عناوين النشرة العلمية :

- التقنيات الرقمية وتكنولوجيا الواقع الافتراضي تستخدم في فرنسا لتفكيك المحطات النووية القديمة في سابقة

- تصميم روبوت بشكل قنديل بحر والابتكار للصينيين  

- الطحالب البحرية البنّية Kelp ليست في أمان بفعل احترار المحيطات

في السنوات المقبلة، ستتوقّف 450 منشأة نووية عن العمل في العالم وستُنظّف بقاياها بعدما باتت قديمة ولا تستوفي شروط السلامة العامّة، بحسب ما ترتئي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

حيث لا يمكن للإنسان أن يدخل خشية مضار التعرّض للإشعاع، يسعى الفاعلون في القطاع النووي العالمي إلى تطوير تقنيات قائمة على تكنولوجيا الواقع الافتراضي كرأس الليزر المثبّت على ذراع روبوتية قادرة أن تقطع الفولاذ السميك بغرض تفكيك المحطات النووية القديمة. هذا الأمر يُجرّب فعليا في محطّة Marcoule التي تشكّل مهد القطاع النووي الفرنسي وفيها بُنيت خلال خمسينات القرن العشرين ثلاث مفاعلات نووية، هي الأولى لإنتاج الكهرباء النووية في فرنسا.

يتواجد في محطّة ماركول أكبر مشروع بحثي لتفكيك المنشآت بفضل روبوت MR419 الذي يُشغّل عن بعد. الهدف النهائي من البحث التجريبي على روبوت MR419 الذي طوّرته شركة التكنولوجيا  Onet Technologies يتمثّل في تطوير ذراع روبوتية ذاتية التعلم وقادرة على اتخاذ قرارات بشكل مستقلّ، تعاونها في ذلك محطّة تحكّم بالليزر مدعومة بالواقع الافتراضي.

سيُستخدم روبوت MR419 لتفكيك محطات الطاقة السابقة التابعة لشركة كهرباء فرنسا، وتدرس إمكانية مساهمته في تقطيع الحطام المشع المنصهر (corium) في محطة فوكوشيما للطاقة المتضررة في اليابان.

من بين التكنولوجيات الأخرى التي تدرس في محطة ماركول النووية، نأتي على ذكر الذراع الروبوتية Anemone التي تستعين بها شركة "Orano" لجمع القطع والنفايات، بفضل رأسها الشبيهة بالمخالب. تهدف ذراع Anemone إلى تخفيف عبء عمل المشغل الآلي ضمن البيئات المشعة.

أضف إلى أن الطائرات المسيّرة، ستلعب دورا في فحص حالة الهياكل التي تراكمت فوق بعضها البعض أثناء تفكيك المنشآت النووية. أجرت مسيّرة سويسرية الصنع تجارب على الهياكل المفكّكة ضمن محطّة ماركول حيث لزمها الأمر ثماني ساعات لاستطلاع كافة الهياكل. بينما لو حاول فنّيو الوصول بالحبال فحص تلك الهياكل لاستغرقت مهمّتهم 10 أيام.  

فنّ تصميم الروبوتات الصغيرة جدا ولّد شبحا مائيا يحاكي قنديل البحر

ليس بعيدا عن عالم التكنولوجيا وأهميّته في الدراسات البحرية، طوّر مهندسون من قسم الميكانيك والإلكترونيات في معهد البوليتيكنيك الشمالي الغربي في الصين، روبوتا على شكل قنديل بحر لا تصدر عنه أيّة ضوضاء وجهّز بتقنيات تعمل بالذكاء الاصطناعي.

الشبح المائي كما هو لقب الروبوت الذي يحاكي بتصميمه حركات قنديل البحر مع جسم مرن وشفّاف، صنع من مركّبات هيدروجيل مبتكرة وهو يعتمد في عمله على عضلات صناعية كهروهيدروليكية تخلق دوامات مائية تولد قوة دفع. هذه الخاصية تجعل حركة هذا الروبوت صامتة كي لا تخشاه المخلوقات البحرية، هو الذي يزن 56 غراما ويبلغ قطره 120 ملم.

