نتائج مباحثات القادة الأوروبيين وموفدي الولايات المتحدة وأوكرانيا في برلبن بشأن أوكرانيا، الى جانب ارتفاع وتيرة "الصراع المعلوماتي" بين روسيا والدول الغربية، كما تراجع النفوذ الاوروبي في العالم هي من بين المواضيع التي تناولتها الصحف الفرنسية اليوم 17 كانون الاول / ديسمبر 2025. الصحف الفرنسية سلّطت الضوء أيضا على استبعاد منظمات غير حكومية في غزة، كما تزايد المخاوف في إسرائيل من أعمال العنف التي تستهدف اليهود في العالم، الى جانب سياسة ترامب في أميركا اللاتينية. 

لوموند: لا اختراق حاسم بين الحلفاء في برلين بشأن أوكرانيا

رغم الأجواء التي وصفتها الصحيفة "بالتقارب" بشأن حل النزاع في أوكرانيا بعد أسابيع من التوتر، لا يزال الخلاف قائماً حول مطالب واشنطن بقبول كييف تنازلات إقليمية، وهو ما رفضه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. 

فبينما لم تحقق مباحثات القادة الأوروبيين وموفدي الولايات المتحدة وأوكرانيا في برلين أي اختراق حاسم، سُجّل تقدم نسبي في ملف الضمانات الأمنية، إذ طرحت الولايات المتحدة آلية جديدة شبيهة بالمادة الخامسة لحلف الناتو، مقابل تخلي أوكرانيا عن الانضمام إلى الحلف، مع بقاء أسئلة عالقة بشأن الرقابة والعقوبات. 

الأوروبيون أكدوا من جانبهم استعدادهم لإرسال قوة متعددة الجنسيات بدعم أميركي. 

ترى الصحيفة أن مع استمرار الضغط العسكري الروسي وغياب موسكو عن المباحثات، تبدو فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل عيد الميلاد محدودة، رغم تعهد الأطراف بمواصلة التنسيق.

 

لوفيغارو: تصاعد الصراع السيبراني بين روسيا والغرب 

يسلط المقال الضوء على تشديد روسيا قبضتها على الفضاء الرقمي في إطار ما يشبه "عقلية الحصار"، عبر حجب أو تقييد منصات غربية، وتعزيز صلاحيات هيئة الرقابة "روسكومنادزور"، وصولاً إلى القدرة على قطع الإنترنت ومنع شرائح الاتصال الأجنبية. 

هذه السياسة تهدف إلى عزل المجتمع الروسي عن المعلومات القادمة من الغرب، ضمن استراتيجية أوسع للحرب المعلوماتية تجمع بين السيطرة الداخلية والتأثير الخارجي. وقد طوّرت موسكو منصات محلية خاضعة لدوائر قريبة من الكرملين، ما يتيح للأجهزة الأمنية الوصول إلى البيانات، وتسعى لتصدير هذا النموذج إلى الخارج، لا سيما في أفريقيا. 

في المقابل، يحذر خبراء غربيون من أن الديمقراطيات تخسر حرب المعلومات بسبب اعتمادها على منصات خاصة، ويدعون إلى استراتيجيات هجومية أكثر فاعلية، مع الالتزام بالحقيقة والقانون. 

يخلص المقال الى أنه ورغم النقاشات داخل الجيوش الغربية، يبقى التحفظ قائماً خشية المخاطر القانونية والسياسية، مع التأكيد على الفارق بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية.

 

ليزيكو أوروبا العقدة التي ليس لها حل

يرى برنارد سبيتز أن المشروع الأوروبي يمرّ بحالة تعثر عميق بعدما نشأ في سياق الحرب الباردة وراهن على التوسع والازدهار تحت المظلة الأطلسية. فالأزمات العالمية المتلاحقة، من الكوفيد إلى حرب أوكرانيا، كشفت هشاشة التضامن الأوروبي وبطء الاستجابة الجماعية. 

اليوم، يقول الكاتب تبدو أوروبا منقسمة حول قضايا عدة كالتجارة، والطاقة، كما الهجرة، والصين، والدفاع، كما أنها تعاني ضعفاً في الابتكار والتكنولوجيا والصناعات الاستراتيجية، إضافة إلى تشرذم مالي وبيروقراطي. 

