تحقيق كشف تحويل أموال مخصصة لحماية البيئة الى تمويل قطاع الصناعات العسكرية بموافقة المفوضية الاوروبية، الى جانب الملفات التي  ستدرسها القمة الأوروبية في بروكسل، وخطة باريس لمواجهة الصادرات الصينية، هي من بين المواضيع التي تناولتها الصحف الفرنسية اليوم 18 كانون الأول / ديسنمبر 2025. الصحف الفرنسية سلطت الضوء أيضا على تقرير لجنة التحقيق في الإسلاموية في فرنسا، كما الحصار النفطي الذي يفرضه ترامب على فنزويلا، وتصريحات مديرة مكتب البيت الأبيض التي أثارت جدلا في الولايات المتحدة. 

لومانيتيه: الأموال الخضراء التي تمول "الإبادة الجماعية" في غزة

كشف تحقيق أجرته عدة وسائل إعلام أوروبية، بينها موقع "ميديا بارت"، عن فضيحة مالية كبرى تمثّلت في تحويل نحو 50 مليار يورو من صناديق ادخار "خضراء" مخصّصة لحماية البيئة إلى تمويل قطاع الصناعات العسكرية، بموافقة المفوضية الأوروبية. 

هذه الأموال، التي استثمرها مدّخرون أوروبيون على أساس أنها صديقة للبيئة، استُخدمت في تصنيع قنابل وطائرات مسيّرة، واستفادت منها شركات كبرى مثل سافران، رولز رويس، وإيرباص، إضافة إلى مدير الأصول الأميركي بلاك روك وبنوك فرنسية وأوروبية. 

التحقيق يبيّن أن جزءاً من هذه الاستثمارات وصل إلى شركات مرتبطة بعقود تسليح مع إسرائيل، ما يعني مساهمة غير مباشرة في تدمير غزة وقتل المدنيين الفلسطينيين.

ويصف الصحفيون هذه العملية بأنها "تبييض أخضر" لصناعة السلاح، ويطرحون تساؤلات خطيرة حول التواطؤ في جرائم حرب وانتهاك مبادئ الاستثمار الأخلاقي.

 

ليبيراسيون: هل الاتحاد الأوروبي عاجز تماماً؟

تنعقد قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل وسط انقسامات حادة تهدد طموح أوروبا كقوة جيوسياسية مؤثرة. القمة ستناقش ملفين حاسمين: دعم أوكرانيا واستخدام الأصول الروسية المجمدة، كما اتفاقية التجارة مع ميركوسور.

في الملف الأوكراني، ترفض بلجيكا تحمّل المخاطر المالية المرتبطة باستغلال الأصول الروسية، ما قد يترك أوكرانيا مهددة بالإفلاس ويعزز فرص موسكو، خاصة مع تراجع الدعم الأميركي. على صعيد اتفاقية التجارة مع ميركوسور تعرقل فرنسا توقيع الاتفاق بدوافع داخلية وانتخابية، رغم كونه فرصة استراتيجية لتعزيز نفوذ أوروبا التجاري. 

هذا الانقسام يعكس ضعفًا غير مسبوق داخل الاتحاد في ظل عودة دونالد ترامب وتصاعد الضغوط الروسية والصينية.

وبينما تدفع ألمانيا بقوة لدعم أوكرانيا وتوقيع الاتفاقية، فإن غياب التوافق، يهدد بتحويل أوروبا إلى لاعب ثانوي وتكريس تبعيتها لتحالفات تفرضها قوى خارجية.

 

ليزيكو: باريس تتبنى استراتيجية لمواجهة الصادرات الصينية

عشية اجتماع المجلس الأوروبي، أرسلت فرنسا وثيقة غير رسمية إلى شركائها تحذّر فيها من العجز التجاري الأوروبي "غير المستدام" مع الصين، الذي تجاوز 300 مليار يورو. وترى باريس أن الصادرات الصينية باتت تحاكي البنية الصناعية الأوروبية، ما يشكّل بحسب الوثيقة "صدمة صينية ثانية" تهدد نحو ثلث الوظائف في أوروبا. الورقة الفرنسية تتهم بكين بدعم صناعاتها بشكل مفرط، وكبح الطلب الداخلي، والتلاعب بعملتها، داعيةً إلى سياسة أوروبية تقوم على الحوار والحد من المخاطر والردع، مع التلويح بإجراءات حمائية إذا لم يتراجع العجز. 

