المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة: صراع رؤية بين ترامب ونتنياهو
Description
أولت الصحف والمواقع الإخبارية الإسرائيلية، هذا الأسبوع، اهتمامًا خاصًا بإمكان الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قطاع غزة، وبالفجوة المتسعة بين الرؤية الأميركية وحسابات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
في "هآرتس"، يكتب المحلل العسكري عاموس هرئيل أن العائق الحقيقي أمام المرحلة الثانية ليس سياسيًا بل ميدانيا. فحماس ما زالت تسيطر بقبضة من حديد على غربي القطاع، ولا توجد دولة مستعدة للدخول في مواجهة مباشرة معها أو التورط في مهمة نزع سلاحها. هذا الواقع، بحسب الصحيفة، يخدم نتنياهو مرحليًا لأنه يسمح له بتأجيل الانتقال إلى مرحلة ستفرض عليه تنازلات وضغوطًا دولية، لكنه يصطدم بإصرار ترامب على تحقيق إنجاز سياسي في غزة بعد تعثر ملفات دولية أخرى.
وفي "معاريف"، تُنقل أجواء قلق متزايد في محيط نتنياهو قبيل لقاء مرتقب مع ترامب نهاية الشهر. التخوف لا يدور حول قطيعة، بل حول تغيير في قواعد اللعبة: ترامب، وفق الصحيفة، بات يقدّم خطة متكاملة ويطالب بتحديد واضح لمن يدعمها ومن يعرقلها. وفي القدس يخشون أن يُصوَّر نتنياهو كمن يقف في وجه “السلام الكبير” إذا تمسك برفض الدور التركي، وبربط إعادة الإعمار بنزع سلاح حماس، في ظل انزياح أميركي تدريجي عن المواقف الإسرائيلية التقليدية.
أما "يديعوت أحرونوت"، فتسلّط الضوء على البعد الاقتصادي للخطة، كاشفة أن واشنطن طلبت من إسرائيل تحمّل تكاليف إزالة الدمار الواسع في غزة، والتي قد تصل إلى مئات ملايين الشواقل، ضمن مشروع إعادة إعمار يُقدَّر بمليارات. إزالة الركام تُعد شرطًا أساسيًا للانتقال إلى المرحلة الثانية، مع تركيز أميركي خاص على رفح كنموذج أولي لإعادة البناء وجذب السكان إليها.
ويضيف موقع "القناة 12" بُعدًا أمنيًا مباشرًا، إذ يكشف أن إدارة ترامب تخطط لتعيين جنرال أميركي لقيادة قوة التثبيت الدولية في غزة. الخطوة تعني تعميق التدخل الأميركي في إدارة الأمن وإعادة الإعمار، مع رسالة واضحة للأوروبيين: من دون مشاركة عسكرية أو دعم للقوة الدولية، لن ينسحب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي يسيطر عليها.
بهذا، تعكس الصحف الإسرائيلية صورة مشهد معقّد: مرحلة ثانية تقترب سياسيًا، لكنها تصطدم بواقع أمني صلب، وبصراع إرادات بين رئيس أميركي يسعى لإنجاز سريع، ورئيس حكومة إسرائيلي يناور بين الضغوط الخارجية وحسابات البقاء السياسي وهذا قد ينسحب على الجبهات الأخرى ايضا وفق قراءة الصحف الاسرائيلية .




