ليبيراسيون: احتفالات حذرة في سوريا بعد عام من سقوط النظام
Description
في ذكرى مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وتسلّم أحمد الشرع السلطة في البلاد، سلطت معظم الصحف الفرنسية الضوء اليوم 8 كانون الاول / ديسمبر 2025 على الوضع في سوريا بهذه المناسبة. تناولت الصحف الفرنسية الاحتفالات التي وصفتها ليبيراسيون بالحذرة في سوريا في ظل التوترات القائمة بحسب صحيفة لومانيتيه. لوفيغارو سلطت الضوء على مسار الشرع خلال هذا العام كما ذكّرت صحيفة لوموند بمآسي السجون السورية.
ليبيراسيون: احتفالات حذرة في سوريا بعد عام من سقوط النظام
بعد عامٍ مضطرب من المرحلة الانتقالية في سوريا عقب سقوط نظام الأسد، شهدت دمشق احتفالات واسعة بذكرى هذا الحدث، ترافقت مع أمطار غزيرة أدخلت البهجة على السكان بعد سنوات من الجفاف. زُيّنت الشوارع بملصقات تُعلن نهاية "عصر الظلام"، وأُعلنت عطلتان رسميتان، فيما توافد الناس إلى العاصمة للمشاركة.
رغم هذا التفاؤل، تقول الصحيفة لا تزال الانقسامات عميقة؛ فقد منعت الإدارة الذاتية الكردية الاحتفالات، ورفضت الطائفة العلوية المشاركة بسبب أحداث دامية طاولتها، كما تتصاعد التوترات في السويداء.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة مع بقاء أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر تتباين المواقف بين من يشعر بالظلم أو الإقصاء، ومن يرحّب بزوال الدكتاتورية وتراجع الخوف اليومي. ويخلص المقال الى أنه ورغم الصعوبات، تبقى الآمال معلّقة على تحسن الأحوال.
لومانيتيه: بعد مرور عام على رحيل الأسد، لا تزال التوترات قائمة
تحتفل الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع بالذكرى الأولى لانتصار الثورة، مع فعاليات شعبية في دمشق ومناطق أخرى، وسط أجواء حماسية وبهجة عامة.
هذه البهجة الشعبية، المشوبة بالطائفية، لا تخفي حقيقة أن الفرح ليس حاضرًا بالضرورة لدى شريحة من الشعب السوري.
ففي ضاحية جرمانا، موطن جزء من الطائفة الدرزية، حيث لا تزال تُشكل أغلبية ضئيلة، يختلف الجو تمامًا ويتساءل الأهالي كيف نحتفل ولم يتغير شيء منذ عام. نعاني من انقطاع مستمر للكهرباء، والفقر منتشر في كل مكان. لم يعد الشعب السوري يعيش أفضل حالًا من ذي قبل، ويعيش جزء من السكان في خوف من الانتقام، مع أنهم لا علاقة لهم بجرائم الأسد.
في الختام يشير المقال الى أن الرئيس المؤقت أحمد الشرع منح نفسه خمس سنوات لترسيخ المؤسسات وبناء ديمقراطية مستدامة، لكن الطريق لا يزال طويلاً لضمان الأمن والطمأنينة لجميع السوريين.
لوفيغارو: كيف استطاع الجهادي السابق أحمد الشرع أن يفرض سلطته الاستبدادية على سوريا في عام واحد ؟
في عام واحد بعد سقوط بشار الأسد، تمكن الجهادي السابق أحمد الشرع من فرض سلطته على سوريا مستفيدًا من تحالفه مع الإسلاميين ودعم الولايات المتحدة وبعض الدول العربية. وحسب تحقيق لصحيفة لوفيغارو، اعتمد الشرع على الذكاء والتنظيم والمرونة لكسب ثقة القادة الدوليين، وحافظ على شبكة مقربين لإدارة الحكومة والاقتصاد وضبط القوات الأمنية المتنوعة. تلقى دعمًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما جعله يظهر نجماً في اجتماعات الأمم المتحدة.
