ريما نجيم… صوت يكسر القواعد ويعيد تعريف الإذاعة
Description
استضاف باسم سلوم في برنامج "كافيه شو"، الإعلامية اللبنانية ريما نجيم للحديث عن مسيرتها في الإعلام التي تمتد لأكثر من ربع قرن.
في الإذاعة في العالم العربي يبقى اسم ريما نجيم حالة استثنائية، فهي صوت تشكل عبر سنوات من الجرأة، وحضور فرض نفسه خارج القوالب التقليدية، فمنذ بداياتها اختارت أن تكسر الصورة النمطية للمذيعة التي لا تبدي رأيا.
فرضتُ أسلوبي على الإذاعة… ولم يُقل لي لا سوى في السياسة
تقر ريما بأنها لم تنتظر إذنا من أحد لتكون نفسها، وفرضت أسلوبها على "صوت الغد"، وساعدها المناخ العام على التحليق، باستثناء لحظة واحدة خلال أحداث 14 شباط.
أمّا كل ما يتعلق بالمجتمع والدين والعلاقات فقد بقي مساحة مفتوحة لتقدم آراءها بوضوح.
ورغم شهرتها، بقيت علاقتها بصوت الغد متقلبة، تركت وعادت مرتين، معتبرة أن الحرية هي ما يحكم قرارها، فهي ترفض أن تكون "موظفة" بالمعنى التقليدي، وتقول إنها تعمل "بمزاج"، ولا شيء يرغمها على البقاء في مكان لا ترتاح فيه.
ريما الجديدة… بين العاطفة والتمرد
بعد غيابٍ امتد لثلاث سنوات، عادت ريما بحساسية أكبر، صارت أكثر عاطفية على الهواء، تتأثر بالأغاني وتظهر مشاعرها بوضوح، لكنها في الوقت نفسه تحمل غضبا تجاه التناقضات الاجتماعية والنفاق اليومي.
هذا المزيج بين الرقة والقوة هو ما يمكن تسميته اليوم بـ "ريما الجديدة"، التي وُلدت من تراكم الخيبات والانكسارات وتجارب الخذلان.
تتحدث بصراحة عن علاقتها بمفهوم الأنوثة والاستقلالية، فهي لا تتبنى خطاب الحركة النسوية التقليدي، بل تطالب بتوازن بين الرجل والمرأة، وترى أن صورة "المرأة القوية المستقلة" كما روج لها أتعبت النساء.
أمومة مؤجلة… واعترافات شخصية
تعترف ريما بأن شغفها بالإذاعة جعلها تغيب في مراحل كثيرة عن تفاصيل يومية تخص أولادها، مثل مشهد خروجهم إلى المدرسة صباحا، لكنها بقيت حاضرة بقوة في تربيتهم، في القيم والنقاشات المفتوحة حول الدين والجنس والعلاقات والتحرّش وكل ما يواجههم في الحياة.
خلال سنوات الغياب الثلاث عن الأثير، تقول إنها عاشت مع أبنائها تفاصيل لم تكن تعيشها سابقا وتقر أيضا بأنها خاضت على الهواء رحلة علاج طويلة مع المستمعين، تحدّثت عن أوجاعها وعن التنمر الذي تعرضت له، وعن الإحباطات النفسية التي مرت بها وتعتبر أن هذا الانكشاف هو سرّ ارتباط الناس بها، فهي تستنزف طاقتها العاطفية على الهواء، ثم تكمل نهارها مرهقة، لكنها تفضّل هذه الحقيقة على صورة المذيعة "المثالية دائما"
بين النقد والعداءات… ورأيها في الإعلام اليوم
تنتقد ريما المشهد الإعلامي الجديد، حيث صار كثيرون يدخلون إلى الإذاعة والتلفزيون من دون تدريب كافٍ أو موهبة واضحة، وينخرطون فيما تسميه "صحافة السوشال ميديا"، بتغريدات سريعة ولغة ضعيفة، وترى أن الإعلام، يمرّ في واحدة من أسوأ مراحله، والأخطر برأيها هو رفض الاعتراف بالمشكلة.
أحد المواقف التي أثارت الجدل كان تعليقها على تصرّف مراسلة لبنانية في مؤتمر ظهرت فيه الإعلامية هالة سرحان، تم مهاجمتها باعتبار أن عليها الوقوف "تلقائيا" مع زميلة لبنانية، لكن ريما تصر على أن نقدها كان مهنيا بحتا، مرتبطا بطريقة الطرح، لا بجنسية الشخص.
البوح بدل الـ Hard Talk
على خلاف مدارس الإعلام الصدامية، لم تؤمن ريما يومًا ببرامج «الهارد توك شو» المبنية على استفزاز الضيف أو انتزاع دمعة أو "سكوب" بأي ثمن، وتعتبر أن أقوى لحظاتها الإعلامية كانت عندما لم تسأل، بل حين ارتاح لها ضيوفها وكشفوا ما يريدون قوله من تلقاء أنفسهم.
بالنسبة إليها لا يُطلب "السكوب" طلبا، ولا تصنع اللحظات الإنسانية بقرار مسبق، بل تمنح لمن يعرف كيف يصغي.
الإرث الأهم: لمس القلوب
ترى ريما أنّ أجمل ما صنعته في مسيرتها ليس الشهرة ولا الأرقام القياسية، بل قدرتها على أن تترك أثرا حقيقيا في حياة الناس، يتجسّد هذا البعد في كتاب My Life, Your Touch الذي يوثق شهادات مستمعين تقول إن كلماتها لامست حياتهم، وغيرت قرارات مصيرية اتخذوها.
التفاصيل في هذا الحوار.



