من الجبهة إلى الحياة: رحلة الجنود الأوكرانيين بين الأطراف الصناعية والعمل الجديد
Description
من جبهات بعيدة في شرق أوكرانيا وجنوبها بدأت الحكاية، حيث لا تزال أصوات المدافع حاضرةً في ذاكرة هؤلاء الجنود، حتى وهم يجلسون اليوم في قاعات بيضاء هادئة، ينتظرون تركيبَ طرفٍ صناعي أو جلسةَ علاجٍ جديدة.
في هذه العيادة بمدينة كييف، يجلس أوليغ، واحدٌ من آلاف الجنود الذين فقدوا أطرافهم في المعارك. يحدق في ساق صناعية موضوعةٍ أمامه، يحاول أن يتخيّل شكلَ حياته معها.
الفريقُ الطبي يشرح خطوات التأقلم مع الساق الجديدة: ساعاتٌ من التدريب ، ألمٌ في البداية، لكن بعدها تبدأ رحلةُ الاستقلال من جديد.
المعالجة الفيزيائية ناتاليا تقول إن العيادة تستقبل عشراتِ الحالات، معظمُهم جنودٌ شباب كانوا قبل سنواتٍ قليلة يجلسون على مقاعد الدراسة.
في مركزٍ آخر للتأهيل، يتحوّل الألمُ إلى تمرينٍ يومي. هنا، مجموعةٌ من الجنود يتدرّبون معاً: واحدٌ يحاول الصعودَ على درجٍ بساقٍ صناعية، آخرُ يتعلّم استخدامَ ذراعٍ آلية، وثالثٌ يتدرّب على الجلوس والنهوض.
الابتساماتُ المتقطعة، المزاحُ بين الجنود، ومحاولاتُ تشجيعِ بعضهم البعض… كلُّها تصبح جزءاً من العلاج.
بعيداً عن المستشفيات، تبدأ مرحلةٌ أكثرُ صعوبة: العودةُ إلى سوق العمل.
في هذه المدرسة الخاصة الصغيرة قرب كييف، يعمل جنود سابقين في تعليم المدنيين استخدام الطائراتٍ المسيّرة يستخدمون خبرتَهم العسكرية في مجالٍ مدني جديد. العملُ هنا ليس وظيفةً فقط، بل إعلانٌ صامت بأن الحرب لم تسرق منهم المستقبل, كما يقول الكسندر.
من الجبهة، حيث كان كلُّ شيءٍ معلّقاً بين الحياة والموت، يبدأ الكثير من جنود أوكرانيا اليوم رحلةً أخرى: رحلةُ التعايش مع الجسد الجديد، والبحث عن عملٍ جديد، وصناعةِ معنى جديد للحياة بعد الحرب.



