعون السحرة. الله تعالى ذكر في سورة البقرة أن السحر ابتلاء، حيث قال: *"وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ"*، مما يدل على أن تعلم السحر واستخدامه يعد من الكبائر التي تبعد الإنسان عن رحمة الله. الشيخ كان يوضح أن السحر لا يستطيع أن يؤثر في الإنسان إلا بإذن الله، وأن الله هو المتحكم في كل شيء، حتى فيما يتعلق بالأذى الذي قد يسببه السحر. لذلك، كان يركز على أهمية تحصين النفس بالإيمان، والالتزام بقراءة القرآن، خاصة آيات الحفظ مثل سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وسورة الإخلاص، والمعوذتين. كان الشعراوي أيضًا يحذر من الانخداع بالسحرة والمشعوذين الذين يدّعون امتلاكهم قدرات خارقة، موضحًا أن هؤلاء يعتمدون على استغلال ضعف الإيمان عند الناس لتحقيق مكاسب شخصية. وكان يشدد على أن اللجوء إلى السحر أو محاولة استخدامه هو صورة من صور الكفر بالله، لأن فيه اعتمادًا على غير الله وتركًا للتوكل عليه. في النهاية، كان الشيخ يؤكد أن السحر مهما بلغت قوته الظاهرة لا يمكن أن يقف أمام قوة الإيمان بالله، وأن من يلتزم بدينه ويحافظ على علاقته بالله لا يمكن أن يتأثر بسحر أو خداع. السحر موجود كابتلاء، لكن العلاج الدائم له هو التمسك بالإيمان والاستعانة بالله وحده.
الشيخ الشعراوي كان دائمًا يميز بين تأثير الشيطان والنفس الأمارة بالسوء ويشرح الفرق بينهما بأسلوب بسيط يصل إلى عقول وقلوب الناس. كان يوضح أن الشيطان كائن خارجي خلقه الله من نار وجعل مهمته الأساسية إغواء الإنسان وإبعاده عن طريق الحق، بينما النفس الأمارة بالسوء جزء داخلي من الإنسان نفسه، تتأثر بشهواته ورغباته وتدفعه نحو المعاصي والذنوب.الشعراوي كان يشرح أن الشيطان يعمل على إغواء الإنسان من خلال الوسوسة، أي أنه لا يستطيع إجبار الإنسان على فعل أي شيء، بل يزين له المعاصي ويغريه بها مستخدمًا نقاط ضعفه. أما النفس الأمارة بالسوء، فهي تميل بطبيعتها إلى تلبية شهواتها دون تفكير في عواقب ذلك أو مراعاة حدود الله، مما يجعلها أحيانًا أشد خطرًا على الإنسان من الشيطان نفسه. كان الشيخ يبين أن الشيطان حين يغوي الإنسان، يلجأ إلى أسلوب التدريج، يبدأ بالأمور الصغيرة التي تبدو غير مؤذية ثم يقود الإنسان تدريجيًا نحو الكبائر. بينما النفس الأمارة بالسوء قد تدفع الإنسان بشكل مباشر إلى السوء بسبب رغباته الفطرية وشهواته إذا لم تكن منضبطة بالتقوى والإيمان. الشعراوي كان يشير إلى أن الإنسان مسؤول عن كليهما، فمقاومة الشيطان تكون بالاستعاذة بالله واللجوء إليه، بينما ضبط النفس الأمارة بالسوء يكون بتقوية الإيمان والالتزام بالعبادات. من النقاط التي كان يركز عليها الشعراوي أن الشيطان يتبرأ من الإنسان يوم القيامة، كما ورد في القرآن: *"وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي"*، مما يدل على أن الإنسان هو من يتحمل المسؤولية كاملة عن استجابته لإغواء الشيطان أو لنزعات نفسه. الشيخ الشعراوي كان يشدد على أهمية التوازن في محاربة كل من الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، مشيرًا إلى أن التقرب إلى الله، والتضرع بالدعاء، وتلاوة القرآن، والالتزام بالعبادات، هي السبل التي تساعد الإنسان على التغلب عليهما.
