في روايته "الشياطين"، يكشف دوستويفسكي عن الجوانب المظلمة والمعقدة في تركيبة المجتمع ونفوذ الشياطين في تحول الأفكار والأفراد. يركز على الألم الذي يشعر به الفرد عندما تنكسر أفكاره ومعتقداته العظيمة بفعل الجهل والإنحراف. يراوده التساؤل حول مستقبل المجتمع الروسي ودور الفرد في تحديد مساره، ويعكس اليأس الذي يشعر به من تفكك المجتمع وضعف الإيمان والقيم.

الشياطين التي يشير إليها دوستويفسكي تمثل العناصر السلبية في المجتمع، تلك القوى التي تعمل على تفتيت القيم والأخلاق وتسليط الفوضى والتشتت، ويعتبرها السبب في الفوضى التي تخيم على المجتمع وتجعله يختل عن مساره الصحيح. يشدد على أن الألم الناتج عن تدمير الأفكار العظيمة والمعتقدات المقدسة هو جزء أساسي من الإنسانية.

في عالم الفلسفة، تتراوح أبعاد الزمن بين الأبدية والحاضرية، ملتقطة بأفكار المفكرين عبر العصور. الوقت، هذا المفهوم المعقد، يثير تساؤلات متعددة حول وجوده وتأثيره على حياتنا. النظرة الحاضرية ترى أن الوقت ينحصر في اللحظة الحالية، بينما تؤمن الأبدية بأن الماضي والحاضر والمستقبل متجانسون في تجربة واحدة.

يطرح الفيلسوف إيمانويل كانط فكرة أن الوقت هو إطار لإدراكنا البشري، مما يشجع على البحث عن معنى لحظتنا الحالية. ومن الناحية المعرفية، تثير الزمن تساؤلات حول كيفية فهمنا واختبارنا له، هل هو خطي أم متدفق؟ يدفعنا الزمن العابر للتفكير في تخصيص وقتنا وتأثير قراراتنا على حياتنا.

في هذا السياق، يشير الفيزيائي والفيلسوف ديفيد بوهم إلى أن الوقت ليس سوى إسقاط لواقع معقد يتكون من لحظات. يدعونا إلى الانغماس في اللحظة الحالية لتحقيق الوعي الكامل والتخلص من قيود الزمن. تعتبر رواية "الشياطين" من الرؤى الواقعية للمجتمع الروسي في القرن التاسع عشر، وتسلط الضوء على تداول الأفكار المتطرفة وانعدام القيم والأخلاق في فترة اضطرابات سياسية.

دوستويفسكي يحث على تجاوز الانحراف واستعادة القيم والمعنى في حياة الفرد والمجتمع. يعتقد أن الرد الصحيح هو العودة إلى الجذور والقيم الإنسانية الحقيقية. يرى أن الفهم الحق للوقت والتاريخ يتطلب التفكير بنفسك واعتبار الإنسان وأفكاره هي القوة الحقيقية التي يجب أن تقود المجتمع نحو التغيير والتحسين. في هذه الرحلة الفلسفية والأدبية، نرى أن تأملات دوستويفسكي في "الشياطين" تتقاطع مع رؤى الفلاسفة حول الوقت، حيث يتناول كل منهما مظاهر معقدة للإنسانية والمجتمع. تتجلى أهمية فهم الزمن وتأثيره في حياتنا وقدرتنا على تحديد مسارنا الشخصي والاجتماعي. إن فهمنا لهذه الأفكار يساعدنا في التعامل مع التحديات اليومية والمستقبلية بطريقة أكثر توجيه وحكمة.

وواحدة من التحديات اليومية التي تواجهنا هي الحب اذ تجسد أغنية "من حبي فيك يا جاري" للفنانة المصرية حورية حسن قصة حب ممنوع اجتماعياً، حيث كانت الفتاة تحب ابن جارها، وهو حب كان يعتبر محظوراً في ذلك الزمن. كانت المجتمعات تلك الفترة تنظر إلى حب الفتاة لابن الجار باعتباره انحرافاً عن التقاليد والعادات التي بقيت عبر الزمن وتغيره تمثل نظرة ثابتة لواقع متغير.

رتبط الحب ارتباطًا وثيقًا بالوقت. فالحب ينمو ويتطور بمرور الوقت، ويمكن أن يستمر مدى الحياة. ومع ذلك، يمكن أن ينتهي الحب أيضًا بمرور الوقت، إما بسبب انتهاء العلاقة أو بسبب وفاة أحد الشريكين. لقد نظر الفلاسفة إلى الحب وفلسفة الوقت من خلال منظورات مختلفة. بعض الفلاسفة يعتقدون أن الحب هو حالة مطلقة، ولا تتأثر بالوقت. بينما يعتقد آخرون أن الحب هو حالة نسبية، وتتأثر بالظروف المحيطة. من الفلاسفة الذين ينظرون إلى الحب كحالة مطلقة هو أفلاطون، الذي اعتبر الحب كنوع من السعي وراء الكمال، يعتقد أفلاطون أن الحب هو رغبة في شيء ما غير مادي، مثل الجمال أو الحقيقة، اما الفلاسفة الذين ينظرون للحب كحالة نسبية هو أرسطو، الذي اعتبر الحب كنوع من الانجذاب، يعتقد أرسطو أن الحب ينشأ من الشعور بالحاجة إلى شيء ما.

في الوقت الحاضر، اصبحنا ننظر للحب كحالات نسبية حتى في اشكاله ليس بين الأحبة فقط اذ يظهر حب الأفراد لثقافات شعوب أخرى كمفهوم اخر للحب لكنه يعد كمحظور سياسي في بعض البلدان لاسباب تعد من الموروثات السياسية في المجتمعات فما زالت هناك قوانين وقواعد تنظم العلاقات بين مواطنين من ثقافات وأديان مختلفة. ويثير هذا التحول تساؤلات حول إن كان يعكس تمرداً على التقاليد والموروثات أم أسباب أخرى تقف وراء رفض بعض الشعوب لهذا الحب؟. التقاليد والموروثات تلعب دوراً هاماً في تشكيل فهم الناس وسلوكياتهم. تعتقد بعض المجتمعات أن الزواج يجب أن يكون بين أفراد من نفس الثقافة أو الدين، ويرجع ذلك إلى خوفهم من فقدان الهوية الثقافية والرفض الاجتماعي والعنف.