غُرف سريةٌ تُنقذ آلاف الكتب والمخطوطات النادرة من التدمير في مكتبة الموصل العامة
Description
نجح موظفون في مكتبة الموصل العامة،بإخفاء آلاف الكتب والوثائق المهمة بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة،غُرف سرية مموهة وخطة مُحكمة كانت كفيلة بإنقاذ هذا الإرث المهم.
تجري العادة أن تروي المكتبات العامة القصص وتحكي الحكايات على لسان كتبها،لكن مكتبة الموصل العامة أصبحت هي الحكاية هذه المرة،فبعد تحرير المدينة فقدت المكتبة ذاكرتها الثقافية وسُرقت آلافٌ من كتبها ،تحولت رفوفُها المزدحمة بالعناوين الى قطع حديديةٍ خاوية،الخسارةُ فادحةٌ يقول أمينها
جمال العبد ربه أمين المكتبة:
كانت المكتبة المركزية العامة في الموصل تحتوي على أكثر من 120 ألف كتاب،خسرت بعد سيطرة التنظيم على المدينة أكثر من 4385 كتاب، مختلفة الأنواع،استطاعت المكتبة اكأن تستعيد عددًا كبيرًا من الكتب المفقودة والتي احتفظ فيها سكان المنطقة القريبة من المكتبة،فيما جاء المتبرعون من كل مكان ورفدوها بالكتب؛ ليرتفع عدد كتب المكتبة مقارنة بالسابق ويصبح أكثر من 150 الف كتاب.
في الطابق الثاني من المبنى ينشغل مسؤول الكتب النادرة جمال أحمد بترتيب التصنيفات والعناوين المبعثرة لكتب نجت من أيدي التنظيم،أخفى هذا الموظف رفقة زملاءٍ له ، اكثرَ من خمسة آلاف كتاب وصحيفة داخل غرف تم تمويه أبوابِها ولم يُكتشف أمرُها مطلقًا.
جمال أحمد مسؤول وحدة الكتب النادرة:
لم يصدق الموظفون أن خطتنا نجحت في إخفاء هذه النفائس،حتى فتحتا الأبواب ورأيناها كما هي،نعمل اليوم على إعادة فرزها وتصنيفها من جديد ليستفيد منها الباحثون والقُراء.
بعد تحرير الموصل، بدأت الجهود لإعادةِ إحياء المكتبة العامة بمبادرات محلية ودعم دولي، أُطلقت حملاتٌ لجمع الكتب وإعادة ترميمِ المبنى،أسهمت منظماتٌ دوليةٌ بتوفير مصادر جديدة عوضًا عن المفقود، وتبرع سكانُ المدينةِ بمكتباتهم الشخصية.
عبد القادر الراوي أحد المتبرعين:
أشعر بسعادة كبيرة بعد قبول تبرعي بأكثر من مئة كتاب،المكتبة بحاجة الى ابناءها في ظروفها الصعبة،اتمنى أن يبقى ذكري يتردد هنا داخل هذا المكان المهم.
وبالرغم من سطوة التكنلوجيا وسيطرتها إلا أن للمكتبة رواد يقصدونها بشكل شبه دائم
عمار سامي طالب دراسات عُليا تحدث لمونت كارلو الدولية عن أهمية هذه المكتبة بالنسبة للباحثين في تاريخ العراق القديم وحُقبه المختلفة،خصوصًا الوثائق والصحف الصادرة في عهود سابقة.
ويعود تاريخ تأسيس المكتبة العامة في الموصل إلى العام واحد وعشرين وتسعمئة وألف، حيث كانت واحدة من أقدم وأهم المكتبات في العراق، تعرضت الى نكبتينِ كبيرتين، الأولى عام 2003 وخسرت حينها مخطوطات أثرية قيمة ،والثانية عقبَ عام 2014.