ضيفة "كافيه شو" فرح ورداني، مديرة منظمة لبن ومؤسسة مهرجان "سطوح الوصل"، تحدثت عن تجربتها المسرحية والإنسانية من خلال مسرحية "الطامة"، التي تُعرض ضمن المهرجان على أسطح بيروت. أكدت ورداني أن المسرح بالنسبة إليها ليس ترفًا ثقافيًا، بل حاجة اجتماعية ووسيلة للشفاء والمقاومة، وأن لبن منذ تأسيسها عام 2009 آمنت بدور الفن كمساحة للتعبير والحوار وكسر الصمت.

وأوضحت أن مسرحية "الطامة" تنطلق من قصص حقيقية لعائلات لبنانية وسورية خلال الحرب الأخيرة، وتحوّل معاناتها إلى فعل مسرحي جماعي يمنح الذاكرة صوتًا جديدًا، ويعيد صياغة الألم ضمن مساحة للتواصل والتفريغ. وأشارت إلى أن المشاركة في العرض لم تكن سهلة على المستوى النفسي، لكنها كانت في الوقت نفسه فعلًا علاجيًا للفنانين والجمهور معًا.

اما عن مهرجان "سطوح الوصل"، شددت ورداني على أن اختيار السطح كمكان للعرض لم يكن مجرد صدفة، بل هو فعل رمزي فالسطوح في بيروت لطالما كانت مساحات للهروب، للتلاقي، وللتنفّس في زمن الأزمات، واليوم تتحول إلى فضاءات للفن والحرية. وأكدت أن السطوح تقرّب الفنانين من الجمهور، وتخلق علاقة حميمية تجعل من العرض تجربة مشتركة، حيث يصبح المشاهد جزءًا من الحكاية وليس متلقيًا فقط.

وختمت ورداني بالتأكيد على أن مسرحية "الطامة" ومهرجان "سطوح الوصل" يحملان رسالة واضحة أن الفن في لبنان قادر أن يكون فعل مقاومة ضد الحرب والنسيان، وأنه يفتح أفقًا للأجيال الجديدة كي تحلم ببلد أكثر حرية وإنسانية رغم قسوة الواقع.