بعد سريان وقف إطلاق النار: حذر في اسرائيل وأجواء احتفالية في في لبنان
Description
قوبل اتفاق وقف إطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله عموما، بارتياح وترحيب دوليا وعربيا، مرفقين بدعوات الى الاسراع في التوصل الى اتفاق مماثل ينهي الحرب في قطاع غزة.
وفيما غلب الحذر على المواقف في اسرائيل مع بدء سريان وقف إطلاق النار أمس، نظرا الى عدم دعوة سكان الشمال للعودة الى منازلهم، بسبب استمرار المخاوف الأمنية، فان الاجواء في بيروت وفي لبنان عموما، كانت أكثر احتفالية، خصوصا لدى البيئة الاجتماعية المؤيدة لحزب الله، الذي اعتمدت وجوهه السياسية المعروفة، خطابا مفاده، ان الحزب خرج منتصرا، من المواجهة القاسية التي خاضها ضد الجيش الإسرائيلي.
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي فاوض بالنيابة عن الحزب، ان لبنان تمكن من احباط مفاعيل العدوان الإسرائيلي، ولعله يعني ان ابقاء التفاوض مع الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين في إطار القرار 1701 وحدوده، تفادى النص حرفيا على تنفيذ القرار 1559، الذي يطلب نزع سلاح حزب الله لتمكين الدولة من بسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية.
اما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فأكد التزام اتفاق وقف إطلاق النار، وتعزيز انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، لإعادة جميع النازحين الى مناطقهم وبيوتهم.
وكما كان متوقعا، فان طريق بيروت الجنوب غصت أمس، بألاف النازحين الذين ارادوا تفقد اثار الحرب، وتقدير امكانات عودتهم، لكن تفاوت حجم الدمار يشير الى عودة ممكنة للبعض متى توفرت الخدمات، اما عودة البعض الاخر، فستنتظر خطط اعادة الاعمار.
وهناك مناطق كبنت جبيل والخيام، منع الاسرائيليون القادمين اليها من الدخول، كما نصح الجيش اللبناني بالتريث في العودة قبل اتضاح الاوضاع الأمنية.
ورغم ابداء حزب الله استعداده للتعاون مع انتشار الجيش جنوبا، وتسهيل تطبيق بنود الاتفاق، فان أوساطا كثيرة في لبنان تلفت الى صعوبات ستظهر لاحقا عند التفاوض على التفاصيل.
فالترحيب الايراني بالاتفاق والسلوك الانتصاري لحزب الله، لا يوحيان بإمكانية امتثاله للمطالب الدولية بتخليه عن سلاحه، والتحول الى حزب سياسي يعمل في إطار النظام والدستور.
وفي اي حال هناك اختبار ينتظر ويتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية في اجل قريب، قد يكون في غضون وقف إطلاق النار لمدة شهرين، ويفترض في الحزب ان يسهل ذلك، بدل ان يواصل تعطيل هذا الانتخاب.