روبوت قنديل البحر القادر على العمل في الأعماق لفترات طويلة خلال كلّ مهمّة نظرا إلى أنّ استهلاك الطاقة فيه يبلغ أقل من ثلاثة أجزاء من المئة من الواط، سيُستخدم- بحسب المطورّين- لأغراض الرصد في الأعماق، والمراقبة في المناطق البيئية الحسّاسة، ومراقبة البنية التحتية تحت الماء.

ما هي فائدة الطحالب البحرية من نوع Kelp ؟ وما هي عواقب انقراضها ؟

مروج طحالب kelp أو Laminariales ذات اللون البنّي مهدّدة بالاختفاء بفعل احترار المحيطات، ما سيكون له تبعات جمّة على النظم البيئية ومهنة صيد السمك.

بناء على نتائج عمليات المسح لمروج طحالب kelp في أرخبيل Molène الفرنسي الذي يُعدّ أحد أكبر الأرخبيلات في أوروبا، أفاد باحثون في البيئة البحرية من معهد الأبحاث الفرنسي لاستغلال البحار (Ifremer) بأنّ تلك المروج شهدت نفوقا كبيرا كما حصل عام 2023، في ظاهرة لا يزال العلماء يحاولون فهم كامل أسبابها.

الاختصاصي في علم البيئة السمكية  Martin Laurans والمسؤول عن عمليات المسح أشار إلى أنّ تغيّر ظروف البيئة قد يفسّر جزئيا هذه الظاهرة حين نعلم أن طحالب kelp تتحمّل حرارة تصل إلى 18 درجة مئوية فقط، وعند تجاوز هذا الحد من درجات الحرارة تدخل الطحالب في حالة مقاومة للبقاء.

تجدر الإشارة إلى أنّ أنواع طحالب Kelp متعدّدة لكنّ بعضا منها معرّض لخطر الانقراض ما سينعكس سلبا على صيّادي الأسماك وثمار البحر الذين سيخفّ عملهم عقب اختفاء الأنواع من مروج الطحالب التي تحتضن عادة الصدفيات الكبيرة، والكركند، والأخطبوطات، وقنافذ البحر، ونجوم البحر، والسلطعون، والأسماك الصغيرة. فنوع طحلب Laminaria hyperborea اختفى تماما من بعض المواقع في جنوب منطقة بريتاني الفرنسية. كما أصبح نوع الطحلب الآخر Laminaria digitata نادرا وانقرض في بعض المواقع في منطقتي  Hauts-de-France و Normandie، في وقت يتوقّع العلماء أن ينقرض محلّيا هذا النوع مطلع خمسينات القرن الحادي والعشرين على طول السواحل الفرنسية والانكليزية والدنماركية.

أضف إلى أنّ النوع الثالث من طحالب kelp الذي هو Laminaria ochroleuca تتراجع أعداده في إقليم الباسك وشمال إسبانيا، على الرغم من تكيّفه مع المياه الدافئة.

مروج طحالب Kelp التي تخفّف من قوة الأمواج والتيارات تشبه بامتدادها الغابة البحرية أو المظلة الحاجبة لقسم من أشعّة الشمس لتكون موائل للتنوّع البيولوجي. لكنّ التهديدات التي تفاقم خطر اختفاء تلك الطحالب تتمثّل باحترار مياه المحيطات وبالمياه العكرة القادمة من الفيضانات. تضرّ المياه العكرة بنموّ هذه الطحالب التي تحتاج إلى الضوء لعملية التمثيل الضوئي ما لا يعود يحصل خلال الفيضانات وموسم الأمطار الغزيرة الجارفة للوحول إلى البحار.