كانت صدفة مدهشة ان يتكرر الحديث عن موضوع واحد بنفس الكلمات وجمل متقاربة، في يوم واحد بمواقف ولأسباب مختلفة ومع اشخاص مختلفين لا يعرفون بعضهم بعضاً وقد لا يلتقون ….

أما لي.. فكان درساً للتذكر 

في الصباح الباكر 

مجموعة رسائل عبر وتساب في حديث حميم مع صبية غالية..

الصبية ذكرت كلمة السعادة في عدة مواضع من جملها. كانت كلها في سياق الشيء المفقود، البعيد، الرجاء، المستقبل.

بحكم تجربة يومية عمرها ست سنوات منذ ان اختلفت سياقات حياتي…

: حبيبتي مايا...

السعادة مش محل بدنا نوصله ولا هو شيء معين بذاته (فلوس، أو حد بنحبه أو حتى نجاح مهنة) السعادة برأيي وبعد خبرة هي شيء شخصي ويومي ومتغير.

لأنه امبارح راح وبكرة مو عارفين شو شكله وشو ممكن يكون فيه مفاجآت!

السعادة هي الاشياء الصغيرة اللي يمكن نمر فيها بيومنا، الكلمة الحلوة اللي بناخدها وبنعطيها، اللقمة الطيبة اللي بناكلها أو أي مفاجأة بنعتبرها سارة ممكن تحصل معنا.. 

هذا مش معناته انه ما في طموح او تخطيط بالعكس، بس كمان الأهم انه نستمتع بالحياة كل يوم ببساطة لأنه بهالايام كل شي حوالينا بحاول يبيعنا أفكار عن شكل السعادة والوصول الى القمة ومليون قصة وقصة!

انت عندك رحلتك وانت بتقرري كيف شكلها، خصوصاً إنك صرتي في سن بتقدري تقرر لنفسك.

ما في حد بالدنيا عاش او بعيش حياة (مثالية) والكل بواجه صعوبات (على قده). في ناس صعوباتهم مع أهلهم! في ناس بصحتهم! وفي ناس برزقتهم! وفي ناس بوجودهم!!!! شوفي أهل غزة وتخيلي كل شخص فيهم كيف حياته!!!

الأطفال والصبايا والشباب اللي قدك، الأمهات والابهات!!!

الدنيا ما فيها عدل مشان هيك ضروري نقرر وين بدنا نوقف وهذا شكل من اشكال السعادة لأنه ممكن يخلي حياتنا وحياة اللي بنحبهم أحسن وألطف على أكثر ما نقدر.

تعلمي، تعلمي، تعلمي، لا تفكري شوعم يعمل غيرك فكري شو ممكن تعملي (أي شيء) انت عم تعمليه للأحسن. (الإحسان)

في منتصف اليوم 

وفي سوق الأعياد التقيت ب باربرا ديموين التي أوقفتني لتحدثني عن كتابها (صباح الخير أيتها الحياة) الذي كتبته على مدار سنة جملة بجملة وهي في طريقها الى العمل في القطار الى تورونتو... تلخص باربرا تجربتها (سيدة تمشي طريقها نحو السعادة خطوة بخطوة).

تحدثنا بنفس الجمل والتعابير السابقة وللمفاجأة اختارت باربرا نفس الكلمات بسياقات مختلفة!

السعادة ليست بداية شيء ولا نهاية شيء وليست مطلقة. هي مجموعة مواقف ومفاجآت على الأغلب هدايا زمنية غير متوقعة.

أما في المساء كنت وحلا نقف في ركن من أركان المطبخ نحضر الشاي فجاء حديث السعادة التي يبحث عنها الجميع وهي بين أيديهم..

هل ما زلتم تبحثون عنها؟