طبيعة لبنان ليست غنيّة بشجرة الأرز فحسب لا بل أيضا بشجرة اللزّاب التي عرفها الأجداد القدماء في وقت لا يعرف عنها الجيل الحالي الكثير. كثاني نوع من الإبريّات الأكثر انتشارا في شمال لبنان، نجد عرعر المرتفعات أو اللزّاب  بطيء النموّ الذي يسمّى علميا Juniperus excelsa.

يتبع اللزّاب الفصيلة السروية ويعيش على القِمم الجبلية حيث لا تعود الإبريات الأخرى بمقدورها أن تعيش من شدّة الظروف المناخية القاسية. رغم قدمها في التاريخ، تضاءلت مساحة أشجار اللزّاب إلى 11 ألف هكتار يشكّلون أقلّ من 10% من المساحات الحرجية في لبنان.

شجرة اللزّاب التي دخلت في صراع البقاء أصبحت على طريق الاندثار والاختفاء التدريجي من مرتفعات لبنان بفعل التعدّيات البشرية على الثروة الحرجية، حسبما أوضحت في التسجيل الصوتي ضيفتنا الناشطة البيئية والاختصاصية في التواصل الإعلامي البيئي، لارا القصيفي. 

في غياب الخطط الوطنية الشاملة للتحريج، إنّ المبادرات الفردية في المجتمع المدني تكافح على طريقتها لإعادة تخضير جبال لبنان باللزّاب إذ راحت مشاتل كثيرة على غرار "مشتل مملكة اللزّاب" توفّر غرسات للزراعة، شرط تأمين المياه لها طوال أربع سنوات وشرط تسييجها بشريط واق في أماكن التحريج لألا تأكلها الماشية.

أوّل من سعى لتطوير تقنيات زراعية لإنبات بذور شجرة اللزّاب تكون بديلة عن عمل طائر الكيخن الذي يسمّى بالفرنسية grive  وبالإنكليزية thrush، كان طبيب الصحّة العامة والناشط البيئي في هيئة الحفاظ على البيئة في بشري يوسف طوق الذي شارك معنا في تعليق عبر التسجيل الصوتي.  

النضال لتخضير لبنان بأشجار اللزاب يحمل منفعة اقتصادية قد تدرّ مكاسب جمّة على أكثر من صعيد كما لفتت إليه في التسجيل الصوتي، الناشطة البيئية، لارا القصيفي. 

تجدر الإشارة إلى أنّ خشب اللزّاب يعتبر من الأخشاب القوية والنبيلة-الفاخرة، في حال تمّ الاستثمار في حملات زراعة أشجاره لما لها من منافع ربحية اقتصادية، تضاف إلى مردودها البيئي على صعيد فوائدها في محاربة انجراف التربة والتصحّر والمساهمة في تخزين المياه الجوفية وتنقية الهواء وامتصاص الكربون المسؤول عن الاحتباس الحراري.

الراغبون بالحصول على غرسات لزّاب لزراعتها في أراضيهم الخاصة أو في أراض مُشاعَةٍ على الجبال العالية يمكنهم توجيه رسالة إلى لارا القصيفي عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي "عطر اللزاب" أو "Juniper scent".