بعد ما رفضوها ثلاثة وعشرون ناشراً ألمانياً،نشرت رواية (حكواتي الليل) عام 1989، باللغة الألمانية، وباعت خلال السنة الأولى 200 ألف نسخة وحقوق الترجمة لـ 22 لغة. وبعد ثلاث سنين حصدت ست جوائز أدبية وتجاوزت طبعاتها لحد اليوم مليونين نسخة.

بتدور أحداث حكواتي الليل بدمشق القديمة، استرجع فيها الشامي شخصية اختفت من ثقافتنا وذاكرتنا الشعبية، واتخذ من قصة سليم العربجي، أداة لنبش التراث الشعبي الدمشقي "الشفهي"، تراث تميزت فيه فترة الثلاثينيات من القرن العشرين لما كانو الرجال يتجمعو كل ليلة بالقهاوي ليسمعو الحكواتي وقصصه يلي بتجمع الخيال مع الأسطورة، مع الرمز المحرك للحكاية الشعبية، من خلال الجن والعفاريت لتمثيل الصراع بين الخير والشر والقوى الطبيعيةالرواية عبارة عن أربعة عشر فصل، بعناوين منفصلة على شكل أسئلة، ومنها انطلقت الحكايات الكثيرة، يلي بتشبه لحد كبير حكايات ألف ليلة وليلة، محطات إبداعية لفنان، تفنن بالوصف الدقيق لتفاصيل المجتمع والحارات الدمشقية القديمة بعاداتها وتقاليدها، بمسمياتها وأجواءها وعطر الحكايات يلي بتفوح من حيطانها وبوابها ونوافيرها وحجارها وحتى سلوك أهلها، ضمن إيقاع قصص متداخلةسردها بتمكن، وقدر يشد انتباهنا بنفس أسلوب الحكواتي الشاطر، رسمها بالكلمات متل لوحة فسيفساء .رائعة