أحمد الشرع في البيت الأبيض
Description
يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقاء نظيره السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض يوم العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، وهذه زيارته الثانية للولايات المتحدة خلال شهر واحد، الأولى كانت للأمم المتحدة .
قطع الشرع مسافة سياسية طويلة منذ أن التقى الرئيس ترامب في الرياض منذ ستة أشهر تقريباً. خلالَ الفترة الفاصلة أشرفت الولايات المتحدة على رعاية النظام الجديد وحاولت تفادي الصدام بين حليفتيها إسرائيل وتركيا، واحتواء الضربات الإسرائيلية التي دمرت غالبية البنى التحتية العسكرية الموروثة من منظومة الأسد.
ويخضع الشرع لاختبارات متتالية في قبول الاتفاق مع إسرائيل، وتعامله مع مختلف المكونات السورية، وخاصة الصلة مع قوات سوريا الديمقراطية.
سيبحث الشرع رفع ما تبقى من عقوبات على بلده وإعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب خلال زيارته المرتقبة إلى واشنطن، وعلى الأرجح التوقيع على اتفاق الانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش.
وتمثل الدليل على جدية الولايات المتحدة بتقديمها مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي من أجل رفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير داخليته أنس خطاب، وقد تبع قرار المجلس رفع بريطانيا العقوبات عن أحمد الشرع، وتأكيد الاتحاد الأوروبي عزمه اتخاذ خطوة مشابهة قريباً.
واللافت إعلان الرئيس ترامب على هامش القمة الاميركية مع دول آسيا الوسطى "رفع العقوبات عن سوريا بناءً على طلب تركيا وإسرائيل". ويبدو ان ترامب تناسى او نسي وساطة ولي العهد السعودي الحاسمة في مايو الماضي، وتصريح الشرع الأخير ان " السعودية هي المفتاح"
بعد أحد عشر شهرًا من صعوده المفاجئ إلى السلطة، سيصبح أحمد الشرع أول رئيس سوري يدخل البيت الأبيض. وتعتبر هذه الزيارة خطوة رئيسية في إعادة تأهيل أحمد الشرع، وهي جزء من استراتيجية أمريكية تهدف إلى إعادة تشكيل التوازن الإقليمي.
لكن التفاعلات بين الزعيمين، التي بدأت في مايو/أيار الماضي، لا تزال رمزية إلى حد كبير. فبعيدًا عن الصورة الدبلوماسية، لا تزال القضايا المطروحة - رفع العقوبات، والأمن مع إسرائيل، والحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) - غامضة، وهكذا تتقارب حسابات دونالد ترامب وأحمد الشرع دون أن تتفق تمامًا.
في الاجمال، تبدو دمشق الجديدة براغماتية وسريعة الحركة، وتختلف كثيراً عن دمشق المرحلة السابقة المتجمدة والمترهلة.
لا تزال هناك الكثير من التحديات أمام القيادة السورية، وهذا ما يجعل رحلة الشرع لواشنطن محطة هامة سواء في ترتيب البيت السوري، والإنقاذ الاقتصادي، ضبط العلاقة المعقدة مع إسرائيل، وكذلك إصلاح العلاقة مع المكونات السورية ومع الأجنحة المتطرفة في ظلال حكمه.




