مع التصعيد العسكري الأعنف في الأيام الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، بدا أن وقف إطلاق النار مؤجل، وأن المقترح الأمريكي لهدنة لمدة 60 يومًا قد تاه في متاهة الشروط الإسرائيلية. وقد التزم المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون الصمت منذ لقاء المبعوث الرئاسي عاموس هوكشتاين برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الخميس الماضي.

في بيروت، فُسّر تكثيف الغارات الإسرائيلية على مناطق مدنية في قلب العاصمة على أنه استهداف لمشروع الاتفاق المتداول، بعدما أُدخلت عليه تعديلات طلبها الجانب اللبناني. إلا أنه، وبشكل مفاجئ، بدأ الإعلام الإسرائيلي مساء أمس يبث أنباء تفيد بأن اتفاق وقف إطلاق النار قد أُنجز، وأن نتنياهو يدرس كيفية تقديمه للجمهور الإسرائيلي. وركّز الإعلام الإسرائيلي على أن إسرائيل حصلت على ضمانات أمريكية تتيح لها حق التدخل في لبنان كلما اشتبهت بوجود تهديد لأمنها.

كما أُشيع أن هوكشتاين لوّح بإنهاء وساطته إذا رفض نتنياهو المقترح الأمريكي. من جهة أخرى، كان المفاوض اللبناني قد رفض البند المتعلق بحق إسرائيل في التدخل، واقترح بدلاً منه صيغة تعترف للطرفين بحق الدفاع عن النفس. والسؤال المطروح: هل سيتم اعتماد هذه الصيغة لتسهيل تمرير الاتفاق، أم سيتم إرضاء إسرائيل بضمانات أمريكية منفصلة؟

ما زال الاتفاق بحاجة إلى المزيد من العمل ليصبح نهائيًا وجاهزًا للإعلان والتنفيذ، وذلك تحت إشراف قوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) وقوات من الجيش اللبناني. من بين البنود التي لا تزال قيد النقاش، إنشاء لجنة دولية لمراقبة تنفيذ الاتفاق. وبحسب المقترح الأمريكي، ستتولى هذه اللجنة المهمة بقيادة أمريكية وبمشاركة فرنسا ودول أخرى، بينها دولة عربية.

لكن تقارير أشارت إلى أن الجانب اللبناني رفض وجود بريطانيا وألمانيا في اللجنة، بينما نقلت قنوات عبرية أن إسرائيل ترفض مشاركة فرنسا.

اللافت أن الأنباء الإسرائيلية عن الاتفاق المحتمل ترافقت مع إعلان عن عمليات عسكرية يجري التحضير لتنفيذها في الأيام المقبلة، ربما ردًا على إطلاق حزب الله أكثر من 300 صاروخ أمس على مواقع إسرائيلية مختلفة.