الشيخ الشعراوي كان يركز على الدعاء كوسيلة اتصال مباشرة بين العبد وربه، مشيرًا إلى أن الدعاء يعكس إيمان الإنسان بحاجته الدائمة إلى الله واعتماده عليه في كل أمور حياته.  كان يرى أن الدعاء ليس مجرد كلمات تُقال بل هو حالة قلبية وروحية تعبر عن الافتقار إلى الله، وأن المسلم لا يحتاج إلى وسيط ليطلب من ربه، لأن الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.  القرآن الكريم ذكر الدعاء في آيات عديدة مثل قوله تعالى: *"ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"*، وكان الشيخ يفسر هذه الآية على أنها تأكيد من الله على قربه من عباده ورغبته في أن يتوجهوا إليه بالدعاء في كل وقت وحال.  الشيخ الشعراوي كان يوضح أن استجابة الدعاء تعتمد على عدة شروط، منها إخلاص النية لله، واليقين بأن الله سيستجيب، والتضرع والتذلل أثناء الدعاء، والابتعاد عن الحرام في المأكل والمشرب.  كان يشرح أن القرآن يعرض نماذج رائعة من أدعية الأنبياء مثل دعاء سيدنا إبراهيم عندما قال: *"رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا"*، ودعاء سيدنا يونس: *"لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"*. هذه الأدعية تحمل دروسًا عظيمة عن الصبر، والتسليم لأمر الله، والثقة في رحمته.  الشيخ كان يشرح أيضًا أن الدعاء يُظهر تواضع العبد أمام عظمة الخالق، وأن حتى الأنبياء رغم مكانتهم كانوا يلجؤون إلى الله بالدعاء في الشدائد، مما يُعلمنا أننا في حاجة دائمة لله في كل وقت.  أشار إلى أن الدعاء لا يُشترط أن يكون بلغة معينة أو أسلوب معين، بل يمكن أن يكون بأي لغة يفهمها الداعي، وأن الله يسمع جميع الدعوات، سواء كانت من طفل صغير أو شيخ كبير. من أسرار الدعاء التي ذكرها الشعراوي أن الله قد يستجيب للدعاء بشكل مباشر، أو يدخره للآخرة، أو يصرف عن الداعي شرًا قد كان يصيبه، مما يعني أن الدعاء دائمًا يعود بالنفع على الإنسان. الشيخ كان يحث الناس على الدعاء في كل الأوقات، وليس فقط في وقت الشدة، موضحًا أن الدعاء في أوقات الرخاء هو دليل على شكر الله والاعتراف بفضله.  كان يؤكد أن الدعاء لا يقتصر على طلب الحاجات فقط، بل يشمل أيضًا التوبة والاستغفار، والتضرع لله أن يثبت الإنسان على دينه، وأن يعينه على طاعته ومرضاته.  
في حديثه عن التوازن، أشار الشيخ الشعراوي إلى أن كل مجتمع يتكون من مجموعة من الأفراد الذين تربطهم علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية وأخلاقية، وأن هذا التكوين لا يمكن أن يظل قائمًا إذا لم يكن هناك ميزان عادل يحكم هذه العلاقات. كان يرى أن الإيمان بالله، والالتزام بالأخلاق الإسلامية، والعدل في الحكم والمعاملة، هي الركائز الأساسية التي تحافظ على هذا التوازن. كان الشيخ الشعراوي يوضح أن التوازن في المجتمع يبدأ من التوازن الداخلي في نفس الفرد. فالشخص المؤمن الذي يملك قلبًا مطمئنًا ويعيش حياة تملؤها القيم الإيمانية والأخلاقية هو القادر على التعامل مع الآخرين بعدل ورحمة. ومن هنا، كان يؤكد على أهمية العبادة كوسيلة لتزكية النفس وتهذيبها، مشيرًا إلى أن الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج ليست مجرد عبادات فردية، بل هي وسائل لتأسيس مجتمع قائم على التعاون والرحمة. في إطار العلاقات بين الأفراد، تحدث الشعراوي عن العدل كأحد أعظم القيم التي تحافظ على التوازن. كان يشرح أن العدل لا يعني فقط إعطاء كل ذي حق حقه، بل يشمل أيضًا التسامح والإحسان. فالعدل، في رأيه، هو الذي يحمي الضعيف من استبداد القوي، ويضمن التساوي في الحقوق والواجبات بين جميع أفراد المجتمع.كما تناول الشيخ الشعراوي أهمية التكافل الاجتماعي، حيث أكد أن الإسلام يدعو إلى رعاية الفقراء والمحتاجين، وضمان أن يتمتع كل فرد في المجتمع بحياة كريمة. واعتبر الزكاة والصدقات ليست مجرد أعمال تطوعية، بل هي وسائل لتحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي، حيث تساعد على تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء وتمنع انتشار الحسد والكراهية.وفي الجانب الأخلاقي، كان الشيخ الشعراوي يركز على أهمية القيم مثل الصدق، والأمانة، والإخلاص، حيث يرى أن هذه القيم ليست مجرد فضائل فردية، بل هي عوامل أساسية لتماسك المجتمع. كان يؤكد أن المجتمع الذي تنتشر فيه هذه القيم هو مجتمع آمن ومستقر، بينما يؤدي غيابها إلى الفساد والانهيار.علاوة على ذلك، كان الشيخ الشعراوي ينبه إلى خطورة الظلم والفساد، مشددًا على أن الظلم هو السبب الأساسي في انهيار المجتمعات والحضارات عبر التاريخ. كان يحذر دائمًا من أن الظلم قد يؤدي إلى تفكك المجتمع وفقدانه لتوازنه، داعيًا إلى مقاومة الظلم بكل أشكاله سواء كان ظلمًا اجتماعيًا، أو سياسيًا، أو اقتصاديًا.في نهاية حديثه عن التوازن، كان الشيخ الشعراوي يركز على دور كل فرد في المجتمع في تحقيق هذا التوازن. كان يدعو الناس إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه أسرهم، ومجتمعهم، وأمتهم، موضحًا أن تحقيق التوازن ليس مهمة الحاكم فقط، بل هو واجب كل فرد في المجتمع. بهذا الأسلوب، استطاع الشيخ الشعراوي أن يقدم فهمًا شاملًا ومتكاملًا عن التوازن في المجتمع، مبنيًا على أسس دينية وأخلاقية عميقة، ومترجمًا تعاليم الإسلام إلى ممارسات عملية تعزز من استقرار المجتمع وتقدمه.