يندرج نشاط دونالد ترامب الدبلوماسي العارم من السودان إلى أوكرانيا في تتمة لجهده نحو إنهاء الحرب في غزة وتعبيد دربه نحو نيل نوبل للسلام.

يريد دونالد ترامب الآن إسكات صوت البنادق في أوكرانيا ويطرح خطة جديدة للسلام بعد نكسة تأجيل قمة بودابست مع فلاديمير بوتين. لكن هذه الخطة المليئة بعناصر الغموض تأتي لغير صالح أوكرانيا وتزيد الضغط على كييف التي يطالبها سيد البيت الابيض بجواب حتى الخميس المقبل على ابعد تقدير.

وأشار البيت الأبيض إلى أن هذه "خطة جيدة لكل من روسيا وأوكرانيا" - وسيتم الإشراف على تنفيذها من قبل "لجنة سلام" برئاسة الرئيس الأمريكي، على غرار النموذج المعتمد في غزة.

يبدو فلوديمير زيلينسكي في موقف لا يحسد عليه، وقد قالها بصراحة انه في حيرة من أمره بين " فقدان الكرامة " أو " فقدان شريك رئيسي" . وقد اقر الرئيس الاوكراني ان بلاده تمر بأخطر لحظة في تاريخها.

بينما أكد رستم أوميروف، كبير المفاوضين الأوكرانيين والأمين العام لمجلس الأمن القومي، أن كييف "لن تقبل أي خطة تتجاوز خطوطها الحمراء"، تواجه أوكرانيا ضغوطاً شديدة من واشنطن للموافقة على الاتفاق مع تهديدات بوقف تزويدها بالمعلومات الاستخباراتية والأسلحة

والادهى ان الخطة الترامبية المكونة من ثماني وعشرين نقطة تنص على تنازلات أوكرانية عن الأراضي، وتقييد السيادة ووقف المساعدات الغربية وانهاء كل امل بالانضمام لحلف شمال الأطلسي . وينص هذا المشروع الآتي لغير

مصلحة أوكرانيا، على خفض حجم الجيش الأوكراني إلى 600 الف شخص بنسبة 50% ويظل غامضاً بشأن الضمانات الأمنية المقدمة إلى كييف كجزء من إنهاء الصراع.

اللحظة سيئة للقيادة الاوكرانية اذ تأتي الخطة بينما يواجه زيلينسكي فضائح فساد تُضعف حكومته. وقد وعد الرئيس الأوكراني باقتراح "خيارات أخرى" مع الأوروبيين.في المقابل، هدد فلاديمير بوتن بتحقيق أهدافه "بالقوة" إذا جرى رفض خطة السلام

باختصار، حسب مصدر أوروبي " الخطة المطروحة هي خطة محور ترامب-بوتين التي تمثل تحدياً بالنسبة لأوروبا".

ليس في ذلك مبالغة لأن الخطة تم التفاوض عليها بين مبعوثي الرئيس الأمريكي ومبعوثي زعيم الكرملين ولهذا نراها تعطي وزنًا كبيرًا للمطالب الروسية، نظرياً يستمر الأوروبيون في رفض احتمال فرض حل على أوكرانيا يشبه "الاستسلام". لكن قدرة أوروبا محدودة ازاء رغبة ترامب في مكافأة القوة الفظة الروسية على حساب الضحية الاوكرانية . ومن دون مواربة ، اعتبر وزير الخارجية الفرنسية جان - نويل بارو. ان اي استسلامٌ لأوكرانيا من شأنه أن يكون استسلامًا لأوروبا أيضًا، إذ أصبحت مصالحها الأمنية مرتبطةً بمصالح أوكرانيا في مواجهة روسيا فلاديمير بوتين