عروب صبح: وقت مستقطع.. أين ذهبوا؟
Description
يمرّون في حياتنا ...
يتركون فينا أثارًا اعتقدنا لبعض الزمان أنها منحوتات أزلية في قلوبنا لكنهم يختارون في لحظة ما أن تذوب كموجة صيف خجولة على رمل الشاطئ
كانوا جزءاً من تاريخنا وبعض حياتنا....
شيئًا فشيئًا يتسرّبون من بين أصابع الزمن.. ليس بالضرورة لنزاع واضح، أو خيانة حدثت، فقط مسافة غامضة نمت بيننا مثل ضبابٍ لا نعرف متى تكاثف. يصبح من كان يومًا مرآتنا شخصًا غريبًا نكاد لا نعرف صوته ولا نراه بين زحمة الناس.
تساؤلات ملحة...
كيف يتبدّل الناس؟ كيف يتحوّل القرب إلى صمتٍ، والودّ إلى حذرٍ، والعِشرة إلى حنينٍ مؤجّل؟
يقال أنّ العلاقات البشرية ليست ثابتة، بل تتنفّس مثل الكائنات، تولد وتنمو وتشيخ وربما تتجدد أو... تموت.
الدراسات الحديثة في علم النفس الاجتماعي تشير إلى أنّ تغيّر العلاقات أمر طبيعي نابع من تطوّر الفرد ذاته. فكلّ إنسان يسير في رحلة داخلية خاصة به، يبدّل أولوياته، وقيمه، ونظرته للأشياء، والعالم. ومع كل مرحلة، يعيد تقييم من حوله: من يكمّله، ومن يُثقله، ومن يذكّره بماضيه أو ضعفه أو ببساطة لم يعد يشبهه ويلبي حاجاته.
(هذا قد لا يحدث من طرفي العلاقة بنفس الوقت بالضرورة.. لذلك تنكسر القلوب!
علماء النفس يسمّون (أحد أشكال) اختفاء الناس من العلاقات “إعادة التموضع العاطفي” (Emotional Repositioning)، وهي عملية لا شعورية تدفعنا أحيانًا للابتعاد عن أشخاص كانوا في مركز حياتنا، دون خلاف أو عذر واضح.
ولكن بالتأكيد تترك أحدهم فريسة التأويل والاحساس المريع بالهجران!
حق الابتعاد قرار شخصي لا يمكن الجدال فيه لكنه يجب أن يخضع لآداب تحترم العشرة ومكانتك في تلك العلاقة وذلك المكان الصغير الذي سكنت فيه سنوات وسنوات.
ينصح الناصحون.. أن علينا أن نفكر ملياً ونتصالح مع هذه الفكرة: "ليس كل اختفاء خذلانًا، وقد لا يكون كل تغيّر جفاءً".
هذه الفكرة تحتاج لوقت طويل حتى تنضج في وجداننا (لرأب الصدع الذي تركوه). ......... وقد لا تنضج