وبدلاً من أن تكون قوة عالمية، أصبحت أوروبا لاعباً ثانوياً بين الولايات المتحدة والصين، ما يستدعي صحوة جماعية واعية لتجاوز الانعزالية وإنقاذ المشروع الأوروبي بحسب الكاتب.

 

لاكروا: استبعاد منظمات غير حكومية من غزة بموجب خطة السلام 

يتناول المقال استبعاد عدد من المنظمات الإنسانية الدولية من العمل في قطاع غزة ضمن إطار إنساني جديد تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل. 

منظمات عريقة كالأونروا و"أنقذوا الأطفال" و"أطباء العالم" تواجه قيوداً إدارية ومنعاً من الدخول أو تجديد التراخيص، ما يعرقل إيصال المساعدات ويهدد استمرارية عملها. 

في المقابل، تُمنح تسهيلات لمنظمات جديدة قريبة من واشنطن وتل أبيب، بعضها ذو طابع ديني أو سياسي، ما يثير مخاوف من تسييس المساعدات وعسكرتها.

المنظمات المستبعدة تنتقد ما تعتبره محاولة لإسكاتها ونزع شرعيتها، خاصة تلك التي ترفض التخلي عن حرية التعبير أو تسليم بيانات موظفيها. 

ويحذر العاملون الإنسانيون من تقلص الفضاء الإنساني في غزة، ومن نموذج مساعدات مشروط يتعارض مع مبادئ الحياد والاستقلال، ويعرّض المدنيين والمنظمات لمخاطر متزايدة.

 

لوموند: تزايد المخاوف في إسرائيل من تصاعد العنف المعادي للسامية

يقول ساموييل فوري إن عيد "حانوكا" هذا العام كان مُرّ الطعم في إسرائيل جراء حادثة إطلاق النار في سيدني.

في هذا السياق تشير صحيفة "هآرتس" الى أن الاحتفال بالتقاليد اليهودية خارج إسرائيل أصبح يتطلب إجراءات أمنية مشددة، خاصة منذ بداية الحرب في غزة. 

يربط المراقبون هذا التصاعد في أعمال العنف ضد اليهود في العالم "بتأثير التكرار" في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، حيث قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

وفي حين اتسمت ردود الفعل الإسرائيلية بالحدة، محذرة من تهديدات معادية لليهود عالميًا، يرى الباحثون أن معظم السياسيين في إسرائيل لا يربطون بين الحرب في غزة والهجمات المعادية للسامية، مما يعزز انتشار هذه الظاهرة ويجعلها جزءًا من واقع طويل الأمد يثقل المجتمع الإسرائيلي.

 

ليبيراسيون: سياسة ترامب تجاه أميركا اللاتينية تتسم بالتقلب

يرى المؤرخ أوليفييه كومبانيون أن استناد دونالد ترامب إلى "مبدأ مونرو" في تعاطيه مع أميركا اللاتينية لا يعني عودة حقيقية إلى الهيمنة الأميركية القديمة، لأن موازين القوى تغيّرت جذرياً. 

فالمبدأ الذي وُضع عام 1823 لمنع عودة الاستعمار الأوروبي تحوّل في نهاية القرن التاسع عشر إلى أداة تدخل أميركي مباشر في شؤون المنطقة. أما اليوم، فلم تعد الولايات المتحدة القوة الاقتصادية المهيمنة، إذ باتت الصين الشريك التجاري والمالي الأبرز لمعظم دول أميركا اللاتينية. ويؤكد كومبانيون أن سياسة ترامب تجاه المنطقة اتسمت بالارتجال والتناقض، خصوصاً في ملفي الهجرة وفنزويلا. ورغم صعود حكومات يمينية قريبة من واشنطن، فإن هذا التحول لا يضمن للولايات المتحدة استعادة نفوذها، بل يعكس أحياناً تأثير تدخلات ظرفية. 

يخلص الكاتب إلى أن واشنطن، رغم التقارب السياسي، عاجزة عن موازنة الحضور الصيني المتنامي في المنطقة.