Discoverخبر وتحليلالصين تستعرض عضلاتها العسكرية والسياسية
الصين تستعرض عضلاتها العسكرية والسياسية

الصين تستعرض عضلاتها العسكرية والسياسية

Update: 2025-09-07
Share

Description

انتهت القمة السنوية لمنظمة التعاون الآسيوي قبل أيام في مدينة تيانجينغ في الصين، والتي شاركت فيها أكثر من 20 دولة أكثريتها الساحقة تعارض الولايات المتحدة، من بينها روسيا وإيران، أكدت بوضوح طموح الصين لخلق نظام عالمي جديد اقتصادي وأمني لتحدي النفوذ الأمريكي في العالم.

يواجه النظام السياسي والاقتصادي والأمني الذي خلقته الولايات المتحدة في العالم بعد الحرب العالمية الثانية لمواجهة الأنظمة الشمولية مثل الاتحاد السوفياتي والصين، تحديات بنيوية عميقة تهدد بانهياره أو على الأقل بإضعافه بشكل غير مسبوق في تاريخه الناجح على مدى ثمانية عقود.

وانعقدت قمة الصين، التي شملت استعراضا عسكريا ضخما في بيجين حضره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية الاضطرابات الاقتصادية التي خلقتها السياسات التجارية والجمركية التي تبنتها إدارة الرئيس ترامب، الأمر الذي زاد من عزلة واشنطن السياسية وأضعف من علاقاتها الاستراتيجية القديمة مع حلفائها التقليديين في أوروبا وآسيا وكندا. ويبين تاريخ الإمبراطوريات أن سقوطها أو ضعفها يأتي نتيجة تزامن التحديات الخارجية والانقسامات الداخلية.

في خطابه الذي افتتح فيه القمة يوم الاثنين الماضي، بعث الرئيس الصيني شي جينبينغ برسالة ضمنية ولكن واضحة لواشنطن حين قال "إن ظلال عقلية الحرب الباردة والترهيب لم تتبدد مع بروز التحديات الجديدة" وادعى ان العالم قد دخل في "مرحلة جديدة من التقلبات" التي أوصلته الى "مفترق طرق جديد". واستخدم شي جينغبينغ هذه المناسبة للدعوة الى بناء "عالم أكثر عدلا مبنيا على إطار متوازن من الحوكمة العالمية". ما لم يقله شي جينبينغ بصراحة، وإن ألمح إليه، هو ان هذا النظام العالمي البديل للعالم الذي خلقته واشنطن منذ ثمانين سنة، سوف يكون بقيادة الصين.

عندما قرر الرئيس ترامب فرض رسوم جمركية عالية ضد الهند بنسبة 50% بحجة انها تستورد النفط من روسيا، ارغم نيودلهي على اللجوء الى حضن الصين. وخالف ترامب بذلك سنوات طويلة عمل خلالها رؤساء الولايات المتحدة من الحزبين على التقارب مع الهند كمنافس قوي للصين. وعقد الرئيس شي جينبينغ  ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي اجتماعا التزما فيه بالتعاون على حل المشاكل الحدودية بينهما.

هذا التعاون يأتي في الوقت الذي تواجه فيه الصين والهند الضغوط الامريكية الاقتصادية القوية المتمثلة بالمزيد من الرسوم الجمركية.

وشاهد العالم الرئيس شي، ورئيس الوزراء مودي والرئيس الروسي بوتين يمسكون بأيادي بعض ويضحكون على هامش القمة. هذه الرمزية التي يمثلها اللقاء الثلاثي، تبين ان الصين تريد ان تكون الشريك الذي يمكن الاعتماد عليه للهند وروسيا، بدلا من الولايات المتحدة.

ويرى العديد من المحليين ان سياسات ترامب في استهداف الهند، وابقاء سيف الرسوم الجمركية العالية ضد الصين، والتوتر الذي أدخله على علاقات الولايات المتحدة مع كندا والدول الاوروبية التي لم تعد قادرة على الاعتماد على الدعم الامريكي التقليدي، اضعف من قدرة واشنطن على مواجهة التحالف الجديد الذي اظهرته قمة الصين.

من جهته لم يجد الرئيس ترامب إلا اصدار تعليق ساخر لم يخف استيائه من قمة الصين، مع انه ساهم في تعزيزها حين كتب على منصته كلمة موجهة الى الرئيس الصيني "أرجو ان توصل تحياتي الحارة الى فلاديمير بوتين وكيم يونغ أون وانتم تواصلون مؤامراتكم  ضد الولايات المتحدة الامريكية". ولاحقا كتب ترامب "يبدو اننا خسرنا الهند وروسيا الى الصين العميقة بظلامها".

في حياته الطويلة في مجال الاعمال والسياسة، لم يكن النقد الذاتي ابدا من سمات الرئيس ترامب.

Comments 
In Channel
loading
00:00
00:00
x

0.5x

0.8x

1.0x

1.25x

1.5x

2.0x

3.0x

Sleep Timer

Off

End of Episode

5 Minutes

10 Minutes

15 Minutes

30 Minutes

45 Minutes

60 Minutes

120 Minutes

الصين تستعرض عضلاتها العسكرية والسياسية

الصين تستعرض عضلاتها العسكرية والسياسية

مونت كارلو الدولية / MCD