Discoverخبر وتحليلوكأن ترامب يدعو الى تطهيرعرقي
وكأن ترامب يدعو الى تطهيرعرقي

وكأن ترامب يدعو الى تطهيرعرقي

Update: 2025-12-14
Share

Description

بعد سنة من انتخابه يجد الرئيس دونالد ترامب ان استطلاعات الرأي تؤكد ان أكثرية الاميركيين لا توافق على ادائه، وخاصة بسبب معدلات التضخم العالية والاثار السلبية للرسوم الجمركية التي فرضها على معظم الدول. ويرفض ترامب الاعتراف بهذا الواقع ويلجأ الى المبالغة المفرطة في الخطر الذي يمثله المهاجرون من دول "الجنوب العالمي" على هوية وحضارة اوروبا والولايات المتحدة.

خلال الاسابيع الاولى من ولايته الثانية أدرك الاميركيون ان ترامب تعلم الكثير من العبر السلبية من تجربته الاولى، وكشف عن الكثير مما كان يضمره سرا، وجلب معه وزراء وشخصيات سياسية واقتصادية تدين له بولاء شبه مطلق، لكي لا يتعرض لأي محاولات مما كان يسميه "الدولة العميقة" للتشكيك ببعض قراراته، او حتى السعي لعرقلتها، كما حدث في ولايته الاولى.

ومنذ بداية حياته السياسية منذ اكثر من عقد من الزمن، كانت لغة ترامب السياسية تتميز بالتلميح والايحاء وتعكس كراهية الاجانب والوطنية الضيقة، وتقترب كثيرا من التحريض ضد كل من هو من اصول غير اوروبية او مسيحية. هذه المواقف الثقافية المتعصبة هي التي يتبناها معظم انصار ترامب، بمن فيهم ضحايا سياساته الاقتصادية والضرائبية التي تخدم مصالح الاثرياء.

خلال ولايته الاولى تحدث ترامب مع عدد من اعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين، في جلسة مغلقة، شكى خلالها من ان الولايات المتحدة تستقبل مهاجرين من "بلدان قذرة" في اشارة الى هايتي والسلفادور ودول افريقية اخرى. بعد ان كشفت صحيفة واشنطن بوست ما قاله ترامب سارع الرئيس واعضاء حزبه الى نفي الخبر بشدة. ولكن ترامب قبل ايام كرر علنا ما قاله سرا قبل سنوات، في مهرجان انتخابي كان يفترض فيه ان يناقش المشاكل المعيشية والاقتصادية، مضيفا ." لماذا نأخذ مهاجرين من دول قذرة؟ لماذا لا نأخذ بعض الافراد من النروج والسويد والدانمارك" . وجدد ترامب هجومه على الصومال والجالية الصومالية في الولايات المتحدة واصفا الصومال بالدولة القذرة والمقرفة، التي تنضح بالجريمة.

وحين تحدث ترامب عن ما اسماه "الهجرة العكسية" أي عودة المهاجرين الى بلدانهم الاصلية، والى قراره بالتعليق النهائي للهجرة من "البؤر الجهنمية" في اشارة الى دول مثل افغانستان وهايتي وصوماليا وغيرها من دول العالم الجنوبي، رد الجمهور بتصفيق وهتافات عالية عكست عمق وخطورة هذه المشاعر العدائية في القاعدة الشعبية للرئيس ترامب.

في الاسبوع الماضي اصدر البيت الابيض ما يسمى بالاستراتيجية الامنية الوطنية، وهي وثيقة تصدرها كل حكومة جديدة، تتضمن معالم واهداف وما يقلق الادارة الجديدة في العالم . وتمثل استراتيجية ترامب تحولا جذريا وخطيرا عن الاهداف الاميركية التقليدية تجاه حلفاء واشنطن التقليديين في اوروبا، حيث تتهم الحكومات الاوروبية بتجاهل ارادة شعوبها عندما تدعم اوكرانيا في حربها ضد روسيا، وتتحدث بايجابية عن التعاون مع القوى اليمينية في اوروبا التي ترفض الهجرة، وترفع من الاهمية الاستراتيجية لدول اميركا اللاتينية، في نسخة معدلة من "مبدأ مونرو" الرئيس الاميركي الخامس الذي منع الدول الأوروبية من التدخل في شؤون دول نصف الكرة الغربي.

ولكن أخطر ما في الوثيقة هو النقد اللاذع الذي توجهه ادارة ترامب الى مستقبل اوروبا القاتم، الذي تمثله الهجرة وفقا للوثيقة التي تدعي انه خلال عقود قليلة بعض دول حلف الناتو سوف تتحول الى دول اكثريتها من غير الأوربيين، الامر الذي يعني ان القارة ستواجه ما اسمته الوثيقة "المحو الحضاري". ترامب في ولايته الثانية يطرح نفسه المدافع الاول عن الحضارة الغربية، حتى ولو وصل به الامر الى اعتماد العرق الابيض كمدخل وحيد للحضارة الغربية.

 هاجس الرئيس ترامب وحكومته بالتصدي للهجرة، والتخلي عن دورها العالمي التقليدي منذ الحرب العالمية الثانية، يهدد السلم الاهلي في البلاد وعلاقات واشنطن مع حلفائها الذين شاركوها في هزيمة الفاشية والنازية، وفي تحرير شرق اوروبا من الطغيان الشيوعي.

Comments 
In Channel
loading
00:00
00:00
x

0.5x

0.8x

1.0x

1.25x

1.5x

2.0x

3.0x

Sleep Timer

Off

End of Episode

5 Minutes

10 Minutes

15 Minutes

30 Minutes

45 Minutes

60 Minutes

120 Minutes

وكأن ترامب يدعو الى تطهيرعرقي

وكأن ترامب يدعو الى تطهيرعرقي

مونت كارلو الدولية / MCD