لكن مراقبين سوريين يرون فرقًا بين صورته لدى الغرب وواقع حكمه، إذ يواجه تحديات مع الأقليات وهشاشة السيطرة على الجيش والفقر وانهيار البنية التحتية. تقول الصحيفة لجأ الشرع لتعزيز قواته الأمنية إلى القبائل العربية المنافسة للأكراد، وتواصل مساعدوه مع مناف طلاس لتنظيم لقاءات دبلوماسية، بينما يبقى إعادة بناء جيش فعلي وإرساء أسس الدولة الجديدة تحديًا مستمرًا أمامه.
لاكروا: كيف يشكّل نموذج إدلب الدولة السورية الجديدة
في كانون الأول ديسمبر من العام الماضي، تولى قادة "هيئة تحرير الشام" سابقًا حكم سوريا، معتمدين على نموذج إدلب الإداري المركز والمنضبط. هذه الإدارة السابقة في إدلب أمنت الكهرباء والإنترنت والاقتصاد، لكنها تميزت بالقبضة الأمنية الصارمة واعتقال المعارضين. اليوم، يسيطر هؤلاء القادة تقريبًا على كل مؤسسات الدولة في دمشق، بما في ذلك الجيش، والأجهزة الأمنية، كما النقابات، والهيئات المهنية، مستندين إلى "غياب الثقة" بعد عقود من تهميش المجتمع السني. الرئيس المؤقت أحمد الشرع ومحيطه يطبقون نموذجًا مركزيًا للسلطة، مع توزيع العقود الاقتصادية الكبرى لشركات مقرها شمال غرب البلاد دون شفافية، ما يثير استياء بعض المسؤولين والشرائح الحضرية. رغم الإجراءات الرمزية لإظهار القرب من الشعب، بدأت الاحتجاجات بالظهور، مثل رفض القيود على الباعة المتجولين في حمص، ما يعكس شعورًا بأن وعود التغيير بدأت تتلاشى، وأن التحديات أمام بناء دولة مستقرة ما زالت كبيرة.
لوموند: وراء القضبان المحطمة لجحيم السجون السورية
بعد هروب بشار الأسد في ديسمبر 2024، انفتحت السجون السورية، كاشفة عن إرث طويل من التعذيب والاعتقالات العشوائية التي امتدت لعقود، منذ حكم الأب حافظ الأسد. أكثر من 128 مركز احتجاز رسمي وسري كانت موزعة في أنحاء البلاد، حيث عانى مئات آلاف المدنيين – رجالًا ونساءً وأطفالًا – من اعتقالات تعسفية، تعذيب، وتنفيذ أحكام إعدام جماعية، مع فقدان نحو 200 ألف منهم. بعد سقوط النظام، بدأ الناجون بمشاركة شهاداتهم، لكن المخاوف الاجتماعية والشكوك المتبادلة لا تزال قائمة. المصور إدوارد إلياس وثّق السجون الفارغة بصور بالأبيض والأسود، لتوثيق معاناة السوريين، بينما يشير الصحفي آرثر سري الدين الى أن التخلص من الأسد لا يعني التخلص من "الأسدية" التي بقيت متجذرة في المجتمع، مؤثرة على العلاقات اليومية والثقة بين الناس. فمن الغريب أحيانًا في سوريا ملاحظة ما يُسمّى "بالنظرات الجزئية"، تلك النظرات الخاطفة، الموجهة من زاوية دون أن يُكشف الشخص عن نفسه فعليًا. هذه النظرات لم تختف بعد. لذلك، ليس من النادر أن يشعر المرء بعدم زوال أثر قواعد الشك في العلاقات الاجتماعية، والفكرة المستبطنة بأن العدو قد يكون في الغرفة المجاورة.