عزز ماكرون هذا الموقف بمقال رأي محذرًا من نزاع تجاري محتمل. لكن ألمانيا تبدي تحفظًا، متمسكة باستراتيجية تقليص المخاطر دون انفصال اقتصادي، نظرًا لاعتمادها الكبير على التصدير. ويبرز الخلاف خصوصًا في قطاع السيارات، إذ تخشى برلين أن تؤدي سياسات المحتوى المحلي إلى فقدان واسع للوظائف وتسريع التراجع الصناعي الأوروبي.

 

لوفيغارو: ما كشفته لجنة التحقيق في الإسلاموية

بعد ستة أشهر من الجدل والتحقيقات، نشرت لجنة برلمانية فرنسية، تقريرًا من نحو 650 صفحة حول الروابط بين الإسلام السياسي والأحزاب السياسية في فرنسا، مكمّلًا لتقييم سابق لوزارة الداخلية بشأن نفوذ جماعة الإخوان المسلمين. 

يركّز التقرير على تسلل أنصار الإسلام السياسي إلى الساحة الانتخابية، غالبًا عبر سوء فهم أهدافهم أو بدافع حسابات انتخابية تقليدية، ما قد يطال مختلف التيارات السياسية. التقرير يوجّه انتقادات خاصة لأحزاب اليسار واليسار المتطرف، ولا سيما حزب "فرنسا الأبية"، متهمًا بعض مسؤوليه بالتساهل أو التقارب مع شخصيات تروّج لأيديولوجيات إسلامية متشددة لأغراض انتخابية. 

ويعتبر التقرير أن هذا النهج يمثل "استراتيجية سياسية متعمدة" تهدد الديمقراطية، مستندًا إلى شهادات خبراء ومسؤولين سابقين في الحزب، حذّروا من مخاطر الدعم الخارجي والتوظيف الانتهازي لهذه الشبكات.

 

لوموند: ترامب يفرض حصارًا نفطيًا "شاملًا" على فنزويلا

ترى الصحيفة أنه في تصعيد غير مسبوق وغامض قانونيًا، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض حصار نفطي "شامل" على فنزويلا، يأمر بموجبه البحرية الأميركية بمنع دخول وخروج ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات. يهدف الإجراء إلى خنق نظام نيكولاس مادورو ماليًا ودفعه إلى الانهيار دون تدخل بري مباشر، وسط اتهامات لفنزويلا بتمويل أنشطة إجرامية عبر عائدات النفط. 

وترافق الحصار مع انتشار عسكري كثيف يقارب 15 ألف جندي مع تنفيذ ضربات بحرية وجوية مثيرة للجدل، اعتُبرت من قبل مشرعين "أعمال حرب" غير مصرح بها من الكونغرس. 

خطوة ترامب هذه تثير انتقادات داخل الولايات المتحدة، حيث يُخشى من انزلاق نحو تغيير نظام بالقوة، في وقت تعارض فيه قاعدة ترامب أي مغامرة عسكرية جديدة، بينما يركز الرأي العام على الأوضاع الاقتصادية الداخلية.

 

لوموند: اعترافات صريحة لمديرة مكتب البيت الأبيض

نشرت مجلة "فانيتي فير" بورتريه مطول لسوزي وايلز، مديرة مكتب البيت الأبيض. تصريحات وايلز الشخصية المحورية في إدارة ترامب أثارت سيلا من ردود الفعل.  

وايلز شبّهت شخصية ترامب بأنها "مدمنة وتمتلك طابعًا تملكيًا"، معتبرة أن الرئيس يستمتع بالتحركات الجريئة حتى إن تجاوزت الدستور، لكنها أكدت احترامها لقراراته النهائية.

 كما انتقدت تصرفاته المتعلقة بقضية جيفري إبستين وطريقة تعامل وزيرة العدل معها. 

وايلز قدمت أيضا تقييماتها لشخصيات أخرى في الإدارة، كماركو روبيو، الذي وصفته برجل مبادئ، أما نائب الرئيس جاي دي فانس، فلا يبدو أنه ينال إعجاب وايلز الذي اعتبرته متبنيًا لحركة لنجعل أميركا عظيمة مجددا لأسباب سياسية ومؤامراتية. وانتقدت كذلك إيلون ماسك، واصفة إياه بالمدمّر الخارج عن السيطرة. 

وعلى الرغم من انتقاداتها، أكدت وايلز أنها تدعم في النهاية قرارات ترامب، واعتبرت أن المقال المنشور "متحيّز ويفتقد السياق" لكنها لم تنف ما ورد من تصريحات صادرة عنها.