عناوين النشرة العلمية :

- جبال الألب الإيطالية تضمّ أكبر مجموعة أوروبية لآثار أقدام ديناصورات، إن لم تكن الأكبر من نوعها في العالم

- مسبار الناسا MRO لاستطلاع المريخ جمع بفضل كاميرته 100 ألف صورة

- الأفاعي ألهمت الصينيين في ابتكار تقنية تصوير قادرة على التقاط الحرارة في الظلام الدامس

في منتزّه ستيلفيو الوطني في شمال إيطاليا بين مدينتي بورميو وليفينيو اللتين ستستضيفان قسما من فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بعد أقل من شهرين، رصد مصوّر الحياة البرية إليو ديلا فيريرا على منحدر صخري شبه عمودي

آثار أقدام ديناصورات ممتدة على مئات الأمتار في جبال الألب الإيطالية قد تكون "الأكبر" من نوعها في العالم. بعد أن شاهد إليو ديلا فيريرا للمرّة الأولى هذه الآثار  في أيلول/سبتمبر الماضي، استعان بعالم الحفريات كريستيانو دال ساسو من متحف التاريخ الطبيعي في ميلانو، الذي شكّل فريقا من الخبراء الإيطاليين لدراسة الموقع.

اتّضح على ضوء الدراسات الميدانية أنّ آثار أقدام الديناصورات شمال إيطاليا يعود تاريخها إلى حوالي 210 ملايين سنة ويبلغ قطر بعضها 40 سنتيمترا. حاليا يغطّي الثلج آثار أقدام الديناصورات في شمال إيطاليا حيث حفظت في صخور الدولوميت العائدة إلى العصر الترياسي العلوي. خلص علماء الحفريات إلى أنّ منتزه ستيلفيو الوطني كان مكانا يعجّ بالديناصورات مع وجود آثار لسلوكيات معقّدة كتجمّع الديناصورات في دوائر تعكس ربّما سلوكها الدفاعي.  

تميّزت معظم آثار أقدام الديناصورات شمال إيطاليا بأنّ شكلها مستطيل وتعود لحيوانات ثنائية القدم تنتمي إلى البروسوروبودات. كانت ديناصورات البروسوروبودات من آكلات العشب وكانت تتمتّع بأعناق طويلة وبرؤوس صغيرة.  يعتبرها الخبراء بأنّها أسلاف السوروبودات الجوراسية الكبيرة، مثل البرونتوصور.

مسبار استطلاع المريخ المداري (MRO) اكتسب مخزونا هائلا من الصور وصل إلى 100 ألف صورة

الصورة رقم 100 ألف توصلّت إليها كاميرا HiRISE المتواجدة على متن مسبار استطلاع المريخ المداري (MRO)  الذي يدور حول المريخ منذ عشرين عاما لصالح وكالة الناسا الأميركية. الصورة رقم 100 ألف التي التقطتها كاميرا HiRISE تعتبر بغاية الأهمّية لأنّها تظهر هضابًا وكثبانًا رملية داخل منطقة Syrtis Major  الواقعة على بعد 80 كيلومترا من فوهة Jezero.

يحاول خبراء الناسا تحليل تلك الصورة علّهم يفهمون مصدر الرمال التي تحملها الرياح قبل أن تتراكم في تضاريس منطقة   Syrtis Majorعلى شكل كثبان رملية. لولا جهاز HiRISE، القادر على تصوير تفاصيل دقيقة بحجم طاولة قهوة على سطح المريخ، لما كانت الصورة رقم 100 ألف بوضوح مذهل. نشير إلى أنّ مسبار استطلاع المريخ التابع للناسا هو مكلّف أصلا بالبحث عن دلائل متعلّقة بوجود نشاط مائي سابق كان حاضرا على الكوكب الأحمر.

الصور التي تلتقطها كاميرا HiRise في تجربة التصوير العلمي عالي الدقّة لا تحسّن فهمنا فحسب لتضاريس المرّيخ بدءا من فوهات النيازك ومرورا بالكثبان الرملية ووصولا إلى الرواسب الجليدية. لا بل تلك الصور هي ثمينة أيضا في المساعدة على تحديد مواقع الهبوط لمركبات مهام الناسا المأهولة.

على حدّ قول Leslie Tamppari العالمة في مشروع MRO في مختبر Jet Propulsion التابع للناسا في كاليفورنيا، لم يقتصر دور كاميرا HiRISE على اكتشاف مدى اختلاف سطح المريخ عن سطح الأرض، بل أظهرت لنا أيضاً كيف يتطوّر سطح المرّيخ بمرور الوقت. فقد شاهدنا حقول الكثبان الرملية تتحرّك مع الرياح، وشاهدنا الانهيارات الثلجية تتدفّق من المنحدرات الشديدة.

تقنيات التصوير عالي الدقّة ستخرق الظلام الدامس في المستقبل القريب

نبقى في عالم التصوير وتقنياته الحديثة لكن ننتقل من المريخ إلى الصين حيث ابتكر علماء من معهد بكين للتكنولوجيا جهازا اصطناعيا يرى الحرارة في الظلام الدامس، على غرار ما تفعله بعض أنواع الثعابين كأفاعي الحُفَر (Crotalinae) . لدى هذه الأفاعي، يوجد عضو بجوار فتحتي الأنف يستطيع أن يستشعر موجات الأشعة تحت الحمراء، لينقل إلى دماغ الثعبان صورة حرارية دقيقة تساعده في رصد فرائسه حتى في الظلام.

الصينيون استلهموا من تلك الأفاعي لتطوير نظام تصوير قادر على تحويل الأشعة تحت الحمراء قصيرة ومتوسطة الموجة، التي تتراوح أطوالها بين 1.1 و5 ميكرومترات، إلى صور فائقة الدقة تصل إلى مستوى 4k. إنّ تصميم النظام التصويري المبتكر في معهد بكين للتكنولوجيا دمج ما بين مستشعر أشباه الموصلات المعدنية المؤكسدة التكميلية (CMOS) و"محوّل التردد".

 ستوسّع هذه التقنية نطاق الرؤية البشرية بأكثر من 14 ضعفا، ما يتيح رصد الأجسام الدافئة في ظروف صعبة مثل الظلام والضباب والدخان. لذا، يعتقد الصينيون أنّ نظام التصوير القادر على تحويل الأشعة تحت الحمراء قصيرة ومتوسطة الموجة سيكون مرشّحا في المستقبل للاستخدام في الكاميرات والهواتف الذكية. كما سيساعد في تطوير تطبيقات واسعة تشمل التفتيش الصناعي وسلامة الأغذية واستشعار الغازات والزراعة الذكية والقيادة الذاتية.